أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف الصفار - تعددت الابواب والكاتب واحد















المزيد.....

تعددت الابواب والكاتب واحد


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5445 - 2017 / 2 / 27 - 19:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعددت الابواب والكاتب واحدٌ
((صحيح اننا لانستطيع ان نغير الطبيعة البشرية , ولكنا نستطيع ان نعدل تصرفاتها بتقاليد وعادات اصح , وشرائع احكم . واذا كانت الافكار قد غيرت العالم , فلم لا تصنع الافكار الافضل عالما ً افضل ؟؟ ))
فولتير

الضجيج في السنين الاخيرة يعلوا وقائع الحياة علوا مضطردا , وبعد الضجيج نتوقع الحدث , والحدث الاهم هو الرؤية الاحادية لكل فرد او منظومة فكرية , ونادرا ما تأتي التوقعات وفق اماني صاحب الرؤية وتستمر الحياة ويستمر هذا الفعل الجدلي عبر الازمان , بعدها نتسائل هل تغير شيء مما كنا نتمنى ؟؟, هل ما رغبنا بتغيره كان حقيقة ؟ ام نزعات شخصية كامنة في اللاوعي الانساني لمجموعة من الاجساد تفعل فعلها الفيسيولوجي لارضاء متطلبات نفسية غائرة في عمق تاريخنا .؟..
حين احاول ان استدل بقرائاتي الكثيرة عن حقيقة الحدث وهدفه , اجد هناك نوع من النفعية المعرفية . وحين اتابع الفضائيات بكثرة محلليها السياسين اصحاب الجولات الكثيرة متوسما نوع من الرضى الفكري انتهي الى قناعة ان هذا المتكلم او ذاك مدفوع الثمن مسبقا , وما تنميق الكلمات وتسطيرها سوى استجابة لارادات خفية ..
ازمتنا الحضارية ازمة ضمائر مقولبة داخل شرنقة مادية طافحة بالنفعية ..وازمتنا التاريخية هو عدم قدرتنا بتجاوز المألوف المعتاد خوفا من ان نغضب اصدقائنا قبل اعدائنا فنتناول الدين وشخوص التاريخ السياسي بكل اريحية فكرية متغطرسة يعزونا الكسل لان نسطر ما يحلو لنا ويغيض مناوئينا ..
كاتب اجتماعي , يتناول شخصية سياسية ويلمع تاريخها , و يبتعد عن الواقعية برغبة ذاتية , وكاتب آخر يعارض الماركسية ويفند الفكر الجدلي الماركسي وهو لم يطلع على كتاب راس المال والاخر يلوح لنا بمفاهيم ثورية عصية على الحل ومجتمعنا لايزال يتغنى او يتباكى على ما حدث قبل الاف السنين .
الامية مستشرية ليس في طبقات الشعب الدنيا وانما يمارسها الطبيب والمهندس والعالم الفيزياوي , حين يحاولون ربط كل معطياتهم العلمية او الفكرية بالغيبيات ..الطبيب وبعد ان يأخذ المقسوم يودعك ( وانت تريد منه ان يطمأنك ) بجملة الاعمار بيد الله , والمهندس تراه لايزال يؤمن بان الجبال لها اوتاد تحرسها الملائكة , والعالم الفيزياوي بعد ان يفني عمره بدراسة الفلك والكون يترك مجاله الحيوي ليركن الى تأكيد وجود الله من معطياته العلمية التي تعلمها بشق الانفس بدل البحث عن دلالات مادية تجعله رائدا في بحوثه العلمية .
اما رجالات الدين فلا ينفك زعيقهم الخطابي المعتاد لجعل البشر امة واحدة تؤمن بالمعروف وتنهي عن المنكر وبدون ان نحدد مفاهيم المعروف والمنكر فهو لايقر بتتغير الحقائق عبر الازمان , وان الرؤية الاخلاقية تتبدل وفق معطيات تاريخية جغرافية او طبيعية ..
ما نعانيه ليست ازمة ضمير فقط , و انما ازمة وجود ايضا فبعيدا عن تماسكنا هو انحدارنا وتهاوينا في بحر من الاحلام نزج انفسنا في حلقات فائقة التعقيد لنشكل في النهاية سلسلة لامتناهية من اوهام بآفاق جديدة ..
شعوبنا استمرأت الجهل وينابيع التخلف فعاشت بين جوانحة وهي آمنة مطمئنة الى كل ما يعرقل العقل وتطوره ويعيقه عن التفكير هو من بنات اقدارنا وان مصائرنا محددة مسبقا ..
يقول فولتير ان ما فعلته الكنيسة من اعمال وحشية بحق الانسانية يفوق ما لاقاه المسيحيون الاوائل من الامبراطورية الرومانية ونحن نقول ان ماعاناه المسلمون من قريش ليس ذات شأن اذا ما قارناه بما عانته الانسانية وتاريخها الزاهي على يد ما نسميه الفتحوات الاسلامية ..
