أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - أغزو العالم بأحذية جنوني














المزيد.....

أغزو العالم بأحذية جنوني


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1432 - 2006 / 1 / 16 - 10:25
المحور: الادب والفن
    


رماد يتحركُ تحت ظلالي
ولغة العطف قادرة على استيلادِ ذاكرة من هذيان
بياض الليل ينبضُ
بياض الكأسِ يغري شفاهَ السّهر برقصةٍ منتشيةٍ
تختبىءُ النساءُ خلف نوافذ أصابعهنّ
تتمطّى عجائز المدينة فوق مهود التعبِ
كأسك يا صحبي
ونشرب تاريخا من قدس يعرّيه أبناء البهتان
ونؤرّخ لهمسٍ يصلب صاحبه على شبّاك خازن الغيومِ
وأكياس الثلج ومنامات الصغار
كأسكما يا صاحبيّ
السجن أَحبُّ إليَّ من فضاء تتدلّى منه أقدام القتلة

مبنيّ من اغتيالات هذا العالم
تمشي على سقفه حاملات الطائرات
وأنا المتيّمُ بحاملات النهود
لم أجد فرقاً بين طائرة ونهد ملغومٍ

أقلّبُ كتب الجمجمةِ
كيف اتخذت سمتَ المتشرّدين على حبال الموت
لو محوتُ آثار جدّتي وقطعت نسل عمّتي وقفزت كالكوكب الخائفِ من المعادن البشريةِ باتجاه ينبوع يتهدّمُ على أساسهِ
لو نسفتُ كلمات مثل /حرية – حليب – حياة/ بحزمة دموع مؤقتة
لكنه خوفي يتكوّرُ طفلاً أمام ليل ذبائحي
لا شيء أكثر من ثياب الوهمِ
وشعوب تزحفُ كالنملِ على حذاء يوصلها إلى شريطته النوويّةِ ويشنقها
لا شيء غير خليجٍ يتمدد أكثر نحو الداخل
يجمهر الزبد المسلّحَ
يسحبُ لبن الفراتِ عن أثداء بابل
لا شيءَ غير المجزرةِ
فمن شاءَ سفراً فليقطع لسانه وشفتيه
وليمش على كفّيه
وليمتزج ببراز طاغوتٍ صلى الوطن عليه

... ولقد أعلّق على أهدابي كلاماً ناعساً حول كائنات صاحيةٍ ترشّ عيونها بمرأى العطور
ولقد أحرق لفافة النهارِ في شفة ظهيرةٍ تزدحم على طرقاتها تنانير النساء القصيرة وسراويلهن البارزةُ من خلف
ولقد أختلف مع يدي حين يستفزّها عراء حاضرٌ في مهبّ الوقت
ولقد أمشي على رصيفٍ وتلاحقني نشرة أخبار تنشر عنقي بسكّين الرماد
ولقد أنادي أي بائع جوالٍ عليك يا صديقي أن تفسح لي بعد عقد من الليل حجرة أقعد عليها قربك وأعرض أمامي كتبي وأطفالي وزجاجات لأبيع لحمي أنادي عليها ليجتمع سياج بقبعاتٍ سوداء ومعاطف طويلة ونجوم سداسية تضيء هاويتنا

لهذا
جئتكَ
يا فراغُ
كأسك

سعيدٌ هذا الهواءُ بوجوه تتعدّدُ وتتكاثرُ
تنهض من ثيابها الداخلية الليلية وتغتسل بأذان الفجر
حيث تنفرج الأبواب المقدسةُ عن خضرة وخمرة لا يظمأ الشاربون منها أبداً
وأنا ألطم خدّ الشيطانِ وأتوسّل إليه أن يدعني وشأني بينما يقبضُ عليّ بمخالبه ويقلبُ أشياء غرفتي فأقهقه لأن غرفتي ليس فيها رأس ولا عقبٌ
يقطع لساني ويعلّقهُ على خصره فأتمتّع برؤية دمي يسيلُ من قطعة لحمٍ سيبيعها الشيطانُ بقطعة أرضٍ وأستدعي في ذاكرتي السافرةِ أسماء من باعوا ألسنة بحجارةِ شطرنجٍ ذهبيّ فأكاد أصعقُ خوف أن أرى اسمي بينهم
لهذا
كأسك
يا صاحب الظلامِ
لهذا
نعشك
يا صاحبي
الموتُ أَحبُّ إليّ
*
أَنزِعُ الغطاء الحجريَّ عن ولدٍ مات سريعاً
ولد نسج الأجدادُ حول قدميه قضبان فحمٍ
وأدخلوا قنابل الحروب من فتحتَيْ أنفه
وعزّزوا بطبولٍ ومدفعيّةٍ تكرر إحدى وعشرين طلقة منذ واحدٍ وعشرين جيلاً منذ واحدٍ وعشرين قرناً
أين أذهب بهذا الولد يا أحزاب الماء والزهرِ والرملِ واللحى والألوية الحمراء والخضراء
هل أعثر في مكاتبكم على صحراء أدفنُ فيها الولد الذي ينتفخ شيئا فشيئا كأنه شرب أكياسا من ماء البحر الميت أو البحر المحصّنِ بحجابٍ نوويٍّ
هل أجدُ له غطاء أبيضَ في خزائن سوادكم
ثم من يتلو عليه آياتٍ تنقلُ عينيه إلى محجريهما الأخيرين
لن أصنعَ له من حليبكم كعكَ التفاؤل
إن ضروع ماعزكم وبقركم وغنمكم ينابيع فضلاتٍ ومعاهدات واستصلاح جماجم
*
الورق يغري قلمي بأن ينتزع حتى غشاء بكارةَ الأصوات المضمرة تحت قشرة الدماغ
دماغي أكوام كتبٍ وملصقات عالم يتندّرُ بسقوطه
اخرج أيها الجنيّ من تحت جلدي
كل أعمدة الحكمة فيَّ تتفسّخُ
وعندما يكتمل انهيارها سأغزو العالم بأحذية جنوني وقميص عقلي المهترىء ثم أصعد برج القطب الشماليّ وأتقيأ على العالم شعوباً من عظام وتلوّثٍ وأنظّف بطني مما ابتلعته من بياناتٍ وانقلاباتٍ ومصافحاتٍ وأُنزلُ سروالي وأتغوّط على رأس الكونِ الحديثِ وأكتشف أن العالم مرحاضٌ كونيٌّ مسقوفٌ بلحى الحاخامات ومطليٌّ بزيوت العهرِ وله بابٌ مكتوبٌ عليه لافتةٌ تقول (في هذا المرحاض الأمريكيّ ينتهي التاريخ)



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الخامسة
- قصيدة وداع الامبراطور الأخير
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الرابعة
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الثالثة
- محاولة قراءة جديدة في شعر نزار قباني الحلقة الثانية *
- قصائد قصيرة
- حلقة أولى من سلسلة دراسات نقدية عن تجربة نزار قباني
- صحوُ القصيدة
- حِوَارٌ مع المفكّر السّوري د. برهان غليون


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - أغزو العالم بأحذية جنوني