أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - على بابها الغارق في الياسمين















المزيد.....

على بابها الغارق في الياسمين


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1449 - 2006 / 2 / 2 - 08:01
المحور: الادب والفن
    


1ـ أجمل من صوتنا

هو الحبّ أجمل من صوتنا
فلتكن أيها الصمتُ أوّل هذا الغناءْ
هو الحبّ أجمل من عاشقيه
ليهرب من اسم صاحبه وبنيهِ
فهل تجهلينَ
هو الحبّ أجمل من أن يكونَ
على حجرٍ, جالساً بانتظار البكاءْ
ليحلم أن يستردّ المرايا التي
كرّرت أمسه بالأسى والمهالكْ
هو الحبّ أجمل من جسمنا المتهالكْ
ويخطىء روحكِ إن كان يحسبه غير ذلكْ



2ـ حالتي/حالها

معذّبتي تستبدُّ
فهل أستردُّ مخيّلتي من أصابعها؟
هل تردّ؟
هي الآن أبعد من أمسها حين يمضي
وأحزنُ من غدها وهو يبدو
أعدتُ إليها التباسي بها
ورجعتُ فقيراً من السحرِ أعدو
مع الحبّ في تربةٍ قلبتْ زرعها
لتحدّث أخبارها
ما لها مالها؟
أفرغتْ فيّ أثقالها
وأنا صغتُ من حالتي حالها
فلماذا تصدُّ؟
لها ما تريدُ
لها أن توزّع قلبي على صيفها والشتاءِ
لها رحلتان, ثلاثٌ, وما لا يعدُّ
لماذا إذا كلما ارتفعت من صلاتي سماءٌ
خسرتُ مكاناً على الأرضِ؟
كيف أشدُّ
كواكب غربتها بفضائي
وغربتها لا تُحَدُّ؟


3ـ على باب نفسكِ

أقبّلُ أقدامَ روحكِ حين ترفُّ
على ماء قلبي فيصفو...
ألستِ القريبةَ من ذاتكِ الآن؟ لا تهجريها؟
وهذي مصابيح غربٍ وشرقٍ فلا تدعيها تجفُّ
هجرتكِ؟ أم أكمل الله فيّ الجحيمْ؟
أودّع ماذا؟ القصيدةَ؟ أم سحركِ المتعالي
أم العبثَ المستديمْ
أودّع نفسي على بابِ نفسكْ
وأحمل في داخلي ـ فوق يأسي ـ توابيتَ يأسكْ
لأدخل كنه الوداعِ
وأحلم في غفلة الموتِ أن يتأمل هذا المغنّي الشّقيّ
وضوحكِ عند الولادةْ
غموضكِ ليلةَ عرسكْ


4ـ إقامة
لا أحبّ الإقامةَ في ظلّ عينين
لا تشعلان الحرائقَ في غابة الانتظارْ
لا أحبّ سقوطي على حجرٍ ساقطٍ تحت نعلِ النهارْ
أستميحُكِ عذراً إذاً
لو فطرتُ على الحزنِ قلبي
وأفرغتُ من فرَحٍ كلّ ما كان
في داخلي من جِرارْ
واستندتُ إلى ضوءِ أغنيةٍ شاحبٍ
وختمْتُ الحوارْ


5ـ وحشة بابها

لماذا تريدين هذا الصباحَ رهاناً على
عودةِ القلبِ منتصراً بالجنونْ
وتلك المفاتيحُ في بهو أحزاننا عُلّقت وحدها
لا يحاورها الفاتحونْ
وبابكِ مستوحشٌ
كان يغرقُ في الياسمينِ
وكانت تغنّي له الساحرةْ
فيفتحُ في ذاته ذاته
لتدخل من ضفتّيه العيونْ
وكنتُ الوحيدَ الذي لا يبالي
بمن يدخلون ومن يخرجونْ


6ـ ألمْ ؟

إذا كنتِ سرّ التلاشي
فإني ارتعاشُ الفَراشِ
الذي اختارَ عنوانه في العدمْ
وإن غابَ عنكِ نهارٌ
وقلبكِ حنطةُ حبّ يتيمْ
فمن بعض بعضيَ أنّكِ طاحونةٌ من ألمْ
وقيل لصدركِ: نشرحُ أحواله بهيام المغني
فقال المغني: ألمْ...؟
وغاب مع الغائبين
وخلّعت الكلماتُ نوافذها
فقدَتْ لذّة الاكتشافِ
وخافتْ من الرقص في معبد الانعتاقِ
وأوحى إليكِ الشروق الأخيرُ بألاّ تخافي
وضمّي إليكِ ضفافي
فكيفَ تركتِ الزوارقَ تغرقْ؟
وسلّمتِ للنارِ ميلادكِ الذهبيّ
وكنتِ من العمقِ في نشوةٍ هي أعمقْ
إذاً فلتكوني جحيم المهاوي
فإنّيَ بوّابُها
وإن كنتِ أنتِ مدينةَ حزنٍ
فإنّي أنا بابها


