أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسعد عبدالله عبدعلي - مهزلة طبع الكتب في العراق














المزيد.....

مهزلة طبع الكتب في العراق


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5876 - 2018 / 5 / 18 - 17:46
المحور: كتابات ساخرة
    


مهزلة طبع الكتب في العراق

بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي

زارني صديقي عماد بعد إصابتي بوعكة صحية, وبيده كتاب كهدية, فسألته ما هذا التغيير عماد بيده كتاب؟ قال إن أحد رواد مقهى عمه قد نشر إبداعاته في أهم دار للطباعة في بغداد! وقدم له نسخة كهدية , وعماد يعلم ولعي بالكتب والقراءة فأهداه لي, الحقيقة كان الغلاف مبهر ونوعية الورق ساحرة, وهذا يدلل على ثلاث أشياء: إما إن الكتاب عليه طلب شديد! مما دعا الدار للاهتمام بغلافه وأوراقه, لاعتباره كنز يدر إيرادات كبيرة على الدار, أو إن المؤلف ميسور الحال وطبعه على نفقته, أو انه صاحب منصب حكومي كبير.
أخذت الكتاب معي للبيت وتصفحته بعناية, فإذا بالمقدمة الركيكة جدا تفضح المؤلف! ثم نصوص غريبة لا تنتمي لأي جنس أدبي! بل هو اقرب شيء لمنشورات فيسبوكية, وهمسات مراهقة متأخرة, الحقيقة إن الكتاب يمكن تصنيفه بالرديء, والذي لا انصح بقراءته بتاتا, لأنه لا يكسب الإنسان الا الضجر وخلق دوافع لشتم وسب المؤلف, وهذا كتاب بين مئات المطبوعات سنويا في بغداد.
مع شديد الأسف يمكن عد هذا الأمر حالة عامة, انتشار الكتب المخجلة التي تنشر التفاهة طبعت فقط لان المال متوفر وليس لأنها فيها أفكار وإبداع.
وإذا أردت إن تكتشف فضيحة الكتب المطبوعة حديثا, تجدها في تلال الكتب وبسطيات الطريق المؤدي لشارع المتنبي, فتجد العناوين الغريبة والكبيرة, مع صور للكاتب بأوضاع متنوعة كي تبرز عبقريته, بضحكات غبية أو بغموض المجانين أو بابتسامة أبله, هكذا يعتقدون ستتفجر العبقرية, وتصبح كتبهم تدلل على أن أصحابها قد حققوا فتحا معرفيا أو أدبيا, مع إن المطروح في صفحات هذه الكتب مجرد تفاهات وأوهام ومغالطات!
ولو فكرت أن تذهب لظهر الغلاف في أغلب الكتب جديدة, تجد العجب العجاب, صورة للعبقري! ونبذة عن الكاتب على أساس إن الناشر هو من كتبها, لكن الحقيقة إن المؤلف هو من كتبها, فيكيل لنفسه الألقاب الغريبة, ويتبجح بالمديح لنفسه, ويتحدث بزهو عن نتاجه الخالد وإبداعه الرفيع! والذي لا مثيل له, ويوجب على كل الناس اقتناء هذا الكنز! فيشمئز القارئ وتنطلق شتائمه بحق دار النشر, بسبب الظن أنها هي من كتبت النبذة التعريفية بالمؤلف, ويفلت الكاتب بفعلته!
الأغرب إن تجد بعض الكتب من دون تاريخ النشر, فلا نعرف متى نشر المطبوع هل في عام 1900 أم في 2018! ولا يذكر عدد النسخ! ونحتمل أن بسببه الخجل, فأظن انه لم يطبع الا نسخة أو نسختين, فقط ليكتب بسيرته أن لديه كتاب مطبوع ومنشور! لا بل البعض يتوهم العبقرية وهو لا يصدر عنه الا التفاهات! بسبب الهوس الذي يتملك "البعض" باعتبار أنفسهم فلتت الزمن, وثالث يحسب كتابه من الشعر! لكن هو عبارة عن كلام رجل مخمور, لا ينتمي لأي بحر وليس فيه أي جانب أدبي, فقط هو الهذيان لا غير, ومن هذه الأنواع نجد الكثير, والتي نهايتها تكون في تلال الكتب التي تباع (بفلس ونص), ولا احد يهتم بها ويقلب صفحاتها.
قصص يتم تداولها في الوسط الثقافي, عن قيام البعض بالكاتبة لمن يدفع مقابل اجر, أي يكتب رواية مثلا, ويأتي الذي يدفع المال ويضع اسمه عليها, وقد تصل تلك الرواية لمنصات التتويج بالجوائز, مع أنها جهد كاتب يباع مقابل ثمن لشخص بليد يملك المال, أنها مصيبة كبيرة أن يسجل الإبداع باسم شخص غريب عن الإبداع, فقط الدولارات تمكنت من وضع اسمه بين المبدعين.
كل شيء أصبح ممكنا في العراق, فبعد إن فسدت مؤسسات الدولة وفسد الذوق, وحصل انقلاب في القيم, فلا تنتظر إن تسلم الكتب من هذه الآفة, أنها المأساة التي يكتب فصولها من يسمون أنفسهم كتاب ومبدعين, وهم أصل الهذيان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي
العراق – بغداد
[email protected]



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفكاري لحل أزمة السكن
- لغز الانتخابات العراقية
- الديمقراطية لمن تنتصر؟
- مترفون متنعمون وفقراء بلا عون
- العمال في زمن الديمقراطية العراقية
- عادة التقديس لماذا ؟
- البرامج الانتخابية وغياب حلول أزمة السكن
- علل الطلاق بالعراق
- متى نحصل على بيت للسكن؟
- لا تنتخبوا هؤلاء
- وسائل الفساد السياسي في العراق
- لماذا ماتت الحصة التموينية ؟
- نتائج الفساد السياسي في العراق
- انتخابات الحكمة, لا جديد !
- شاهد عيان: جريمة في المقهى
- لماذا الفاسدون يفوزون بالانتخابات؟
- من الممكن إنهاء أزمة السكن العراقية بزمن قياسي ...........حو ...
- الدولة القوية والإيرادات المتنوعة
- المدارس الحكومية – ظاهرة العنف -
- أهالي منطقة المعامل يريدون مكتبة عامة


المزيد.....




- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...
- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسعد عبدالله عبدعلي - مهزلة طبع الكتب في العراق