أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد علاء الدين عبد المولى - يبان مواطن عربي أوقع عليه وحدي















المزيد.....



يبان مواطن عربي أوقع عليه وحدي


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1441 - 2006 / 1 / 25 - 07:11
المحور: حقوق الانسان
    


أنا الموقع أدناه وأعلاه وعلى اليمين واليسار مواطن من بلدٍ فُصّلت آياته حسبَ مشيئة الرماد والسواد، ورتلت آياته تبعا لذلك على مقامات الحجر والرصاص والفولاذ والسياط. بلد نمت كائناته على أن تتلو عنها السلطات (من كل فج عميق) والأحزاب الثورية وأيديولوجيات الانقلابات والدسائس، تتلو عنها بيانات رقم (1) وكان يحدث ذلك باسمي أنا المواطن. والآن وفي غفلة من الموت استسلمت لغواية ثوراتي الداخلية المهدورة وطاقاتي المقموعة وانسقت وراء خطيئة الحرية المقدسة، وأريد أن أؤلف بياناً باسمي الشخصي ولأول مرة وربما آخر مرة مع عدم الرغبة في أن يوقع عليه أحد غيري، إذ لو استسلم المواطنون الآخرون لما استسلمتُ له، لكتبَ كل واحد منهم بياناً ولصار عندنا عشرات الملايين من البيانات غير المعهودة... فلينتقم الآن كل مواطن من التاريخ الأسود وليكتب بيانه وكفى الآخرين أن يفبركوا بيانات باسمنا ونحن لا علم لنا بها ولا خبر.
أنا المواطن الذي وجد نفسه فجأة (وربما بحتمية الزواج من خليتين معاصرتين) على قيد الحياة. وهكذا يقدر لي أن أتعامل من لحظات وجودي الأولى على (القيد) حتى الحياة يجب أن أكون كمواطن على قيدها. وسأبقى بعدها مطالبا حتى يوم الدينونة ذي الرياح الصفراء بأن أقدم لكل من يدعس رأسي وأصابعي وظلي قيدا بحسن سلوكي أو قيدا مدنيا، أو قيدا شعريا، أو قيدا عائليا مفصلا يتضمن أسماء آبائي وأجدادي وأعمامي وخالاتي وجيراني وخلاني من ظهر منهم ومن بطن، وقيدا بقيمة ثرواتي المتكدسة في حاويات قمامة الثورة التي أحتفل كل عام بمناسبتها دون أن أعرف ولو لمرة واحدة ما هي هذا الثورة، وربما كان مع الثورة حق لأنها فجرت على يد العمال والفلاحين وصغار الكسبة قبل أن أولد من الخليتين المذكورتين أعلاه... وسوف يكون من الصعوبة بمكان أن أتعرف على مضمون الثورة ومقدار ما أنجزته من مدارس ومستشفيات ومعامل وشركات وتزفيت طرق ومد سكك حديدية وزراعة البقدونس والبطاطا والبصل الأخضر التي تحبه زوجتي ويحبه الكثيرون من فاقدي الكريات الحمراء، وهم لا يعرفون أن ما يأكلونه من قيمة غذائية لا تقدر بثمن إنما هو بفضل الثورة التي قام بها العمال والفلاحون وصغار الكسبة... ولكن لا أدري لماذا صرت كمواطن ألاحَق وأحاكَم باسم معاداة الثورة ولا أدري لماذا فرضت هذه الثورة علي الأحكام العرفية وأهدتني قانونا للطوارىء يطرق باب بيتي وباب حلمي وباب مرحاضي على مدار 24 ساعة... ربما كان ذلك حفاظا عليّ من أعداء الثورة أو من إسرائيل اللعينة عليها غضب الله وملائكته أجمعين، ربما... لا أدري.
فجأة ودون تخطيط مني ولا علم لي بذلك، بدأت النمو على عشب جدران منزل قديم من الحجر الأسود والأبيض، ولكن شاءت المشيئة الثورية العتيدة ألا أتذكر من بيتي الآن سوى الأحجار السوداء لأنها سوف تتحول إلى أساس لبنيان متكامل فيما بعد، بنيان داخل روحي طبعا وليس بنيانا من الإسمنت – لذا وجب التوضيح – هذا الأسود سيصبح فيما بعد فتنة العمر الناقص، عمري الذي - بدلا من أن يزداد باتجاه الأمام أو إلى الأعلى - يتناقص باتجاه الأسفل وإلى الوراء، سيصبح الأسود فيما بعد ظلا ملاحقا لي، سيصبح شبحاً، أو رجل مخابرات فيما بعد، بسبب نظاراته السوداء، لأن اللون غير الأسود يبطل مفعول السرية التي يتعمدها رجال المخابرات وهي سرية من الصعب إدراكها لأي مواطن، لأنها غير موجودة فرائحة رجل المخابرات تفوح قبل أن يصل من سفر سنة – على قولة أمي التي كانت تشكل تهديدا خطيرا لرجال المخابرات وكانت هي بالمقابل تصر على ملاقاتهم والتحدث إليهم على أكبر مستوى... أمي هذه كانت لا تتردد في حمل متاعها وتذهب إلى القصر الجمهوري لملاقاة الرئيس لتطلب منه أن يفرج عن أبنائها الثلاثة. وأنا كنت أقول لها يا أمي الرئيس عنده مشاغل كثيرة ولن يرد عليك، فعنده على الطاولة موضوع فلسطين وحماية منجزات الثورة وتنسيق العلاقات مع دول العالم وتأمين التحالفات مع المنظومة الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي الصديق، يا أمي والله الرئيس ما عنده خبر بأبنائك لأن هذه الأمور صغيرة ومن المخجل أن نشغل وقت سيادته بها. دعيه يخطط للتحرير والتثوير وزيادة الرواتب كل شهرين ثلاثة، وأبناؤك سيشكلون عائقا استراتيجيا أمام صفاء تفكيره ولن يتمكن من تحقيق مشاريع التنمية والتطوير بسبب أولادك... لكن أمي لا تستجيب لنظرياتي بل تطلب مني أن أكتب لها رسالة إليه أشرح فيها موقفها الصعب في هذه الظروف، وأقول له فيها إن أمي تبكي كثيرا وتراجع الأطباء كل يوم كما تراجع فروع الأمن في المدينة والعاصمة، وعلي أن أقترح على سيادته التفضل عليها بتأمين زيارة لهم في السجن... كم هو محرج هذا الطلب يا إلهي؟ أن تطلب أمي من سيادته موعدا مع أولادها الذين عاشت معهم عشرين عاما تقريبا – هذا إذا تجاوزنا الشهور التسعة لكل منهم – وربكم ستر أن اثنين منهم كانا توأما يعني تسعة شهورهما كانت واحدة في الوقت نفسه – فهل من المقبول شرح ذلك للسيادة؟ ما ذا يقول عنا؟ مواطنون يبحثون عن أمور تافهة والعدو على الأبواب؟ كنت أريد أن أقول له في إحدى رسائلي – حيث كانت أمي تطالبني دائما بكتابة الرسائل إلى سيادته – أن أقول له يا سيدي الرئيس إذا كان العدو على الأبواب فيرجى التفضل وتبيان السبب الذي يدفعكم لاعتقال آلاف الشباب والصبايا في السجون؟ فلربما كان في ذلك مقاومة للعدو ونحن لا ندري – ومن نحن أصلا حتى ندري؟- ربما كان الاعتقال لهؤلاء يشكل رصيدا يضاف إلى المخزون الاستراتيجي للوطن والثورة، فوالله لو أقنعتني سيادته بذلك لكنت اقتنعت، خاصة وأنني من فصيلة المواطنين، وهي فصيلة يجب أن تقتنع بسهولة حتى لا تفقد انتماءها إلى بني جنسها (الحيوان المواطن).
