أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - قلق صيّاد المجاز














المزيد.....

قلق صيّاد المجاز


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1488 - 2006 / 3 / 13 - 09:57
المحور: الادب والفن
    


تستحقّين خروجَ الشعرِ من قمقمهِ البحريِّ
لبَّيكِ... هو المارد والعائد من أسفاره,
يجمعني الآن هلامٌ
أيُّ فوضى في خيال الحجرِ الأزرقِ ؟
قلبي ساحرٌ يفقدُ في خاتمة الليل
خيوطَ اللعبة الأولى...
أعيديني إلى معجمِ أشواقي نصوصاً من عبيرٍ
واجمعي حبّاتِ عقدي
انكسرت ذات مساءٍ في خريفٍ طارىءٍ
لبّيك...
للشّعر سجودٌ وركوعٌ لكِ
ما للكلمات الخضرِ غابت خلف غاباتِ الرياحْ
والقناديلُ التي خبَّأتها تحت جناحيَّ تهاوت
ومضت يحضنُها الصَّمتُ ؟
لهذا أنا ينبوعٌ يسدُّ الأرقُ الكونيُّ عينيه,
ولي في ذروةِ الرّمزِ شروحٌ وجروحٌ
اقرئي نزفي, فممَّا يقرأ الرمزُ:
مزاميرُ صلاةٍ رفعت في معبد الحزنِ
أتى كلُّ المصلِّين ولم تأتِ القصيدةْ
أين أخفيت كنوزَ اللؤلؤ الشعريِّ ؟
صيَّادُ المجازْ
أثبتَ الصّنَّارةَ الزرقاءَ في بحرِ التداعي وانتظرْ
أنْ تمرَّ السمكاتُ الأبديَّةْ
لمْ تحالفهُ مياه الصمتِ فارتدَّ إلى داخله
وعلى جبهته وهمُ الطريدةْ
أنتِ مدَّدْتِ على أدراجنا النشوى ظلالاً
سرقتْ مفتاحَ بابِ الجمرِ
منسيٌّ أنا في قاعِ بئرٍ من جليد
فوقها تعبر خطوات ربيع وخريفٍ
وحدها البئر وحيدةْ
أنتِ قربي, إنما خابية الشعر بعيدةْ.
*
دخل الساحرُ أضلاعي...
لمن أهتف؟ من يسمعُ؟
من يرسمُ عني ما أرى من معجزاتٍ
أظلمت روحي بمرآها؟
ومن يرفعُ عني حجرَ الطاحونة السوداء
والأيامُ مسحوقُ كلامٍ عسليّْ
مرَّ قربي زمنُ الفتنةِ, ما لوَّثني
ما حطَّم اللَّوحَ القديمْ
فوقه أُثبتُ أفراحي الصغيرةْ
فوقه حبّي العظيمْ
للأميرةْ
......
تستحقِّين البياضَ العاطفيّْ
في اندلاع البوحِ
والعشَّاقُ يلقون على مرآتنا أسرارهم
هل نلتقي من أولٍ
نفترشُ الوقتَ الجحيمْ ؟
بيننا دهرٌ من اللحظةِ...
آهٍ كيف ننسى ثم نُنسى؟
ولنا ذاكرة يملؤها طيرٌ من الأحلامِ
تقتات على جمرتنا المشتعلةْ
كلُّنا أوَّلُ وجهين أضاءا مشهد الرقص
على مرأى جَمال السنبلةْ
شرِّديني بين كفَّيْ ربَّة العطرِ
ضعي خاتمها السحريَّ في كفَّيَّ
لعلِّي أستعيدُ اللَّمعة الأولى
وصوتَ المطرِ الرَّاكضِ
في روحي بلا إذنٍ
ليسقي وجهكِ الخالدَ
يا أمثولةَ الماءِ
ويا كِلمةَ روحي المنزلةْ
تستحقِّين انحناء الكونِ شكراً عند ساقيكِ
أنا جمَّلتُ هذا الكونَ,
من جمَّلني ؟
*
حين أخطو في سراديب المكانِ الدائريّْ
أجدُ الفخَّارَ يدنو من بعيدٍ
تنطقُ الأحجارُ:
يا عاشقُ هذا صيدك الخالقُ خذه
وامضِ قبل البردُ يغشاهُ...
تعالي قبّليني
طعمُ ميراثِ الخطيئاتِ على قبلتنا
