أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف الصفار - الفلسفة والانسان 1/4














المزيد.....

الفلسفة والانسان 1/4


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 15:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة والانسان 1 / 4
في البداية ارتبطت الفلسفة بماهية الانسان التي تجعله يرغب بحكم طبيعته الاهتمام بالمعرفة . فليس هناك اكثر غموضا يثير التساؤل من الكون وجوهره, الخالق وطبيعته , وعلى اي الصفات يكون , وما علاقة الانسان به . ان الاستدلال على هذه التساؤلات تقودنا الى ماهية العقل والتفكير , ثم لا يمكن ان نحقق شيء بدون الحرية او الارادة من اجل عيش كريم يسحبنا الى ماهية الحياة واهدافها , لكن التاريخ كعادته لايتوقف , والانسان لايستكين , فحينما تطورت الاديان والعلوم تغيرت كثير من مفاهيم الفلسفة , فاصبح الوجود والاخلاق والجمال من سمات الفلسفة الحديثة , وحين تشعبت الاراء والرؤى , وتحول التوافق الفكري الى تناحر في الاراء , ضهرت لنا مفاهيم الحقيقة واخذ البحث عنها يحتاج الى ادوات فكرية اقرب الى التجريب منها الى التجريد . وهنا جاء دور العلم وتناغمه مع الفلسفة فاصبح احد اركانها , هذا ماحدث في تللك الرقعة الصغيرة من العالم في شبه الجزيرة الايونية اسمها اثينا حيث كانت موطن الفلسفة وجذورها ولم نشهد في العالم كله بديل لها فلو ابتعدنا بعيدا الى مواطن الصينين واليابانين فلن نجد غير مصلحين اهتموا بالاخلاق من اجل بناء مجتمعاتهم فكانت الفلسفة غائبة عن اذهانهم , بينما اتخذت الهندوسية طابع اقرب الى الفلسفة الغربية ولو رجعنا مرة اخرى الى منطقتنا فسنجد امامنا الفلسفة الاسلامية وروادها . الفلسفة الاسلامية لم تتعامل مع الواقع المعاش بقدر تحليقها عاليا و تاكيدها على المسائل الكلية للوجود وكيفية التعامل مع النصوص المقدسة واستدراكاتها وكان المعتزلة والاشاعرة واخوان الصفا من ابرز هؤلاء . لكن ازاء ما قدمه لنا ابن رشد وابن خلدون يجعلنا منبهرين بقدرة هؤلاء وغيرهم من تجاوز العرف العام ومخاطبة العقل حيث سنأتي على ذكرهم لاحقا . لذا فان اساسيات الفلسفة اتت الينا من اثينا اليونانية , فسقراط وافلاطون وارسطوا كانوا اقانيم هذه الفلسفة وكان موقفهم من السياسة والاخلاق يتسم بوضوعية مذهلة ففي الاخلاق انكروا نوعين متباينين من الاخلاق وهما الحب والقوة وعدم امكانية تطبيقهما سوية , لكنهم التزموا بمفهوم العقل الناضج المثقف الذي وحده يستطيع ان يحكم تبعا للضروف المختلفة , التي يجب ان تسود , فمعرفة متى ينبغي للحب ان يسود , ومتى ينبغي للقوة ان تتحكم .بذالك تكون الفضيلة في نضرسقراط وافلاطون وارسطوا هي العقل. كما دعوا بالسياسة الى نضام حكم يجمع بين الارستقراطية والديمقراطية حيث ضمنوا للاثني الذي يمتلك ارض له الحق في اختيار حكامه وهم الاحرار من الشعب اضافة الى مايتمتع به الارستقراطيون اصحاب الاراضي والاموال .
