أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الأول من أيار عيد العمال العالمي 2018 المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي - اسعد عبدالله عبدعلي - العمال في زمن الديمقراطية العراقية














المزيد.....

العمال في زمن الديمقراطية العراقية


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5861 - 2018 / 5 / 1 - 10:45
المحور: ملف الأول من أيار عيد العمال العالمي 2018 المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي
    




عاد جميل مهموما من ساحة الطيران, حيث لم يحصل على عمل لليوم السادس على التوالي, وزوجته وأطفاله ينتظرون منه المال لشراء الطعام فقط, حيث يعرفون إن الملابس والحاجات الأخرى أصبحت حلما, فهم مستمرين بالعيش فقط, كأننا في زمن العبودية, فعلى العامل إن يعمل ويأكل وينام فقط ولا يحلم, بقي جميل كئيبا فلا احد يعطيه دين بسبب تراكم ديونه, ولا البطون تسكت من الجوع, ثلاجة البيت خاوية, والأدهى إن الماء مقطوع وعليه إن يشتري ماء للشرب, أنها سخرية القدر من العامل "جميل", راودته فكرة الانتحار للخلاص, كي يتخلص من كل هموم الحياة التي لا ترحم, لكن أيمانه منعه, أخيرا نامت العائلة من دون عشاء, جلس جميل يدعو ربه إن يفرج عليه في الغد, ويجد عملا حتى يسكت البطون الجائعة.
الحقيقة إن العامل في العراق يعيش محن كبيرة, وهو في قلق مستمر بسبب عدم وجود حماية له, ولا ضمان اجتماعي ولا صحي, فيعيش تحت ضغط مستمر, عندما نفكر عن علل هذا الأمر, نجده يقع بالأساس على الحكومات المتعاقبة في زمن الديمقراطية, حيث تعمدت الحكومات إهمال العمال! وجعلهم الأضحية لكل عام, فهم لا يمثلون للطبقة السياسية رقم مهم, فتحولت الحياة لصعوبات لا تنتهي للعامل ,وهذا فقط في العراق, نتيجة إهمال الحكومات العراقية لواجباتها! مما جعل الحمل يزداد على كل عائلة, فماذا يفعل ذو الدخل المحدود جدا, هل يسرق كي يحل مشاكله الاقتصادية أم يفكر مثل "جميل" بالانتحار ليتخلص من الحمل الثقيل.

● العمال وأزمة السكن
تعتبر أزمة السكن من اكبر الهموم التي يعاني منها العمال في العراق, فالكثير منهم يعيشون مع أهلهم في بيوت صغيرة, فيكون البيت الواحد يعيش فيه أربعون فردا مثلا, فمن كان ذو حظ حصل على غرفة كبيرة, والغرفة تكون كل حياته, إما حلم الحصول على بيت فهذا من الكوابيس, والتي يجب إن لا تزور خيال العمال, لأنه ضرب من المحال, وتجلب الحسرات ليس الا, فالبيوت لا ينالها الا اللصوص والساسة, وهي محرمة على محدودي الدخل.
والبعض الأخر من العمال يعيشون في البيوت العشوائية, متكونة من الصفيح والأخشاب في المناطق العشوائية, بيوت غريبة لا تناسب الإنسان للسكن, لكن المحظوظ من العمال فقط هو من حصل على هكذا بيت, ويحسده الآخرون عليه, وآخرين من العمال المغضوب عليهم وهم من يسكنون في بيوت الإيجار, وهؤلاء من أكثر الناس تعرضا للضغط, فعليهم إن يوفروا الإيجار مما يحصلون عليه, وإلا طردوا للشارع, هكذا هي الحياة في العراق, تضغط على العمال ليتم موتهم وهم إحياء.
أتذكر كلام سياسي عراقي بعد نقاش حاد حول أزمة السكن قال في ختامه" العمال ستكون لكم بيوت جميلة في الجنة فلا تحزنوا".

● العمال وهموم الصحة
من اكبر المشاكل التي قد يتعرض لها العمال هو الصحة, فإذا تمرض فانه يواجه مشكلة عويصة, فمن أين يأتي بأجور الطبيب ؟ ومن أين يأتي بأجور العلاج! فدخلهم بالكاد يوفر لهم الغذاء, فيعيشون العمال على الدعاء اليومي بالصحة والعافية خوفا من الإمراض, التي تحتاج ميزانية خاصة, ولا يجد العامل المريض الا الديون حلا للحصول على العلاج, لا اعلم لماذا يغيب عن العراق المستشفيات الخيرية, التي من مهامها العلاج المجاني والمخفض لمحدودي الدخل والفقراء, ولماذا لا يكون هنالك ضمان صحي للعمال, بحيث يحصل على العلاج المدعوم.
لقد أهملت الطبقة السياسية هذا الأمر وجعلت لنفسها ضمان صحي, مع أنها تسبح ببحر من مليارات الدنانير, وتركت الفقير يواجه صعوبات الحياة, من دون أي ضمان, نعم انه ظلم الجاهلية يعود ألينا في زمن الديمقراطية النتنة.

