أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - غموض غير متعمد














المزيد.....

غموض غير متعمد


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 11:26
المحور: الادب والفن
    


غموض غير متعمّد
ما بعد حدّ الوردِ يأتي العطر محتدّاً
ويرفض أن نشبّهه بمسكِ غزالةٍ
أو نزوة امرأةٍ تبثّ نجومها شرقاً وغرباً...
هذا مكانٌ لا يطيلُ الظّلّ
حتى يخسرَ الجسدُ الهزيلُ رداءهُ
ويعود طفلاً...
أشبهُ الماضي ولا أمضي إليهِ،
لي هنا حجرٌ نما في ذاته وترٌ
فجمّع فوقه بعض الطيورْ
لا حدّ لي
مستوحشٌ كالأرضِ فارغةً
كجسرٍ لا يجمّله العبورْ
فعلى الرياح إذا مفاوضتي
لنسقط في الفراغ معاً
ونترك إخوةً في سلّة الآلامِ ثم نسيلُ
كالتّوتِ الشّآميّ المهيأ للمساءْ
كم مرةٍ أجَّلتُ عرس الأرض في مهد النّدى
وقطعتُ صوت البلبل الذهبيّ حتى
لا يعكّر رغبة الأنثى التي سكتت
أساورها ونامت في فحيح خيالها
قلتُ الأميرةُ سوف تزعلُ
كيف نفعلُ لو هوت من حالها في حالها
أسندتُ شتلةَ نعنعٍ نشوى إلى شجرٍ قريبٍ من يدي
أجلستُ فوق الغصنِ كلّ بلابلي
لأعدّ سيمفونيّة أخرى
تناسبُ ما تجدّد من زمانٍ أو مكانٍ
لم يكونا هكذا من قبلُ...
قلتُ ستفرح الأيامُ لو سمّيتها عسلاً
ولكني أسميها طواحين الدمار
فتخجل الأيام من لغتي
وتدفن رأسها في الرملِ...
عاريةً تجيءُ البنتُ
تدلك بالعبير نهودها
وتعيرُ جزءاً من ذراعيها لخيّالِ الشبقْ
- أعني أنا -
حتى يدوزنَ جنّةً صغرى
ويُبْعِدَ عن زوارقها الغرقْ...
.........
الوردُ في ذهني خيالٌ لازورديٌّ
يشرّقُ أو يغرّبُ
أو يبادلُ سيدات النبعِ شهوتهنّ
يرشو حارسَ البستان كي يسهو عن التفاحِ والرمانِ
والبستان قاطبةً ويسرق ما تيسّر من عبقْ
هذا غموضٌ غير مقصود
لهذا لن أبالغ في الوصولِ إلى جمالٍ غير معهودٍ
وقد أرثُ ارتعاش الفجر من شفةٍ
تذيب اللوزَ في شفتي
وقد ألتذّ بالتقريبِ بين يدٍ وخصرٍ
ينحني ويميلُ حتى يسقط الجبلُ الجليديّ اللعينْ
الورد في كفّي
وفي قلبي عواءٌ شاحبٌ
والوقت لا يكفي لأغفو قرب عازفةٍ تقطّر في النهاوندِ
العتيق عراءها
أنا لستُ زرياباً
ولن تُجدي مقامات العراق جميعها
في وصف سيدة تشلّحني الفضاء
وتنزوي في نغمةٍ مأخوذةٍ من لحظتينِ
كأن بينهما حواراً مستمراً حول طعم الرقصِ
والأوتارُ صامتةٌ لأسبابٍ تخصّ ذهولها
بجمال سيدة ترقّصُ حولها حتى الهواءْ
حتى جزيئات الوجودِ تظنّ أنّ الجنّ
قد دخلت إليها فانتشتْ من نعمةٍ حدّث بها
واشكر عليها كلّ آلهةِ السّماءْ
هل بعدَ سحرِ الرّقص إغراءٌ يثيرُ الساهرين
ويخطف المعنى إلى معنى جديد ؟
.........
يا ليل ما أشهى الظّلامَ العاري
ثمرٌ توهّج دونما أشجارِ
نضجتْ خصور اللابساتِ حدائقاً
فاتبع خطاياها ولو للنارِ
يا ليلُ ينكسر الخريفُ إذا صحتْ
بنتٌ... وتنزل كلّها أمطاري
.........
لو كنتُ وحياً
لاخترتُ نفسي شاعراً لأضيء ذاتي
فوق ما ضاءت بها الأنثى
ولو جمحت بكوكبها القصائد
لانتبذت بها مكاناً غير مكشوفٍ
وألفتُ الأغاني من لقاء النور في جسدينِ
يحتفلان تحت الرّعدِ بالذكرى...
ولو كانت مفاتيح الجنان معي
إذاً لرميتها واخترت فاكهة الجحيم
" بودلير " يامولاي ساعدني لأسكن فيك
يا جدّي الرّجيمْ



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من عظام القصيدة أختار قلبي
- مرثية الأم الأولى
- في هجاء نفسي
- أفق للذاكرة المعتقلة
- على بابها الغارق في الياسمين
- مرثية لذاكرة القرن
- قراءة في كتاب البدايات
- بورتريه مثقف عضوي
- القصيدة
- نشيد للفرح الأخير
- يبان مواطن عربي أوقع عليه وحدي
- احتمالات قيد الريح
- نايات في عرس الدم البابلي
- يوميات نسبية لكائن ليس مطلقاً
- القصيدة في الطريق إليكم
- عويل في جنازة شرقية
- ختامها يوسف
- مقدمة في نقد الحداثة- بين البدعة والاختلاف
- تشكيلات في مديح ريحانة الأُنس
- أغزو العالم بأحذية جنوني


المزيد.....




- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - غموض غير متعمد