أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف الصفار - انفجار الكرادة والتحليلات المتضاربة















المزيد.....

انفجار الكرادة والتحليلات المتضاربة


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5217 - 2016 / 7 / 8 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انفجارالكرادة والتحليلات المتضاربة
الادعاء شيء والبحث عن الحقيقة شيء آخر. فمن يدلنا على الحقيقة . هل هم المؤدلجون اصحاب الرؤية الاحادية .. النص ينبغي ان يكون متحررا من تربية عقائدية او حزبية . قد نميل برؤيانا لهذا الجانب او ذاك لكن ان نخلط الحقائق ونكيل الشتائم ونتبجح بمعرفة لا نمتلكها لهي فجاجة ورؤية مبتورة الجانب .
من خلال المصيبة الكبرى التي اصابتنا بمقتل نفسي . هل ما حدث لشبابنا الزهور اليانعة واطفالنا الورود المتفتحة وشاباتنا الجميلات اللاتي يحملن من الابتسام ما نعجز عن وصفه كان مصادفة لعينة ؟. كيف تحترق كل هذه الباقة العطرة المتعددة الالوان و كيف يستمرأ المرء ويحتوي في كيانه كل هذ الوحشية .
ليس ما نراه مأساة بقدر ما هو قهرا وفضيحة لماذا ابتلينا بهذه التركيبة الشنيعة من الاحداث التي تحمل من الشناعة و القسوة ما يجعلنا نخرس ازاء كل تحليل أو افتراء . انه لامر يحز في النفس ان تنبري الاقلام ملوحة بقدرتها المبطنة او المفضوحة على وضع النقاط على حروف قضيتنا الغير واضحة في لجاجة مقصودة او غير مقصودة من بعضهم في عنجهية فارغة ممجوجة لاتوازي الحدث .
المشكلة التي امامنا ليست مسألة مخططات لاهداف بعيدة يريد منفذوها ان يجيروا مأساتنا لصالحهم او مؤامرة امبريالية متعنتة تكشف عن وجهها القبيح او مخطط وضعت بصماته في دهاليز مخابراتية عالمية ..المشكلة التي امامنا هي كل هذا مضاف اليه موروث شعبي متخلف يسحب من وراءه جماهير غفيرة باسم الدين والتدين وفقهة متزمت استغل ابشع استغلال مجاميع تعاني من قيم طافحة بالتدني . احدهم ينبري بفضاضة متناهية ويكيل الشتائم على الامبريالين المتآمرين على مر التاريخ وكأنه ليس امامنا غير عدوا واحد يتربص بنا وحدنا لاغير ويسترجع تاريخ طويل من المؤامرات ويستنكر ان نضع الدين موقع اتهام وهو يتجاوز حقيقة واحدة كون اي عملية اختراق لاي مجتمع مهما كان سببه ليس قوة المؤامرة وقدرتها على الحدث بقدرة استعداد المقابل للاختراق فثقافتنا المجتمعية مؤهلة لهذا الامر .
بعد ثورة 14تموز 58 كان شبابنا من مختلف الاتجاهات يتطلع الى واقع جديد متحضر فانفتحت علينا ثقافات متعددة قومية ,اشتراكية , اسلامية وبدأ بعضهم بقراءة ماركس وانجلز واخرين استدرجوا التراث القومي الادبي او الاسلامي .. شبابنا المتطلع او بعض منهم ادركوا ما يعني لهم التاريخ من خلال نهروا وغاندي وآخرين قرأوا سلامة موسى القبطي المصري ونضرية التطور وآخرين تصفحوا طه حسين والعقاد ومجموعة كبيرة اتجهت الى الادب الروسي الطارىء على رؤيتنا فقرؤوا تولتستوي وديستديفسكي وغوغل وتطلع اكثرهم نحوا عراق متحضر تبنى به المصانع و تكتنف اراضيه المزارع الكبيرة لاغراض النهوض بواقع العمال والفلاحين وذوي الدخل المحدود المتردي ..طبعا لم يرق للامبريالية والدول الرجعية هذا الامر ازاء وجود الاتحاد السوفيتي وماكنة داعيته الشيوعية لمساواة البشر لكننا كعادة مثقفينا او سياسينا المثقفين يلهثون نحوا ارادة وعواطف جماهيرنا فبدأت الاخطاء تأكل المجتمع الذي تمزق الى اتجاهات شتى ثم زاد ت الامور سوءً حينما دخل الدين على الخط . فالفتوى التي قدمتها المرجعية انذاك على طبق من ذهب للبعثين والقومين احدثت ارتدادات وتشنجات في الشارع العراقي لم يقدر عبد الكريم قاسم لوحده من الحد منها الى ان جاء انقلاب شباط الاسود الدموي .. لقد كانت مؤامرة امبريالية بامتياز لكن الذي سهل لها هو الخلل المجتمعي المتمثل بالموروث الشعبي .
الامبريالية ايضا تآمرت على النظام الشيلي في السبعينات ولكن كيف حدث الخرق انه بسب (الندي) الانسان وسياسته الاقتصادية فلم يتمكن من احاطة شيلي بستار حديدي كما فعل كاستروا وبقى وسيطيا دفع حياته ثمنا لها .
الدكتاتورية الصدامية ساهمت بخلخلة الثقافة العراقية وانزالها الى الدرك الاسفل بالرؤية الاحادية الجانب تحت واجهات ايدلوجية استمدت رؤيتها من الادبيات الشيوعية كالحزب القائد فماتت كل الافكار تحت يافطة واحدة وهي( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) ثم جرى ما جرى من افراغ المجتمع من قدراته الاقتصادية في حرب ظالمة اعد لها بمساعدة دول الخليج و الامبريالية فوجدت ظالتها برجل متعنت متغطرس اراد ان يحرق البلد بعد ذهابه وهذا ما حدث .