المعذرة فقد استطردت في موضوع رخيص ولكن ماذا أصنع؟ أنا مواطن ثرثار وطويل اللسان ولا أعرف مصلحتي، عليّ اللعنة...
مواطن ولد على صحن فارغ ظل يملأ حتى المستقبل بفتات موائد الآلهة. أنا لا أخجل من الصراخ بأعلى صوتي بأني ولدت جوعان وسأموت جوعان لا لشيء صدقوني فقط لأنني مواطن وعليّ الانسجام بين ما اخترت أن أكون عليه وبين مصيري المحتوم، فلو كنت لست مواطنا ربما اختلفت القيم عندها وأصبحت غير جوعان، ولكن لأني مواطن كان علي بعد زواجي أن أبيع دراجتي العادية وخاتم زواجي لأنني فوجئت أن الحياة الزوجية تحتاج الى أكل وشراب وزيت وزيتون ولم أكن على علم بهذا ولم أكن أعلم أن هذه القضايا الصغيرة والتافهة والكمالية هي جزء أساسي من معاناة المواطن... فلو لم أكن مواطنا لما بعت خاتم زواجي وبعض الكتب الدينية التي ورثناها من أبي بعد أن مات ميتة تليق به كمواطن هو الآخر. والحق عليه برأيي، إذ كنت أوسوس له في صمتي ألا يصبح مواطنا وأن يختار مهنة مشبعة (ومدهنة) أكثر، ولكنه كان يصر على ذلك لأن المهنة الوحيدة المتبقية في المجتمع هي مهنة المواطن وبقية الوظائف لا شواغر لها، أو نحن لا نحقق شروطها القانونية والعلمية. فنحن لم ندرس في أكاديمية اللص الظريف ولا في جامعات النصب والاحتيال ولا في معابد الثروة الحرام ولم نطف حول أصنام الطواغيت ولم نمدد يدنا إلى دم أخينا ولم ننقلب على رفاق لنا في الحي ولم نشلّحهم أكياس البطاطا ولا جرائد الصباح. نحن لم نتعلم فنون الفروسية المعاصرة أي أن يكون لك سبيل إلى الحصول على طرازات حديثة جدا من السيارات والمسدسات والشركات والمقاولات... كل هذه الوظائف لا مكان لنا فيها وهي محصورة في فئة راشدة تعرف مصلحة البلد خيرا مني ومن أبي. حيث أن مصلحة البلد تقتضي من أبي أن يكنس الغبار تحت مقاعد المدارس عشرين عاما زدناهم عددا. وأن يركب دراجته العادية التي لم يغيرها طيلة ثلاثين عاما – لأنها من الثوابت الوطنية والقومية والصناعية – ويذهب كل صباح إلى شغله كمواطن يؤمن افتتاح الصباحات اليومية لمن سيأتي بعده. ولو كان أبي درس في الجامعات المذكورة قبل قليل لكانت شغلة المواطنة غير لازمة له الآن ولكان خلف رجالا حقيقيين بدلا من أن يخلف مواطنين...
أنا مواطن إذن نمَوْتُ على صحن فارغ لأنني كذلك منذ نعومة أظفاري كما يقال – مع أن أظفاري لم تكن ناعمة في طفولتي وإلا لم أكن مواطنا – قد تعلمت شعار بترول العرب للعرب، أو شعار (وحدة حرية اشتراكية – وأمة عربية واحدة) والتي كنت دائما أزيد على عدد رسائلها وأقول (ذات عشرين رسالة خالدة) لأن أمة عظيمة مثل أمتي لا يليق بها أن يكون لها رسالة واحدة، عيب...ماذا سيحكي علينا التاريخ؟ أمة بمائتي مليون بني آدم ولها فقط رسالة واحدة؟ ما هذا العار؟ رسالة واحدة يمكن كتابتها بثوان، أما عشرون رسالة فعلى الأقل رقم يناسب الدول العربية الشقيقة والحليفة، فإذا كتبت كل دولة رسالة خالدة وجمعنا كل هذه الرسائل في كراسة واحدة عندها يمكن لنا أن نواجه تحديات العصر والحداثة والبناء والتحرير. والله ما رضيت يوما لأمتي الذل والهوان في أن يكون لها فقط رسالة واحدة، وعلى الأمم الأخرى أن يتعلموا من أمتي كيف تكتب رسائل خالدة عديدة في وقت واحد... على كل مدينة وقرية وعشيرة وفخذ في الدول الغربية الكبيرة أن تكتب رسالة خالدة. يعني على عشائر فرنسا وبطونها وأفخاذها على سبيل المثال لا الحصر أن تكتب كل واحدة منها رسالة وترينا شطارتها في الكتابة... أما أن تضحك علينا فرنسا بأنها دولة حديثة وعلمانية تجاوزت واقعنا فهذا أمر (لا يمرق على ذقوننا). وإذا احتجت فرنسا بألا قبائل لديها ولا عشائر نصدّر لها، وما المانع؟ نتعهد بذلك ونتعهد بأن ذلك لن ينقص من عدد عشائرنا ولا قبائلنا... أما أن تحتج هذه الـ (فرنسا) بألا أفخاذ ولا بطون لديها فلا وألف لا ولتسمح لنا بهذه، وعليها أن تعترف بما لديها وألا تضطرنا لفضح مخزونها الاستراتيجي من البطون والأفخاذ، فنحن العرب نعرف جيدا ما لديها من ذلك ولا يمكن أن تضحك علينا...
أنا المواطن مرة ثانية أثرثر وأستطرد مع أن أمتي أمة البلاغة والإيجاز ولكن أضطر للشرح خوفا من ألا يفهم علينا الفرنسيون وأشقاؤهم الألمان والبريطانيون والنمساويون والأمريكيون... حتى لا أبقي لهم حجة ولا يعاتبوني في المستقبل بأنني لم أوضح لهم القضية...
إذاً ربيت على (وحدة حرية اشتراكية) وشربته مع حليب أمي. والآن فقط عرفت لماذا كان حليب أمي مرا. فقد تدخلت مشيئة الشرق المستبد العادل في طعم هذا الحليب الذي يتغلغل في خلايا كياني حتى الأبد وهو يطرح داخلي فلسفة الزنجبيل.
ولدت على بساط مهترىءٍ تتدلى فضلاته من عصر الخلفاء الراشدين (هل حقا كانوا راشدين؟) حتى الخلفاء الراجمين. بساط لا يسع عائلة مكونة من ضعف ووهن وأنين وانتظار لفرسان كذبوا علينا ولم يأتوا وكذبنا على أيامنا فصدقناهم... بساط يمتلىء كل صباح بجثة عصفور أو بجنازة فراشة أو بهيكل عظمي لحلمٍ طاعن في السن لكثرة ما تردد على مخيلات النائمين عبر آلاف السنوات وهو هو لم يبارح كونه حلماً.
