حدث في الرابع عشر من رمضان عام 1963

رشيد الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 5887 - 2018 / 5 / 29 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في الرابع عشر من رمضان من عام 1963 وقع انقلاب عسكري كان احدى حلقات مسلسل تدمير البلاد .
هو أول حدث هز ارجاء البلاد يشار اليه بالتقويم الهجري بدلا من الميلادي في سابقة كانت هي ألاولى جاءت تماشيا وتناغما مع بدايات تشكيل خلايا الاسلام السياسي الشيعية والسنية سيئة الصيت ..وهي التشكيلات التي رحبت بالانقلاب أجمل ترحيب .. وساحة (14رمضان ) في المنصور وسط بغداد كانت هي التذكير بالواقعة .
في هذا اليوم تجمع العراقيون حول اجهزة الراديو للاستماع الى قرارات ألاعدام التي كان يصدرها ( رشيد مصلح ) الحاكم العسكري الذي عينه الانقلابيون اضافة الى بيانات حظر التجوال وأوامر القبض على الشيوعيين والموالين لنظام (عبد الكريم قاسم ) الذي سقط بايديهم.. وبين بيان وبيان وكلمة رنانة بصوت جهوري واخرى كانت الاذاعة تبث نشيد ( الله اكبر ) تبثه عشرات المرات .
أقفلت المحال التجارية أبوابها ولازم العراقيون منازلهم لا يخرجون منها الا للضرورة .
في هذا اليوم كان عمري سبع سنوات كنت في بغداد شاهدت الدبابة عن قرب أول مرة في حياتي بعدما أمسكت الدبابات مفاصل الشوارع الرئيسية في العاصمة .
كان شكل الدبابة وحجمها مخيفا للصغار اما بالنسبة لي فان (الحرس القومي ) الميليشيا التابعة للبعث كانت هي المشهد الاكثر رعبا مسببة الهلع في نفسي.. كان افراد الحرس يجوبون الشوارع راجلين يبحثون عن مطلوبين حاملين بنادق نوع ( بور سعيد ) الفرنسية المصنعة في جمهورية مصر ..كانوا منقبين في الايام الاولى للانقلاب وهؤلاء هم أول المنقبين الذين صادفتهم في حياتي .
(قصر الرحاب ) الملكي هو ذلك القصر الذي كانت تسكنه العائلة الملكية سقط قبل سنوات من تاريخ الانقلاب الرمضاني في غزوة هي من انذل واحقر الغزوات واكثرها خسة بالتأريخ ...هذا القصر صار اسمه بعد الانقلاب ( قصر النهاية) تحول الى سجن مرعب تنتهي فيه حياة المعارضين اذا دخلوه جراء التعذيب ..
الذين فرحوا بغزوة قصر الرحاب دخلوا القصر يوم الرابع عشر من رمضان عام 1963..دخلوه هذه المرة لا بصفة فاتحين غانمين (ابطال ) انما بصفة سجناء منهم من قضى نحبه في القصر ومنهم من فارق الحياة بعد خروجه بايام معدودات .
هو العراق فقل للدائرات قفي شاخ الزمان والعراق صبي... قالها شاعر

#رشيد_الفهد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل