أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - قاع المدينة والداون تاون














المزيد.....

قاع المدينة والداون تاون


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 5851 - 2018 / 4 / 20 - 01:36
المحور: الادب والفن
    


قاع المدينة والداون تاون

عندما يتمغّط الصباح مادّاً جسده بارتخاء
طرداً للكسل والنعاس
يثّاءب أمام الملأ ، رافعاً سوطه مهدداً
تتراكض الشغيلة العاطلة خوفاً من جوعٍ مقبل
تفترش أرصفة ساحة الطيران
لعلّ كماشة أملٍ تقتنصهم
مصيدة موتٍ توقعهم في شِباكها
تتطلع وجوههم الى لوحة فائق حسن (*)
انتظارا لتلويحة فرجٍ تغيمُ اسوداداً بلا مطر
تُمنِّي نفسها ان تجد من يومئ لها بالنهوض
كسبا لمالٍ لا يأتي إلاّ بتوئدة مشي السلحفاة
ها هم المتسولون يأتون زرافات ووحدانا
ينتشرون بين إشارات المرور ، بين السابلة المكتظة
لايختفون في الزحام مثل حالنا المليء بالاستحياء
ينظرون عطفاً بوجوه الأسخياء تارةً
وأخرى شزراً بطلعة المتأففين عابسي الطلعة
ترى صلافةً غير معهودة تنضح من توسلاتهم
لله يا سارقين !! لله يا متخمين
حسنة صغيرة مما ينهب تدفع بلايا كثيرة
حجّا مبرورا يغسل كلّ خطاياكم السافلة
صلاة مندوبة تطهّر درَنكم العائم من رؤوسكم ..
حتى أخمص أقدامكم .
*********
ليس بعيدا عن هؤلاء المكدودين
يقبع حيّ سكني هرِمٌ تهالكَ بذخُه وثراؤه
ليأوي الملدوغين من لسعات أفاعي السياسة السامّة
وعقارب الحكمة العمياء وثرثرات الفضيلة الكاذبة
والمصابين بكل أسقام اليأس والأمل غير الموعود
تتعثر بدزينة من المبتلين بأورام الخدر والإدمان والهوان
نسوةٌ صفر الوجوه يعرضن أجسادهنّ للتأجير
تعالَ سيدي ؛ لحمي مكتنزٌ ، عجيزتي متراصّة
لست بائعة هوى ، انا ابنة اللوعة والجوى
لم ينفعني الهدى فاشتريتُ الضلالة لتُشبعني
غانياتٌ يتأرجحنَ على فرشٍ دبقة مؤجّرة
تبدأ من الهنيهة ولا تنتهي أمداً وفق ما ملأت جيوبكم
يمضغن علكة الحزن فتنتفخ بالوناتٍ
تتوالى من الحزن والطيش وكلّ ما خزنته " باندورا "
من خزعبلاتِ صندوقٍ اسود
عبّأته المآسي بكل ثقلها الفولاذي
لوحة الحرية القريبة صامتة صمت القبور
حمامات فائق حسن مهيضة الجناح
استأصلتها انفلونزا الخنازير لا الطيور
جموع تتوالى لا يجمعها جامع الاّ المكان المتراصّ
أخلاطٌ تتوه وتتلاقى هنا ؛ توزّع نرجسياتها
كامراتيون ، باحثون عن شخوصٍ لامعة
سكارى ثورةٍ لم تنجبْ أبطالاً
خلعوا قماط الطفولة لينفكّوا في الفوضى
باحثين عن عمائم تهديهم سواء السبيل
عن حبالٍ أتقنت فن التأرجح
عن بهلوانات تتقافز في الهواء
تراها تلوذ بأية حزمة اقتربت من يدها
ها هي أشجار حديقة الغُمّة تعرفهم (*)
كم شابهوا خريف أوراقها
تسّاقطُ كما الآمال المنحطة العاقرة
كاللُحاء اليابس الخادش للعشق
كالثمار المنخورة بالعفن
مهلاً أيها الهائجون
لاتتعجلوا انتفاخا وغبطةً
أبدلوا تصفيقكم الصارخ
واضربوا أيديكم كفّاً بكفٍّ حسرةً وندماً

جواد غلوم
[email protected]

-------------------------------------------------------------
*) إشارة إلى جدارية الفنان فائق حسن الشاخصة في ساحة الطيران وسط بغداد .
*) المقصود حديقة الأمة التي تتوسط بين جدارية فائق حسن وتمثال الحرية للفنان جواد سليم أمام ساحة التحرير .



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراءة المنتقاة ؛ تلك الداء الجميل اللذيذ المذاق
- يا فالانتاين ، لتغادرْ من غير مطرود
- العراق من الدكتاتورية الى الاسلمة
- سلطة الفساد الخطيرة في بلاد الرافدين
- روشتا علاجية لاستشفاء مجتمعاتنا المريضة
- صناعة العبوديّة واستساغة الدكتاتوريّة
- حبٌّ مَنْهِيٌّ عنهُ
- بعضُ ما خَفِيَ من سيرة الغزالي سفير الأغنية العراقية
- العقائد الدينية وخوضها في مناقع الخرافة والاسطورة
- لِمَن أرعشتْ كلّ تفاصيلي
- مصاريعُ مقفلة
- حديث عيسى بن هشام المعاصر
- الصائح النائح
- السفارة في العمارة أم في وسط المنطقة الخضراء ؟
- باكورة تعليم الشعوب خطوةَ النهوض الاولى
- تَنَحَّي أيتها النقاهة لأرقصَ بقامتي الفارعة
- طائرٌ في سوق الغزل البغداديّ
- صباحٌ مغمّسٌ بريشةٍ سوداء
- بعض مسالك ومهالك الحبّ في التراث الادبي العربي
- لُقَىً بخِسة في خَرِبة وطن


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - قاع المدينة والداون تاون