في زمن سقراط ضهرت شخصية تتمتع بصفة الفيلسوف والسياسي بنفس الوقت اسمه (بركليز ) الذي اعتمد نضام حكم رشيد . اتخذ من الحكمة وسيلته في التعامل مع الشعب . شجع على حرية المعتقد والتعبير وهو الذي طلب من العامة ان يهتموا بالسياسة بدل انكبابهم على الامور الخاصة وحين ادرك ان حزب الاثرياء ( الاولجاركي ) لايتماشى مع روح عصره انضم من بداية حياته الى حزب الشعب ( الديموس ) وهم سكان اثينا الاحرار واذا اردنا ان نطلق على بركليز لقب فيمكن ان نقول انه السياسي الفيلسوف . يقول افلاطون ان الفيلسوف هو الذي دفع بركليز الى شؤون السياسة والحكم وكم يقول ( شيلي ) ان الفترة بين بين مولد بركليز وموت ارسطوا هي بلا شك اهم فترة في تاريخ العالم كله .
كان لبريكليز صديق نقدر ان نطلق عليه اسم الفيلسوف العالم انه ( انكساغوراس ) وذلك بفضل ماحققه من نتائج في توصيف علم الضواهر الجوية , وتفسيره للكسوف والخسوف تفسيرا علميا بالوقت الذي كان يعتقد الاثنيون ان الشمس هي (اله) فوضع تفسير معقول للكواكب السيارة وبين ان القمر يستمد نوره من الشمس كما المح الى تطور الحياة الحيوانية والبشرية لذا اعتبره ول ديورانت بفضل هذه النتائج كوبرنيكوس ودارون عصره كما قال عنه ارسطوا انه كان يبحث عن علل الاشياء في الطبيعة .
قبل ولادة المسيح باربعة سنوات ولد في قرطبة فيلسوف آخر اسمه ( سنكا ) عاش في عهد اسوأ امبراطورين في تاريخ روما وهما كاليجولا و من بعده نيرون كان الفيلسوف الذي دفع ثمن السياسة في نهاية مأساوية تشبه نهاية سقراط رواقيا اعتنق مبدأ وحدة الوجود حيث اعتبر العالم المادي والعقلي واحدا .وكعادة الرواقين كان سمحا يدعوا الى المحبة والاإيثار وكان يدعوا الى الاتزان والحكمة وعدم الغضب يقول سنكا ان اول درس نلقيه على الناس في الفلسفة هو اننا لانستطيع ان نكون حكماء وعقلاء في كل شيء . ونحن لسنا في الحقيقة الا قطعا متناثرة في فضاء لامتناهي لذا فان سينكا لم يكن بحاجة الى دين او الى علم ما وراء الطبيعة .
كان ككل الرواقين يستخف بالسلطة ويغالي في قيمة العقل ويثق بالطبيعة ومن افضاله انه جعل الرواقية فلسفة بشرية حية في متناول كل انسان وبذلك مهد بها للمسيحية حتى ان اغوسطين قال ما الذي بقدور المسيحي ان يفعل ويقول اكثر مما قاله هذاالوثني ويقصد به سنكا لذا ضل طوال العصور الوسطى محبوبا للجماهير لذا كان اعضم الفلاسفة الرومان...



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة والانسان 2/2
- الثورة والانسان 1/2
- الله والانسان


المزيد.....




- ترحيل مصري بأمريكا بسبب ما فعله مع كلب تفتيش بالمطار.. والسل ...
- احتجاجًا على الزفاف الفخم.. دمية شبيهة بجيف بيزوس تطفو في قن ...
- إيران.. صور من تشييع جثامين شخصيات قتلت بالضربات الإسرائيلية ...
- صور أقمار صناعية حديثة تظهر نشاطًا جديدًا في منشأة فوردو الن ...
- إيران: بدء التشييع الوطني لقادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا ...
- الحوثيون يطلقون صاروخًا باتجاه إسرائيل وسماع صوت انفجارات شر ...
- ترامب يرى وقف إطلاق النار في غزة -وشيكا- ويتوقع التوصل إليه ...
- نتفليكس تخمد أنفاس أشهر أعمالها على الإطلاق
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب بشأن الحرب مع إيران
- هآرتس: إسرائيل قتلت نحو 100 ألف فلسطيني في غزة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف الصفار - الفلسفة والانسان 1/4