أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف الصفار - فيزوقراطية وشيوعية القرن الثامن عشر















المزيد.....

فيزوقراطية وشيوعية القرن الثامن عشر


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 7 - 17:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فيزيوقراطية وشيوعية القرن الثامن عشر
تعتبر الفيزيوقراطية نظام الطبيعة الامثل ( دعه يعمل دعه يمر.. ان العالم يسير من تلقاء نفسه ) وبهذا المعنى تعني الحرية الاقتصادية. ونترك الناس يخترعون , ويصنعون , ويتاجرون وفق غرائزهم الطبيعية , ويعتبرون الارض هي المصدر, والمادة التي تؤخذ منها الثروة , ولكن الجهد البشري هو الذي ينتج الثروة , ويبتعد الفيزيوقراط على اعتبار الذهب او النقود هي الثروة وانما هي وسائل راحة لصيانة الحياة واحد اسبابها , واضاف فرانسوا كزنيه وهو احد ملاك الاراضي وطبيب لويس الخامس عشر . انه آن الاوان لاستخدام العقل في الاقتصاد , فنشر جدولاً اقتصاديا اصبح البيان الاساسي للفيزيوقراطين فقسم المجتمع الى ثلاث طبقات . طبقة منتجة من الزراع وصيادي الاسماك والذين يعملون في التعدين , وطبقة الاشخاص الذين يستخدمون في الوظائف الادارية والعسكرية وهي طبقة تحتاج للتوجيه ,وطبقة اعتبرها غير مثمرة من الصناع المهرة الذين يحولون مادة الارض الى الى اشياء نافعة , معهم التجار الذين يوصولون المحاصيل الى المستهلك ..
اكد كزنيه ضرورة ان تفرض الضرائب على الارض فقط لان الناتج النهائي سيكون مردوده للملاك . احد المتأثرين بكزنيه هو ماركيز اسمه فكتور ريكي عاصر فولتير اصدر كتاب ( صديق الناس ) وكان مساهماً في اعداد فكر الثورة الفرنسية عام 1789, واعتبر الفلاحين اكثرالطبقات انتاجا , وهم الذين لايرون غير الارض , ويرزحون تحت ثقل اشق الاعمال و لا يسألونك شيء غير السلام والحماية وبفضلهم يتم اشباع حشود البشر الاخرين . وحينها اصدر كتاب ( الفلسفة الريفية ) الذي اعتبر اشمل بحث قبل آدم سميث .
عام 1767 اصدر( لومرسييه ) شرح للمذهب الفيزيوقراطي وهو ايضا من المتأثرين بكزنيه اسماه ( النظام الطبيعي الاساسي للمجتمعات السياسية )
( اذا اردتم لمجتمع ما ان يبلغ الغاية في الثراء , والسكان , والقوة , ؟ اتركوا مصالحه إذن للحرية , وليكن هذا قانونا عاما . فبفضل الرغبة في التمتع – التي تحفزها المنافسة وتبريها الخبرة والقدرة - تضمنون ان الانسان سيسعى على الدوام لاقصى مصلحة مستطاعة له , وسيساهم بكل ما يمكن في الخير العام سواء للحاكم او اي فرد في المجتمع )
ورغم ميل ادم سميث الى الحرية الاقتصادية فقد اعتبر من اكبر الاخطاء اعتبار طبقة الصناع , ورجال الصناعة والتجارة طبقة عقيمة غير منتجة على الاطلاق ..
يعتبر الفيزيوقراطين هم من ارسوا الاساس النظري للرأسمالية . ومنهم (ترجوا ) الذي بين ان الارض مصدر الثروة الوحيد , وان كل الطبقات يعيشون على الفائض الذي ينتجه زراع الارض ويؤلف هذا الفائض صندوق الاجور التي تدفع منه اجور طبقة الصناع . و ان اجر العامل يحدده مستوى معيشته بالمنافسة بين العمال الذين لا يملكون غير اذرعهم وجهدهم , حينذاك ينقدهم رب العمل اقل ما يستطيع , بحكم هذه المنافسة التي تحدده ضرورة عيشهم .. ويعتبر ان حركة رأس المال هي قوام دورة النقود النافعة والمثمرة التي تشيع الحياة في جميع جهود المجتمع ويتطلب عدم التدخل في هذه الدورة ونسمح للارباح والفائدة كما الاجور من الوصول الى مستواها الطبيعي حسب العرض والطلب , ويجب ان يعفى من الضرائب اصحاب رؤوس الاموال , وارباب المصانع , والتجار و والعمال , فلا تفرض الا على ملاك الارض الذين يستردون ما دفعوه بتقاضي ثمن اغلى لمحاصيلهم وكذلك ينبغي ان لايفرض اي رسم على نقل او بيع اي سلعة من سلع الاستهلاك ..
نجد بالمقابل كوكبة اخرى مثل (مورللي و لانجيه) يشرحون الاشتراكية والشيوعية من حيث اخذت طبقة الاغنياء المتعلمين يرفلون بمتع الارض فتخلوا عن المحضورات الدينية واطلقوا العنان لرغباتهم في الثروة والخمر والنساء , فوجد العامة انفسهم بان لاعزاء لهم غير عالم مثالي تقسم به خيرات الارض بالتساوي بين البسطاء والموهوبين , بين الضعفاء والاقوياء .
لم تقم بالقرن الثامن عشر حركة اشتراكية ولا جماعة بعينها مثل جماعة ( المسوين ) في انجلترا كرومويل , او يسوعي برغواي الشيوعيين ( صورهم فلم البعثة الذي مثله روبرت دي نيروا في احد ادواره ) اضافة الى اصوات متفرقة كانت لهم السبق في تنشيط الثورة الفرنسية ..
عام 1733 ظهر كاهن شكوكي طالب بمجتمع شيوعي يقسم فيه الناتج القومي بالتساوي بين الناس ويتزاوج فيه الرجال والنساء وينفصلون كما يشاءون وبعد سبع سنوات من ظهور هذه الدعوة ندد روسوا في مقالة (1755) بالملكية الخاصة لانها اس جميع شرور الحضارة , لكنه انكر اي برنامج اشتراكي ..
كان خير عرض للمثال الشيوعي هو كتاب مورللي ( ناموس الطبيعة ) الذي ذهب به الى ان الانسان خير بطبعه وان غرائزه الاجتماعية تحمله على السلوك الطيب , وان القوانين افسدته بتقرير الملكية الخاصة وحمايتها , وامتدح المسيحية لميلها الى الشيوعية واسف لان الكنيسة اقرت الملكية , فاقامة الملكية الخاصة أورثت البشر , الغرور , والحمق , والكبرياء , والجشع , واللؤم , والنفاق , والشر .. وان كل الشرور تؤدي الى هذا العنصر المخفي والمؤذي وهو شهوة التملك .. بينما السفسطائيون انتهوا الى ان طبيعة البشر تجعل الشيوعية ضربا من المحال ولكن في تتابع الاحداث فان معارضة الشيوعية ادى الى انتهاك الفضائل الفطرية عند الانسان ولولا الجشع والانانية والمنافسات والاحقاد التي ولدتها الملكية الخاصة لعاش الناس معا في إخوة مسالمة متعاونة ..
ان الفلاسفة الذين رفضوا مبدأ موريللي ونظامه باعتباره غير عملي , قبلوا بالملكية الخاصة كونها نتيجة لامناص منها للطبيعة البشرية .. لكنه سرعان ما وجد حليف قانوني له اسمه لانجيه نشر عام 1777 حوليات سياسية وهي مجلة تعالج الشرور الاجتماعية ( ان القوانين يقصد بها اولا تأمين الملكية وهذه القوانين ماهي الا ضمان يعطى للاغنياء على حساب الفقراء) واستخلص ان القوانين في بعض نواحيها مؤامرة على الاكثرية من البشر . مما سيترتب عليها حربا طبقية لا مندوحة منها تستعر بين اصحاب الملكية او رأس المال , وبين العمال الذين لابد لهم من بيع كدهم وجدهم لرب العمل .. وقد انتقد لانجيه الفيزيوقراطين بادعائهم تحرير الاقتصاد من يد الدولة سيجلب الرخاء تلقائيا واكد انه على النقيض من ذلك سيركز الثروة بيد حفنة من الافراد فترتفع الاسعار وتتخلف الاجور وهذا من شانه الابقاء على عبودية الاجير لان الاقتصاد غير المقيد يعطي الحرية لرب العمل ان يقذف بالعمال الى مهاوي التسول اذا لم يستطيع جني الارباح منهم وفي راي لانجيه انه لادواء لهذا كله غير الثورة الشيوعية لكنه اعتبرها غير مواتية لجيله لانها ستوءدي الى الفوضى ..