ازاء سياسة الافقار وصل الشعب العراقي الى حالة يائسة من التغير وازاء سياسة قمع الحركات الدينية عموما و الشيعية بوجه الخصوص وعمليات اسقاط الجنسية والتهجير والتجويع لاحقا نشطت رؤى دينية عند اكثر العراقين كحصانة نفسية لما آلت اليه الامور وهنا ايضا قد نسميها مؤامرة جرى بها اختراق العقل العراقي بسهولة .
ثلاثة عشر سنة بعد التغير مورس على العقل العراقي شتى انواع الاغراء لدفعه الى اتون قاتل اسمه الطائفية .. هل هي ايضا كانت مؤامرة امريكية واذا كانت كذالك كيف اخترقتنا الى هذه الدرجة التي تتطابق مع المثل العراقي ( بين حانة ومانة ضاعت لحانا ) انه ايضا الفكر الديني المتزمت الاحادي الجانب .
بعد احداث الكرادة الدامية التي لا نزال لم نعي مسبباتها خرجت علينا تهويلات لاحصر لها من محللين متعصبين يرومون جر العراق الى اتون حرب طائفية جديدة بحجة الحواضن والادهى منهم هم المحللين الذين يمتلكون رؤية تقدمية فانهالوا بالسباب والشتيمة على الامبريالية ومؤامراتها التي فرقت مجتمعنا المسالم المتاخي لكنهم نسوا شيء واحد هو ان كل انسان متعصب متمسك بالدين كأيقونة حياتية هو طائفي بامتياز اردنا ام ابينا فلا يمكن لك ان تطلب من المتدين الشيعي المتعصب ان لايلطم ويخرج بالملاين للزيارة الشعبانية وان لايكون مهوسا بظهور المهدي المنتضر ولايمكن لنا ايضا ان نطلب من السني المتعصب ان يرضى بكل هذه الطقوس الغريبة عن ادبياته الدينة ويعتبر عمر وابو بكر متأمرين على الدين الاسلامي . لذا نقول لاصحاب الايدلوجيات او الذين يتمسكون برؤية ايران الدينية حول الشيطان الاكبر ونقول ايضا الى جميع هؤلاء الراغبين بجعل العراق جزء من ولاية الفقيه خوفا من هذا الشيطان الاحمق . ليس الامبريالية وامريكيا وحدها التي تكيل المؤامرات لكننا مجتمع سهل الاختراق واذا لم نعي ازمتنا هذه ولجاجة بعضنا بتفضيل المذهب على قضية الوطن فأقرؤا علينا السلام .
من الامور التي تشد عزائمنا بقاء الحس الشعبي رغم كل ادبيات المحللين هو الذي يمتلك الحقيقة بعدم ثقته بمنظومته السياسية (سنيها وشيعتها ) وقد ادركت الجماهير اخيرا انها الخاسر الاكبر وراء هذه اللجاجة فالطبقة السياسية لاتمتلك الحس والضمير بل تنظر الى ما حققته لكتلها من المال السحت و الرغبة بكسب المزيد من المواقع التي تؤلها الى الايثار بغنائم جديدة ..الحس الشعبي الذي خرج علينا بشعار ( باسم الدين باكونا الحرامية ) و ( ولوما المرجعية ما انتخبنا السرسرية ) بدا يدرك جيدا ركاكة المنظومة الامنية بعد ثلاثة عشر سنة من الحكم كما ادرك الهول المفجع من سقوط الموصل وتكريت وتهديد بغداد وكأن لاوجود لجيش صرفت على بنائه المليارات ان وراءهذه الازمات ليس مؤامرات وانما اجندات مافيات دولية تساهم بها بعض اركان الطبقة السياسية الحاكمة تغذيها قيمنا الدينية المتخلفة ورؤيتنا الاحادية للامور خلال كل تلكم السنين العجاف . يجب ان نعي ان المؤامرة تتراجع حينما تجد امامها حائط صد شعبي حقيقي .. وليس ما جرى في مصر من تحول سياسي شعبي استثمره السيسي بتغير الواقع السابق المتأزم بمجيء الاخوان المسلمين ببعيد عنا .
ان قيام دولة مدنية علمانية تحضى برعاية المجتمع الدولي والدول المتحضرة ومباركة من قبل المرجعيات الدينية واسسها الاخلاقية .: لاتزني . لاتسرق . لاتكذب . لاتغش .. تحارب الفساد والمفسدين بعيدة عن المحاصصات الاثنية و الطائفية والعشائرية ..تقودها مجاميع مهنية كفوءة ونزيه بعيدة عن الاحزاب ولجاجتها المقيتة لهي الكفيل لبناء عراق مستقر متطلع الى مستقبل زاهر لاجياله القادمة .
ان هذه النكبة التي ابتلى بها الشارع العراقي كفيل بكل شخص بقى عنده ذرة من ظمير خارج السلطة او داخلها ان يعي الخطورة فالنار التي اكلت اطفالنا واحبائنا الابرياء سوف لاتنفك تأكلهم هم ومريدهم من شلة المتملقين المنتفعين والانتهازين .



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله في الميزان
- موروث شعبي , تعنت فقهي واضطراب سياسي
- اللامنتمي الثوري
- الاعلام والرؤية العوراء
- الدين والاخلاق
- داعش والكائن الخرافي
- الفلسفة والانسان 4/4
- الفلسفة والانسان 3/4
- الفلسفة والانسان 2/4
- الفلسفة والانسان 1/4
- الثورة والانسان 2/2
- الثورة والانسان 1/2
- الله والانسان


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف الصفار - انفجار الكرادة والتحليلات المتضاربة