أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - وسائل الفساد السياسي في العراق














المزيد.....

وسائل الفساد السياسي في العراق


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5729 - 2017 / 12 / 16 - 22:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وسائل الفساد السياسي في العراق

بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي

عندما نتحدث عن مصيبة العراق الحقيقية, فانه يمكن أن يشخصها الطبيب والفلاح والشحاذ والأستاذ, أن الفساد والذي انتشر في كل مفاصل الدولة, وأصبح دولة داخل دولة يتحكم في مصير البلد, وفشلت كل الحكومات في الحد منه, بل أن بعضهم كان جزء منه, والى اليوم ملفات الفساد مفتوحة بحق قيادات كبيرة تم إهمالها, ولم تقم الحكومات بأي جهد حقيقي لحرب الفساد, فقط أطلاق الشعارات لتخدير الأمة وللمزايدة فقط.
بل أن الطبقة السياسية لولا الفساد لما دامت أيام تمكنها من الكرسي, فالفساد صاحب فضل كبير على الطبقة السياسية, بالمقابل هي عمدت على حمايته وتنميته لتدوم أيام ثرائها.
اعتمد النظام الذي تشكل بعد عام 2003 على مبدأ مهم وهو "الرشاوى", وقد كرسه الاحتلال الأمريكي عبر فسح المجال له ليدخل كل مفاصل الحياة, فيعم الفساد القطاع الحكومي والقطاع الخاص من خلال خطوط الاتصال فيما بينهما, عبر آلية الرشوة والتي لها أنواع عديدة, في مقابل الحصول على منافع حكومية, حيث يتم دفع الرشاوى لتخطي القواعد والنظم والتعليمات والإجراءات الحكومية, لتكون المنافع من نصيب ثلة فاسدة مرتشية مقربة من الطبقة السياسية.
سنتحدث هنا عن بعض أشكال الفساد السياسي في العراق, التي حصلت ومازالت تحصل الى اليوم في ظل موت الرقابة ونوم القانون:

●بعض إشكال الفساد السياسي في العراق
أولا: الرشاوى تبرز في مجال المناقصات والمزايدات بغرض الفوز بعرض حكومي على حساب النواحي الفنية والمواصفات, فمن يدفع أكثر يفوز بالعروض الحكومية حتى لو كان صفرا من ناحية العمل والتنفيذ, فالمهم دفع الرشوة, هذا النظام تم دعمه من قبل أحزاب السلطة!

ثانيا: عندما تبيع الدولة ارض, فان الرشاوى تدفع لتكون اقل من سعرها السوقي, مقابل رشوة مناسبة وفقط لطبقة مرتشين مقربين من الطبقة السياسية, وكل شيء يجري تحت مظلة القانون والسلطة وبعلم اذرع الساسة.

ثالثا: دفع الرشاوى ونسب معينة لشخصيات نافذة للحصول على النقد الأجنبي, بأسعار تقل عن أسعار السوق, وهذه مصيبة كبيرة تجري من دون رقابة فعالة, فالمستفيد هو من يملك مفاتيح الرقابة, فيتعطل القانون وتموت الرقابة والمحاسبة, ويمر كل هذا الفساد ومنذ سنين طويلة.

● الفساد عبر الخصخصة
أما الخصخصة فهي باب كبير للفساد, كما حصل في الكثير من دول المنطقة التي طبقت الخصخصة "سيئة الصيت", فالاعتماد على وسيط لإتمام العمل, وهي بالأغلب شركات مقربة ومزكاة من الأحزاب الحاكمة, وهو باب كبير للفساد, في ظل غياب القانون وتنامي وحش الفساد, بيع الدولة لبعض مؤسسات الدولة فهو يخلق فرص كبيرة للفساد, بحسب تواجد شبكة منظمة ومحمية لإخضاع كل شيء للفساد وتوزيع نسب الإرباح بين الكبار, وهذا الأمر يتسبب بضياع أموال الدولة ونمو وحش الفساد.
فالخصخصة تحتاج لوجود قانون منفذ ومحمي, وسلطة خاضعة للقانون, مع تواجد مجتمع واعي, وكل هذا غير موجود مما يحول الخصخصة الى بوابة للفساد الكبير, واعتقد ليس العلة في الموظفين الصغار ولا في المجرمين, لكن العلة تكمن في الطبقة السياسية وأحزاب السلطة والبرجوازيين والذين يجدون في ضعف القانون ودوام الفساد استمرار مكاسبها.

● المناصب الحكومية والمزاد السياسي
بعد كل موسم انتخابي ينشط سوق لبيع المناصب الهامة والتي تدر الأموال أو تعطي نفوذ, والتي تدر إيرادا خفيا عبارة عن رشاوى ضخمة وبشكل شبه يومي ومستمر, ففي الدولة الفاسدة يصبح لكل موقع ثمن, وبحسب التنافس الحزبي على المواقع وحصص من الكعكة يصبح للحصص ثمن معين ومقايضات وتبادل بين الأحزاب, ومن يأتي للمناصب يكون شخص مدرك أن المنصب مغنم وفرصة للثراء وتعويض ما تم صرفه لأجل كسب المنصب ثم عليه أن يقبل مطالب الحزب الذي سهل له الأمر.
فتحول المنصب الى كرسي لنشر الفساد, ويكون محمي مناي مسائلة او رقابة لان كل شيء بمظلة الأحزاب الحاكمة.

● دعوة
هذا تشخيص لبعض أبواب الفساد السياسي في العراق, التي لم يتم غلقها الى اليوم, وتشكل أهم أركان ضياع الدولة, وسبب هشاشة البناء المؤسساتي في العراق, نتمنى أن تصحوا ضمائر الساسة وتجعل من مصلحة الوطن والأمة مقدمة على مصالحها, وان تخاف الله فتحفظ حقوق الأمة والوطن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ماتت الحصة التموينية ؟
- نتائج الفساد السياسي في العراق
- انتخابات الحكمة, لا جديد !
- شاهد عيان: جريمة في المقهى
- لماذا الفاسدون يفوزون بالانتخابات؟
- من الممكن إنهاء أزمة السكن العراقية بزمن قياسي ...........حو ...
- الدولة القوية والإيرادات المتنوعة
- المدارس الحكومية – ظاهرة العنف -
- أهالي منطقة المعامل يريدون مكتبة عامة
- مقومات نجاح الأكراد في العراق
- حوار حول الدين واللادين والوسطية
- خطة للفوز بكاس أمم أسيا القادمة
- الحل السحري لإنهاء النزاعات العشائرية
- رسالة الى الرئيس
- قنبلة عالية وتخصيصات الحكومة للفساد
- حرصت أن أمارس كل المدارس الفنية الحالية... حوار مع التشكيلي ...
- خطوط مصلحة نقل الركاب وإطراف بغداد
- السينما والتلفزيون والمسرح تحارب المعاقين
- قصة قصيرة جدا_____ قبر الخيانة
- إياك أن تشتم حزب السلطة؟


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - وسائل الفساد السياسي في العراق