أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - أحلامُ شجرةُ ( التُكّي )*














المزيد.....

أحلامُ شجرةُ ( التُكّي )*


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5891 - 2018 / 6 / 2 - 12:53
المحور: الادب والفن
    


شجرةُ ( التُكّي )* ترسفُ في قلبها أحلام طفولتنا المسجونةِ فوقَ أوراقها مخلّفةً ذكريات خضراء تجتاحُ أزمنتنا المستباحة ترضعنا مِنْ ضرعِ ثمارها نستطعمُ الأنين الأحمر كـ الشفاهِ المتمرّداتِ خجلاً يرتجفُ , تَهِبُ ( الحِبَّ )* المستكينَ المرهفَ الدموعَ تحتها تجتاحهُ برودة تنعشُ الماءَ المتراقص حلقات تغازلُ ( طاسة ً )* تنامُ على سطحهِ مسترخيةً حالمة لا تزعجُ العصافيرَ تحتهُ تنفشُ ريشها الرقيق الحزن تحتمي متسلّيةً لاعنةً قسوةِ الصيف تستعذبُ قطراتهُ الباردة غارقة تحفظُ الأسرارَ , كلّما هبَّ نسيمُ الشوقِ يحرّكُ أغصانها تتراقصُ مشاعرنا الخجولة تغنّي آهاتها الطويلة , كمْ مرّة ومرّة نضجَ ( التُكّي )* يغازلُ عميقاً جذورَ البراءة فينا يشاكسُ سنوات شيّختها غربة تناسلتْ كثيراً على أبوابِ المنافي حينَما هبّتْ ريحٌ عارمة سرقتْ أفراحَ حديقتنا تشتّتَ الأعوامَ الثمينة الى حتفها تسوقُ الربيعَ تتناهشهُ السياطَ المنمّقة رحّلتْ الأعشاشَ الآمنة تتناهبها الأصقاعَ ضائعة الآمال تعبّىءُ بيوضها المتشبّثة خلفَ الأقفاص يزركشها النسيان تسوقها الذئاب تغيّبها . كـ شمسٍ خابيةٍ عادتْ في دفاترِ الأسلاف سوى الكلمات المنكسرة تصاويرهم مرصوفة مكتويةً الأجنحةُ براثنُ الجحود تتفتّحُ على أذيالها عالقة بربريّة تتنرجسُ بـ خبثٍ يداعبُ أفولَ أحلامهم العصيّة حاضرةً تثبُ عاليةً تردّدها حبال الأمنياتِ المستفيقة في بحرِ يحرسهُ العدم . هو الوطنُ يسكنها تتشبّثُ يُلهبها أوارُ القلب تمسحُ الرمادَ والحزنَ عنْ لحاءِ شجرةِ ( التُكّي )* تعلّقُ على أغصانِ عشقها أسماءهم الغائبة فرداً فرداً تتأوّهُ لكنَّ مكرَ العثَ إستلذَّ قلبها المفجوعَ فـ تهاوتْ تتنفسُ وحيدةً هجومَ المرارةِ وعبثَ الحروب المزمنة أزليّةً سرقت أغاني الأصدقاء فلا طعمَ سـ ينمو في كهولة الروح العاشقة إلاّ الندم يتقاطرُ يملأُ العيون . على نخيلِ الوطن المتهاوي سـ تُشنقُ أحلام كفنها بعدما ثقّبتهُ الرصاصاتُ الصديقة تردّدُ خيبتها : -
( غريبة ْ الروح لا طيفكَ يمرّْ بيها ولا ديرةَ التلفّيها صفتْ وي ليل هجرانكَ تردّْ وتروح ْ )* .


شجرةُ التُكّي * : شجرةُ التوت .
الحِبَّ* : اناء مخروطي فخاري يستخدمة العراقيين فيما مضى لـ تبريد الماء .
طاسة* : اناء صغير مصنوع من الالمنيوم يستخدم في شرب الماء وغيرهِ .
( غريبة ْ الروح لا طيفكَ يمرّْ بيها ولا ديرةَ التلفّيها صفتْ وي ليل هجرانكَ تردّْ وتروح ْ )* : مقطع من قصيدة الشاعر العراقي الغنائي ( جبار الغزّي ), تتحدث عن غربة الروح وعدم زيارة حتى أطياف الحبيب في المنام فلا ارض
تأويه فقط الهجران والالم تراوده .



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدكِ تُلبسينَ دكتاتوريتيّ حرّيةَ منحدراتكِ
- شذى شهر رمضان
- تحليق
- القراءة الموائمة قراءة في قصيدة ( الشيزوفرينيا ) للشاعر : كر ...
- في السماءِ لنا مكان قصيدة مشتركة* بقلم الشاعرة / شاعرة الجما ...
- الفراشةُ البيضاء قصيدة مشتركة* بقلم / شاعرة الجمال و الشاعر/ ...
- تلتفُّ ب حزنكَ ك العرجون
- وطنٌ .. على حافةِ الخديعة
- الربيعُ قادمٌ
- بلّوركِ يرطّبُ عتمةَ إشتهائي
- دموع ٌ على أبوابِ الشمسِ الغاربة
- إمرأتي أنتِ وباقي النساء سراب
- ( أستاهِدْﭺ )* مزنةُ فرحٍ تمشّطُ أحزاني
- - السيكودراما - يعتمد على الواقعية و تصاحبه العلمية المدروسة ...
- ربابتي السومريّة
- وألذّ ُ صباحاتي أنوثتكِ اليانعة ..
- تفاحتانِ مثقلتانِ ب التمنّي
- أولادُ الهور ناياتٌ حزينةٌ
- خاتون*
- ويلاه .. إختصرتْ عمري ب ثلاثةِ أيامِ .. !


المزيد.....




- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - أحلامُ شجرةُ ( التُكّي )*