أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد الفهد - كبوش التوت














المزيد.....

كبوش التوت


رشيد الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 5636 - 2017 / 9 / 10 - 05:27
المحور: الادب والفن
    


هذه شابة فلاحة لبنانية راحت مع امها الى بيروت بعدما غادرت كالمعتاد ضيعتها و(الضيعة) هي القرية أو الارض المزروعة..
كانت هذه الفتاة ترمي الى بيع ثمارها في المدينة وهناك في بيروت أخطأت في التقدير مع شاب تبين لها فيما بعد انه غشاش ومخادع ويبدو انها كانت تعقد عليه الآمال ما جعلها من شدة الصدمة ان تطلب من امها العودة الى بيتها الى ضيعتها فورا حتى دون اتمام عملية بيع الحاصل و (كبوش التوت ) كان هو الحاصل والكبوش يعني ان الثمرة قد نضجت و اينعت فحان قطافها :
عالضيعة يما عالضيعة وديني وبلا هالبيعة
جينا نبيع كبوش التوت ضيعنا القلب ببيروت
يا شماتة شــــــباب الضيعة .. عالضيعة يما عالضيعة يما.
هذه المسكينة تخشى ان يشمت بها شباب القرية على اعتبار ان الارتباط بشاب كهذا يعد خرقا اجتماعيا فاضحا غير مقبول حتى انها من شدة هواجسها اعتقدت ان قصتها على مستوى مصيبة :
مين بدنا نحكي قصتنا يا مصيبتنا ويا جرصتنا
هالشاب اللى سبب لوعتنا بايع قلبو 12 بيعة
ياليل القمر مش داري .. بقلبي وف حرقة ناري
وبالضيعة كل الحواري .. عم يحكوا قصة هالبيعة
والشاب الحواري بالنسبة لاهل الضيعات في لبنان هو الشاب العصامي الذي اذا أحب فتاة يحبها بقوة ،يحبها ويحب ابيها وامها واخيها وكل ذي صلة بها .
(توفيق بركات) كاتب هذه الكلمات يدري أو لا يدري ان الشاب الحواري كان متوفرا بالعراق في الزمن الجميل والا كيف غرّد (الغزالي ناظم ) قائلا :( أحـبك وأحــب كل من يحـــبك وأحـــــــــب الورد جوري عبنــــه بلون خدك ) ..
كان هذا هو العراقي يمزج الورد بالعشق .
في قصة اخرى جسدها (ملحم بركات ) قال فيها ان شابة صغيرة كانت تقف تحت شجرة التوت ما ان شاهدت شابا أقبل على مسافة امتار حتى راحت تهز الشجرة في محاولة لجذبه واستدراجه نحوها عسى أن يأتي ليلتقط معها حبات التوت المتساقطة.. في مسعى منها للحصول على ألتقارب أو عسى أن يفضي اللقاء في النهاية الى الزواج المنشود لكن هذا الشاب كان فطنا عرف نوايا الشابة ما أدى الى أن يخبرها بوضوح انه متزوج وأبو بيت مع قليل من التأنيب لها :
لا تهزي كبوش التوتي
مابحبك لو بتموتي
انا يابنت مجوز وزلمه
عقل بيتوتي
البنت اللي بتحب الشب
مابتوقفلو بنص الدرب
بعدك صغيري عالحب
فوتي ع بيتك فوتي .
هذه الفتاة كانت تأمل من الشاب ان يبايعها تحت الشجرة .
كان للتوت سهما في الموروث العراقي فقد كان لسكان المدن مثلا شعبيا متداولا يقول : (فحل التوت بالبستان هيبة ) ..اي بمعنى ان فحل التوت غير المثمر يمكنه ان يحفظ للبستان هيبته لكونه شجرة باسقة ،عالية ومرتفعة يهابها الناظرون .
ما كان لهذا المثل الشائع ان يضرب لولا انتشار التوت في كل الاماكن المتفرقة من البلاد قبل ( الردة) التي اطاحت بنا قبل ان تطيح بالزرع والضرع .
هذا شاعرنا العراقي الجميل (حافظ جميل ) كتب قصيدة غزل عام 1925 غازل فيها ( ليلى تين ) التي كانت زميلته بالجامعة الامريكية في بيروت قال فيها :
يا تينُ يا توت يا رمّان يا عنبُ
يا خيرَ ما أَجْنَتِ الأغصان والكُـثُبُ
يا مُشتهى كلّ نفس مسّها السّغَب
يا برء كلّ فؤاد شفّه الوَصَب
ما احلى العراقيين في الزمن الجميل يتخذون من الفاكهة رمزية في تعابير العشق والجمال .
وانا اتحدث عن جيلي أقول : كثيرة هي الصور التي ظلت مطبوعة في الذاكرة عن التوت والشجرة .... في الصغر تسلقنا شجرة التوت ومرات كنا ندور من حولها باحثين عن حبات سقطت هنا وهناك و احيانا نهز الشجرة وأشياء أخرى كثيرة...اكلنا التوت العراقي طازجا واكلناه مجففا وهذا الاخير كنا نشتريه باصغر قطعة نقدية .
عند الفراعنة وباللغة الفرعونية يسمى (التوت) (الخوت) وهي تسمية قريبة من العربية.
هؤلاء الفراعنة جعلوني في حيرة من أمري..هم يسمون التوت الخوت بينما لديهم ملكا اسمه توت ...توت عنخ آمون .



#رشيد_الفهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا جنينا من الاستقلال ...ماذا جنينا من السيادة الوطنية
- يمه حسن
- عشرة أيام هزت العالم
- العراق بين شيخين : الشيخ محشي والشيخ مهدي
- من سومر إلى الشعب العراقي مع التحية
- العبادي انقلابي هادئ
- أين كنا وأين أصبحنا اليوم
- حالنا على حاله
- معذرةً هبل
- تراب الوطن
- في بيتنا قمقم
- الشغيلة بين الماضي والحاضر
- العراق بعد الانتخابات القادمة
- من أغرب القوائم ألانتخابية
- عبود أبو العرموط
- عباس المنغولي
- أمينة الحفافه
- أنا عميل
- حانة أم معتوك
- شعبنا يبكي شعبنا يضحك


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد الفهد - كبوش التوت