أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شريف مانجستو - شاطىء الحقد














المزيد.....

شاطىء الحقد


شريف مانجستو

الحوار المتمدن-العدد: 5245 - 2016 / 8 / 5 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طالعتنا مواقع الأخبار اليوم فى وقت صلاة الجمعة بخبر مُفزع ، حيث تمت محاولة اغتيال مفتى مصر السابق الشيخ - على جمعة ، وقد نجى منها بفضل الله .إنه فيضان الدم ، والشهوة لقتل الآخر بسبب وبدون سبب .إنه بحر الحقد الذى يُدمّر بأمواجه العاتية بيوت الرأفة والسلام والحُب الباهر . هذا البحر فى باطنه العقارب والحيات والعلقم . هذا البحر لا يرحم أهل الأرض ، ومع ذلك ينتظر عفو السماء .الأطفال يبكون صُراخاً فى كُل مكان بفضل بحر الحقد . لا أعلم إلى أى شيطان يركع قُرصان بحر الحقد . إن النساء فى القحط يبكون ، وعلى أسرّة الضعف يتألمون ، وتحت أقدام الخوف يصرخون . يا لها من فاجعة ، يا لها من صاعقة ، يالها من حسرة . ويا ليت قومى يعلمون ،بما هو آتٍ . إنى أترّجل مثل ( نوح ) فى الطرقات على شواطىء الغفلة ، مُنبّهاً و مُحذّراً ، من خطر الإرهاب التتارى الحاقد . ولكننى لا أملُك سفينة الإنقاذ من طوفان أوشك على غمرنا بالسموم . لا أملُك إلا صوتى المُنكسر و قلمى الخالى من الأحبار ، لكى أوجّه الجميع للحذر من خطر مُحدق . إن ما حدث اليوم من تهديد لعالم دين ( نتفق أو نختلف معه ) لهو أمرٌ فج فى تصوره ، وخبيث فى أغراضه . على المجتمع أن ينتفض لمجابهته . لا نترُك للإرهاب مجال أو مساحة للتحرك . فالمعركة شاقة ، وعلى الجميع أن يخوضها بشجاعة .الإعلام و التعليم والثقافة وكُل المؤسسات يجب أن تُحذّر الناس ، وألا تترك مساحة للتطرف الدينى أن يعبث بالمجتمع بأفكاره العبثية .فالإرهاب يضرب كُل مكان ، ويهدد كُل مكان ، ويتوعد كُل إنسان . فى الهند وفى بلاد السند ، وفى بلاد ترك الأفيال ، وفى أوروبا وأمريكا ، والشرق الاوسط . فأسباب الإرهاب والتطرف لا تكمن فى التفكير الرجعى ، ولكن تكمن فى غياب التفكير النقدى والإبداعى . تكمن فى غياب تفسيرات دينية حديثة ، تستوعب الحقيقة ، وتحترم الاختلاف ولا تصنع منه أزمة مجتمعية . هذا هو المشروع الوطنة الذى يجب أن نستمسك به ، و أن تعض عليه بالنواجز . فلا يليق أن نقود " إسلام البحيرى " للسجون ، بينما أهل الإرهاب والتطرف يعيثون الفساد فى الأرض !!. إنها حقاً مهزلة أخلاقية و تربوية ، وعلى النظام المصرى أن يستوعبها . فالاغتيالات بدأت تطفوا على السطح ، والتهديد بالخطف والتدمير والحرق ، مازال قائماً . والدولة مازالت تفسح المجال لأشياخ الفكر السلفى البغيض ، الذين لا يملكون إلا كراهية الحياة و السُخط على الآخر . هؤلاء هُم القتلة بأفكارهم الشاذة . هؤلاء هُم المسئولون عن تفتت المجتمع طائفياً و إنسانياً .هؤلاء هُم من يحاربون المرأة والأقباط وقتلوا الشيعة . هؤلاء هُم من انبطحوا لمعونات آل سعود . هؤلاء هُم من مهّدوا لاغتصاب سوريا والعراق وليبيا واليمن . فرئيس الجمهورية المصرى يتحدث عن تجديد والأزهر يتحدث عن خُطبة مكتوبة . الرئيس يتحدث عن الوحدة الوطنية ، وأنصار التيار السلفى يُسيطرون على العديد من المساجد . هل تعلم وزارة الأوقاف شىء ، عن نوعية الكُتب الموجودة داخل كُل مسجد ؟. هل ناقشت وزارة الأوقاف الفكر الطائفى المتزمت فى ندوات ولقاءات داخل النجوع والقُرى النائية فى الوجهين البحرى والقبلى ؟. أين دور المجتمع المدنى من هذا التطرف الدينى ؟. حتى الدكتور -على جمعة قال اليوم بعد محاولة اغتياله الفاشلة ، أنه سيطبع كتبه الجاهزة لكى يواجه التكفيرين والإرهاب ، ويفضح الإخوان المسلمين و تصرفاتهم المُخجلة . كنت أتمنى أن يبدأ الشيخ -على جمعة هذا الأمر مبكراً ، وأن يذهب مع المثقفين والفنانين لإقامة ندوات ودورات تثقيفية و فنية للفقراء فى القُرى ، وأن يتبع ذلك تصميم عميق لدى الدولة لكى تحرق أشجار الظلام الموجودة على شاطىء الحقد التكفيرى البائس .



#شريف_مانجستو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصام حجى .. بين الرغبة والهذيان
- جمهورية تركيا الإخوانية المُتحدة
- الصحة المصرية فى خطر
- الإجابات السبعة لأسئلة يسرى فودة (2-2 )
- الإجابات السبعة لأسئلة يسرى فودة (1-2)
- المكارثية فى مصر
- دونالد ترامب والمعسكر الديمقراطى
- و انتصر القضاء المصرى على ثورة الشك
- جماعة الإخوان المسلمين و بئر الخيانة
- مصر أكبر من أى ميليشيا
- انقلاب حماس الدموى بعيون مصرية
- أحزاب المعارضة المصرية تحتضر
- الشعب المصرى و الثقافة الاستهلاكية
- عن المُستشار هشام جنينة أتكلم
- معاناة المرأة فى عصر الخوف
- راشد الغنوشى يتخلى عن الحاكمية لله
- فقه الاضطهاد
- مصر ستتقدم ولابد
- البناء والهدم فى نظام السيسى
- الخطر


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شريف مانجستو - شاطىء الحقد