أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - من عظام القصيدة أختار قلبي















المزيد.....

من عظام القصيدة أختار قلبي


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1458 - 2006 / 2 / 11 - 10:32
المحور: الادب والفن
    


1
لأيّ فضاءٍ سأدعو الطيورَ ؟
وقلبي يشيّع قلبي
ونحلُ الحقول يضيّع شهدا
وكم ضاقتِ الزهراتُ بما سفحَ الحبّ من مائهنّ
هنا آخر الخطوة التاليةْ
رفعتُ على راحتي رئةً للطفولةِ ضاقت
وعبأتها بزمانٍ يقودُ المكان إلى الهاويةْ
لأيّ الطّفولاتِ أهربُ والطفلُ بيتٌ
من الشعرِ تهدمه القافيةْ ؟
......
......
أُقاربُ هذا النشيدَ
وأسحب ظلّ السماءِ يغطّي نوافذَ حزني
فتبكي السماء عليَ
وحين أنام على راحتيها الحنونينِ تضحك مني...
تعالي طيوري
أحرّرُ فيكِ الهديلَ وريشاً تكاسلَ, كان الشتاء
عناقاً وأبعدَ من حلمها غيمةُ القلبِ...
يا من نسجتُ له أفقاً من غمائمْ
وناديته لا تخنْ بذرة الروحِ حين تخون المواسمْ
مهاراً من الضوء أرقب,
ساقية عسلاً,
وضفافاً لهذا الهديرِ من الدم يصبغ
أقدامَ سيّدةٍ زحفَ الجمرُ في شفتيها
وغابت بسحر الخواتمْ
تعالي طيوري
سنشرب هذا المساءَ
فتلك دمائي تزيّن كلّ الجماجمْ
2
لأيِّ مناخٍ أعيدُ الثمارَ
أقاليم يابسةٌ في رؤايَ
فلا الفجر يشرق من خمرة امرأةٍ
ولا البوحُ يغسلُ ما يتبقّى من الحجراتِ اللّواتي
نسينا عليهنّ أسرارنا...
لستُ آخرَ أوّلْ
وأشهدُ بالقلبِ أنّي أخو الزهرِ
لكنْ رأيتُ البراعم أجملْ
وأني شفاهٌ لترتيلة الحبِّ
لكنَّ سرَّ الهوى لا يُرتَّلْ


لأيّ مناخٍ ؟
غديرٌ يدقّ على النبعِ
أنثى تحرّك جمر يديَّ فتحرق خطوتها
أين أُنزل هذا الركامَ
وتسبيحة الروح تعلو مع الوقت...
/ يا ربِّ افرقْ شطوطَ الرماد
ويا ربِّ جمِّلْ ربيع الورى
وعلّقْ على موتنا قمراً
فوحشُ الخريف يحوّلنا حجراً
ويا ربِّ إني أسيرُ جلالك في موقف الحزنِ
فاكشف هواءكْ
وقوِّ على ما تبقّى سمائي
لأبصرَ فيها سماءكْ
رأيتُ شعوباً تطيرُ دماءً فداءكْ
ومازلتَ تُخْبِىءُ عنها دماءكْ /

ركامُ التراتيلِ لا ربَّ يبلغه
فيحطُّ مع الليلِ في ملكوت الدخانِ
يصيب كوى الحلمِ
يرتاب عشٌّ وتنزو دماءُ حمامِ
لأيِّ مناخٍ أعيدُ النهايةَ ؟
والقلب يخسر أحلامه بعد إذ يتآخى
مع الحبِّ, والحبُّ مرآةُ موتٍ


/ هل الحبُّ مرآة موتٍ
أم الشعرُ يهوي صريع الكلامِ ؟ /

3
بأيِّ القصائد أرسم أنثايَ ؟ هـلْ
/ شفتاكِ نبيذٌ
وعيناكِ غابة نخلٍ
ونهداكِ رمّانتانْ
وخصركِ برقٌ
وأنتِ الغياب وأنتِ الحضورُ
وأنتِ الزمان وأنتِ المكانْ ؟ ؟ ؟ /
أقلتُ لقلبيَ أحلامَ ذاكَ النشيدِ
أقلتُ لطينِ اللغاتِ :
سأنفخُ من روحِ يأسي
وأخلقُ طيراً لأرقص من فرحٍ بين ريشاتهِ
وأصلّي لأنقاضِ أنثايَ ؟
هل قلتُ أحلامَ ذاك النشيدِ ؟ ؟ ؟
خذوا الخمرَ والنخلَ والبرقَ والفرح المستعارَ
ودلّوا ضلوعي على دمها
ورؤاي على نجمها
فإن خذلتكم سماءٌ
أعيدوا البلادَ إلى اسمها...
... كفُّ يأسي نثارٌ
بخلقٍ عميمٍ من القمحِ أجمعه وأردُّ صفاتِ المناجلِ
أنشرُ فصلاً لجوع اليتامى
أشيرُ إلى سرّ أنثاي أن يتماهى
فما ضاع ضاع ومن تاه تاهَ
وهذي أكاليل قمحي تزيِّن تلك الجباهَ