وتيمنا بحكمة سمعتها في منامي (تزودوا فإن خير الزاد الكلام) فقد أكلت من الكلام الجميل ما يكفي لتجميل جغرافيا هائلة من القبح.ولكنني بقيت عاريا أجترّ شتاءاتي وحصار ذئاب الثلج. شربت من مياه قذرة، حسب توجيهات الثورة، لأن المياه النقية لا تليق بي ولا بحارتنا ولا بمدينتنا ولا بجمهوريتنا، جمهوريتنا التي سجلها الشيطان باسم العائلة المالكة وطرح شعار ملكيتها على التصويت ففازت بنسبة مائتين في المائة، نكاية فيمن ينتقد ويسخر من نتائج الانتخابات ونسبتها الـ 99%... جمهوريتنا هذه لا يليق بهذا الماء العذب ولا يليق بها إلا العذاب. ولا يليق بها لا الكهرباء ولا الدواء ولا الطريق المحترم ولا الرصيف المنظم ولا الجسور الجميلة ولا الأنفاق، وجمهوريتنا لا تفطن بضرورة الأنفاق إلا عندما تريد أن تحشر مدينة كاملة من الأحلام والقصائد في نفق واحد تحت الرمل لا عند الأوتوستراد... لأن الأنفاق هي حاجة البطرانين والمعارضين للهواء ولمشيئة الله الذي قضى بأن يتمتع عباده المشاة بهواء عليل فكيف يريدون المرور من تحت الأنفاق؟ إن هذا عمل من رجس الغرب فاجتنبوه...
مواطن تعلّم أن الماء والكهرباء والدواء والغذاء هي من كماليات الوجود، ولا حق لي بأن أتطاول على كماليات الوجود فأنا جرذ بدائي ما زلت أحبو في دولة نامية (نابية). ولا يجوز التفكير بهذه النعم لأن العدو على الأبواب يتهدد مصيري ويتوعد أبنائي بالويل والثبور وموبقات الأمور. وكنت والله حتى الآن لا أدري لماذا لا يتوعد هذا العدو الذكي و(الحبّاب) طبقة الأسرة المالكة التي طوّبت جمهوريتي على اسمها الميمون؟ لماذا لا أرى أبناء هذه الأسرة وأصدقاءهم وأشباحهم وشبّيحتهم وشبحاتهم لا أرى أحدا منهم يتهدده العدو؟ فهؤلاء وبحمد الله وتوفيق من عنده وبفتوح من لدنه لا يعانون مما أعاني منه أنا المواطن من توافه الأمور... وربما اكتشفنا في المستقبل أن العدو لديه خريطة للجينات الخاصة بجمهوريتنا يحدد بناء عليها من يعادي ومن يصادق... ويبدو أنه عدو ماهر وشاطر يتوعد أعداءه ويهدد وجودهم بينما يترك الأسر المالكة بسلام إلى يوم الدين، آمين... إن النظام دائما منتصر ولا أحد يهدده، في الوقت الذي علي فيه أنا أن أنهزم كواجبٍ وطني وحاجة قومية من أجل أن ينتصر النظام لا الوطن... علي أن ألهث وراء علبة الحليب والدواء والغاز من أجل أن ينعم أبناء الأسرة بالرفاه والبنين وطور سينين وبالبلد الأنين (وهذا ليس خطأ طباعياً بل اقتضته الدلالة الحقيقية)... عليّ أنا كمواطن أن أطرد من وظيفتي ثمناً لفعل إرهابي شنيع ارتكبه أخوة لي منذ عقود من الزمن تمثل في أن النظام لم يعجبهم فانتقدوه وفضحوه بانفعالاتهم الدينية والعاطفية فتم تصفيتهم بالرصاص ذات أسبوع من أسابيع الإعدام... مع أن الله قال بما معناه (لا تزر وازرة وزر أخرى) والمنطق – ابن الحرام – يقضي ألا أحاسب على مزاج الآخرين، وبسبب حماقة البؤساء المساكين، وأن أعامل بغض النظر عن موقفي منهم وموقفهم مني... ولكن سمعت في خرافة قديمة أن هذا يحدث في بلد تسوده الأنظمة والقوانين المدنية الحقيقية، فلمت نفسي لجهلي بالقوانين والدساتير... إذا عندما فصلت من عملي (بعد سبع سنين من الوظيفة) كان مع السيد الحاكم بأمر المخابرات السياسية حق وكل الحق، فأنا لا حق لي براتب شهري مقداره في ذلك الوقت أربعة آلاف ليرة وتزيد مئات... إن هذا الراتب في حساب الأنظمة الثورية العادلة عبء كبير على ميزانية الدفاع والأجهزة الأمنية التي تناضل ليل نهار في سبيل تحرير الجولان وبني غسان ولواء اسكندران (حسب سجع الكهان!!!) راتب يقضم من المجهود الحربي للدولة علي أن أخليه للمستحقين من أشراف المجتمع. أما أنا فعلي الامتنان والصلاة لمن قبل أن يتغاضى عن وظيفتي سبع سنين وتزيد أسابيع (للأمانة)... يومها طلبت مقابلة رئيس فرع الأمن السياسي في مدينتي (طبعا بمساعدة صديق عضو في مجلس الشعب وليس لأنني مواطن) فقال لي الرجل الأمين على أمن البلد وحاجاته ألا حق لي بالوظيفة في الدولة... كنت سأتجرأ أو أتواقح في الحقيقة وأسأله أين القانون الذي يقول ذلك؟ ولكني خشيت من أن أكرس التهمة على نفسي أنني أناقش أولياء أموري في أمور لا أفهمها، أو أخلق عذرا للعدو الغاشم الظالم في العدوان على وطني...
وأنا المواطن الحقير لله وللوطن وللنظام... فجأة وجدت نفسي زائرا دائما من زوار فروع الأمن والحمد لله لم يبق فرع أمن ولم يستدعني مرات ومرات... ولم يبق فرع أمن إلا وطلب مني أن أشتغل عنده عتال تقارير (وذلك لكي أحسّن صورتي عند القيادة!). فألف شكر للقيادة لأنها معنية بتحسين صورتي عندها... وكان عليّ أن أغتنم الفرصة لتحسين صورتي وكنت مغفلا أحمق أحب التعتير والمشاكل... حتى صرت أشعر بأهميتي وأنني فعلا مواطن خطير يكتب شعرا معارضا ويمدح النساء ولا يمدح الرؤساء ولا يراعي الآداب العامة في إلقاء قصائده ويخدش حياء الحضور بشتم الطغاة وتعرية نسائهم من ملابسهن لأن عندي هوسا بالنساء المرفهات لأرى ما تحت ملابسهن هل يملكن الأعضاء نفسها التي تملكها نساء المواطنين العاديين؟ وحتى الآن أشك في ذلك فهنّ ربما يمتلكن منظومة جمالية تفقه في النظام العالمي الجديد وشبكات المخدرات والدعارة والسياسة وترتيب الصفقات والحكومات... وأين هذا مما تحت ملابس نسائنا؟ يا أخي الدنيا مقامات والله وعلينا أن نعاتب أنفسنا لأننا نتطاول على أعراض الثورات وثيابها الداخلية... وعلى المواطن الصالح أن يثبت ولاءه للثياب الداخلية للثورة حتى لا يفقد مبرر وجوده وينتقل إلى مرحلة العدم، حيث لن يكون عند الفيلسوف سارتر (الله يرحمه) وقت ليشرح لي معنى العدم ومعنى الوجود في ذلك الوقت... حتى الفيلسوف هيدغر سيسخر مني شامتا بي وسيقول لي: من قال لك أن تقرأنا وتنزع أخلاقك؟ حلها الآن أنت وفلاسفة ثورتكم... ولكن كمواطن سأدافع عن فلاسفة ثورتي مقابل هؤلاء الفلاسفة عديمي المفهومية... ولن أتوانى عن طرد هيغل ونيتشه ومن قبلهم ابن رشد وأبا العلاء المعري والكواكبي، مبقيا على رجال عظام مثل معاوية والحجاج ويزيد وهتلر وموسوليني وماكيافيلي، فهؤلاء آباء معلمون لكل أسرة مالكة راشدة صالحة تعمل بتوفيق وتوجيه من الله العلي القدير...
مواطن تعلم منذ فصول شتائه الأولى وهو ينتظم في صفوف الطلائع ثم الشبيبة ثم ثم... أن يكون ولاؤه للوطن محددا عبر قنوات رسمية يتقدم إليها بطلب ولاء نظامي وفق نموذج معمم يعرف أين يجده المواطن الذي يتعب على حاله ويريد مصلحته... وفي النهاية ودون طول سيرة ولا نشرة استعلامات علي أن أنحني لمجموعة من الأشخاص محددين بالعدد (لأن الكمية محدودة ونفذت بسرعة) هم أشخاص كنت أعتقد أنهم مثل باقي عباد الله ينتمون معي للوطن مباشرة دون وثيقة رسمية ولا حزبية ولا طائفية ولا عشائرية ولا أمنية... وكم كنت مخطئا بحقي وبحق التاريخ عندما ظلمت هؤلاء، لأنهم هم الشعلة الحقيقية التي ترتفع في سماء الوطن ونستضيء كلنا من أقداس نورها ولولاها لكنا في ظلمات (يعمهون) لهذا ما علي سوى أن أثبت ولائي لهؤلاء الأشخاص المحددين في البطاقة الرسمية للخلود وعندها أكون مواطنا ذا ولاء... ومن أنا حتى لا أكون مواليا؟ أنا خادم صغير في قصر كبير يمتلكه هؤلاء، قصر كان اسمه الوطن ثم صار اسمه العائلة المالكة، (وشو فيها يعني؟ أليس هذا لمصلحتنا؟ إذ بدلا من أن نكون موالين لوطن كبير ممتد عبر آلاف الكيلومترات ونضيع فيه من الشمال إلى الجنوب ولا نعرف صحراءه من سجونه ولا بساتينه من حمامات الدم فيه، نكون موالين لبيت واحد له حدود معينة ويسكن فيه أشخاص روحانيون رحمانيون يسيرون شؤون البلاد كلها وعندها أعرف أنا المواطن حدود انتمائي الحقيقي، شو وطن ما وطن يا رجل؟)
لهذا وبعد الاتكال على الولاء الجديد طلب مني أن أدفع فواتير الأثرياء (لأنهم سمحوا لي بالولاء لهم) وأسدد حساباتهم في دكان التاريخ... هؤلاء الذين انحدروا بشكل طارىء من جيب من جيوب التاريخ وصارت لهم سدرة المنتهى، وأقنعوني بأني أنا عقبة في وجه تقدمهم فاقتنعت. وصرت مع الممارسة والتدريب أخجل من أن أطالب بحصتي من الوطن... والله عيب (قلت لنفسي) ما حصتك من الوطن يا غبي؟ وما ذا تصنع بها؟ ألا ترى حماة الوطن يتعبون ويشقون ليل نهار في قصورهم وسياراتهم وملاهيهم وقمارهم وكوكائينهم ثم تريد أن تثقل عليهم بالمطالبة بحصتك من الوطن؟ وهل حسبت الوطن ملك الذي خلفوك؟ الوطن لمن يسهر عليه في الكازينوهات والمراقص العالمية ويتمشى في أروقة البنوك ومعابد الذهب... أنت من أنت حتى تطالب بحصتك من الوطن؟ صحيح أنك مواطن لا تستحي...
ولكن... سمعت في خرافة من خرافات جدتي أن الوطن لي أنا، ولأولادي ولجيراني وللتلاميذ الذين يبردون على مقاعدهم في فصل الثلج وهم يكتبون موضوع تعبير في كيفية استقبال فصل الشتاء... أو موضوع تعبير عن منجزات الثورة والحركة التأسيسية في إنارة القرى ونشر الدفء والحب والزواج والياسمين...
تقول الخرافة أن الوطن هو لهؤلاء الذين يستنفرون حواسهم في البيت من أجل أن يلتقطوا نداء الرحمة المتمثل بنداء بياع المازوت فيفرحون وتهلل الأم وتنفرج أسارير الأولاد لا لشيء إلا لكي يكتبوا موضوع تعبير في حب الوطن والقائد... لأنهم حصلوا على ليترات من المازوت كافية لتدفئتهم أسبوعا قادما...
تقول الخرافة كذلك إن الوطن للذين ينتظرون المواصلات على أرصفة الوقت صباح مساء منذ سنوات وحتى الآن لم تمر المواصلات الحقيقية التي تنقل هؤلاء إلى الأماكن التي يريدون الذهاب إليها... وقد بدا أنهم هم المسؤولون عن هذه الأزمة، لأنهم يبقون مكانهم لا يبرحونه منذ سنوات، حيث لا يعرفون حتى الآن إلى أين يذهبون... أما وسائل السفر والذهاب والإياب فهي متوفرة لكنهم لا يبصرون...
تقول الخرافة إن الوطن صديق الصقيع المزمن في الأعصاب والركب والمفاصل، وليس صديق الأسرة المالكة التي تعيش وراء حصون وقلاع من الحرير والدفء ما أنعم الله به عليهم من جنات تجري من تحتها الأنهار ألا بئس ما نتفكر فيه نحن بني المواطنين الشحاذين الذين لا نقدر تعب المؤمنين...
