أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - عادة التقديس لماذا ؟














المزيد.....

عادة التقديس لماذا ؟


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 28 - 22:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عادة التقديس لماذا ؟

بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي


ذات يوم كنا في نقاش مع صديق في الأربعين من عمره, كان يجالسنا في المقهى وكان محبا للكتب والثقافة, وكنا نحسبه ذا فكر, لكن في جلستنا الاخيرة تشعب حديثنا حتى وصلنا الى صدام, وعندما القينا اللوم على صدام ونظامه في كل ما جرى في العراق, عربد وصرخ بل وشتم, لقد شاهدناه بحالة مختلفة لم نعهده بها, لم يتكلم بالدليل ورد الحجة بالحجة, بل أصبح كالذين نشاهد نقاشاتهم في الباص أو السوق والأماكن العامة, حيث يعتقدون أنهم فقط على الحق, نعم أن صديقي كان يقدس الحاكم, ويستامح مع كل خطاياه, ويرفعه الى مقام الإبطال والفلاسفة, فلا الثقافة نفعته ولا الكتب غيرته, فبقي محكوما بظاهرة التقديس لشخص الحاكم, وهذا من الأمراض القاتلة لرأي الأخر.
أنها خيبة أمل كبيرة نعيشها يومياَ, ونحن نرى الذي يقعون تحت تأثير مرض التقديس, فالنقاش معهم خطيئة يجب الابتعاد عنها, حيث يحاولون توسعة نفوذ من يقدسون بالإجبار على الآخرين, وإلا تم نعتهم بأبشع النعوت, أحيانا عندما نتناقش حول حدث تاريخي, يمنعنا الأخر من مجرد محاولة النقد, تحت عناوين الحرام أو أنهم ينفذون إرادة السماء, فالإشكال عليهم يكون إشكالا على السماء! وهكذا يتم غلق باب التفكير.
وآخرين يجعلون من السياسي الذي يحبوه برتبة الأنبياء والعباد الصالحين, فيكون كل فعل يصدر منه هو الصواب, ومن خالفه فهو الخطأ والانحراف, ويجعله مقياس للحب والكره فيحب فيه ويبغض فيه, بل يصل عند البعض الى حد التكفير الأخر, فقط لأنه لا يقدس ما يقدس, أي أن الخلاف مع عقيدتهم يعني الانحراف! وهذا منتهى الجهل الذي يعيشه "البعض" مع الأسف.
ذات مرة ذهلت أثناء حديثي مع صديق! حيث كشف لي من خلال حديثه انه يقدس رئيس الوزراء السابق, ويرفض النقد والتهمة, ويعتبره من الإبطال الخالدون فهو من اعدم صدام وهو من طرد المحتل, وأي إشكال عليه يكون نوع من الخيانة للوطن, فأي قناعات هذه التي تأتي بعد الإصابة بمرض التقديس, انه حالة البعد عن التفكير, والتي يطرب لها الحكام, حيث تسهل لهم استمرار سطوتهم على الجماهير, وهم يسعون لديمومتها عبر دعمهم لكل عوامل الجهل وتسفيه الوعي, ومحاربة الوعي والتفكير.
أن التقديس يلغي العقل والتفكير ويدعم الجهل والتسفيه, لذلك نجد التقديس ينتشر في المناطق التي تسبح بالجهل, والواقع يشهد بذلك, وهو على نوعين أحيانا يمارس باسم الدين والإيمان, وأحيانا يمارس باسم العقل .
إذن احد أهم الأسباب هو الجهل, الذي يجعل الإنسان يقدس شخص أو شيء ما, من دون أي دليل عقلي مقنع, ويمكن اعتبار سبب أخر للتقديس ينطلق من الشخص نفسه! فهو من يطالب من الآخرين تقديسه أو تقديس ما يرى, فعندما تريد أن تقتل الأفكار وتمنع وصولها للناس فعليك بنشر فكرة التقديس, حيث يتحول الشخص أو الشيء المقدس الى مبدأ استبدادي أو الى صنم فكري, تتكسر عنده كل قيم الاحترام ووصايا الأنبياء وقواعد العقل, حيث تتحول الأكاذيب الى قناعات ذات أسوار عالية, فالرأي ما يراه الشخص المقدس وغيره كلها أباطيل.
وهذا المرض قديم ويحتاج لجهود جبارة ترتبط بالتربية والتعليم, ونشر ثقافة النقد والتعقل والاحترام, وإزالة صور الخوارق عن الحياة الواقعية, فكلنا بشر ولا وجود ل(لسوبرمان) أو أي وكيل عن السماء, فمن يدعي هذه الأمور هو مجرد دجال يسعى لاستغلال جهل الناس, وعلى الناس أن تتعامل مع الحكام والقادة ورجال الدين على أنهم بشر مثلنا, والاهم العمل على إزالة الطبقة السياسية الحالية, لأنها عمدت على دعم عوامل الجهل خلال 15 عاما لكي تدوم أيام سعدها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي
العراق – بغداد
[email protected]



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرامج الانتخابية وغياب حلول أزمة السكن
- علل الطلاق بالعراق
- متى نحصل على بيت للسكن؟
- لا تنتخبوا هؤلاء
- وسائل الفساد السياسي في العراق
- لماذا ماتت الحصة التموينية ؟
- نتائج الفساد السياسي في العراق
- انتخابات الحكمة, لا جديد !
- شاهد عيان: جريمة في المقهى
- لماذا الفاسدون يفوزون بالانتخابات؟
- من الممكن إنهاء أزمة السكن العراقية بزمن قياسي ...........حو ...
- الدولة القوية والإيرادات المتنوعة
- المدارس الحكومية – ظاهرة العنف -
- أهالي منطقة المعامل يريدون مكتبة عامة
- مقومات نجاح الأكراد في العراق
- حوار حول الدين واللادين والوسطية
- خطة للفوز بكاس أمم أسيا القادمة
- الحل السحري لإنهاء النزاعات العشائرية
- رسالة الى الرئيس
- قنبلة عالية وتخصيصات الحكومة للفساد


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - عادة التقديس لماذا ؟