بأيِّ القصائدِ أرسمُ أنثايَ ؟
هذي الغمامة تغسل نهدا أسميه نهداً
ربيع يكوِّر عينين في عسلٍ لا أسميه غير عسلْ
صباحٌ يمشط شَعراً أسميه شَعراً
وهذا سياجٌ : يدان من النّارِ,
خصرٌ أناديه خصراً إذا ما اشتعلْ
وأهمسُ في امرأتي:
(لن أجيء على فرسٍ
فالبطولات ماتت ومات البطلْ )


4
بأيِّ العروشِ أعلِّق سنبلةَ الشعبِ
بعد سقوطِ المناجلِ في جثّةٍ سمّيت (أمةً عربيّةْ) ؟
لنا الحربُ تكسرُ خوذتها
وتتيهُ العناكبُ في خشبِ البندقيّةْ
خيولَ المعاركِ... مازلتِ أمّيّةً في أصولِ الصهيلْ
فهذا المدى حجريٌّ
وعلِّـقَ بالنجمِ تابوتُ رقصتنا الحجريّةْ
هوى النجمُ يا سيّدي العرش,
وامتدَّ فينا ظلامُ العويلْ
وفاجأنا الغيمُ فجراً نشرنا بيادرنا
أمطرتْ خطباً ونياشينَ تلمعُ في شرفةٍ ملكيّةْ
أتيناك يا منشىء الرّوح من طينةٍ أبديّةْ
على صهوةٍ من زغاريد نهتفُ
/ عاشَ سياجُ الممالكِ
نبرأُ في ظلّه من غبارِ الرحيلْ /
تباركَ روحكَ يا عرشُ
يا خمرة تبهرُ الرّاسخين بأسرارها البابليّةْ
أفضْ يا جنابَ الحنانِ علينا
ففينا المهشَّم قلباً
وفينا المشرّد اسماً
وفينا طيورٌ لها صوتُ ذئبٍ
سيؤنسُ وقتـَكَ منها الهديلْ...


وقيل صباحاً يضمّ الخليفةُ أطفالنا
ويشيّد للأمّهاتِ هواءً من البركاتْ
إذا ما التقى النهرُ بالزّهرِ
والعرشُ بالقهرِ
والخلقُ بالحاملاتْ
وقيل: رداء الخليفة يطلع من إبطه قمراً
وكلاما جميلاً عن الفقر والمفقراتْ
وقيل: ستصعدُ زانيةٌ وتغطي ثقوب الخليفة بالقبلاتْ

5
لأيّ النبوءات أُوكِلُ هذا الخرابَ المقيمْ
ومن يضع الوقت في نجمة واضحةْ
تسافرُ في روح ما انهار أو سوف ينهار
من شجرِ اليأسِ ؟
من كان فينا
نشيدَ العبوراتِ فوق صراط الدم المستقيمْ ؟
ومن كان من شهوةٍ جارحةْ
يتوّج مستقبلَ الانتصارِ اليتيمْ ؟
رأينا / ضباب الخطى والكلامْ
سمعنا / نواقيس عرس الترابِ
تدقّ على سحَرٍ من عظامْ
لمسنا / هشاشةَ روحٍ يرفُّ على الماءِ
أو يتماهى مع الطين
أو يتجوهر في بارقات الهيامْ
قرأنا / أقيموا الصلاة
وحين يفاجئكم عسكر
فإنّا خلقنا لكم سكناً من نهودِ النساءِ
فلا تقطعوها ولا تهجروها
ستبرق منها الشفاعة يوم الزحامْ
... ؟
رأيتُ سمعتُ لمستُ قرأتُ
فقلت لكونٍ يتيمٍ عليك السلامْ

6
بأيّ النهاياتِ أحْيي عظام القصيدة
من برزخِ الهذيانِ ؟
لأيِّ فضاءٍ سأدعو الطيورَ ؟
لمائدة الموتِ أُتْرِعها شفقاً وكؤوساً
وأسرقُ من جنَّة الإثم تـفَّاحةً
ثمّ أسند بعضي
أغادرُ فردوس " خلقٍ " و" حقٍّ "
وأختار
قلبــي



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية الأم الأولى
- في هجاء نفسي
- أفق للذاكرة المعتقلة
- على بابها الغارق في الياسمين
- مرثية لذاكرة القرن
- قراءة في كتاب البدايات
- بورتريه مثقف عضوي
- القصيدة
- نشيد للفرح الأخير
- يبان مواطن عربي أوقع عليه وحدي
- احتمالات قيد الريح
- نايات في عرس الدم البابلي
- يوميات نسبية لكائن ليس مطلقاً
- القصيدة في الطريق إليكم
- عويل في جنازة شرقية
- ختامها يوسف
- مقدمة في نقد الحداثة- بين البدعة والاختلاف
- تشكيلات في مديح ريحانة الأُنس
- أغزو العالم بأحذية جنوني
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الخامسة


المزيد.....




- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - من عظام القصيدة أختار قلبي