تقول الخرافة لقد انتشر الصقيع في يوم المواطن حتى صار شاعراً يحول الصقيع إلى ينبوع ناري في رأسه ليكذب على نفسه ويشعر بالدفء التاريخي والجغرافي والاستراتيجي... رأس المواطن المكبل بقيود ما قبل التاريخ يعرف – على الممارسة والتدجين – كيف يصنع من صورة امرأة جميلة على الشاشة بركان شهوة جحيمي يعوض به عن حرمانه من مخمل الوجود وحرير طريق الحرير الذي يعبر دائما من بلادي التي تعيش تحت خط الحياة... فإلى أين يذهب الحرير يا أولاد الحريم؟
أنا المواطن البردان الجوعان المحروم من التدفئة في الفنادق والمطاعم الزاهية لأن هذه الشغلة ليست شغلتي، لم يبق لي غير أن أحوم على حاويات القمامة بحثا عن الخلود المتبقي من أمجاد النائمين كالسيوف في غمد الرحمن الرحيم... الله يحرسهم ويحميهم من شر كل حاسد إذا كان الحاسد أنا... يا إلهي كم هي عين المواطن ضيقة ولا يشبعها إلا التراب. وريثما يشبعها التراب ها أنا المواطن أتسول على منعطفات التاريخ، وعلى زوايا الأسواق وعلى أسوار حاويات القمامة، أسبق القطط منذ الصباح لأحصل على حصتي من فضلات التاريخ، أنا المواطن أستمع في الساعات الأخيرة من السنة الفائتة البائتة الصامتة الصائتة، أستمع من لصّ وحرامي تاريخي وحوت من حيتان المحيط الفاسد العاهر الفلتان النتن الوسخ القذر الحقير الديوث... أستمع منه إلى حديث يدافع فيه عني أنا المواطن، ويدافع عن حقوقي وحرياتي... فيا أولاد التي لا وصف لها في المعاجم كلها... يا أبناء حيوانات لم تخلق لها سمات وملامح ومميزات وصفات بعد... لكن سأضطر لاستخدام ما أقدر عليه من معاني الشتيمة حتى يخلق المعجم العبقري مفردات تناسبكم... يا فحيح الأفاعي التي تنبح في جحورها الثمينة... يا لعاب الكلاب وهي توسخ على نفسها... يا أنتم بقضكم وقضيضكم... يا أشباه الأشياء والكائنات... مسوخَ العدم والوجود... حراس الدعارة الفائقة المتفوقة على مثيلاتها منذ ليل لوط وسدوم... لصوص الموانىء والمرافىء والرمال... يا قتالي القتلى... مشائين في جنازاتهم... يا من قبرتم نفايات الكيمياء في رمال الصحراء التي دفنتم فيها كذلك القبور الجماعية... يا عتالين في أبراج الملكوت الفاسق... يا هلاميات الثروة السوريالية بأرقامها... يا متطفلين على التاريخ والحضارة... نهابين للجيوب الآمنة عبر صفقاتكم وهواتفكم النقالة وسواحلكم المتنقلة في جيوبكم... يا أذناب الكواكب المرعبة... ياااااااااااااااا..........يااااااااااااااااا...
أنا المواطن... باسمي تنطّون مثل سعادين السيرك إلى مكاتب السلطة وتحتجزون الجنة والرفاهية وتقطعون الطريق إليها... باسمي تنشئون جبهات الوحدة الوطنية الزائفة لتقننوا الكلام والحريات... باسمي تعتقلون الناس وتطلقون المشانق على أسراب العصافير والبغال والمواطنين وكلهم في الموت سواء... باسمي تلبسون دروع المجد الواقية من الرصاص، والتي لا تسمح إلا للثروة والمجد والعالم أن يتسلل عبرها إلى مخادع أمعائكم الوسخة، التي تحتاج إلى بالوعات أسطورية لتفرغ محتوياتها من النهب والسرقة والغش والدمار والقتلى... تعتصرون باسمي حتى تويجات أحلامي حتى لا أتجرأ حتى على الحلم بكم على أنكم وحوش الفزع الأكبر... باسمي أنشأتم الأحزاب وألفتم الأيديولوجيات التي شرعتم وقوننت لكم فسادكم وفساد أولادكم وأولاد أخوالكم وأبناء عمومتكم وأخوتكم... وفتحت لكم مغارة الذهب اللانهائي والعهر اللانهائي واللصوصية الفذة. باسمي سرقتم ميزانيات الدفاع والاقتصاد والثقافة والصناعة والتنمية والسياحة. رفعتم بروجا مشيدة من أرصدة لا أعرف حتى في خيالي الشعري أن أتخيل أرقامها... لأن لكم فيثاغورث خاصا بحساباتكم وأرقامكم... وتقولون لي كل هذا من أجلي؟ وعندما تطرودن كالزبالة من الأسرة المالكة تفطنون أن هناك كلبا داشرا يعوي منذ أربعين عاماً في زاوية الرعب، أن هناك حشرة ممعوسة ليس لها إلا أن تلفظ أنفاسها الأخيرة ثم تستعيدها ثم تلفظها لأنها أدمنت العيش على أنفاسها الأخيرة، تفطنون أن هناك شبحا محاصرا بالحديد والفولاذ وأحكام الطوارىء، اسمه المواطن تتحدثون باسمه وتستجدون عواطفه عله يصدق وعيكم الطارىء وصحوة ضميركم؟ تقول الخرافة إن ضميركم ميت من قبل أن تولدوا، لأن العلم القادم الذي لم يخلق بعد سيثبت ألا ضمائر في سلالاتكم ولا إحساس ولا أخلاق ولا وجدان... سيثبت العلم ذلك ولو لم يثبته فيكفي أنني أنا المواطن أدركته ولمسته لمس اليد... وليس هناك علم ولا فيزياء بقادرين على نزع قناعاتي تلك من رأسي...
أنا المواطن الذي حاصرتموه وسرقتموه ودعستم على سلاميات أصابعه ليل نهار ومنعتموه من التجمع والتعبير والغناء والرقص، تفطنون بي الآن بعد أن ركلكم رب أربابكم وولي نعمتكم؟ أنتم أفرغتم من قاموسي اليومي معنى السيادة والكرامة لتحافظوا على سيادتكم ولا كرامتكم تريدون الآن البكاء على السيادة وكرامتي؟ ما أنتم؟ ما اسمكم؟ ما طعم الماء تحت أسنانكم؟ كيف تضحكون؟ كيف تتحملون أنفسكم؟؟؟ باسمي فعلتم كل هذا ومن أجلي؟ متى أخذتم رأيي فيما تفعلون؟ نصبتم أنفسكم ناطقين وفاعلين ومؤسسين ومبرمجين وحالمين وخياليين باسمي. تفكرون عني، تحلمون عني، تخططون لحياتي الشخصية عني، تحددون لي ما أفعل وما لا أفعل عني، تقررون في أي شارع أمشي وفي أي خمارة سأبكي بؤسي وفي أي مرقص سأتسول لحما مترهّلا وفي أي سجن قد أنام وفي أي تاريخ قد أدخل وقد أخرج... وكل ذلك عني... هل سألتموني رأيي مرة واحدة؟ متى حدث ذلك.؟ في أي ليلة؟ في أية شرفة قلتم لي (يا مواطن يا حبيب) ما رأيك فيما نقول ونفعل؟ أنتم فصلتم لي حجم دماغي والمساحة التي يجب استعمالها منه وتلك التي يجب تعطيلها لأنها تضر بالمرحلة الحساسة التي تمر بها أمتنا... يلعن أمتكم وأبّتكم... هل أخذتم رأيي عندما بعتُم الأرض وسمسرتم على احتلالها وتحريرها؟ أنتم تنتصرون بقرار وتنهزمون بقرار... تحركون جيوشكم بمقدار وتجبرونهم على المراوحة في المكان بمقدار... أنتم تنصّبون حاميا للدفاع يكفيه فخرا أن المواطن ألف حوله نصوصا ساخرة أهمها أنه يمارس شؤون الدفاع في أوقات الفراغ... لأنه مشغول بمغامراته وفتوحاته الفكرية والشعرية والغذائية وتأليف النظريات النقدية حول الفكر والثقافة... ومشغول بصرف المكافآت لجوقة المؤلفين والشعراء الذين (شغّلهم) بتأليف الكتب والبحوث والقصائد...