أوَّلُ طينٍ آدميٍّ صاعدٍ في رحلة التأليهِ
مرَّت بيننا الأرضُ عجوزاً هرمةْ
نحنُ من أسقطَ عنها ثوبها الفاني
وأغرقنا يديها برنينِ الذهبِ الروحيِّ
فانقادت بإذن العشقِ في قبتها
عبر مداراتِ الخصوبةْ
نحن صوتُ السهرِ الصاعدُ من بابٍ ترامى
خلفه العشاقُ يلتذُّون بالدفء البهيميِّ
وينسابون في معنى العذوبةْ
*
قلقٌ يأكل وقتي
قلقٌ ينشبُ أظفاراً بظبي الروح
في رنَّـةِ صوتي
جسدي منكمشٌ
بين فكَّيْ رعبه, لولا يدٌ من طاقةِ النور
تهادت فوق بيتي
مسحت بالعطر أقدامي
روتْ لي من منامٍ سأراه بعد حينْ
يدكِ البيضاء يا مريمَ محرابي دعتني
لاحتفال العين بالكشفِ وغنَّت في ظلامي
يا يداً من مخملٍ تحضن صوتي
إنني عبدكِ
عبدُ العطر خلاَّقا
وعبدُ الرحمةِ البيضاءِ في صمتكِ
عبدُ الجسد الباذخ يحميني لأحميه
أردُّ العينَ عنه
وإذا ضعتُ يضيءْ
وإذا واريتُ رأسي
في زحام المرضِ الكونيِّ يُحْييني
يقوِّيني على ضعفي
فهذا قدحي الفارغ فيضٌ من رؤاهُ
وبياضُ الورقِ النائم يصحو
إذ يناديني فلا أقوى على ردِّ نَـداهُ
*
مرتِ السيّدةُ السّحر,
أشارت لكلامي أن يفكَّ الرّصَدا
وقفتْ في باب حلمي شبحاً تخضرُّ عيناهُ
ويلقي بي على موجةِ فيضٍ
هي مخزونُ خيالاتي التي تكمنُ
حتى إنْ صعدتُ الموتَ
أو كادَ دمي يجري
رأيتُ الشَّبحَ الموحي على كلِّ مهبٍّ سيِّدا
كيف تصغي بيديها
لانهمار الصمتِ من حزن القرنفلْ
تتقنُ اللَّذَّةَ حتى آخر العنقود
موعودٌ بها هذا القلقْ
تغسل الآتي بنهرٍ راجعٍ من رقصة البحر
أنا أغرقتُ في الصيفِ بذور الماءِ فيها
فكستْها مضغةً ورديَّـةً لم تكتمل فيها الليالي
وعلى سرَّتها أسندُ أقداحي
وأمتصُّ كنحل النَّارِ من حلمتها
أوَّل ياقوتٍ معتَّقْ
هي كم أعبدها في وحشتي
أظلمها في نقمتي
وأضمُّ الأبدَ النّافرَ منها
لم تلد نسلاً نسمّيه ولكن
وحدها نسلٌ وتُروى سيرة الأشياء عنها
فلتمرَّ الآن أفواجُ كنوزٍ
واحتمالاتُ رموزٍ
صاغها الصيادُ من قبو خمورٍ بابليَّـةْ
فلتكن خبزاً على ليلي القديمْ
قمراً ينزل من فتحة نهديها
ويعطيني الكشوف العدميَّـةْ



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نثريات أخرى للحب
- نثريات للحب / مقاطع
- حرائق تحت لسان المغني
- الشاعر
- آدم ووقت للردة
- يوم من شعر، أبد من وجود
- ريش الطير قوتنا الأخيرة
- وجهة نظر في واقع اللغة العربية
- مكاشفات في أفق السهروردي
- البيان الإباحي
- إعلامولوجيا سورية
- قصتان قصيرتان
- فئران
- لوركا نموذج منسي للمقاومة : قراءة في مفهوم الروح المبدع
- غموض غير متعمد
- من عظام القصيدة أختار قلبي
- مرثية الأم الأولى
- في هجاء نفسي
- أفق للذاكرة المعتقلة
- على بابها الغارق في الياسمين


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - قلق صيّاد المجاز