أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف الصفار - المتنورون في القرن الثامن عشر /ج4















المزيد.....

المتنورون في القرن الثامن عشر /ج4


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 21:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المتنورون في القرن الثامن عشر /ج 4
وصف ديدروا نفسه : ( ... لي مائة من التعبيرات المتباينة في كل يوم , تبعاً لحالتي النفسية أو مزاجي في كل لحظة .. هادئاً حزيناً حالماً رقيقاً عنيفاً منفعلاً متلهفاً .. ولوتهيأ لمصور ان يلاحق وجهي فان العلامات الضاهرة لحالات ذهني المتباينة ستجعل عينه تقع على شخص مختلف من لحظة لاخرى ولم تقع على الشخص الحقيقي قط )
ولد ديدروا في 5 اكتوبر 1713 وكاد ان يكون كاهنا .. ذلك انه من الثامنة حتى الخامسة عشر من عمره التحق بمدرسة يسوعية , وفي الثانية عشر حلق رأسه وارتدى لباس الكاهن في الكنيسة وعاش حياة الزهد والتقشف , فابتهج والده ورافقه الى باريس مغتبطا ليلتحق بكلية ( لويس الاكبر ) اليسوعية , وحصل منها على درجة الاستاذية 1732 وحين اكتشف ان باريس عبارة عن ماخور خلع لباس الكهنة وتخلى عن ورعه وتقواه , واخذ يتدرب على المحاماة , لكنه سرعان ما نبذ القانون وظل عشر سنوات يتنقل من مهنة الى اخرى فمنع عنه والده النفقة , وعانى من الفقر , وكانت والدته تساعده بين الحين والاخر....
ثم اخذ يعطي دروسا في الرياضيات واشتغل كاتبا عند بائع كتب وفي نفس الوقت اخذ يدرس الرياضيات واللاتينية واليونانية والانجليزية ,والم الماما جيدا في الايطالية كان متمردا على القانون تواقا للمعرفة والحياة .
تزوج عام 1743, لكنه اتخذ عشيقة في 1746 ومن اجلها كتب ( الافكار الفلسفية ) , ( الحلى الزائفة ) , و ( رسائل العميان )
درس الفلاسفة اليونان والرومان وبخاصة ديمقريطس , وابيقور , ولوكريتس . فكان فيلسوفا ماديا ساخرا يتدفق حيوية ونشاطا , وتاثر بدعوة فرانسيس بيكون الى قهر الطبيعة والانتقال الى البحث العلمي المنظم , وتمجيد التجربة كأداة عظيمة للعقل . واستمر طوال تقلبات دراسته لكل العلوم يؤمن بأن الخير والحقيقة والجمال كلها مؤتلفة تقريبا , وان قانونا اخلاقيا مؤسسا على العقل , لا على الدين , يفيد النظام الاجتماعي بدرجة كافية ..
في 1746اصدر كتابه ( افكار فلسفية ) دون ذكر اسمه .. كان في كتابه متطرفا بحيث اعتقدوا أن لامتري مؤلفه .. بليغا الى الحد وكأن فولتير كاتبه ..جاء متفقا فيه مع صديقه روسوا كون الانفعالات او المشاعر هي التي تسموا فيها النفس الى الاشياء العظيمة , لكنها تكون مدمرة بدون نظام ,ويجدر ان يكون هناك بعض التنسيق بينها .. وهنا نحتاج الى العقل فيكون اكبر هاد ومرشد لنا , ويبدوا من هذا انها محاولة مبكرة في عصر التنوير للتوفيق بين العقل والوجدان , او بين فولتير وروسوا ...
كان ديدروا مثل فولتير في مراحله الاولى ربوبيا لانه اعتقد العالم بكل تصميمه وتكوينه يرغمك على الايمان برب ذكي بارع ومهما يكن فان ديدروا نبذ في ازدراء الإله الذي جاء بها الكتاب المقدس حيث بدا له هذا الرب جبارا قاسيا غاية في الجبروت والقسوة , واتهم الكنيسة بانها منبع الجهل والتعصب والاضطهاد .. وامر البرلمان بحرق الكتاب بتهمة تقديمه اشد الافكار سخفا واجراما , والتي من شأنها افساد الطبيعة البشرية بوضعه الاديان كلها بمرتبة واحدة في ارتياب مفتعل , لينتهي الى عدم الاعتراف بها جميعا . ولما كان كل ممنوع مرغوب فقد تقاطر الناس لشراء الكتاب فارتفع به ديدروا بعد ان عرفوا انه مؤلفه الى مرتبة فولتير ,..
