شريف مانجستو
الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 11 - 21:42
المحور:
الادب والفن
تكلم الأدباء والشعراء عن الحب وعن قصص الحب الملتهبة . واستفاد الجميع من تأثير تلك القصص على المجتمع . ولذا سأتحدث بشكل مُختصر عن الحب من زاوية أخرى ، وهو الحُب من غير أمل . إنه الحُب الذى يصنع من المرء ملاك يمشى على الأرض . يسير بخطى ثابتة على بُساط أحلامه الوثير . لا يُريد أن يستيقظ لبُرهة من الزمن ليخالط أدران الواقع الأليم والضمائر الآثمة . قد ترى الإنسان الذى يعشق بدون أمل إنه مسجون ، ولكنه فى الحرية المُطلقة مُقيم . لا ينتظر ان يرى محبوبه للحظات . لأنه يعلم أن محبوبه لن يعود ، إما لأنه قد رحل عن عالمنا أو ابتعد عن مُحيطه الاجتماعى . يا لها من قسوة يتلذذ بها هذا الإنسان ، و يا لها من راحة يتعذب بها أيضاً.فإن قلت له عليك ألا تُفكر فى شخص انتهى أو ابتعد للأبد ، سيواجهك بسُخط وغضب ، وكأنك هددت معبده المُقدّس بالدنس . إن المؤمنين بالحُب يُقاسون العذاب أشكالاً وألوان . أما المُحب بلا أمل فهو لا يترك لحظات تمُر عليه إلّا وهو فى محراب العشق يتبتّل ويتضرع . يا له من إحساس يُصيب صاحبه باللعنة التى لا تتركه أبداً . لا يرى له فضلاً ولا أملاً فى نجاح أو إخفاق . لا ينتظر طيور النورس وهى قادمة بالبُشرى من أعماق المحيط الهادر بالأحزان والطموحات . كيف الخلاص من إحجام لا ينفع أو إقدام لا يشفع ؟. إنه آتون الخوف والوحدة الذى يعصف بكبرياء إنسان . لن تفلح معه أى محاولات لإعادته لشاطىء الحياة . وكل العلاجات ستكون غير ناجعة غير شافية . لقد ذهب للعشق بقدميه ولن يعود إلينا أبداً ، لأن آلهة الهوى حكمت عليه بالحياة وحيداً فى قصره البائس . وعندما يشعُر هذا الإنسان بالرغبة فى التحرر من مشاعره التى كبّلته لفترة طويلة ، لن يفلح أبداً ، لأنه الحُب من غير أمل الذى أصبح فى حد ذاته غاية و هدف راقى ، لا يخضع لشهوانيات دنيئة أو مطامع دنيوية ، أو حتى تواصل إنسانى . فمن يعشق بدون أمل ، يكون بين القوم ملاكاً ، لا يشعُر به إلا أصحاب القلوب الباكية من وطأة الحُزن والضياع والندم .
#شريف_مانجستو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