متى أخذتم رأي المواطن الذي تتهافتون الآن على الحديث باسمه؟ هل أخذتم رأيي عندما حلقتم بطائراتكم ليس في سماء العدو بل في سماء مدني وبساتيني وسجوني، وحولتم المآذن إلى شلالات دم والكنائس إلى مريمات تتفجع والسجون إلى مقابر متحركة؟؟؟ هل أخذتم رأيي عندما أرسلتم ناطور فكركم النتن ليقوم بجولة على مدني وجامعاتي يشن من منابرها حربه واتهاماته بالخيانة على كل من فكر أن يخترع ربيعا أو صيفا حقيقيا؟ وهو الآن بكل صفاقة مذهلة يلوك تحت لسانه كلمات يرثي بها الشعب غير القادر على التعبير؟؟؟
متى أخذتم رأيي كمواطن تتحدثون الآن باسمه وباسم سيادته وكرامته؟؟؟ أين كانت كرامتي بالنسبة لكم يوم اغتصبتم الناس في الكليات الحربية ودورات المظليات؟ أين كانت كرامتي وسيادتي يوم فتشتم مدينتي بيتا بيتا بحثا عن الذهب والكنوز بحجة البحث عن أفراد جماعات مسلحة؟ أين كانت كرامتي يوم نشرتم الذعر في الحارات والدكاكين والبيوت وصار الأب يخاف من أن ينطق برأيه أمام ابنه حتى لا يغلط ابنه في المدرسة ويجرجر أباه إلى ظلموت السجون؟ متى كانت كرامتي وسيادتي تعنيكم؟ هل تعنيكم وأنتم تتدخلون في عرسي وجنازتي وأربعيني واحتفالي وطهور أولادي ونشاطي الثقافي وأمسياتي وندواتي ومسرحياتي وأفلامي وإذاعتي؟؟؟ متى كانت تعنيكم سيادتي وأنتم حولتم أطفال الوطن إلى مهربين وبياعي دخان وسمنة ومحارم ومهربي مازوت وحشيش؟ كباركم يهربون المليارات وصغارنا يهربون لترات المازوت... أنتم الذين علمتم البشر على الكذب والرشوة والاحتيال والسرقة وشهادة الزور واغتصاب النساء وعدم القيام بمهام التدريس والقضاء والإنتاج والدفاع عن الوطن بشرف وصدق... كل ذلك من تربيتكم لأنكم تتدخلون في ترسيمة حياتي بحذافيرها، حتى إذا أردت أن أفتح دكانا لبيع العلكة... وأنتم تسألون حتى عن خلافاتي مع زوجتي لأنها خلافات (أثبت مكتب الأمن القومي) أنها خطر على الأمن القومي للبلد... أنتم تسألون عبر مخبريكم إذا ما كنت أغضب أو أنفعل أو أصرخ في بيتي... الله يعطيكم العافية، كم أنتم مهتمون لشؤوني وأنا المواطن ابن العقوق والجحود (ما بتبين معي) الله يخلصكم مني ومن قرفي ومشاكلي... والله (إذا كان موجودا هذا الله) أنتم تدخلتم في لاشعوري حتى وأنا أضاجع المرأة حيث تتسللون من بين التنهدات والتأوهات وتطلبون مني أن أستحي على دمي فهذا لا يجوز، لا يحق لي أن أبتهج بالجسد العاشق لأني لم آخذ منكم موافقة تجيز لي حق الانتفاع بامرأتي...
وفي النهاية تتحدثون باسمي وتطالبون بحرياتي؟ بئس حريات تتفضلون علي بها... أنتم أساتذة التاريخ في قمع حرياتي... أنتم فقط تعتقلون مفكرا على فكرته، ومنظرا على أحلامه، وامرأة على ارتباطها بزوج مارق، أنتم فقط من تمنعون الرجل من السفر لأن له أقارب في السجن، أنتم فقط من تحاكمون الشاعر على قصيدته وتطالبونه بشرحها وتوضيح المجاز الكامن فيها، خشية أن يكون فيها ثغرة يتسلل منها العدو، طبعا بفضل مخبريكم من الشعراء الصغار الذين يلفتون نظر عنايتكم وسيادتكم إلى خطورة ما ورد فيها من احتمالات قد تخلخل التوازن الاستراتيجي مع العدو... وأنا أقرأ في الإعلام الممنوع أنكم تفاوضن العدو وترسلون له برقيات وإشارات استعداد للتفاهم معه... كيف تخيفكم قصيدة يا مدججين بالسلاح والأجهزة وأنظمة التعذيب؟ كيف تهدد أمنكم واستقراركم في قصوركم صورة شعرية؟ ما أجبنكم وما أشجعني... تتركون العدو يقصفكم ويهدد أراضي مواطنيكم بشكل حقيقي وتلاحقون مخيلة شاعر... تنسون الأرض المحتلة وتتاجرون باسمها وباسم المقاومة فيها وتطاردون اللغة التي لا قوة لها إلا قوة القلم التي تنكتب به...
أنا المواطن في مطلع عام 2006 أعلن أنني لا أريد حريتي منكم فلا أنتم تملكونها لتعطوها ولا أنا مستعد لتشويهها بأن أحولها إلى هبة من هباتكم... تريدون أن تمنوا علي بالحرية وهي حقي الطبيعي والبيولوجي الذي لا يمكن لأي أحد أن يساومني عليه؟ تسرقونها وتساومونني عليها؟ بكم تبيع لنشتري؟ لهذا اذهبوا إلى الجحيم كلكم. لقد قرفت منكم قرف دمي منكم. قرف تفكيري وخيالي وصمتي وشرودي منكم. قرفت فصول الصيف والشتاء والربيع والخريف لأنكم فيها. قرف طالب المدرسة من منجزاتكم في الكتب المدرسية، وأطمئنكم لقد فشلتم في مسح دماغ الطفل في هذا العصر. ولا تحسبوا أن صمته وترديده للشعار وكتابته لموضوع الإنشاء السياسي في الإنجازات وحب الزعماء، لا تحسبوا ذلك نجاحا لكم، فهو يعرف في أعماقه أنكم كذابون وأن الوطن ليس الشخص ولا الثورة... ولكنه أدرك اللعبة بفضلكم... تكذبون على من إذا؟
أنا المواطن أصابني الجنون منكم. وأعلن دون حرج أنني مجنون بسببكم. فمن ليس مجنونا في عهدكم فهو عبقري زمانه... أنا أحكي مع حالي وأثرثر في الشارع بيني وبين نفسي حول راتبي الشهري وأزمة الخبز والغاز والسكر والمازوت... وأهنئكم لأنكم حافظتم على ثوابتكم المبدئية. فانا من طفولتي أسمع بأزمة الخبز والمازوت والسكن والصحة المواصلات... وتتباهون بأن جمهوريتكم حديثة... ما هي الحداثة يا عقول التاريخ الخلاقة؟ عشنا وشفنا حداثتكم ولم ينقل أخبارها أحد... حداثة الأجهزة المعطلة والمدن المتخلفة والبيوت البلاستيكية وتهريب العملة والتجارة بالسلاح والنساء والمناصب والحقائب الوزارية... حداثة المواقع المحجوبة على الانترنت... الحداثة التي تقتطع من جيوب الناس لترتفع قصوركم الحديثة على آخر طراز مدني... حداثة أجهزة التعذيب المبتكرة التي لا غرابة أن يتعلم منها حتى سجانو غوانتانامو وسجن أبي غريب... بماذا تختلفون عنهم؟ لقد رأينا على الشاشات أساليبكم في التعذيب من خلال سجونهم، التي انتقدتموها ووجدتموها فرصة لفضحهم من خلالها، وكنتم أنفسكم تفضحون...
