أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد صالح أبو طعيمه - نفسي نفسي، وإن كان أخي














المزيد.....

نفسي نفسي، وإن كان أخي


محمد صالح أبو طعيمه

الحوار المتمدن-العدد: 5844 - 2018 / 4 / 13 - 04:00
المحور: المجتمع المدني
    


نفسي نفسي، وإن كان أخي
كثيرة هي الأخبار الداعية للإيثار، سواء كان مصدرها الدين، أم العادات والتقاليد، ولا نختلف قيد أنملة إن قلنا: إنّ هذا الخلق القويم من أنبل وأجلِّ الأخلاق التي دُعي إليها الإنسان، ولم يتصف بها، سواء كانت دعوته، منبعها الدين، أو العرف والمروءة.
"وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ" "ويطعمون الطعام على حبه ..." "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به" "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى من عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى"
هذه بضع من النصوص الدينية الداعية للإيثار، وإليكم بعض الأمثال "كلو راح، فرقو فاح"
و"لقمة هنية بتكفي مية"
أما السؤال الطارئ هنا!
هل أصبح هذا الكلام ضربًا من تراث، أو بدعًا من خيال؟ أو أنه يُقال للاستئناس، و تدعيم النظرية الكلامية فقط؟
وليس لنا أن نرجع إليه في وقتنا الذي نعيش الآن إلا لتك الأغراض؟!
ما الحال الذي كان الناس عليه عندما قيل هذا الكلام؟
لقد أصبح من السهل الوصول إلى أسباب النزول للآيات، وأسباب الورود للأحاديث، فيكفيك أن تبحث في الشبكة المعلوماتية الضخمة التي ستنبيك بما جهلت، فواضحٌ أن تلك الآيات جاءت تمدح أولئك المُؤْثرين، والمنفقين، وبعضها تحذر، وأخرى تحث وتنصح، والأمثال مثلها في الغالب، تتقلبُ قصصها ما بين ناصح ومحذر.

فما الخلل إذا؟
وقد غدى الإيثار في زماننا ضرب من الماضي، ففي كل حارة وشارع، هناك الفقير والغني، علاقة متشابكة منذ الأزل، وربما يُسمع الأنين الحزين، عبر تشققات الجدران، ولا يأبه بأمر صاحبها إنسان، حتى الذي يزيد من الطعام تراه يُفرغ في أكياس القمامة، والنتيجة ظاهرة على قطط الشوارع وكلابها، فأحياء بعينها تجد قططها وقد توشحت التخمة والكسل وأدمنت الشمس والراحة، فلا عناء في الحصول على الطعام، وبباب كل بيت منه الكثير، أرزاق وزعها الخالق منذ الأزل.
ولكن هل ذلك التوزيع يقتضي بأن يجوع الفقير، ويصاب بالتخمة الغني؟
والأكثر غرابة من ذلك، أن تلك الذاتية قد أصابت البيت الواحد، والعائلة الواحدة، فهذا الأخ الغني الذي أسعفته الظروف، وأعطته الحياة، يعيش في مبنى من خمس طوابق وولداه، وأخوه يعيش وأولاده الستة، في منزل العائلة المهترئ الذي أكل عليه الزمان وشرب، فما ذنب الغني في حال الفقير؟ يقول الغني!
أأنا الذي أفقرته؟ قمة الأنانية حتى في أفكارنا وتساؤلاتنا التي بها نعيش ونمضي، ونورثها لأبنائنا لتخرج تلك الأجيال الطبقية، التي ورِثت الطبقية فعلا وممارسة لا نظرية ودراسة، ونمضي في محاسبة الفقير على كثرة إنجابه، ونزيد في معاتبته وبالتالي معاناته، فلا ساعدناه ولا قدمنا نصحًا لمن بعده، وليست الغاية أبدا في نصحه، فلو كانت كذلك لشاركنا الدولة في تطلعاتها التنموية كافة، ولكننا نستخرج النصح من النصوص، وتبدع افكارنا به إذا ما كاد الفقير يقترب إلى جيوبنا فيطلبنا.



#محمد_صالح_أبو_طعيمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي جمعةٍ هي إذا ؟
- مقامات الموت


المزيد.....




- الصراع في السودان يعطل الدراسة ويحول مؤسسات التعليم إلى مراك ...
- وزير المهجرين اللبناني: لبنان سيستأنف تسيير قوافل إعادة النا ...
- تقرير حقوقي يرسم صورة قاتمة لوضع الأسرى الفلسطينيين بسجون ال ...
- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد صالح أبو طعيمه - نفسي نفسي، وإن كان أخي