أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشيد الفهد - خالد يتزوج














المزيد.....

خالد يتزوج


رشيد الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 13:04
المحور: كتابات ساخرة
    


أكد مصدر موثوق خطوبة السيد ( خالد) في الستين من عمره من الآنسة( أميرة)، بعد موجة أنباء متضاربة في شان خطوبته ترددت في وقت سابق.
ولفت المصدر إلى أن الخطوبة تمت في مراسم أعدت لهذا الغرض ، حضرها جمع ضم أقارب وأصدقاء الجانبين، فيما شوهدت والدته الطاعنة في السن واقفة وسط الجمع تطلق الزغاريد والأهازيج .
وقال شهود عيان أنهم شاهدوا( خالد) في إحدى الأسواق برفقة خطيبته ، خالعا للمرة الأولى قبعته البلشفية التي عرف بها ومرتديا ملابس مكوية في تطور جديد لم يكن مألوفا له من قبل..
(خالد) مثقف وقارئ ممتاز،يطالع الصحف اليومية والمجلات ويقتني الكتب في عطلة نهاية الأسبوع، يعمل في محل صغير لاستنساخ الوثائق، ودخله يغطي نفقاته اليومية وما يفيض عن ذلك يشتري به خمرا من الدرجة الثانية ، يحب الباميا، ويكره مصطلح (الشفافية) .
(أميرة) وهي جارة لخطيبها تسكن في حي فقير ذو كثافة سكانية عالية، وهي في الأربعة والأربعين من عمرها وجسمها بدء بالآونة الأخيرة يمتلأ، ومؤخرتها تأخذ بالاتساع.
الواقع أن (المؤخرة) بغض النظر عن لونها أو عرقها صار الحديث عنها يثير اهتمام "الأغلبية الصامتة" أكثر من أي أمر آخر !!
(المحللون) من جهتهم قالوا أن للخطوبة صلة بالحلم الذي راود السيدة (أم خالد) قبل الإقدام على الخطوبة بأيام ، لقد أفصحت عن حلمها تقول أن رجلا بمرتبة (إمام) زارها وهو على ظهر جواد أبيض، ابتسم لها ثم توارى عن الأنظار، عندها حين أنهت قولها ، صاح الحاضرون من حولها بأعلى أصواتهم (اللهم صلي على محمد وال محمد)، مع أنها في وقت سابق حين تعرضت لوعكة صحية نذرت لنفس (الإمام) الذي راودها نذرا بان تذبح له الدجاج إذا ما تماثلت للشفاء،إلا أنها بعد ما استعادت عافيتها راحت توزع (خبز العباس) بدلا من الدجاج.
أول تدبير اتخذته (أميرة) بعد الخطوبة مباشرة، قيامها برفقة أمها بزيارة ضريح مقدس تتردد عليه دائما طيلة السنوات المنصرمة، ترجوه وتدعوه أن يسهل لها النيل بعريس،حتى قيل وفقا لما نقله المراقبون أنها في إحدى زياراتها وأثناء دعواتها من اجل الزواج.. بكت عند الضريح0
نبقى مع أميرة فقد أكملت استعداداتها للزواج بعد قيامها باقتناء ثياب قليلة وملابس داخلية وحصولها على مادة (الشب) لإزالة الشعر امتثالا لفرضية( بارك الله بالمرأة الملساء) .
لم يبق على موعد الزواج سوى أيام قليلة، وهاهي غرفة النوم تصل محملة على ظهر شاحنة توقفت عند باب منزل السيدة ( أم خالد) التي راحت إلى الباب بعد أن لملمت نفسها بمشقة تطلق الزغاريد كعادتها، ووصول قطع الأثاث مناسبة تشكل في معظم مناطق البلاد حلقة من حلقات الاحتفاء بالزواج ،وعلى اثر ذلك هرع الصغار والنسوة من الجيران إلى داخل المنزل، اكتظ بهم المكان، وهناك تولت زوجة (شلال) ألأخ الوحيد لخالد، قيادة ذلك الحشد إلى إطلاق الأهازيج والألحان حتى فقدت المرأة السيطرة على نفسها وراحت تؤدي وسط التجمع حركات درامية جنوبية ، والمسكينة نست تماما أنها تحت المراقبة المشددة من قبل زوجها المنتمي لإحدى الجماعات ، الأمر الذي أغاظه مشهدها ما دعاه إلى أن يشق طريقه إليها مسددا ضربة قاضية على وجهها ليحيل بذلك ألأجواء إلى فاجعة.
أخذت قطع الأثاث أماكنها في الغرفة، وتولى (خالد) بنفسه تصفيف ملابسه القديمة منها والجديدة داخل الدولاب، ناهيا بذلك حالة المسامير الطويلة المثبتة التي أعدها طيلة العقود الماضية شماعات يعلق عليها ملابسه وأشياء أخرى،وفي هذه الأثناء كانت أمه داخل الغرفة وهي في حالة حزن شديد جراء ما تعرضت له زوجة (شلال)،التفت إليها يداعبها في مسعى منه لتخفيف حالة التوتر عنها قائلا : أكيد انك الآن قد تذكرت أيام عرسك أليس كذلك؟ إذن لا مانع عندي إذا رغبت بالنوم هنا حتى يحين موعد الزواج وسيكون علي من السهل اللجوء إلى مكان آخر، ابتسمت له ثم ردت عليه بشطارة : نعم سأنام هنا وأظل أنام هنا حتى بعد الزواج ، ضحك الاثنان إلا أن شعورا غريبا مفاجئا استولى على ( خالد) بعد أن لفتت انتباهه قبعته العتيقة وهي ما تزال الوحيدة التي ظلت معلقة على احد المسامير،نظر إليها بإفراط ، ثم راح يقترب منها وهو يمعن النظر بها، تناولها برفق وعناية،حركها بأنامله في غاية الهدوء ثم وضعها على رأسه واقفا أمام المرآة ،أطال الوقوف أمامها متأملا، وأخيرا خلعها ووضعها على الرف داخل الدولاب عازما على عدم ارتداءها أبدا ، جاعلا منها ما يشبه القطعة الأثرية تتحدث عن ماضيه المرير وعذاباته الموجعة التي تحملها بصبر نادر .
احتفظ بها حتى تشهد على سعة آماله وأحلامه التي تبددت وعلى عمره الذي ضاع (ضياع الأيتام في مأدبة اللئام).



#رشيد_الفهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قالها علي:انا اعرفهم
- ويسالونك عن الحب
- وأنت ترى مواكب الأعراس...انتبه لنفسك
- الطعام.....فقط في وسائل الدعاية الانتخابية
- أين الشيطان؟
- أين الله؟
- شيء من العراق
- من سيحفر قبر الاسلام السياسي في العراق
- تحت تهمة الخيانة الزوجية:تنفيذ حكم الإعدام في بابل بحق احد ا ...


المزيد.....




- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشيد الفهد - خالد يتزوج