أنا المواطن وأنا رقم يتمشى في زحمة الأسواق أهلوس بالرعب والخوف، أهلوس بقمع شهوتي، أخاف من الأخذ بحقي من البائع أو السائق خشية من أن يكون ممن يفسرون مطالبتي بالحق وكأنها ثورة على النظام... أهلوس بجثث أهلي الضائعة في الصحراء وأطالبكم بإرجاعها حتى ننصب لها شواهد إلى جانب ذويها... ولا تخافوا ستتسع المقابر في هذا الوطن لآلاف الجثث المطمورة هناك قرب النفايات النووية...
أهلوس بأصوات المحققين الذين ابتلعوا أعمار أصدقائي وأحلامهم وخربت عائلاتهم وشوهت علاقاتهم مع أسرهم وأبنائهم. أهلوس باليوم الذي أتخلص فيه منكم جميعا، وربما لن أصدق هذا اليوم لأن حجم الرعب المكدس في طبقاتي السحيقة سيحرمني من التلذذ بيوم خلاصي منكم...
أنا المواطن أعلنها صرخة ولو لمرة واحدة... خذوا أمتعتكم وارحلوا إلى غير رجعة. تأبطوا فسادكم وتجارة الدم والحلم وادخلوا صاغرين مقيدين بالعفن والزفت التاريخي إلى محاكم الحق الذي سيأتي ولو على جثتي... اذهبوا إلى العدم غير مأسوف عليكم كلكم ولا أستثني منكم أحدا لأنكم لم تستثنوا أحدا من الناس إلا وأهدرتم أعمارهم على باب الحرية ولم نبصر ولو شبحها، وعلى باب الاشتراكية ورأينا في النهاية أنها حقيقة أن تتكدس الثروة في أيديكم وأن تحولوا الوطن إلى مزرعة خاصة بكم كما حولتم أوطان الآخرين إلى مزارع نهب وحشيش وسلاح وصناعة حروب وطوائف فقط لتعتاشوا على المردود القومي الحاصل من كل ذلك. أنتم ينبوع الأمراض المزمنة التي استعمرت الناس، من أياديكم انهمرت شياطين السرطان والرصاص المتأكسد في القلوب والأرواح والعقول... على أياديكم جفت أنهار الوطن كلها واحدا واحدا... يا أبناء الكلب كيف استطعتم تجفيف الأنهار؟ واغتيال الغابات وإفراغ جيوب الوطن عن بكرة أبيها وحولتم حتى عظامنا إلى أقلام توقعون بها صكوك البيع والشراء في سوق دعارة العالم؟ تجلسون تحت برج إيفل وتغتسلون بالنبيذ الفرنسي وتتمتعون بالحرية المطلقة في بلد الشمس بعد أن سحبتم دمي من الوريد ونشتم عروقي حتى آخر رمق... وتنادون الآن بحريتي؟ أنتم تتجرؤون على كل شيء ممكن. حضرتم التاريخ والمواطن ليرحب بالاحتلال كما حضر أشقاؤكم العقائديون وطنهم ومواطنيهم... وحين يقرع العدو الأبواب تفطنون لحرياتي وحقوقي وتحسين وضعي المعاشي، وأنتم من على يدكم تدهور وضعي المعاشي، بل أصلا ليس لي وضع معاشي لتحسنوه، أنا أريد وضعا معاشيا ثم لأفكر في تحسينه... أنتم أبناء شرعيون للبنية السياسية الاجتماعية الطارئة التي نشرت كل هذا الكم من الفساد والخراب ولن تستطيعوا ولو بمعجزات أن تتجاوزوا ذلك. أنتم في مناصبكم الآن لأنكم ولدتم في قلب هذه البنية، وما عليها سوى أن تقتلع من جذورها حتى يبدأ الوضع المعاشي وسوف يكون محسنا من غير وجودكم... فدوركم انتهى من التاريخ بعد أن أوصلتم العدو إلى باب حمامي... هذا ما كان عليكم القيام به عبر ثوراتكم وحركاتكم وسياساتكم وخططكم وحداثتكم، تأمين الطريق للعدو ثم تذهبون... فاذهبوا بعقولكم التي تتضمن مستنقعات لا نهائية لن يصدر عنها تغيير حقيقي. أبديتم مهارة فائقة وقدرة هائلة على قتل الحس الحضاري في البشر. على أيديكم تشوهت حتى العمارات والأبنية والأرواح والأشعار. صارت القصائد ملأى بالقتلى والمشانق والحصارات والسجون والصبار والعويل في الجنازات الشرقية بدلا من أن تمتلىء بالفرح والعشق والحلم والحرية الحقيقية... كان الوطن في قبضة يدي، فأقصيتموه بعيدا لأبكي عليه. لماذا لم تتركوني أفرح به وفيه ومعه؟ ألم يكن أجدى بنا أن نفرح ونغني ونرقص ونمدح الورد والبنفسج بدلا من مدائحكم البهلوانية؟ فرختم بفضل مكاتب إعدادكم شعراء صغارا وكتابا تافهين يبرمجون لكم الحياة الثقافية ويفصلونها على مقاسات منطلقاتكم النظرية العتيدة التي ما عادت تقنع ولدا في العاشرة من عمره ولكنها حتى الآن تقنع شاعرا خرفانا لم يبصر ماذا حدث في العالم...
