أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد صالح أبو طعيمه - سلبُ الحياة.














المزيد.....

سلبُ الحياة.


محمد صالح أبو طعيمه

الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 7 - 21:06
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


يأسٌ مطبقٌ يجتاح الحيوات بلا هوادة، تصبح شابًا، جامعيًا، فخريجًا ثم محطمًا بكل هدوء.
بين أهلك وناسك في وطنك المقسوم على نفسه غريب، متأوه وضائع، لا ماءٌ ولا شجرُ، زُغب الجيوب، في همٍ وكدرٍ ونكدٍ من العيش محيق، تمر السنين وأيامك بلا هوادةٍ، وبلا رحمة، لا تستطيع أن تستوقفها، مع أن القدر استوقف انجازك.
طالما أنك عربيٌ فلسطينيٌ غزّي، فلا حول ولا قوة إلا بالله، على ضياع شبابك، على الهرم المبكر، والهم المسيطر، جيلٌ بأكمله ضاع في غيابات الانقسام، لم ينظر أحد له، من مواليد 88و89 وما بعدهم، كل هؤلاء تجرّعوا الوجع واليأس طازجًا، فهؤلاء صاروا شبابًا، مع سيطرة حماس على القطاع، لتنقطع بهم السبل كلها، ناهيك عن الانتفاضة التي شلت أركان الحياة بمعدل ما، ليصبح إلى ذروته بعد الانقسام، الذي تمكن في الأرض لأغراض الحزب والشخوص الذين يزعمون بنضالهم، وجاءوا يبحثون عن الثمن من دماء الشعب.
يتخرج الشاب في غزة، إلى الشارع فلا عمل ينتظره في أي مكانٍ آخر، لا سيما إن لم يكن متحزبا فحماس لا تشغل غير أبناءها ومن له واسطة، وفتح فعلت ذلك عندما كانت تحكم ولكن بدرجة أقل حدة، بل يعلنون عن فرص العمل على الإذاعات وفي الصحف في الضفة اليوم، كثيرون من حماس وغيرها كانوا على بنود السلطة، الوكالة توظف بالقطّارة حتى أوقفت التوظيف اليوم، والمؤسسات الأهلية توظف بعقود مؤقتة أعدادًا محدودة، وتُلغي تلك العقود بلا سبب وبلا سابق إنذار! وليس لأحد أن يعترض، والشركات الخاصة على قدر أصابع اليد هنا، وكم موظف ستحتاج أصلًا، أما المصانع فلا وجود لها، فالحزب الذي انتهى بسيطرته على غزة، قد أثقلها ببناء المواقع العسكرية والمقرات الحكومية والمساجد، وكم من السلع نستطيع أن ننتجها ونحقق اكتفاءً ذاتيًا منها، ننهض باقتصاد بلدنا، ونوظف شبابنا، لكن الكل لديهم أجنداتهم الخارجية، تأسلموا أم تعولموا وتشايعوا، لم يختلفوا أبدًا، والدليل الواقع الذي نعيش ولا يحتاج منا فطنةً وفهمًا حتى نصل للنتيجة التي أقول.
ماذا يتبقى للشاب؟ فتنة وهجرة إن استطاع، فتبدأ العائلة بلملمة شظاياها لتستطيع أن توفر رشوة، للحاكم الغزي، كي يسجل الابن الشاب اسمه في كشوفات المعبر، الذي يفتح بما يعادل كل شهرين يوم بل أقل، منذ الأحداث المؤسفة التي تلاها الانقسام، يُطحن هذا الإنسان طحنًا بين تروس الفساد والظلم، لِيولد ويصبح إنسانًا فاقدًا لكل تبعيات ومعاني المواطنة، وماذا تريدون ممن يتعرض لكل ذلك الظلم، وعدم الالتفات لحقوقه الأساسية والواجب توفيرها من الحكومات، التي استماتت حتى تصل إلى الحكم، ولا أدري لماذا؟
لم يبقَ لهذا الشباب أي خيار وبعضهم أنهى حياته قصريًا للهروب من هذه الحياة، ولا يزال وبعد أحد عشر عام الوضع من سيء لأسوء، ولا أحد يأبه بالعمق الحقيقي للوطن والمكون الأساس منه (الشعب) الشباب الغارق في لجّة وسواد اليأس والحرمان، ليخلقوا منه إنسانًا منفصلًا عن كل ما نظنه مهمًا، أو ذا قيمة، فبالنسبة له ولأي إنسانٍ في هذا العالم، أن الإنسان هو الأهم، فإن لم نؤديه حقه، ماذا يتبقى؟؟!!!



#محمد_صالح_أبو_طعيمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربيٌ في تسفا هَجَناه ليشرائيل
- الأولُ من أيار.
- لم يخلقوا متطرفون.
- نصيب وكالة الغوث من اسمها؟!!
- حين تفشل، هيّج العاطفة...
- آفة السياسة الكذب...
- كفوا، فالدين لم يقل.
- حتى الرئيس موظف لديك
- نفسي نفسي، وإن كان أخي
- أي جمعةٍ هي إذا ؟
- مقامات الموت


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محمد صالح أبو طعيمه - سلبُ الحياة.