أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - القصيدة














المزيد.....

القصيدة


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 03:59
المحور: الادب والفن
    


القصيدة

1
الآن أبدأ بعضَ هذا الحزنِ /
منّي جاءني نبأٌ وصدّقت النبأْ:
" ستقامُ مأدبةٌ على عظم الجماجم "
يا نَبِيَّ الشعرِ,
أنصفْ جوعَ قلبي للمسرَّاتِ القصيَّةِ يا نبيّ...
لك القوافلُ والحداءُ
وصوتُ من رقصتْ أغانيهِ على ساقٍ وحيدةْ
لملم شتات القلب تطويه لتنشرهُ القصيدةْ
فالآن أبدأ بعض هذا الحزنِ...
قل إنّي أسيرُ قصيدتي الأولى
وفضَّتها الّتي ما زيَّـنت غيرَ الصَّدأْ
قلْ لعنةُ الأجدادِ تتبعني
فألمسُ عشبَ تابوتِ البداية...
هل يدُ المأساة تسند أمَّةَ الأطلالِ
إذ تقف القصيدة قربها ؟
فلنبكِ من ذكرى بلادٍ غادرَ الشّعراءُ خيمتها
فلاحتْ مثلَ باقي الوشم في ظهرِ اليدِ ...
المأساةُ صورتنا, وها إني أسير قصيدةٍ
سافرتُ عن أوثانها فتقمَّصتني
أدميتُ بعضَ أصابعِ الكلماتِ كي تنسى تحيّتها الرّديئةَ
إنما الكلماتُ كانت باتّساعِ الكونِ, أعترفُُ:
البدايةُ والنهايةُ طائران جراحنا لهما سماءٌ,
تبزغ اللغةُ القديمةُ من جيوبِ الوقتِ شمساً
راودتْ جسدَ الأغاني فاستقال من التّحوّلِ
واستدار إلى معاجمَ لا تقولُ (خَلقتُ) بل (أُخلِفتُ)
أعترفُ:
القصيدةُ طفلةٌ سُجِنت
وتكاثرت في جوفها النَّطفُ
عفناً ترمّد فوق زهرتها /
القصيدةُ جثةٌ ما غسّلتها أنهرُ الرؤيا
ولم تمشي القبيلة في جنازتها /
القصيدة شاطىءٌ ما غادرته سفينةُ الصَّحراءِ
والسيفُ المهنَّدُ والنّخيلُ,
ورحلةُ الشعراء كِذبتهم...
وأعترفُ:
لن يزهر الصَّدفُ
في القاع, والسّفنُ
ستعودُ فارغةً
ترسو وترتجفُ
وتعيث في أرجائها جيفٌ,
وأعترفُ:
لن يرفع الزمنُ
تمثالَ أحزاني
ولن تخضرّ شطآني إذا لم يولدِ الوطنُ...
2
الآن أطرحُ بعضَ ماءِ البحرِ في صدر القصيدة /
فلأكن طرقاً إلى بحرٍ, شراعا ًأو هروباً من سفرْ
لأكن قليلاً من شواطىء,
موجةً تهتز في ذعرٍ وتسكب ملحها
في بطنِ ثعبان ينادمني,
وحين أغوصُ يوغل في ضلوعي...
ولأكنْ سمكاً يعرّي بعضه بعضاً
فيلبسه الحجرْ
الآن أطلب كل ماء البحر,
أرسم خطوةً لا تعرف الأشواق هيئتها
فتعبرني وتسبقني أنا من كنتُ سيدها...
وأطلب أن يكون الكونُ بحراً
ترعى غزالاتي على شطآنِهِ
تقتات لؤلؤه وتنسج منه شعرا...
يا نبيّ الشعر ها إني رأيتْ
الكون قبرٌ من حمامْ
وقطيعُ مملكةٍ يسوق ضفافَه ذئبٌ
ويشرق فوقه قمرٌ أقول بأنه ربّي فيأفل,
آه إني لا أحب الآفلينْ
وأحبّ حنجرةً ستخرجُ من رماد الروحِ يغسلها الغمامْ
وأقولُ تلك قصيدتي
الآن أرفعها سياجاً يسند الشجرَ الذي
ما زال ينكره الشجرْ.
3
الآن أشعلُ بعضَ جمرِ الشعرِ
من عشبٍ وماءٍ سوف أبني هيكلَ اللغةِ
وتكون أغنيتي
سرّا تكاشفه شموسُ اليأس
تغسله ليتّضحَ الخرابُ
وتهرّ معجزتي ويختتم الكتابُ
أعطِ القصيدةَ صوتَها يا سيّدي الدمّ المبجّل,
كنت تسرقُه فتسرقُها أهازيج تضيء لها الدروب
فيا دروب تشعّبي حتى يوحّدك اللهيب
أجوبُ وادي الريح,
مملكةَ العظامِ أجوبُ
حنجرتي تضيق بصوتها وتذوبُ...
........................
........................
..........يا من قد سموتُ إليكَ يوما
هل براقي جاهزٌ
فأكون في غيبوبة الإسراء نحو الموتِ ؟
يا من قد سموتُ إليكَ يوما
هل رحيلي زهرةٌ
يبستْ ونامت في إناء الموتِ ؟
يا منْ قد سموتُ إليكَ يوما
هل قصيدتي الجديدةُ
صوت قبّرةٍ يراقصها صباح الموتِ؟ ...

... يا من قد سموتُ إليكَ يوماً
مرّةً أخرى سأعترفُ:
القصيدةُ أفْـلتتْ منّي
وقارئُها سيفلِتُ صوتُه منها, ولكن...
لو أبوحُ بما أسرّ
فهل يمرّ الشعرُ من بوّابةٍ
لا يؤمنُ الشعراءُ إن لم يعبروها ؟
الآن أطفىء نارَ هذا الشعرِ
لي عشرون راقصةً, وأغنيةٌ.
ولي عشرون مملكةً, ومجزرةٌ.
ولي فرحٌ كنخلةِ عاشقٍ شهقتْ
فلمّا أبلحت لم يقربوها
للشعر أنثى في السماءِ كنوزُها
والأرضِ شهوتُها...
وبي حلمٌ بأن أستلّ رمحَ الشعرِ من هذا الدمارِ
وأصطفي فوضاه
أعبرُ فوقها
كالمؤمنِ المهزومِ فوق صراطه
فلتزهرِ الفوضى على أغصان حزني
باسمِ كَوني فلأقل
إني سأبدأ بعض هذا الموتِ
تلك قصيدتـي



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشيد للفرح الأخير
- يبان مواطن عربي أوقع عليه وحدي
- احتمالات قيد الريح
- نايات في عرس الدم البابلي
- يوميات نسبية لكائن ليس مطلقاً
- القصيدة في الطريق إليكم
- عويل في جنازة شرقية
- ختامها يوسف
- مقدمة في نقد الحداثة- بين البدعة والاختلاف
- تشكيلات في مديح ريحانة الأُنس
- أغزو العالم بأحذية جنوني
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الخامسة
- قصيدة وداع الامبراطور الأخير
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الرابعة
- محاولة قراءة جديدة في تجربة نزار قباني الحلقة الثالثة
- محاولة قراءة جديدة في شعر نزار قباني الحلقة الثانية *
- قصائد قصيرة
- حلقة أولى من سلسلة دراسات نقدية عن تجربة نزار قباني
- صحوُ القصيدة
- حِوَارٌ مع المفكّر السّوري د. برهان غليون


المزيد.....




- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - القصيدة