أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف الصفار - الفلسفة والانسان 2/4















المزيد.....

الفلسفة والانسان 2/4


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5180 - 2016 / 6 / 1 - 13:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة والانسان 2 / 4
كما ان نهضة اثينا وعظمتها قامت على ضوء الفلسفة والفكر .. بزغ فجر الرومان بعد تراجع اليونان بموت الاسكندر وارسطوا في نفس السنة. لكن عظمة روما لم تقم على الفكر وانما على القوة والقدرة العسكرية وحين ساد الظلام اوربا واستمر الف سنة بعد سقوط الامبراطورية الرومانية وسيطرة اللاهوت المسيحي على مجمل مرافق الحياة ضهر ابن رشد كاعظم فيلسوف وطبيب في الشرق الاسلامي ولد في قرطبة سنة 1126 و كان طبيبا بارعا دُرست موسوعته الطبية في المدارس المسيحية . وكفيلسوف وضع تفسيراته لاراء ارسطوا عن طريق الترجمات السيريانية المنقولة الى العربية , و الف كتب بالمنطق والطبيعة وعلم النفس والفلك وكانت تعاليمه تتضمن تعارضا بين الدين والفلسفة فبين ان اي قضية قد تكون صادقة في الفلسفة لكنها بنفس الوقت قد تكون خاطئة بالدين والاخلاق وكان يعتبر ان الفلسفة هي البحث عن معنى الوجود ويقر ان العالم ازلي, فيعارض بهذا مسالة الخلق لان الخلق يتطلب امره وجود شيء مسبق يخلق منه مما يتناقض مع قدرة الله ,, فالله هو نظام الكون .لذا كان اثر ابن رشد في المسيحية اعظم منه في بلاد المسلمين لان استدلالته كانت تتسق مع استدلالات ارسطو العقلية وقد اعتبر روجر بيكون المتوفي في 1294 ابن رشد هو الرجل الثاني بعد ارسطو كما سار على نهجهة بن ميمون وتوماس الاكويني وكان له تاثير فعال على الحركات الالحادية التي ضهرت في اوربا فاعُتبرت اراءه خطرا يهددالعقيدة المسيحية حين احاطت هذه العقيدة بالعقل الاوربي طيلة القرون الوسطى ...بدأت الحركة من الايمان الى العقل بفضل الترجمات عن ارسطو والتجارة وتوسعها ..استيقض الفكر الاوربي بروجر بيكون وليراندوا دافينشي وبلغت كمالها بجاليلوا وكوبرنيكوس ثم جاءت ابحاث جلبرت في المغناطيسية والكهربائية وتطور علم التشريح على يد فاسيليوس واكتشف هارفي الدورة الدموية وهنا بدا عصر الامل لمشاريع جديدة وبضهور فرنسيس بيكون اهتزت العقول واقبلت اوربا على عصر جديد ...
ولد فرنسيس بيكون سنة 1561 في عصر الملكة اليزابيث الذي يعتبر من اعظم العصور وفيه انتقلت التجارة من سواحل البحرالابيض المتوسط الى المحيط الاطلسي . في البلاط الانكليزي اندفع بيكون الى السياسة ويعتبر اول فيلسوف يضع حد للدراسة النضرية او الفلسفة المدرسية فوضع التجربة والنتيجة اساس ميز بها الفلسفة الانكليزية بلغت ذروتها لاحقا بالبرغماتية . كان بيكون ابيقوري الفكر وميكافيلي النزعة لكنه يطالب بمزيج فطن بين النفاق والامانة..
اراد بيكون ان يُجّذر المنطق ويقلع الفلسفة من جذورها السابقة موضحا ان افكارنا ماهي الاصور عن انفسنا وما نحن سوى مرآة مقعرة تعكس الاشياء بصوره مشوهة ومشاكلنا ناجمة عن قناعات مسبقة تترتب عليها استنتاجات خاطئة لاننا لانأخذ هذه الاشياء المسلم بها موضع الشك ,فحينما نبدا باليقين ننتهي الى الشك . لكننا حينما نشك ننتهي الى اليقين وان المعرفة التي لاتؤدي عملا معرفة مشكوك بها ...
قادته رؤيته الى المعرفة الى تفضيل العلم فتقلصت عنده مساحة الفلسفة واعلن عن مدينته الفاضلة العلمية في جزيرة نائية بالمحيط الهاديء ويبدوا لنا ان بيكون اول من دعى الى حكومة تكنوقراط حقيقية لكنها خيالية ومن الصدف الغريبة ان يموت وهو يقوم بتجربة حفظ لحم الدجاج بواسطة الثلج وما ان استقرت تجربته حتى شعر بقشعريرة اسلم لها الروح ...
اذا كان فرنسيس بيكون وضع الدين خلفه واتجه بالفلسفة نحو العلم لبناء المستقبل فان سبينوزا اليهودي المولود سنة1637 والمهاجر من البرتغال الى هولندا زعزح الدين بمعتقداته باصرار فرفض ان يرضخ لاعدائه بقبول التوبة وانطلق من كون الله والطبيعة لهم جوهر واحد لاغيا المعجزات التي اتى بها الانبياء واعتبران العقل في الميتافيزيقيا هو البصيرة ,وفي الاخلاق هو الذي يقيم النظام بين الرغبات ,وفي السياسة يُوجد العقل النظام بين الناس ,وعلى الدولة ان تكبح الخوف عند الناس فليس غايتها التسلط على الناس ويكون هدفها الحرية, فكلما قلت الرقابة على العقل ازداد المواطن صلاحا .واعتبر الديمقراطية افضل انواع الحكومات منوها ان عيب الديمقراطية هو وضع العامة في السلطة ولكي نتجنب هذا يتطلب حصر المناصب في اصحاب الكفاءات والمؤهلات والخبرة وبدون هذا التوجه ستحصل الفوضى ويتجهة الناس في النهاية الى تفضيل الطاغية على الفوضى ..