على أيديكم صارت جغرافيا الوطن من أقصاها إلى أقصاها ساحة للدبكة والطبل والزمر وثقب الأرض بعنتريات واهية... على أيديكم تقيأ الأطفال حقهم الطبيعي ولم يعد لهم غير النشيد والشعار وصار النشيد الوطني مختلطا عندهم بشخص الزعيم البطل المؤمن، وصار مطلوبا أن نشرح لهم أن الوطن شيء آخر ولا علاقة للزعيم بالنشيد الوطني الذي لو استطعتم لألغيتموه من الذاكرة لأنه لا يتضمن إنجازاتكم ولا يعبر عن عقيدتكم الباهرة. فقد صار العيد عيدا للطاغية والنشيد مديحا له، والمطر كان يتنزل بأمر الله والآن بأمر الطاغية وكانت الفواكه تنضج بفعل الشمس في فصل الصيف واليوم صارت تنضج بمرسوم طاغية... وقد سمعت مرة أحد المواطنين يتندر بأن المطر ممنوع هذا الموسم بمرسوم جمهوري !!! هذا هو مواطنكم الذي تتباهون به. تعتقدون أنه المواطن الذي يتحدث على الشاشة ويؤخذ رأيه في الصحيفة وفي الاتصال الهاتفي وفي المسيرة...هذا الوجه المنافق للمواطن، الوجه الذي شطرتموه إلى جهتين حتى يتدبر أمور معيشته ووظيفته وأولاده، أما الوجه الحقيقي له فوجه معتم كله حقد عليكم وكله كآبة وأسى لن يشفى منهما أبدا... هذا هو المواطن الذي يعاني من استمراركم في السلطة منذ قرون – وليس من عقود – وقد أتقن بفضل توجيهاتكم الحكيمة كيف يمارس أشد حالات النفاق والغش والتقلب في الآراء كل يوم أربع وعشرين مرة حسب مصلحته ومصلحة جيبه وأولاده وثمن دواء أمه أو ابنه أو أبيه... المواطن الذي تتحدثون باسمه أنتم لا تعرفونه جيدا ولن يسمح لكم وقتكم المقدس بالتعرف عليه فهو أصغر من اهتماماتكم الكبرى، وسؤال المواطن أتفه من أسئلتكم الفلسفية الوجودية العظيمة... فما لكم وما له؟ اتركوه بحاله يتدبر شؤونه بيده... وسيفرح يوم ترحلون عن بكرة أبيكم وسوف يصفق لقادم بعدكم ويمارس عليه الدور نفسه ويستخدم معه الشعار والهتاف نفسه ويعقد معه الحلف نفسه، فبأي وهم توهمون أنفسكم؟ بأي سند تاريخي تتذرعون؟
هذا المواطن الذي تدخلتم في عرسه وطهوره ومأتمه وأربعينه ونشده وحددتم له حتى الهتاف في المسيرة الموالية لكم وحددتم له مقياس الانفعال الذي يجب أن ينفعله في المسيرة. وقررتم له حجم الصعود والنزول وهو يمارس لكم الدبكة الفولكلورية، فإذا لم يحقق هذا المقدار من الصعود والنزول في الدبكة فهو مقصر في التعبير عن فرحه بعيد الجلوس أو عيد الظهور أو عيد الختان... أنتم تدخلتم حتى في مكياج النساء عندما يكون هناك مأتم يخصكم إذ ليس من مصلحة الوطن والقومية العربية ولا من مصلحة المستقبل المشرق لأمتنا المناضلة بقيادتكم أن تتزين النساء في الوقت الذي تحضرون فيه مآتمكم الخاصة...
أنا المواطن أعلن اشمئزازي المطلق منكم ومن حياتي فقط لأنكم فيها. حياة صارت تلد التبرير تلو التبرير للقتل والاغتيال وتضعونه في سياقه الوطني والقومي... حياة أنتم فيها صارت تعني مزيدا من الاختناق ومزيدا من الموت، وأنا لم تعد من هواياتي مهنة مشاهدة النهب والاختناق والموت. أنا المواطن أتحدث باسمي وحدي، ولا أسمح لأحد منكم يا أنبياء الكذب المبرمج، أن يتاجر باسم جوعي وعطشي وعوزي وفقري وحاجتي للحرية والشمس، فهذه شؤوني التي أعرف كيف أبكي لفقدانها وأفرح باسترجاعها، أما أنتم فهذه أمور لا تعني لكم شيئا... أيها الكذابون لكم شؤونكم ولي أنا المواطن شؤوني وبينهما برزخ لا يبغيان يا منتجي البغي والبغاء والببغاوات... لا أسمح لكم أن تعارضوا باسمي... أنتم تتحدثون بالمعارضة؟ أنتم الذين قتلتم الناس في الشوارع والبيوت ومنعتم البشر من اقتصادها وتجارتها وفرضتم أتاوة على كل صفقة وكل ثورة وكل تحرك يقوم به الناس، تتحدثون عن المعارضة؟ يا لبؤسكم... يا لبؤسنا... تقضون العمر في دعارة السلطة ولوثتها وتلوثها ثم فجأة تصبحون قردا ماهرا ينط من غصن إلى غصن ومن غابة إلى غابة؟ تفو عليكم... تفو تفووووووووو... هذه لغة المواطن الذي تتاجرون الآن باسمه. كل مواطن يقول لكم ذلك في سره وعلنه... لأنه خبأ لكم كمية مخيفة من البصاق لن تكفيه أعماركم وأعمار أولادكم في تفريغها ورشها على وجوهكم ووجوه نسائكم... لأنه لم يجد أقذر من قذارتكم ولم يشهد في تاريخه قوة مخيفة وغير محتملة حتى في الخيال من قدرتكم على الدجل والاحتيال...
أنا المواطن لا أطالبكم بالحياء ولا الخجل فهذه مفردات لا يمكنكم لا أنتم ولا سلالتكم من بعدكم على تهجئتها... لذلك أنتم طبيعيون عندما تفسقون بأنفسكم وبنسائكم وبي وتبيعون في السوق أي شيء فأنتم بياعون في دكاكين الفكر والثورات والسياسة والعلاقات الدولية وتنظيم الحروب والثورات المربوطة بخيط كاراكوز عيواظ...أنا المواطن لي حساب عسير معكم. حساب لن ينهيه لا عمري ولا عمر الأجيال الطالعة من بعدي... حساب لن يكفيه أن تتدحرجوا ملايين السنين الضوئية في سلاسل من نار خالدة... حساب ما إن يبدأ حتى يقلب الأرض والسماء عليكم... فاذهبوا صاغرين وتيهوا في الأرض غير مقبولين وستلعنكم الأجيال وكتب التاريخ. سننظف أناشيدنا منكم، وننظف خيالاتنا وأعراسنا ومآتمنا وزراعتنا وصناعتنا ورياضتنا ومستقبلنا منكم... اذهبوا فقد نبت للمواطن القط الذي حولتموه بفضلكم إلى ساهر على أطراف حاوية القمامة، لقد نبت له لفي كل مخلب رمح من لهب سينغرز فيكم حتى يعيدكم إلى عناصركم الأولية من هلام ومخاط وبصاق وبراز وقيء أصفر يتدلى على شفاه الشيطان...
مطلع عام 2006



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتمالات قيد الريح
- نايات في عرس الدم البابلي
- يوميات نسبية لكائن ليس مطلقاً
- القصيدة في الطريق إليكم
- عويل في جنازة شرقية
- ختامها يوسف
- مقدمة في نقد الحداثة- بين البدعة والاختلاف
- تشكيلات في مديح ريحانة الأُنس
- أغزو العالم بأحذية جنوني
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الخامسة
- قصيدة وداع الامبراطور الأخير
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الرابعة
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الثالثة
- محاولة قراءة جديدة في شعر نزار قباني الحلقة الثانية *
- قصائد قصيرة
- حلقة أولى من سلسلة دراسات نقدية عن تجربة نزار قباني
- صحوُ القصيدة
- حِوَارٌ مع المفكّر السّوري د. برهان غليون


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد علاء الدين عبد المولى - يبان مواطن عربي أوقع عليه وحدي