(جابريل بونودمايلي) كاهن صغير مات قبل الثورة الفرنسية باربعة سنوات . استسلم الى اغراء الفلسفة وتخلى عن طموح القسسة درس العلاقات الدولية والطبيعة البشرية فاسفر ت دراساته الى مزيج بين التطلعات الاشتراكية والشكوك المتشائمة امتاز بوجهة نظر عن المعايرالخلقية وضرورة تطبيقها على الدول قبل الافراد وبذلك خالف ميكافيلي . كان موحدا غير مسيحي كفولتير ومورللي لكنه آمن بالعقاب والثواب عن طريق الاديان لصيانة الفضيلة واتفق بتصوراته مع مورللي بان الملكية لا الطبيعة هي مسببات رذائل البشر وان شهوة الغنى حين تتربع على قلب البشر تخنق كل ما فيه من حب العدل والانصاف .. فالحسد , والطمع , والفوارق الطبقية , تسمم ما في الطبيعة البشرية من مودة فطرية . فحين يزداد الاغنياء ترفاً وبذخاً و يتردى الفقراء في مهاوي الذل والهوان فليس هناك خير في الحرية السياسية ما دامت العبودية الاقتصادية قائمة ..
ان الذين يملكون الحرية الحقيقية هم هؤلاء الذين لاتهفوا نفوسهم الى الغنى ... ولن تتوفر السعادة في المجتمع الذي يدعوا اليه الفيزيوقراطيون لان الناس ستثيرهم على الدوام الرغبة في ان يتساوا في مقتنياتهم مع من يفوقهم ثراء . وهكذا خلص الى ان الشيوعية هي النظام الاجتماعي الوحيد الذي يدعم الفضيلة والسعادة ولكن هذا لايمكن تطبيقة اذا لم نغير عادات الناس تدريجيا وانماء روح الفضيلة , وهذا لايتم الا بحكومة تدعوا الى تشكيل مجلس طبقات الامة ياخذ على عاتقه وضع دستورا ً يخول السلطات لجمعية تشريعية ( وهذا ماتم ابان الثورة الفرنسية 1789-1791) تحدد مساحة الاراضي التي يمتلكها الفرد وتقسيم الضياع الواسعة على الفلاحين .. وقد تبنت الثورة الفرنسية كثيرا من هذه المقترحات وترتب عليه نشر كتب هلفيشوس ومابلي , وروسوا و فولتير , فرانكلين بوصفهم اكبر ملهمي الثورة .. كل هذا حدث قبل مجيء القرن التاسع عشر وقبل نشر ماركس (1818-1883 ) لبيانه الشيوعي الذي من خلاله ارسى دعائم الاشتراكية والشيوعية على اسس اكثر علمية ..



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل المقلوب / قصة قصيرة
- فولتير والدين /ج 3
- فولتير والدين /ج2
- فولتير والدين /ج 1
- المتنورون في القرن الثامن عشر /ج4
- لنوقف هذا المد الفاشي
- المتنورون في القرن الثامن عشر ج /3
- المتنورون في القرن الثامن عشر /ج2
- المتنورون في القرن الثامن عشر / ج1
- يوم ماطر/ قصة قصيرة
- الفيلسوف والبقال قصة قصيرة
- تعددت الابواب والكاتب واحد
- الدولة والاحزاب
- فلسفة الاديان
- الرواية مهنة ام امتهان
- اعلان للصمت
- ترامب والخراف الضالة
- الجزر الهوائية /قصة قصيرة
- شيٌ من هذا القبيل / قصة قصيرة
- حية و درج / قصة قصيرة


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف الصفار - فيزوقراطية وشيوعية القرن الثامن عشر