اذ كانت نهضة ايطاليا سبب استقامتها والاصلاحات في المانيا عجل بتقدمها فان فولتير المولود سنة1694 كان نهضة واصلاح فرنسا وله الفضل مع جان جاك روسو بالانتقال السياسي والاقتصادي من الحكم الاقطاعي الارستقراطي الى حكم الطبقة الوسطى وحين حط الرحال في انجلترا هاربا كان فولتير تلميذا مجتهدا لنيوتن كان فولتير يقر ان الاساطير شوهت التاريخ وعلى الفلاسفة فقط مهمة كتابته (لن يقف التاريخ على قدميه حتى نبعد الاهوت عنه ) وعزا سقوط الامبراطورية الرومانية بيد البرابرة الغزاة بسبب المسيحية .لقد كره فولتير الحرب واعتبرها ام الجرائم وفي الحرب كل دولة تحاول الباس جريمتها بثوب العدل . كان لايثق بالشعب ( عندما يتولى الشعب الحكم كل شيء يضيع ) وتاريخ الشعوب ليس الا احلال خرافة محل خرافة اخرى وبينما كان جان جاك روسوا يقدم قصصه العاطفية ومنشوراته الثورية كان فولتير يقر بحدوث انفجار سياسي ثوري لكنه كان يعارضه بالرؤية والتوجه فالصراع بينهما كان صراع العقل والغريزة وفي احد رسائله كتب فولتير (ان روسو يشبه الفيلسوف كما يشبه الانسان القرد ) ومع هذا دافع عنه لمصادرة السلطات السويسرية كتابه وقال قولته الشهيرة ( انا لا اتفق معك بالرأي ولكني سادافع حتى الموت بالدفاع عن حقك بابداء رايك ) .بعد وفاة فولتير ببضع سنين اخرج لنا عمانوئيل كانت سنة 1781كتابه الشهير ( العقل الخالص ) الذي كان له التاثير البالغ على امتداد القرن التاسع عشر واعتبر شوبنهور كتاب ( كانت ) اعضم ما اجاد به الفكر الالماني كما سلم ( نيتشة ) بكل ما جاء به.
حينما اعترض ( بركلي ) على ان المادة لاوجود لها واجابه هيوم بان العقل ليس له وجود ايضا ونفى ان يكون العقل جزء من العقل الالهي لكنه آمن ان الخبرة تاتي عن طريق التجربة عندها اعلن روسو بجرأة ان التفكير مناقض لطبيعة الانسان ازاء هكذا خيوط متشابكة ربط كانت فيما بينها ووحد اراء بريكلي وهيوم ومجد افكار روسوا في طبيعة الشعور لانقاذ الدين من العقل فصاغ مفهوم العقل الخالص وبين ان المعرفة لاتاتينا عن طريق الحواس مفندا اراء هيوم واعلن ان المقدمات الباطلة تاتي دائما بتائج باطلة دون ان يقر بصدق احاسيسنا وان اليقين المطلق للمعرفة امر مستحيل لو كانت كلها تاتي عن طريق الاحاسيس واقر ان المعرفة تاتينا من تركيب عقولنا الفطري وبهذا فان العقل عضوا نشط يحول التجارب الكثيرة المشوشة الى وحدة من الفكر المنظم .
ان سلسلة تنقية الاحساسات وتحولها الى ادراكات حسية ومن ثم تنقية الادراكات الحسية لنحولها الى مدركات عقلية او فكار .. فاننا في النتيجة لا نحصل من مشاهداتنا للاشياء سوى على افكار وهي وجهات نضر كل شخص منا لذا يعتبر كانت ان لاشي من اليقين على وجود المادة والعالم الخارجي لكنه بنفس الوقت لايشك بوجودهما . كذالك الدين يقع في نفس الاشكاليةعندما يحاول اللاهوت ان يبرهن بالعقل النضري ان الروح خالدة وان اراداتنا لاتخضع للسببية وان في الكون كائنا موجود بالضرورة اسمه الله . لقد نزل كانت بالدين الى مجرد ايمان اخلاقي لان مضهر الكون الخارجي ليس دليلا قاطعا على وجود الله وان كل كتاب من الكتب المقدسة يتطلب ان نحكم عليه بما يملكه من قيم اخلاقية . كان كانت يرفض كل الطقوس والعقائد الدينية التي حلت محل الحياة الفاضلة لانها ادت الى انقسام الناس الى مذاهب يستلهمهم هذيان الورع والتقية وكأن الله حاكم من حكام الارض يمكن الوصول الى رضاه وحماه بالرياء والتزلف والنفاق . اكد كانت ان الانحراف يبلغ مداه حينما يكون الدين اداة طيعة في يد حكومة رجعية ويعتقد شوبنهور ان كانت كان شاكا في حقيقته بالدين نفسه لكنه تردد في هدم ايمان الناس اشفاقا على الاخلاق من ان يصيبها الدمار . توفى كانت عام 1804 تاركا صراع استمر قرنا كاملا من الزمان بين مثاليته ومادية عصر التنوير .



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة والانسان 1/4
- الثورة والانسان 2/2
- الثورة والانسان 1/2
- الله والانسان


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف الصفار - الفلسفة والانسان 2/4