أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد صالح أبو طعيمه - اسمٌ من كل شيء...














المزيد.....

اسمٌ من كل شيء...


محمد صالح أبو طعيمه

الحوار المتمدن-العدد: 5869 - 2018 / 5 / 11 - 22:12
المحور: المجتمع المدني
    


مليونا نسمة يعيشون في مساحة من الأرض لا تكفي لربعهم في المقاييس العالمية، التي تقسم مساحة الأرض على أعداد البشر، أو العكس، فكل كيلوا متر مربع يعيش فيه عدد معين من الناس، ناهيك عن أن الازدحام في بعض المناطق يكون أعلى من غيرها بطبيعة مراكز المدن، والعواصم الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية للدول، ففيها يتكدس الناس أكثر من غيرها من المناطق، ولكل جانب حسبته، والعامل المستقل دائما هو العامل البشري، والتابع يكون ما دون ذلك، كمساحة الأرض التي سبق ذكرها، أو كالصحة
فلكل عدد معين من المواطنين طبيب، ولكل بقعة يوجد مشفى أو مركز رعاية أولي، يوجد طاقم طوارئ، سواء من الجهاز الطبي أو جهاز الشرطة أو الدفاع المدني، يوجد إدارة لإدارة الكوارث والأزمات، الطبية والطبيعية، لكل تجمع سكاني مدرسة أو أكثر، بعددٍ كافٍ من المعلمين، وبمساحاتٍ معقولة، وملحقات تجعل من المدرسة المكان الحقيقي الذي يتم فيه إعداد الفرد للحياة، فالتربية هي الحياة بذاتها، في كل تجمع للبشر تراعي الدولة وجود الإدارات المختلفة التي تيسر تنظيم شؤون الناس وحياتهم، فالمواصلات منظمة والخرائط مدققة، والطرق معبدة، والمباني مشيدة بما يليق بالإنسان، حيث كان الناس توجد الملاهي والمتنزهات، الحدائق الخضراء وأماكن اللعب والشواء، حيث يوجد البشر توجد المصانع التي فيها يعملون ومنها يستفيدون، توجد الجامعات والمختبرات، والمكتبات، التي تبني أجيالًا تذوى بفنائها.
منظومة إنسانية إدارية عالمية، تحكم سير المجتمعات، ليعيش أصحابها كما ينبغي لآدميتهم في القرن الواحد والعشرين.
فأين نحن من هذه المنظومة، في هذه البقعة المحصورة من الأرض، نعم لدينا كل شيء مما سبق، لكن السؤال القائم ما هو القدر الذي نمتلكه من هذه المسميات، لتأخذ في مخيلتك أيٍ مما ذكرنا آنفًا، هب أنك تناولت المدارس، مدارسنا مكتظة، خمسون طالبًا في الفصل الواحد، مقابل غرفةً محصورة بجدران تنوء بأعدادهم الكبيرة، في مقابل معلم متخمٌ بجدول حصصٍ مكتظ، ومطلبات لا نهائية تغرقه في أكوام الملفات البيروقراطية، وبخطة ضيقةٌ مساحتها، بمنهج مكدس بالمعارف التي ينساها الطالب -هذا إن فهمها- بمجرد خروجه من قاعة الامتحان، ولا أدل على ما أقول من تمزيق الطلاب لكراساتهم بمجرد انتهاء الامتحان، بذلك التمزيق يعلن الطالبُ ثورةً علينا أن نشتمها مما بين السطور، على نظام التعليم الذي فشل، حتى بتهذيب سلوك أولئك التلاميذ الذين يقضون في المدرسة خمس إلى ست ساعات يوميًا، ولكنهم غارقون للأسف بين دفات الكتب السمينة، ومثقلون بحقائهم الثقيلة.
لو أردنا أن نخوض في نظام التعليم وحده لألجئنا إلى دراسات كثيرة، في محاولات توصيف ما يعتريه من العوار الخطير، والذي يحتاج لمنظومة كاملة حتى ننجو بالأجيال القادمة من مهلكته الخفية، وقس على ذلك باقي المجالات الموجودة في بلدنا والتي تحتاج لإعادة هيكلة وصياغة شاملة من مبتدئها وحتى تمامها، لكي نستطيع اللحاق بركب الأمم، التي رادت الأكوان السماوية وفضاءاتها، من كوكب إلى قمر، نحن محتلون، ليس بالاحتلال الهمجي الإسرائيلي فحسب، بل بذواتنا التي ترفض الصحوة، ولا زالت بين أنياب الاستعمار الفكري والذي مورس علينا وبأيدينا، لنظل متخلفين في كل شيء، ونباهي أنفسنا بأشباه المؤسسات التي لدينا، ولنتحصل على قناعة زائفة بحضارةٍ نُهلكها بأيدينا، يتوجب علينا أن نعود لها، يوم أن كان لدينا مطارٌ وميناء وجامعة وحضارة قُدسية، ولم يكن ذلك في عشرات دول العالم، نعم نحن محتلون، لكننا ندمر الأجزاء المحررة من بلادنا بأيدينا ونسوّغ للمحتل العبث فينا، فنبعثر جهودنا بأيدينا على الفرقة والاستماتة في طلب الحكم، وإنها لقاصمة الظهر.
محمد صالح أبو طعيمه
غزة_فلسطين






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلبُ الحياة.
- عربيٌ في تسفا هَجَناه ليشرائيل
- الأولُ من أيار.
- لم يخلقوا متطرفون.
- نصيب وكالة الغوث من اسمها؟!!
- حين تفشل، هيّج العاطفة...
- آفة السياسة الكذب...
- كفوا، فالدين لم يقل.
- حتى الرئيس موظف لديك
- نفسي نفسي، وإن كان أخي
- أي جمعةٍ هي إذا ؟
- مقامات الموت


المزيد.....




- مقتل أكثر من 90 شخصاً من الساعين للمساعدات في غزة، والأمم ال ...
- الأمم المتحدة في عامها الـ80: الإصلاح أو التهميش
- صحة غزة تعلن حصيلة شهداء المجاعة.. والاحتلال يواصل قصف القطا ...
- حملة مداهمة لقوات الاحتلال بالضفة تسفر عن اعتقال عدد من الفل ...
- الأونروا تجدد دعوتها لرفع الحصار عن غزة وإنهاء المجاعة
- برنامج الأغذية العالمي: شخص بين كل 3 من سكان غزة لا يتناول ا ...
- اعتقال عميلين للموساد في محافظة خراسان الشمالية
- برنامج الأغذية العالمي: فلسطيني من كل 3 لا يتناول الطعام لأي ...
- -الأغذية العالمي-: الوضع الإنساني في غزة بلغ مرحلة -غير مسبو ...
- أوضاع الأسرى المرضى والجرحى في -عيادة سجن الرملة- تزداد سوءا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد صالح أبو طعيمه - اسمٌ من كل شيء...