أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف الصفار - المتنورون في القرن الثامن عشر / ج1














المزيد.....

المتنورون في القرن الثامن عشر / ج1


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5482 - 2017 / 4 / 5 - 11:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المتنورون في القرن الثامن عشر / ج1
ظهرت كوكبة فذة من الفلاسفة المتنورين في القرن الثامن عشر , وكانهم على موعد مع الحياة برؤية فلسفية عقلانية تضع الانسان والكون والحياة ضمن اولوياتهم . فكان لامتري وفولتير وديدروا ودالمبير وجريم وهولفشيوس ودي هولباخ ,فلاسفة يعارضون الديانات القائمة من حولهم ..
كانت باريس عاصمة الفكر في اوربا . ومن خلالها اصبحت حركة التنوير واسعة النطاق مثلها مثل حركة النهضة الاوربية وحركة الاصلاح الديني . لكن قبل هؤلاء كلهم ظهر كاهن اسمه ( جان مسيليه ) ولد عام 1678كان يدفع كل مايتبقى من راتبه على الفقراء وحين قضى نحبه ترك كل مايملك لاهالي الابرشية ( اصغر وحدة في النظام الكنسي ) التي كان يرعاها ..تاركا ايضا ثلاث نسخ من مخطوطة عنوانها ( عهدي الجديد ) والتي لم يطلع عليها احد حتى وفاته وهو بالخامسة والخمسين .. نشر فولتير اجزاء منها ولم يطبع النص كاملاً حتى عام 1861..
( لن اضحي بعقلي , لانه الوحيد الذي يجعلني اميز بين الخير والشر وبين الحق والضلال ولن ارتاب بحواسي لانها تكفي لتصحيح الاحكام والقرارات المتسرعة التي ملت الى اتخاذها ) ويتسائل متعجبا ..كيف يمكن لاي انسان متحضر أن يؤمن بإله يحكم على المخلوقات الخلود في الجحيم ؟؟ ..ان رجال الدين جعلوا من الإله ماكراً صارما ًفاي اخلاق نتحلى بها اذا كنا نقلد هذا الاله ..
ثم يفكر مسيليه بمادية متطرفة ويتسائل ..لم نذهب بعيداً ما وراء المادة باستفسارنا عمن خلق المادة الذي يسحبنا الى حل لغز السؤال الطبيعي للاطفال هو من خلق الله ثم يؤكد ان المادة تعمل من نفسها لنفسها ..( اتركوا لرجال اللاهوت علتهم الاولى فالاثار والاحداث التي نراها في الطبيعة ليست بحاجة لهذا )
وبّين مسيليه ان البشرية خسرت بسيطرة اللاهوت على الفلسفة ,واعتبر ان الفكر حقا اساسيا يمكنه وحده ان يحقق للناس معنى الانسانية وعظمة النفس.. ثم هاجم نظام الملكية واعتبره اس البلاء , فالتملك لصوصية , وقد كيفوا التعليم والدين والقانون لحماية هذه اللصوصية وطالب بتوزيع الملكية توزيعا عادلا . وحرية الانفصال بعد الزواج ,وتربية الاطفال في مدارس مشتركة , وبهذا ننتهي من نزاعات الاسرة و ونهاية لحرب الطبقات والفقر . وحين اقتربت نهايته تحدى كل الذين يمقتونه ويصبون عليه اللعنات ..(دعهم يفكروا او يحكموا ويقولوا ويفعلوا ما يريدون ..لن اعبأ بهم كثيراً .. بل إني اليوم لم اعد اعبأ كثيراً بما يحدث في العالم . ان الاموات الذين أوشك ان الحق بهم قريباً , لايعانون الآن شيئاً ولم يعودوا يزعجون انفسهم , ومن ثم فأنا أضع نهاية لكل هذا . أنا الآن اشبه شيء بالعدم , وبعد قليل ساصبح لاشيء حقاً ) ..
( دي لامتري ) طبيب ولد عام 1709 اصابته الحمى فشعر بنوع من الصفاء الذهني فخلص بان التفكير ماهو غيروظيفة من وظائف المخ ( نحن لانعرف ماهي النفس . ولا نعرف ماهي المادة , لكننا نعرف على اية حال انه لاتوجد نفس بدون جسد ) وايقن انه بدراسة الجسد وحده يمكن دراسة النفس ,, وبهذا يتطلب ان نبحث في قوانين المادة .. فانكر كون النفس صبت صبا في الجسد بفعل خارق لما وراء الطبيعة .