مشكلتنا هي تهويل الاديان , واعطائها مسحة من الحقيقة المطلقة . فمعظم الدكتاتوريات العربية اتخذت من الاديان مسوح لتلميع صورتها حتى تكيل لشعوبها القهر, والتغيب , ومصادرة الحريات بعد ان صادرت كل الافكار التقدمية والحضارية . فليس من الغريب ان نجد الشارع العربي بعد ربيعه الكارثي يتغنى بالسلف لينتج لنا عتاة الاشقياء والمجرمين يمارسون قمعهم باسم الدين ..
الامبريالية لايهمها شعوبنا بعد ان خدعتهم بوهم الحرية الزائف قدر ايلائها مصالحها وتهيأة اسواق رائجة لتمرير اسلحتها لانقاذ النظام الرأسمالي المتأزم وتفكيك عقده ..
اذا لم تنتج محافلنا الدينية ومن داخل المؤسسة الدينية الكم اللازم من المتنورين يتناولون الفكر الديني بموضوعية وكما فعل المعتزلة من قبل فسنبقى نراوح في عنتنا وتشرذمنا عازين كل شيء الى مخافة الله
الذي تحول الى موضوع للمزايدات وليس خالق فعل متسامي عن الاحقاد ..
ان تجديد الخطاب الديني كما يحلوا للبعض ان يسميه هي كذبة اخرى استمرئها مثقفينا متجاوزين الدين كفعل غيبي متسلط يركن اليه الانسان الفرد لتطيب احباطاته المتعددة والذي يتوجب حصره بزاويته الظلامية , ومن ثم الانفتاح على العالم المتغير, والتعامل مع الكوارث الطبيعة والبيئية التي تهدد ارضنا بروح من الايجابية والبحث العلمي ..حتى نهيأ لشبابنا رؤية متجددة للحياة ..مشكلتنا الاسياسية ليس بوجود الله وعدم وجوده مشكلتنا هو تبوأ رجالات الاديان هذه المكانة المجتمعية الزائفة , فنرى كتابنا , و اطبائنا , ومهندسينا , وعلمائنا يلهثون وراء مجاميع لاتحمل في عقولها غير متطلبات بدائية في التعامل مع الحياة ..غارقين في بحور هائلة من كتب التراث التي لاتسمن ولا تغني عن جوع ..
يول ديورانت في كتابه (قصة الحضارة ) يقول : _ كان علم الاوربين بالاديان والانظمة الاجنبية عاملاً قوياً في إضعاف اللاهوت المسيحي . وأفضت الأنباء الواردة من فارس , والهند , ومصر , والصين , وأمريكا , إلى سلسلة لا آخر لها من الأسئلة المربكة . فتسائل مونتسكيو مثلا كيف يتأتى للمرء أن يختار الدين الحق من بين الفي دين مختلفة ؟ وتسائل عشرات غيره كيف امكن خلق العالم سنة 4004 قبل الميلاد في حين أن الصين كان لها حضارة راقية قبل 4000 سنة ق .م ؟؟ ولم لم تحتفظ الصين بسجل أو تقليد متوارث لطوفان نوح الذي تقول التوراة انه اغرق الارض كلها ؟؟ ولِم خص الله بوحيه الكتابي أمة صغيرة في غرب اسيا إن كان قد قصد به البشرية كلها ؟؟ وكيف يستطيع إنسان ان يصدق بأنه لاخلاص بعيدا عن الكنيسة ؟؟ فهل كل تلك الملايين التي عاشت في الهند والصين , واليابان , تصلى الآن نار جهنم ؟ وكافح اللاهوتيون للاجابة عن هذه الاسئلة وأشباهها بتلال من التميزات والتعليلات , ولكن هيكل العقيدة ظهرت فيه رغم عدم ذلك شروخ جديدة يوما بعد يوم , في الغالب نتيجة لتقارير البعثات الدينية . ولاح احيانا ان اليسوعيين قي الصين قد اعتنقوا الكوفوشيوسية بدلا من ان يهدوا الصينيين الى المسيح .
وألم يكن العلم الذي جاء به هؤلاء اليسوعيون المثقفون , لا اللاهوت الذي علموه , هو صاحب الفضل في كسبهم الكثير جداً من الاصدقاء من بين الصينيين ؟؟



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة والاحزاب
- فلسفة الاديان
- الرواية مهنة ام امتهان
- اعلان للصمت
- ترامب والخراف الضالة
- الجزر الهوائية /قصة قصيرة
- شيٌ من هذا القبيل / قصة قصيرة
- حية و درج / قصة قصيرة
- بانوراما الزمن بين النكسة والربيع العربي
- النزعة العقلية في القرون الوسطى
- ثلاثة في واحد / قصة قصيرة
- قرنان قبل انشتاين 2-2
- قرنان قبل انشتاين
- هوس النوستالجيا
- سبينوزا و مفهوم الديمقراطية
- اغتيال الثقافة
- حينما تسقط الثقافة
- اخرج من اللعبة ياولدي22
- أخرج من اللعبة ياولدي1/2
- العقل الغيبي والعقل العلمي


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف الصفار - تعددت الابواب والكاتب واحد