أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف الصفار - قرنان قبل انشتاين 2-2















المزيد.....

قرنان قبل انشتاين 2-2


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5274 - 2016 / 9 / 3 - 19:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قرنان قبل انشتاين 2-2
عام 1748 قدم اليسوعي ( بوسكوفش ) إكتشافات مثيرة في الفلك والفيزياء وتمكن من تحديد المدار العام للمذنبات وقدم الحل الهندسي لمدار الكوكب واستوائه وحينما قدم رسالته عن ( انقسام المادة ) شرح تكوينها بانها نقط او مجالات قوة لها مركز يتبادل عليه عمليات تنافر وانجذاب وبهذا سبق عصره بما يعرف النظرية الذرية .
وبفضل الحاحه على البابا بندكت الرابع جعله يصدر اوامره عام 1757 بالغاء قانون تحريم النظام الكوبرنيقوسي والذي يؤكد على مركزية الشمس بالنسبة للارض وبهذا فتح المجال واسعا لانطلاق الكشوفات الكونية .
يعتبر ( جيمس برادلي ) الذي لمع صيته في النصف الاول من القرن الثامن عشر فلكي بريطاني متميز حين ادرك وهولايزال شابا ان للنجوم اضافة الى روعتها الفلسفية وجمالياتها انما هي علم نقدر ان نستقي منه كثير من التفسيرات العصية على الفهم وفي سن السادسة والعشرين انتخب عضوا في الجمعية الملكية ثم تبوأ مكان هالي وخلفا له .حين توفى الاخير عام 1742 .
ومن مشاريعه الكبرى تحديد الرؤية السنوية للنجم وبين انه اذا كانت الارض تدور حول الشمس كما اكدها كوبرنيقوس فلا بد من وجود فرق بالرؤية من نقطة ثابته في الارض مقابل نقطة وهمية في مركز الشمس وفي حين عجز فلكي عصره بايجاد هذا الفرق تمكن هو وبعد تصنيعه تلسكوب واسع من رصد مائة نجم بدل واحد فتأكد له هذا الاختلاف بعد سنة وشهر من الرصد وبذالك تأكدت صحة نظرية كوبرنيكوس .
لكن علم الفلك الانجليزي بلغ قمته على يد ( هرشل ) اثر اكتشافه كوكب اورانوس ... بدأ هرشل حياته كموسيقي وكان يدرس الموسيقى نهارا ويمارس رياضة التفاضل في الليل بعدها درس البصريات التي اوصلته لدراسة الفلك وحين قام بتصنيع تلسكوبه الخاص ادت مشاهداته الاولية الى رصد نجم متوهج يدور في فلك يبلغ تسعة عشر مرة قدر فلك الارض ومرتين قدر فلك زحل ( ساتورن ) .. فعرف انه كوكب جديد وباكتشافه هذا اذهل (هرشل) العالم حين ضاعف من قطر المجموعة الشمسية .بعدها اكتشف قمرين لاورانوس والقمر السادس والسابع لزحل .. وحين حصل على تلسكوبات افضل واوسع تمكن من رصد وباسلوب منظم من تحديد مواقع السدم وعناقيد النجوم و وضع قوائم لها وأكتشف 277 نجما من النجوم المزدوجة ( الثنائية ) من بين 848 نجم تم اكتشافهم و اكتشف ايضا ما يقارب من 2500 سديما ثم بين ان سحابة درب التبانة ما هي الا عبارة عن تجمع نجمي هائل فزعزع مفاهيم الناس حول اتساع السماء ذالك الاتساع الهائل المثير للاعجاب حينها اعترت باسكال رعدة لم يقدر على مقاومتها امام لانهائية الكون ..
وعرف ( هرشل ) ايضا كيف يقيس ابعاد النجوم وقدر بُعد بعضها ب 11750 ميل امامها ثمانية عشر صفرا والمح لاول مرة ابتعاد المجموعة الشمسية عن فضاء النجوم كما اكد ان هناك كواكب كبيرة تدور حول شموس اكبرمن شمسنا وبهذا هبط رصيد ارضنا المعنوي والكوني كثيرا ..ولم تعد النجوم مصابيح تزين السماء الدنيا هذا اذا لم ياتي زمان تصبح هذه السماء خاوية الوفاض ..
