شريف مانجستو
الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 6 - 23:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العنوان صادم و موجع جداً . لقد تحوّل مجتمعنا إلى مجمع لمحاكم ممتدة لمراقبة الآخر ـ و الطعن فى أخلاقياته ـ و التلصص على حاله.
المجتمعات التى ترزح تحت نير القمع و الطائفية و التكفير ، لا تسمح بقدر منطقى من الحريات بكل أشكالها. بل تسعى إلى مصادرتها و التنكيل بأصحابها ، كأن النضال من أجل الحرية أمرٌ فى غاية الازدراء و التيه.
محاكم التفتيش التى كانت ما بين 1217 : 1834 أثبتت أن الحُكم الدينى ما هو إلاّ سلسلة من الهزائم و الأحقاد و القتل.
ويل ديورانت فى كتابة عصر الإيمان أكدّ بكل حرص أننا يجب أن ندرس محاكم التفتيش و أن نعرف أنها من أقذر البقع التى دنّست ثوب الإنسانية.
إنه قولٌ فصل .. كلما حاصرنا أنفسنا بمزيد من القيود ـ كلما أنشئنا مبنى جديد للمحاكم الإرهابية لكى تقتلنا جميعاً.
فى بلادنا العربية .. قتلنا أنفسنا باتهام هذا بالإلحاد و هذه بالشذوذ و هؤلاء بالتشيّع و أولئك بالوهبنة.
فى بلادنا العربية.. نتدخل فى ملابس النساء بكل أريحية ، و كإننا أنصاف آلهة.
فى بلادنا العربية .. نتهم المعارضين السياسيين بالانتماء للتيارات التكفيرية.
فى بلادنا العربية .. نترقب حدوث أى كارثة لأحد ، لكى نُرسله إلى الجحيم الأبدى ، و كأنه كاليجولا أو سالازار !!.
أصبحنا أوصياء على الجميع ، و أصبحنا نناطح الجميع من أجل العبث. إنها مهزلة التراجع و إخفاق التواضع العقلى فى خضم التطور الطبيعى للمجتمعات.
من كان معنا .. فهو أفضل من الملائكة ..
و من كان عدونا .. فهو أحقر من الشياطين.
أصبحت مفردات لا تنقطع عن وادينا المحروم من الرحمة و الإخلاص. إنها مفردات التخوين و التكفير و التشويه و التقليل و التحقير و التسفيه و التسخيف.
و لو نظرنا إلى نتيجة ما نحن فيه .. سنجد الإرهاب باسم الدين ،، و سنجد الإرهاب باسم الوطنية ،، و سنجد الإرهاب باسم القبيلة .
إنه الخواء و الضياع .......
#شريف_مانجستو (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