في كتابه ( نزهة الشكاك ) الذي لم يظهر حتى عام .1830 كان هناك حوار فلسفي بين ربوبي و قائل بوحدة الوجود ( الله والطبيعة شيء واحد , فالكون المادي والانسان ما هما الا مظاهر للذات الإلهية ) وآخر ملحد يشرحوا وجهات نظرهم في الألوهية .. يتأخذ الربوبي من حجته بوجود الله من حماسته المأخوذة من تصميم الكون , اما الملحد فيصر على ان المادة والحركة والفيزياء والكيمياء يمكنهما تفسير الكون افضل من إله لايفعل الا ان يؤجل مشكلة الاصل او المنشأة .. اما القائل بوحدة الوجود فيعتقد أن الفكر والمادة ابديان معاً , وأنهما يؤلفان الكون وان هذه الوحدة الكونية هي الله ..
في يونيو عام 1749نشر كتاب لديدروا اسمه ( رسالة عن العميان لخدمة المبصرين ) يوصف زارع كروم اعمى له روح نظام يعجز عنها المبصرون بحيث كانت زوجته تعتمد عليه في اعادة ترتيب كل شيء في الليل بعد فساد النظام اثناء النهار وكانت حواسه الباقية احد و اقوى من حواس الناس العاديين ..فخلص ديدروا الى ان افكارنا ليست مستمدة من الله , بل من خبرتنا الحسية , بل وحتى فكرتنا عن الله يجب تعليمها , وهي ايضا مثل فكرتنا عن الاخلاق , نسبية . و وجود الله مشكوك فيه لأن البرهان عن أصل الوجود فقد الكثير من قوته .وثمة عفوية او تلقائية خلاقة في الطبيعة , ولكنها نصف عمياء . وتؤدي الى كثير من الخلل والاضطراب والتبديد والضياع .
تعرف على كل وجهات النظر إلا وجهات نظر القسسة والقديسين لأنه لم يكن لديهم حقائق أو أشياء يقينية ( إني لا اهتم بتشكيل السحب اكثر مني بتبديدها , أنا لااقرر, بل اتسائل واترك ذهني يهيم الى حد الاسراف واطلق العنان لنفسي لمتابعة اي فكرة سليمة كانت ام طائشة , تأتي او تقفز الى ذهني اولا , واتعقبها كما يتعقب الشاب الداعر محظيته .. ان جل افكاري هي محظياتي )
وبدأ ديدروا بمخطط ضخم : ( انها الطبيعة هي التي أريد أن أصفها , إن الطبيعة هي الكتاب الوحيد أمام الفيلسوف ) وتصور ان الطبيعة قوة نصف عمياء ونصف ذكية , تؤثر في المادة وتبعث فيها الحياة , وتهيىء للحياة مليون شكل تجريبي , وتدخل التحسن على هذا العضو , وتنبذ ذاك , تحي وتميت بشكل مبدع . وفي هذا المعمل الكوني ظهرت واختفت الاف الانواع ..
ظل ديدروا في العلن ربوبيا متمسكا بان الله هو المحرك الرئيسي فقط , منكرا العناية الالهية والتخطيط والتدبير الالهي . وكان من الناحية النظرية ( لاادريا ) ينكر اي علم او اهتمام باي شيء فيما وراء دنيا الحواس ودنيا العلوم , واقر في اواخر سنين حياته صعوبة اشتقاق العضوي من غير العضوي او الفكر من الاحساس وكتب في احد رسائله ( ان الإلحاد أقرب ما يكون الى الخرافة ) ثم اضاف ( لقد جن جنوني لاني حائر متورط في فلسفة شيطانية لا املك إلا ان يقرها ذهني وينبذها قلبي )



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنوقف هذا المد الفاشي
- المتنورون في القرن الثامن عشر ج /3
- المتنورون في القرن الثامن عشر /ج2
- المتنورون في القرن الثامن عشر / ج1
- يوم ماطر/ قصة قصيرة
- الفيلسوف والبقال قصة قصيرة
- تعددت الابواب والكاتب واحد
- الدولة والاحزاب
- فلسفة الاديان
- الرواية مهنة ام امتهان
- اعلان للصمت
- ترامب والخراف الضالة
- الجزر الهوائية /قصة قصيرة
- شيٌ من هذا القبيل / قصة قصيرة
- حية و درج / قصة قصيرة
- بانوراما الزمن بين النكسة والربيع العربي
- النزعة العقلية في القرون الوسطى
- ثلاثة في واحد / قصة قصيرة
- قرنان قبل انشتاين 2-2
- قرنان قبل انشتاين


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف الصفار - المتنورون في القرن الثامن عشر /ج4