أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف الصفار - الاستمكان والامتحان / قصة قصيرة














المزيد.....

الاستمكان والامتحان / قصة قصيرة


يوسف الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 5625 - 2017 / 8 / 30 - 13:24
المحور: الادب والفن
    


الاستمكان والامتحان / قصة قصيرة
افتقدت بغيابك الزمن لكن تستحضرني الاماكن والمغانم , ليس في كل السنين التي مضت وتآكلت فيها الذكريات ,غير فترات باهتة من السعادة واللذة لكنها غائرة في اعماقي , تنهش احشائي ,وتصيرني هشا ضعيفا ,وتمسخني وتحولني وترديني الى هاوية النسيان ... الازقة والاحياء التي اجتزناها بارجلنا وتخطيناها منذ تلكم الازمان , ما عادت غير ذكرى والم , أيقظت ضمائرنا ومشاعرنا .. ليس امامنا غير ان نجدل الاحداث من جديد ونعاود التغريب او التقريب ليس هذا ما اختاره أنا ,او تختارينه أنت ,لاننا في الحياة و الحب مجهولان .. انت ماعدت غير امتهان بينما تتلوى في داخلي مدارج الغدر فتدهشني قدرتك على تجاوز الذكريات و تضعيني وراء الشمس بعد كل تلكم تلك الايام والامصار ,, لاادري من منا تمكن منه الغباء , انا ام انت ام كلانا.. ولكن هنالك فرق بين من يأخذ الحياة برؤية هيلامية ويستنبط منها الضياع والمجهول , ومن يتبنى فيها الهزل فيحولها الى سطور وحروف وكلمات في اوراق من عقود الارتباط .. وتعقدين العزم على ارتباط لم يخطر في بالي لمجرد لهفة في الاستقرار في زمن الاحتقار والامتهان ..
كنت تمرقين الى غرفتي وانت تحملين حقائبك المدرسية فاعطيك دروساً في الحب والرياضيات ولكن بعد كل تلك السنين لم يبقى في ذهنك شيء من ذاك الحب او معادلة من مجاهيل الرياضيات .. احتقرت بحركاتك العقل والوجدان .. واوجاعي تزيدني اضطراب واحتراب .. وبصبري اعتاد على التعقل لا التململ هكذا هو ما كتبه القدر مع سارق الاحلام والانغام .. اي ارادة حمقاء حولتك الى كل هذه القسوة فتمردت على الحياة من اجل الموت في احضان من لاتعرفينه .. لكن هذا ما يعتاش عليه شرقنا وشرفنا المغمور في لهاث الكلاب الشبقية , فنستعذب العذاب واللعاب .. حدثتني وانت نادمة بعد فراق السنين و عودة اللقاء وقلت لي ؛
_ اليت على نفسي ان لا اتركك بعد الان
لكنك تجاوزتني مرة اخرى في لحظة غضب وعدت الى مغانمك هذه المرة ليس من اجل رجل غاب في المدافن واندثر بين طيات التراب ولكن من اجل شيء مبيت في ذهنك لم يختمر بوقائع جديدة تسكرك وتنشيك .. هي احلام جديدة بعيدة عن الحب والرغبة في ان نعيش سنينا الاخيرة باطمئنان .وضعتني مرة اخرى بين السطور والكلمات في حروف لا نخرج منها بمفاهيم محددة و لاتستغيها اوضاعنا ..
_ حبيبتي لكل منا ظروفه وحروفه
_ وفي كل الاحوال انا اللتي ادفع الثمن دائما
_ انك لم تدفعي شيْ من الثمن ..وضعتني خلف الشمس بينما نار غدرك احرقتني بعد ان اينعتني وازهرتني .. وابعدت عني لذة الاستمكان من حياة تحتاج الى اكثر من ايثار ..
على نهر دجلة جلسنا وتحدثنا فارحنا واستريحنا وبكينا الماضي والحاظر المملوء بالقتل والانكار , وحين افترقنا ناديتني باسمه .. يا لغدر الزمان حتى اسمي لفه النسيان .. جعلتيني كبطل رواية السراب .. لكنك تتفاخرين بكثرة العشاق . الى هذا الحد استغفلت في ّ الوله والولهان يا حية تسعى على بلاط الازمان .. عصاتي كانت مجدبة ليست كعصى موسى ورؤياي كانت مقيته ليس كرؤيا يوسف .. لذا لم تأمنني واممت حبك في بورصة الحياة لعلك تربحين ما كنت تعتقدين .. لكنك خسرت اوراقك واتيت على راسمالك بالضياع .. وفي كلتا الحالتين اخذتك مني نشوة الاحلام ..
يا انشودة البكاء في كربلاء الحب ..لم تتمتعي بشيء يستحق التضحية في زمن الغدر.. لكنك كنت لي انشوطة للانتحار في وسط مملوء بالاكاذيب والسراق وفلاسفة الخطيئة الاولى المستحكمة في وجدان البلهاء ..
هكذا هي الحياة لن تنفعنا الكتب التي قرأناها و لا اللوحات التي رسمناها .. ما ينفع الانسان في هذا الزمان هو الامتهان في مدارج الايام ولعق فتات الموائد وتسطير اناشيد الانغام الحماسية التي تدعوا للقتل باسم الانتصار والتضحية ..



#يوسف_الصفار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روما القديمة والمسيحية
- فيزوقراطية وشيوعية القرن الثامن عشر
- الرجل المقلوب / قصة قصيرة
- فولتير والدين /ج 3
- فولتير والدين /ج2
- فولتير والدين /ج 1
- المتنورون في القرن الثامن عشر /ج4
- لنوقف هذا المد الفاشي
- المتنورون في القرن الثامن عشر ج /3
- المتنورون في القرن الثامن عشر /ج2
- المتنورون في القرن الثامن عشر / ج1
- يوم ماطر/ قصة قصيرة
- الفيلسوف والبقال قصة قصيرة
- تعددت الابواب والكاتب واحد
- الدولة والاحزاب
- فلسفة الاديان
- الرواية مهنة ام امتهان
- اعلان للصمت
- ترامب والخراف الضالة
- الجزر الهوائية /قصة قصيرة


المزيد.....




- يحقق نجاح كبير قبل عرضه في السينما المصرية .. أيرادات فيلم أ ...
- في جميع أدوار السينما المصرية .. فيلم الشاطر رسميًا يعرض في ...
- لمى الأمين.. المخرجة اللبنانية ترفع صوتها من في وجه العنصرية ...
- وصية المطرب أحمد عامر بحذف أغانيه تدفع فنانين لمحو أعمالهم ع ...
- قانون التوازن المفقود.. قراءة ثقافية في صعود وسقوط الحضارة ا ...
- وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة طارش بعد مسيرة فنية حافلة
- ماذا بعد سماح بن غفير للمستوطنين بالغناء والرقص في الأقصى؟
- فيديوهات وتسجيلات صوتية تكشف تفاصيل صادمة من العالم الخفي لم ...
- مونديال الأندية: هل يصنع بونو -مشاهد سينمائية- مجددا لانتزاع ...
- الشاعرة نداء يونس لـ-القدس-: أن تكون فلسطين ضيف شرف في حدث ث ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف الصفار - الاستمكان والامتحان / قصة قصيرة