● العمال وأزمة التعليم
المشكلة الكبيرة التي تواجه العمال في العراق, هو إن يكون له أطفال في المدارس, فمن أين يأتي بمطالب المدارس, ومن أين يأتي لأطفاله بأجور القرطاسية والنقل للمدارس, لذلك نجد اغلب العمال أطفالهم لا يكملون دراستهم بسبب صعوبات مالية تمنعهم من توفير ما يطلبه أبنائهم, والأمر كله برقبة الأحزاب والطبقة السياسية التي توفر لأبنائها أفضل المدارس مع مخصصات خاصة بهم لتعليم أبنائهم, فخزينة الدولة من حصة الأحزاب! وليس للعمال حصة فيها, فلا تتعجب إن وجدت أبناء العامل خارج المدرس, بل بعضهم يدفع بأبنائه للعمل وهم صغار كي يساعدوه في توفير المال للعائلة.
كان على الدولة توفر حماية لأبناء الفقراء وطبقة العمال, بحيث يمكنهم من إكمال دراستهم, وهذه الحماية عبر توفير ما يحتاجه الطالب في كل موسم دراسي, لكن الخمر والعواهر والدولارات أنست الطبقة السياسية وأجبتها, وبقي العمال تحت الضغط, ففي العراق على العمال إن يعملوا ويموتوا بصمت.

● العمال والعبودية
يقول احد الكتاب الفرنسيين " إذا كان ما تحصل على يذهب فقط للحصول على منام ومأكل فإنها العبودية", الحقيقة إن العمال يعيشون في أصعب حالات العبودية, فأجورهم زهيدة جدا, لا تكفي للعيش يوما واحد, ولا تصنع لهم حلما, فلا تتصور إن العامل يمكن إن يوفر من أجوره ويشتري بيتا, فهذا ضربا من الجنون! ولا تتصور إن العامل يمكنه إن يوفر من أجوره ويشتري سيارة, حتى لو كانت مستخدمة وموديل أكل عليه الدهر, فالأحلام لا مكان لها في واقع العمال, فعليهم فقط إن يعملوا ويناموا ويصمتوا.
الجاهلية عادت ألينا بثوب الديمقراطية, وثبت أركانها الطبقة السياسية التي تؤمن بان العمال طبقة يجب إن تعمل وترضخ للأسياد, وعليها إن تصمت وان تنسى حقوقها, وإلا عمدت الطبقة السياسية على زيادة الضغط عليها, عبر قطع الخدمات ورفع الأسعار, حتى يصمت كل صوت مطالب بحقه أو يموت وتتخلص.
العمال تفهموا واقعهم في العراق, ولم يعودوا يحلموا, بل هم فقط مستمرين بالعيش ومنتظرين الأجل, ليتخلصوا من هذه ذل هذه الحياة الظالمة, تحت مظلة حكم أشباه الرجال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي
العراق – بغداد
[email protected]



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادة التقديس لماذا ؟
- البرامج الانتخابية وغياب حلول أزمة السكن
- علل الطلاق بالعراق
- متى نحصل على بيت للسكن؟
- لا تنتخبوا هؤلاء
- وسائل الفساد السياسي في العراق
- لماذا ماتت الحصة التموينية ؟
- نتائج الفساد السياسي في العراق
- انتخابات الحكمة, لا جديد !
- شاهد عيان: جريمة في المقهى
- لماذا الفاسدون يفوزون بالانتخابات؟
- من الممكن إنهاء أزمة السكن العراقية بزمن قياسي ...........حو ...
- الدولة القوية والإيرادات المتنوعة
- المدارس الحكومية – ظاهرة العنف -
- أهالي منطقة المعامل يريدون مكتبة عامة
- مقومات نجاح الأكراد في العراق
- حوار حول الدين واللادين والوسطية
- خطة للفوز بكاس أمم أسيا القادمة
- الحل السحري لإنهاء النزاعات العشائرية
- رسالة الى الرئيس


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- حول مفهوم الطبقة العاملة / الشرارة
- الإضرابات العمالية في العراق: محاولة للتذكير! - الجزء الأول / شاكر الناصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الأول من أيار عيد العمال العالمي 2018 المعوقات والتحديات التي تواجهها الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي - اسعد عبدالله عبدعلي - العمال في زمن الديمقراطية العراقية