أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف الصفار - الطير والدولار / قصة قصيرة














المزيد.....

الطير والدولار / قصة قصيرة


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5886 - 2018 / 5 / 28 - 21:34
المحور: الادب والفن
    


الطير والدولار/ قصة قصيرة
أنا الانسان الخطأ من الزمن السحيق , تميد بيَ الارض , وتقذفني الحمم كصخرة صماء ,.. اخوض في بحر من الاوحال . امسك بيديَ الامال فتتسرب من بين اناملي كالرمال ..
جائني الطير بمرسال , قال لي : انها تنتضرك في محراب الزمان .. قلت له : ابعد عني أيها الطير الذليل , اما تراها انها لاتعرف الحب وتريد الاستقرار ؟, الا ترى التخلف في اجنحتك الزرقاء التي تحمل الاسئلة البلهاء؟
ذهب الطير وعاد بعد سنين , كنت قد تجاوزت منتصف العمر . قال : ياهذا أراك تعبت من العراك في سفوح الحياة , وأخذت منك الكتب كل مأخذ . حبيبتك رفستك كمهرة متمردة , واضاعت عليك كل سنين الشوق واللهفة وارتبطت بمن يطاولك في حياة المغانم , بجسارة الفرسان .. قلت : ياطير انت دائما تأتيني بالاخبار حينما تتسخ اجنحتك , اغرب عن وجهي بغير رجعة فانا لايملكني نظام , انا ابن هذا الكون الفسيح ابحث من جديد عن المسيح . بعد مائة سنة سيضرب الارض حجر كبير , فيحيل كل شيء الى هباب , حتى شوارع وول ستريت وناطحات السحاب ..
ضحك الطير اللعين ضحكة صفراء , وقهقه , ورفرف باجنحته البلهاء , وقال : لازلت تهرب من واقعك الى آخر افتراضي ولا تعترف انك مهزوم لامحال ..
غاب عني الطير باجنحته الوسخة , فتنفست الصعداء , وقلت مع نفسي حان الاوان للأتيان بما يكتبه لك الزمان.. ومر عقد او عقدان , حتى عاود الطير الظهور على باب منزلي الجديد باثاثه الفاخر ورونقه البهي , وبدل ان يأتيني بالاخبار سألني وهو حيران ,, كانت اجنحته نضيفة غير متسخة قال : اراك عصي الدمع شيمتك الغدر , قلت له الصبر قال لي لا, الغدر , لاني اراك وقد ركنت ما كنت تدور حوله كحمار الناعور واخذت تزهوا بسنينك السمان واصبح لك صبيان .. قلت : يا هذا انه الهدف القصير الماحق .. رفرف باجنحته وطار ..
اتاني مرة اخرى بعد عقد او عقدين من الزمان وقال لي : اراك عصي الدمع شيمتك الصبر قلت , الغدر قال ,لا, الصبر .. لاني اراك قد وهن العظم منك ولك ابناء رجال , لكنك لاتمتلك من امرك شيء , قلت له الاولاد على سر ابيهم يقصفونك بالمليان ويحملونك اسباب وجودهم في عالم الحيرة والبهتان , ويخوضون في بحر من الاوهام , وانا تائه ولهان .. ضحك الطير وقال لي : لاول مرة اراك تستجير بطير مهيض الجناح ساتيك بالاخبار من لم تزود ..فقد ذهب صنوك سارق الاحلام مودعا الى السماء السابعة ,وبقت تلك التي كانت تراودك عن نفسها وحيدة بدون دار او مكان ..
قفزت من مكاني وقلت : يا هذا كيف !؟؟ انها الشريان في مجمل الاوطان , النسغ الصاعد والنازل في سلم الحياة .. فصاح بيَ : وزوجتك ؟ قلت انها صنم من عاج قال لي : اطمئن ساخبرها بما ستعرضه قلت له وقد تملكني الشوق وانسحقت سنيين النسيان واستعدل الوزن والقبان : قل لها ماشئت اريدك فقط ان تأتيني ببيان ..
ذهب طيريً الحبيب كالولهان , وعاد لي هذه المرة باجنحة مبللة وكانه سقط في وحل من الامتهان , وقال لي : تسألك هل لديك قدرة على ان تثير جوانح الشوق , وتحي الذي كان , يصاحبه الدفع بالدولار .. قلت : الحب اهم الاركان . فذهب ولم يعد , فعدت الى صوابي وقلت مع نفسي للمرة الثانية ترفسك كمهرة جانحة وتسائلت هل للعدالة ميزان وانا الباحث عن الحقيقة .. اغور في الاكوان واجوب حدائق الانغام لي تاريخ طويل بالشد والجذب لفيزياء العقل , فاتسامح واشدوا باعذب الالحان , لكن في كل لحظات العمر , يلازمني القنوط ويتملكني جنون الارتياب فاتحول كمريض العقل والوجدان ..
ضحك الطائر وهو جذل فرحان واخذ يرفرف بجناحيه القرمزيتين وقال لي : ما تسطره في هذه الحياة يصيبه الوهن والنسيان وتندثر معالمك كانسان لانك لاتمتلك الورقة الخضراء والتي يسمونها الدولار .. اما ترى هؤلاء الحفاة في سالف الازمان كيف اصبحوا منتفخي البطون , يعتلون المنابر بكل صلف وعناد , ويزاحمون العقل بالاوهام , ويصرفون عملتهم على السذج والجهلاء .. غلمان السياسة لايهمهم شيء غير اللهاث والدوران في دوامة مزمنة من الذل والامتهان ؟ .. اما تراهم كيف يمشقون السيوف , ويلوحون بالكلمات ويقلبون الحقائق .. يلاحقون البسطاء والاجساد المنهكة , بمفاهيم التغريب في الازمان السحيقة , ويتمكنون من كل هذا وذاك لا لشيء سوى انهم يمتلكون الدولار ويلوحون به بكل المناسبات .. هؤلاء هم صناع الحياة .. وما حياتك سوى وهم مركون في صحائف النسيان ..



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتوى / قصة قصيرة
- الامبراطور المتنور /ج2
- الامبراطور المتنور
- العقل والدين عند كانت
- الاستمكان والامتحان / قصة قصيرة
- روما القديمة والمسيحية
- فيزوقراطية وشيوعية القرن الثامن عشر
- الرجل المقلوب / قصة قصيرة
- فولتير والدين /ج 3
- فولتير والدين /ج2
- فولتير والدين /ج 1
- المتنورون في القرن الثامن عشر /ج4
- لنوقف هذا المد الفاشي
- المتنورون في القرن الثامن عشر ج /3
- المتنورون في القرن الثامن عشر /ج2
- المتنورون في القرن الثامن عشر / ج1
- يوم ماطر/ قصة قصيرة
- الفيلسوف والبقال قصة قصيرة
- تعددت الابواب والكاتب واحد
- الدولة والاحزاب


المزيد.....




- مصطفى محمد غريب: تجليات الحلم في الملامة
- سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار ...
- مهرجان الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي
- معرض العراق الدولي للكتاب يحتفي بالنساء في دورته السادسة
- أرشفة غزة في الحاضر: توثيق مشهد وهو يختفي
- الفنان التركي آيتاش دوغان يبهر الجمهور التونسي بمعزوفات ساحر ...
- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف الصفار - الطير والدولار / قصة قصيرة