أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد صالح أبو طعيمه - أي جمعةٍ هي إذا ؟














المزيد.....

أي جمعةٍ هي إذا ؟


محمد صالح أبو طعيمه

الحوار المتمدن-العدد: 5842 - 2018 / 4 / 11 - 19:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كانت الجمعة الأخيرة من آذار، هي الجمعة الأولى من مسيرات العودة في غزة، التي دعت إليها القوى الإسلامية والوطنية والحراكات الشبابية، ما اعتقدناه أن الداعي لها، هي بعض الجهات التنظيمية بعينها في غزة، بدأت هذه التنظيمات عن طريق ما يسمى بالحراكات الشبابية الدعوة إلى مسيرات العودة، وبعدما اكتمل التصور لدى العامة، ألقت تلك التنظيمات بثقلها لتدعم وتمول هذه المسيرات كما أسلفنا في مقالات سابقة، نجحت هذه التنظيمات في إدارة دفة الصراع من داخل شوارع غزة إلى حدودها، حيث كانت تخرج جموع بالآلاف في جل محافظات القطاع، من الشمال وحتى الجنوب، مرورا بمناطق الوسط، رفضا للانقسام والواقع المهين اقتصاديا وإنسانيا في غزة، وحملت طلبا رئيسيا يقضي بإنجاز المصالحة، وتخفيف المعاناة في غزة، بدأ التفاف الناس حول مسيرات الكرامة بالتزايد، لا سيما وأنه لم يعد يُرفع فيها غير العلم الفلسطيني، الأمر الذي أرق بعض التنظيمات، لتنتقل بهذه الجموع بكل ذكاء إلى الحدود، مستغلة عاطفة الشعب نحو قضيته، ناهيك عن اليأس من الحياة لجمع الغزيين، فالموت شهادة، خير من الموت جوعا أنى كان السبب.
سقط في الجمعة الأولى العشرات ما بين شهيد وجريح، وحالات بتر، وموت سريري، استشهد منهم الكثير بعد أيام قليلة، الأمر الذي أدى إلى وعي الناس بحقيقة ما يجري من التضحية المباشرة بتلك الجموع، وبدأ التوافد بالضعف شيئا فشيئا على الحدود من المواطنين، الأمر الذي دعا الجهات التي تدعم المظاهرات، بشكل خفي ودون علم الناس، دعاهم إلى التفكير بحيلة جديدة، يلعبوا فيها على الأوتار الحساسة لدى الناس، تحت مسمى جمعة الكوشوك، وبدأ الحشد والتمويل الخفي لهذه الجمعة، ليتم استفزاز شعور الناس وإلهاب الشباب اليائس القانت من جدوى الحياة، ليتوجه إلى الحدود مرة أخرى، ويلاقوا الموت الزؤام في الجمعة الأولى من نيسان، والثانية من مسيرات العودة.
بدأت بعض الجهات ببث شائعات هنا وهناك، حول مساومات لإيقاف مسيرات العودة، منها فتح المعبر، مقابل إيقاف مسيرات العودة، الأمر الذي استغلته الجهات المروجة له، ليخاطبوا الناس اتريدون الكرامة أم العودة؟!
وما أشبه البارحة باليوم، وبدأ الحديث عن قمم ثلاثية في القاهرة ، لكن العامل المشترك بين هذه الأخبار واحد، لا يوجد مصدر رسمي صرح بها، وإن سُئل أي مسؤول عنها قال أنه لم يسمع بها، المعنى أن قسم الشائعات في الأجهزة الاستخبارية للتنظيمات، فاعل ونشيط على قدم وساق.
انتهت الجمعة الثانية وبدأت الجموع تبهت من جديد، ولا بد الآن من جمعة ثالثة حتى يعود الوطن في مسيرات العودة! وهنا يبدأ العقد بالانفراط وتسقط ورقة التوت، لقد استغلت بعض التنظيمات، مسيرات العودة لإدلاء تصريحات معادية للمصالحة بشكل واضح، وللسلطة الوطنية ضمينا، وادعت أن هذه مسيرات الكرامة والعودة، لكنه تصريح غير محسوب كان صريحا جدا لأحد كبار قادة تلك التنظيمات، أكد فيه أن هذه المسيرات لأجل المادة لا الكرامة، عندما قال أن غزة تأكل بدماء رجالها، فالتفاف الناس حولهم كما يخيلون للعالم بإعلامهم، يعطيهم شرعية جديدة لإكمال السيطرة على مقاليد الحياة هنا.
تشعبت الآراء حول العنوان القادم للجمعة الثالثة من مسيرات العودة، ولم يجئ هذا التشعب من تلك التنظيمات بل جاء من جموع المثقفين والناس، وبعض الذين وجدوا في هذه المسيرات مادة دسمة لتحقيق ذواتهم وتفريغ انفعالاتهم وتظهير أنفسهم والحصول على قدر من شهرة، وأولئك تم استغلالهم بكل سهولة من التنظيمات، ليكونوا هياكل تتحرك تحت مسماهم.
من المقترحين من قال عليها أن تكون جمعة الأحذية في وجه إسرائيل، ومنهم من قال إنها جمعة رفع الإعلام لدول العالم، ومنهم من أرادها جمعة الملتوف، وآخرون جمعة حرق العلم، وأصحاب الهم الوطني التائهون في دهاليز السياسة القذرة، قالوا نريدها جمعة إنهاء الانقسام.
وهنا فقط تبدأ التعرية الحقيقية، لذلك الحق الذي يُراد به باطل، أقصد لمسيرات العودة التي يحاول البعض الالتفاف حولها لمآرب حزبية ضيقة، فأي جمعة ستكون الآتية، جمعة إنهاء الانقسام تضع التنظيمات في حيز ضيق، ومحرج جدا، لذلك لن تكون، وإن كانت لن تأخذ الطابع العام للمسيرة، وجمعة الملتوف أيضا لن تكون وستُمنع، ستمنعها الجهات المسيطرة على غزة، فليس وقتها الآن بالنسبة لهم، وباقي الاقتراحات خرجت من هنا وهناك، وليس من الضرورة مناقشتها، أما الخيار المحبب للتنظيمات، والذي لن يُضيع دفة القيادة الخفية من أيديهم، وستظل السيطرة قائمة على تلك الجُمَع، فهو جمعة إحراق العلم.
وكما تم تمويل الجمعة الأخيرة من آذار، والأولى من نيسان، سيمولون الثانية من نيسان، لن يدفعوا الكثير، فباستقطابهم لبعض الهواة، مدعين الفكر والثورة، ستظل محاولاتهم للاستفادة من تلك المسيرات، وتغيير وجهتها لمصالح الحزب قائمة، والأرواح التي يزهقها فيها الاحتلالللا إنساني، هي الوقود والثمن.



#محمد_صالح_أبو_طعيمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامات الموت


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد صالح أبو طعيمه - أي جمعةٍ هي إذا ؟