7ـ أجراس رحيل غامض
أمرّ على الأرضِ
أحمل أنهارها بيدينِ تعيدانِ جدوى الضفافِ
وطعمَ اختلافِ العصافير في معبد الماءِ
حول صلاةِ السلامْ
أمرّ على الأرضِ
أنسلّ من شجرِ النائمين
وأتلو عليها رؤى الياسمين
وأتركُ فيها مخيّلةً لا تنامْ
وأشبهُ أحلامها بعد يومٍ تداعى
أعيدُ إلى برجها شارداتِ الحمامْ
أعرّي سنابلها خلسةً
وأعاشرُ فيها حفيفَ الهواءِ
إذا عبرتْ فيه أنثى تديرُ على حلمتيها الغمامْ
أغادرها وأنا مطمئنّ إلى أنّ شاعرها المتشرّدَ
ما ضلّ حين غوى
وأنه كالنجم لمّا هوى
وما بين عاشقتين أقامْ
أمرّ على الأرضِ
أقرأُ في ليلها حقّ هذا الشتاء
بأن يتبادلَ أنخابه مع سكّان أمطاره
عندما ينسجونَ البيوتَ على نولِ أقداحهم
فتسيل النوافذُ مثل الحكاياتِ
من شبقِ السّاهرينْ
أسيلُ سريعاً كدمعةِ فلّ على مصحفٍ من حنينْ
أمرّ على الأرضِ مضطرباً
أتدرّبُ فيها على الاحتضار البطيء
لأبلغَ موتي قليلاً قليلا
أمرّ على الأرضِ
أخسرُ فيها خيولا
وأربحُ منها اتّحادي مع الراحلينْ
لأشرحَ عنها غيابي فأزداد فيها حضورا
وأتركُ فيها جمالاً مثيرا
أعلّق ليلي على ليلها
ليكون السوادُ أقلّ ارتفاعا
وأحرسُ بيت مخيّلتي من خريف الجمالِ
وأمنح قلبي سلام النقائضِ
علّي أخفّفُ هذا الضياعا
أحدّد لي جهةً
وأسيّرُ تحت المصابيحِ قافلةً من شهوري
أعدّد في السرّ كم مرّةٍ خابَ فألُ المسافرِ
في طرقات اللغاتِ
وفي وطنٍ يتمدّدُ بين السّطورِ
وأقسمُ بالكوثرِ العذبِ
أني غسلتُ به ألفَ إسوارةٍ
لزفافِ العذارى الأخيرِ
ولكنّني كلّ عرسٍ أردّدُ:
من ستكونُ الأميرةَ منهنّ يا أيّها الراقصونْ؟
لهذا أمرّ على الأرضِ في قلقٍ وجنونْ
حصاناً يكون له السّبقُ, أو... سيكونْ


9ـ رقصة
لم أسألْ عنكِ هنا أحداً

فأنا ما زلتُ بلا نسيانْ


محفوظٌ اسمكِ قبل اللوحِ

وجمري منطفىءُ العنوانْ


تُمحى بالرّيحِ محطّاتي

وجهاتي باءت بالخسرانْ


أبوابُ الكوكبِ موصدةٌ

والنورُ اختلّ به الميزانْ


الأنثى فيَّ متوَّجةٌ

وأديرُ الملكَ بلا تيجانْ


لا أبغي مُلْكاً لكنِّي

أطلبُ من خالقتي الغفرانْ



أن تنسى ليلاً حجريّاً

عبرتْ فيه شهبُ الشيطانْ


فالنّدمُ المتعالي ذئبٌ

يقتاتُ مخيّلةَ الحِملانْ


في قلبي نهرٌ يُغرقهُ

أن الشطآنَ بلا شطآنْ


أزرع روحي عشبَ غروبٍ

فتحومُ على حقلي الغربانْ


أتشظّى بين فراديسٍ

فضّتها ورمادي سيّانْ


أتطوّحُ عند مداخلها

فأنا أحدٌ في قلبي اثنانْ


آدمُ تغويه حوّاءٌ

وأنا تلعنني حوّاءانْ


عدميُّ الشّهوةِ مرصودٌ

ألاّ أبلغَ سرّ البستانْ


إلاّ في أغنيةٍ مزجتْ

ناقوسَ الظلمةِ بالأجفانْ


فدعي مولاتي هذا الشعرَ

يضيء قناديلَ الرّمّانْ


هو ظلّكِ فانسربي فيه

وليكْرَمْ بينكما الإنسانْ


بصهيل البحرِ ولجتُ البحرَ

أصيدُ اللؤلؤَ والمرجانْ


من مرجَ البحرينِ وألقى

برزخ حجرٍ لا يلتقيانْ؟


أقسمتُ بعينَيْ سيدتي

ولتسلمْ للعمق العينانْ


أَنّي أتعالى مئذنةً

قد جلَّ النورُ وجلَّ أذانْ


أنّكِ مائدةٌ منزلةٌ

في صمتِ نبيٍّ من أحزانْ


أنَّكِ مطلقُ روحي التائهِ

يا آخرَ آياتِ القرآنْ



وأنا أختارُكِ داليةً

حتىّ العنقودُ بها نشوانْ


أختارُكِ ضلّيلَةَ شعرٍ

يتعبقر منها وادي الجانْ


وأريدكِ آخرَ أندلسٍ
ٍ

من بعدكِ فليأتِ الطوفانْ



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية لذاكرة القرن
- قراءة في كتاب البدايات
- بورتريه مثقف عضوي
- القصيدة
- نشيد للفرح الأخير
- يبان مواطن عربي أوقع عليه وحدي
- احتمالات قيد الريح
- نايات في عرس الدم البابلي
- يوميات نسبية لكائن ليس مطلقاً
- القصيدة في الطريق إليكم
- عويل في جنازة شرقية
- ختامها يوسف
- مقدمة في نقد الحداثة- بين البدعة والاختلاف
- تشكيلات في مديح ريحانة الأُنس
- أغزو العالم بأحذية جنوني
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الخامسة
- قصيدة وداع الامبراطور الأخير
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الرابعة
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الثالثة
- محاولة قراءة جديدة في شعر نزار قباني الحلقة الثانية *


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - على بابها الغارق في الياسمين