أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رشيد الفهد - شيء من العراق














المزيد.....

شيء من العراق


رشيد الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 2836 - 2009 / 11 / 21 - 11:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



العراقيون أسسوا بنجاح أول برلمان في العالم يتألف من مجلسين،الأول للشيوخ والآخر للشباب، وتشكيل هذا البرلمان على أساس فئة الأعمار هو حالة فريدة متقدمة تعد من روائع ما أنتجه الذهن العراقي في خطوة علمية من شانها تأمين تلاقح الأفكار والآراء بين الأجيال المختلفة وإنهاء حالة القطيعة التي من المحتمل أن تقع فيما بينها، كان هذا في الاف الثالث قبل الميلاد ،حتى أن كلمة (حرية) التي تعني باللغة السومرية(امارجي)تم العثور عليها عنوانا لوثيقة حقوق الإنسان التي دعا اليها الملك (اوركاجينا) أول داعية للسلام في العالم ومنها قال البابليون:(حتى الكلب يكون حرا في بابل).
يذكر أن كتلتي الشيوخ والشباب في مجلس النواب العراقي لدى مملكة الوركاء جنوب البلاد لبوا دعوة المجلس لعقد اجتماع طارئًٍ لبحث التهديدات التي أطلقها ملك دولة (كيش) الواقعة إلى شمالها الداعية الى دفع الجزية أو القيام بغزو شامل. كتلة الشيوخ صوتت بالإجماع لقرار يقضي بالرضوخ لمطالب كيش والاستسلام لها حقنا للدماء فيما استخدمت كتلة الشباب حق النقض (الفيتو) لقرار الشيوخ داعين إلى الوقوف بوجه المطامع والدفاع عن بلادهم وعلى اثر ذلك تم إعلان النفير العام في البلاد ودعوة القادرين على القتال وتجهيز ما يمكن تجهيزه لخوض معركة مصيرية كبرى فيما باشرت النسوة بتحضير( الكعك) طعاما للمحاربين مما اضطر ملك كيش إلى سحب جيوشه وإعلان الصلح بعد أن ترددت إلى مسامعه أنباء العزم على القتال، هذه الحادثة وردت في العديد من قصائد الشعر السومرية.
إن الديمقراطية الأولى كانت على ارض العراق وان من يطالع فصولها تغمره حالة الإعجاب والدهشة كأنه يطالع شانا معاصرا حتى الأساطير باعتبارها إنجابا جاء بعد مخاض دار في الذهن العراقي فإنها عكست ما كان موجودا على ارض الواقع.
تقول الأسطورة: عقد مجلس الآلهة اجتماعا طارئً لبحث قضية الإله الأنثى(تيامة) باعتبارها المسؤولة عن الشر ودارت مداولات أفضت إلى اتفاق بأغلبية الأصوات يقضي بأن يتولى الإله(مردوخ) مجابهتها و القضاء عليها، وبعد صراع مرير دار بينهما تكللت المجابهة بالنصر التام لمردوخ وهذا ما قاد الآلهة إلى إصدار أوامرها لبناء معبد له في بابل، وبابل معناها( باب الإله) فهذه الأسطورة تثبت على وجود حياة ديمقراطية كانت سائدة في العراق، باعتبار قرار القضاء على تيامة تم اتخاذه بأغلبية الأصوات في المجلس المؤلف من الآلهة الذكور والإناث بل أن الإناث حضين برمزين كبيرين بالفلسفة المثالية للعراقيين ، رمز الحب لعشتار والشر لتيامة الأمر الذي يشير إلى وجود دور قيادي للمرأة والى مكانتها المرموقة وعلى هذا الأساس من غير المستبعد تماما أن تكون البرلمانات التي تأسست على ارض العراق حاوية على نساء .
والى جانب هذا البرلمان الفريد شكل العراقيون المجالس المحلية من سكان المدن والأقاليم وهي ما سعت إلى تطبيقه في عصرنا الراهن البلدان ذات التقاليد الديمقراطية العريقة الأوربية منها على وجه التحديد ،وبما أن الكثير من الأقاليم كانت لأقوام غير عراقية فهذا يعني أن العراقيين هم أول من قاموا بتأسيس النظام في الفيدرالي في العالم.
لقد تولت هذه المجالس العديد من المهام كان أهمها إسناد القضاة وفض النزاعات وتنفيذ مشاريع الري إلا أن مهمة الدفاع لم تكن على عاتقها.
ومن الثوابت الطريفة والمثيرة للتأمل المألوفة حينذاك أن كبير رجال الدين في بابل كان في الأول من نيسان من كل عام يصفع الملك على خده أمام شعبه صفعا قويا حتى تسيل دموعه من اجل أن يعترف بذنوب أو خطايا ربما اقترفها بحق احد مواطنيه، كان ذلك بمثابة التأكيد على أن سلطات الملك ليست مطلقة فضلا عن كونها مبادىء تسعى إلى تثبيت ونشر ثقافة المسائلة.
كان هذا في العراق في ذلك الزمان وشتان بين زمان وزمان

رشيد الفهد

المصادر:
د زهدي الداوودي حول مفهوم الديمقراطية
شمخي جبر جذور المجتمع المدني في العراق حضارة وادي الرافدين
عن الميزوبوتاميا سليم مطر



#رشيد_الفهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيحفر قبر الاسلام السياسي في العراق
- تحت تهمة الخيانة الزوجية:تنفيذ حكم الإعدام في بابل بحق احد ا ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رشيد الفهد - شيء من العراق