اذا كان فخر انكلترا هو نيوتن ففخر فرنسا ( لابلاس ) هذا النورماندي الذي ولد عام 1749 واصبح مركيزاً . بدأ حياته بكتابة المقالات اللاهوتية وبتفوق ثم اصبح ملحداً أشد الملحدين امعاناً بالحادهم ..كعادة اكثر العقول النيرة التي اساسيات تربيتها الاديان .. في عام 1773 اي قبل هوكنك بمئتين سنة افترض وجود الثقوب السوداء والانهيار التجاذبي ثم بين ان الاختلافات في متوسط ابعاد كل كوكب من الشمس تخضع لصياغة رياضية مضبوطة تقريبا فهي اذن دورية وميكانيكية وحين قدم خطابا في المباديء العامة للميكانيكا أحتضنه ( دالامبير ) وعينه مدرساً للرياضيات في المدرسة الحربية فكان كعادة العلماء ولوعا بالرياضيات فاختزل الكون كله الى نسق رياضي واحد بتطبيق نظرية الجاذبية لنيوتن وعلى جميع الاجرام السماوية فقد ترك نيوتن الكون في وضع حرج عرضه لمفاهيم شاذة معتبرا الله يتدخل من حين الى آخر .وحين سأله نابليون لماذا لم يرد ذكر الله في كتابه اجابه بأنه لم يكن بحاجة الى تلك الفوضى لكن رغم هذا الاصرار اتسم ( لابلاس ) بالتواضع حينما وضع كتابه ( نظرية تحليلية للاحتمالات ) عام 1812 حيث جرد العلم من كل يقينية فساهم بكل ما جد بعد ذالك من عمل .
اسهم ( لابلاس ) اسهاماً نوعياً في صياغاته للفروض الفلكية والمعروفة حتى وقتنا الحاضر فقد انار فروع الفيزياء بمعادلاته عن ( الجهد ) والتي يسرت لنا التأكد من شدة الطاقة او سرعة الحركة ووضع نظرية تحليلية للمد والجزر واستنبط كتلة القمر من ضواهرهما وابتكر طريقة لتحديد مدار المذنبات واكتشف العلاقات العددية بين حركات اقمار المشتري وحسب لنا السرعة المتوسطة لحركة القمر القرنية .. وببلاغة رائعة لخص لنا تصوراته الفلسفية حينما كتب (( ان الفلك بحكم جلال موضوعه وكمال نظرياته هو ابدع صرح من صروح الروح البشرية وانبل شهادة على الذكاء البشري . فالانسان الذي اضٍلته انانيته واوهام حواسه ظل طويلا يعتبر نفسه المركز في حركات النجوم وقد لقى غروره الكاذب عقابا من الاهوال التي اوحت بها هذه النجوم ثم القى بنفسه فوق كوكب لا يكاد يدرك حجمه في المجموعة الشمسية وامتداده الشاسع ليس إلا نقطة تافهة في اتساع الفضاء .. والنتائج السامية التي قاده اليها هذا الكشف خليقة بأن تعزيه عن المرتبة التي وضعت فيها الارض .لانها تبصره بعظمته في كل ضآلة القاعدة التي يقيس منها النجوم . فعليه أن يصون بعناية نتائج هذه العلوم السامية التي هي بهجة للكائنات المفكرة , وأن يوسع رقعتها . وقد ادت تلك العلوم خدمات جلية للملاحة والجغرافية , لكن بركتها الكبرى هي تبديد المخاوف التي سببتها الظواهر الفلكية والقضاء على الاخطاء المنبعثة من الجهل بعلاقتنا الصحيحة بالطبيعة , وتلك اخطاء ومخاوف ستنبعث من جديد إذا قدر لمشعل العلم يوما ما أن ينطفىء ))
وحين حضرته المنية عام 1827 فارقه كل غرور وكانت كلماته الاخيرة هي (( اننا لانعلم إلا القليل , اما الذي نجهله فلا حدود له ))
المصادر
-قصة الحضارة (يول ديورانت )
-كون من لاشيء ( لورنس كراوس )
-غوغل



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرنان قبل انشتاين
- هوس النوستالجيا
- سبينوزا و مفهوم الديمقراطية
- اغتيال الثقافة
- حينما تسقط الثقافة
- اخرج من اللعبة ياولدي22
- أخرج من اللعبة ياولدي1/2
- العقل الغيبي والعقل العلمي
- المحقق والدلال
- الثنائيات وازمة ضمير
- التاريخ والرؤية الاحادية
- نوستالوجيا المسلم وبداهة الغرب
- صباح تموزي
- 14 تموز والصناعات الثقيلة ..الاسكندرية نموذجا ً
- انفجار الكرادة والتحليلات المتضاربة
- الله في الميزان
- موروث شعبي , تعنت فقهي واضطراب سياسي
- اللامنتمي الثوري
- الاعلام والرؤية العوراء
- الدين والاخلاق


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف الصفار - قرنان قبل انشتاين 2-2