أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد الفهد - الشغيلة بين الماضي والحاضر














المزيد.....

الشغيلة بين الماضي والحاضر


رشيد الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 14:37
المحور: الادب والفن
    


مطعم الكراعين ... يقع على مسافة أمتار قبالة المعبد اليهودي وسط مدينة البصرة .
هذا المطعم العتيق يقدم لزبائنه( أكرع) الغنم مع الثريد ولا أكلة سواها . إلا انه أزيل من الوجود مطلع الثمانينات مع المحال المجاورة حين قررت دائرة البلدية شق شارع جديد إلى جانب القديم بغية الحصول على ممرين لذهاب وإياب السيارات.
الحدادون,أصحاب الزوارق الصغيرة التي تندفع بواسطة المجاديف اليدوية , عمال القطعة في الموانيء , العتالون ,عمال البناء و الشغيلة ممن يمارسون ألأعمال الشاقة ... هؤلاء رواد دائمون للمطعم ,الأمر الذي جعله يكتسب طابعا طبقيا .
تفسير الإقبال الكبير من جانب هذه الفئات يعود لتدني سعر الأكلة قياسا إلى بقية الأكلات ولأنها تبقيهم في حالة إشباع لساعات طويلة وأيضا لاعتقادهم أنها تديم طاقاتهم المبذولة في أعمالهم الصعبة .
كثيرة هي الأشياء التي تلفت الانتباه داخل المطعم .
النادل الذي يقدم الطعام يرتدي (دشداشة) تحتها سروال طويل يصل إلى قدميه واضعا الطرف الأسفل من الدشداشة داخل الحزام العريض الذي يطوّق خصره .
حال جلوسك ما عليك إلا أن تحدد للنادل كمية الخبز اللازم للثريد.. رغيف واحد أو أكثر كل حسب رغبته وبعدها يأتيك صحن عميق يحوي على زوج من ألاكرع يتربعان على عرش الثريد على شكل خطين متوازيين و كي يحفظوا للأكلة هيبتها سيكون من النادر أن يأتيك كراع مطروح الى الشمال فيما زميله الآخر ينسدح صوب اليمين .
ذروة اشتغال المطعم عند الفجر... حينها ليس من السهل أن يجد الزبون مكانا إلا بعد انتظار قليل وفيما تحلو الأكلة في الأجواء الممطرة ينخفض الإقبال على المطعم في هذه الأجواء إلى أدنى مستوى بسبب توقف الكثير من الأعمال عند هطول الأمطار الأمر الذي يجبر غالبية الرواد البقاء في منازلهم وعدم التوجه إلى أماكن عملهم .
لا سبيل إلى تجريف الكراع إلا باستخدام اليدين إلا أن هذا لا يعد قاعدة ثابتة فمن الجائز أن ترى في المطعم أشخاصا ينفذون عمليات تجريف واسعة النطاق بأسنانهم مثل التعامل مع (عرانيس) الذرة الصفراء المسلوقة بالماء .
الملفت الأهم أن صاحب المطعم لا ينادي على أي شخص يغادر المكان دون أن يسدد الحساب ولا يشير إلى اسمه في سجل الديون إذ لا سجل للديون أبدا... صاحب المطعم يجزم بثقة عالية أن الشخص هذا لا يملك المال حتما وفي حال امتلاكه سيعود يوما ليشطب ما في ذمته من مال ولا بد أن يعود .
كانت هذه أخلاق الشغيلة في ذلك الزمن وهي جزء من منظومة القيم المحترمة التي آمنوا بها وتربوا عليها ,أما الشغيلة اليوم تشكل القاعدة الواسعة العريضة للميليشيات على مختلف مسمياتهم و ألوانهم القبيحة .



#رشيد_الفهد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بعد الانتخابات القادمة
- من أغرب القوائم ألانتخابية
- عبود أبو العرموط
- عباس المنغولي
- أمينة الحفافه
- أنا عميل
- حانة أم معتوك
- شعبنا يبكي شعبنا يضحك
- المصالحة مع المثقفين
- ألأغنية ألاولى...كانت هنا
- شيء من الحاضر
- كيف أصف ألنظام السياسي في العراق
- يا أنف فيروز
- أزمة السيد كامل
- حديث السيدة أم سامي
- الولي ازمة السيدة ام علي
- فخريه بائعة الجبن
- خالد يتزوج
- قالها علي:انا اعرفهم
- ويسالونك عن الحب


المزيد.....




- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب
- بصمة الأدب العربيّ: الدّكتورة سناء الشّعلان (بنت النعيمة)
- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد الفهد - الشغيلة بين الماضي والحاضر