كان (لامتري) يعمل طبيبا في الجيش الفرنسي ومن خلال طرحه لافكاره ارتعدت لها فرائص القسيس في الكتيبة , واخذ يتوعده ففر الى ليون فشن هجومه على مهنة الطب وتحول الى الفلسفة ..
( الانسان الة ) كتاب اصدره لامتري يتحدث عن كون الانسان ما هو غير جسم ترجع كل افعاله الى اسباب بدنية او كيميائية .. لايختلف عن الحيوان الذي يظل جسمه ينبض ويرتجف وامعائه تقذف محتوياتها بتقلص جدرانها بعد الموت .. وان مرض الجسم يمكن ان يضعف الذهن لانه يعتمد على العمليات الفيزيائية والكيميائية , وان النفس تكتسب حيوية ونشاطاً و حدة وذكاء كلما قوى الجسم .
في كتابه ( الانسان نبات ) توسع في سلسلة الوجودالكبيرة الى نظرية التطور, ونسي فجأة المذهب الالي وانزلق الى المذهب الحيوي : افترض بذورا معينة مكنت المادة من أن تسبب الحياة وايقن ان الاجيال الاولى كانت ناقصة غير تامة .. وليضيق الهوة بين الحيوان والانسان بين لامتري ان لبعض الحيوانات سمة التفكير, وليس ثمة فرق كبير بين ابسط إنسان وأذكى حيوان , فالبلهاء او المعتوهين حيوانات لها وجوه بشرية , ولم يعد الانسان قرداً بسبب إنه اصبح انسانا بفضل اللغة ..
لم يكن لامتري ملحداً صريحا فهو نبذ موضوع الاله على انه غير هام ( ليس يهمنا من اجل راحة البال , اذا كانت المادة ابدية او خلقت , او انه يوجد او لايوجد إله ) لكنه استدرك : (ان العلم لايكون سعيدا إلا اذا كان ملحداً , فعند ذاك لا تكون حروبا دينية ,ولا اضطهادات من جانب الكنيسة , ويمكن للانسان ان يعبر عن غرائزه الطبيعية دون شعور بالاثم .
كان ابقورياً اعتبر ان اللذة الحسية هي اعظم الخير , وكره تحقير اللاهوتين لملذات الحياة , وقال : ( ان اي انسان لا يندم على انغمازه في الملذات الحسية ما دامت لا تنطوي على اي ضرر للغير ويتطلب ان لايكون مسئولا عن جرائمه لانها نتاج الوراثة والبيئة اللتان لاسلطان له عليهما وينبغي ان لا يعالج بالعضات بل بالدواء ..) لذا وصفه فولتير بان افكار هذا الرجل عبارة عن العاب نارية , على شكل صواريخ من السماء , وثرثرته مسلية لبضع دقائق ولكنها مزعجة الى حد مؤلم ..
كان لامتري يسخر من الموت واعتبره خاتمة مسرحية هزلية .. ثم وهو في سن الثانية والاربعين اتخم نفسه بفطيرة من لحم الطيرقدمها له احد مرضاه في مأدبة عشاء فاصابته حمى شديدة وقضى نحبه وهكنا مات الطبيب وبقي المريض ..لكن افكاره انتقلت الى غيره من المتنورين ودخلت روح العصر ..متمثلة بديدرو ودي هولباخ ..



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم ماطر/ قصة قصيرة
- الفيلسوف والبقال قصة قصيرة
- تعددت الابواب والكاتب واحد
- الدولة والاحزاب
- فلسفة الاديان
- الرواية مهنة ام امتهان
- اعلان للصمت
- ترامب والخراف الضالة
- الجزر الهوائية /قصة قصيرة
- شيٌ من هذا القبيل / قصة قصيرة
- حية و درج / قصة قصيرة
- بانوراما الزمن بين النكسة والربيع العربي
- النزعة العقلية في القرون الوسطى
- ثلاثة في واحد / قصة قصيرة
- قرنان قبل انشتاين 2-2
- قرنان قبل انشتاين
- هوس النوستالجيا
- سبينوزا و مفهوم الديمقراطية
- اغتيال الثقافة
- حينما تسقط الثقافة


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف الصفار - المتنورون في القرن الثامن عشر / ج1