أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - حرائق تحت لسان المغني














المزيد.....

حرائق تحت لسان المغني


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1484 - 2006 / 3 / 9 - 09:53
المحور: الادب والفن
    


1
سلاماً أيها البرق اليماني
تُمدُّ إليكَ من ظمأٍ يدانِ

فثقِّبْ جوفَـك المطريَّ فوقي
لينسكبَ الربيعُ على جِناني

ذئابُ الثلج ما تركت ثماراً
يعتِّقها المغني في الدِّنانِ

أأسكر والأقاصي ليس تدنو
ولا أنا من ربيعِ الحلمِ دانِ ؟

أؤذِّنُ في الفراغِ لعلَّ أنثى
تصلِّي إذ يوافيها أذان

فتحتشد الوحوشُ بباب كوخي
ويا أنسي بوحشٍ قد غزاني

أضمِّده بأسمالي وألقي
إليه ما ترمَّدَ في الأواني

وأدفئه على جمراتِ قلبي
(فلمّا اشتدَّ ساعده رماني)

سلاماً يا صقيع الكونِ هذا
جحيمي الدَّاخليُّ دماً سقاني

ويا منفى الوجودِ إليكَ عني
ففي جنبيَّ تابوتٌ حواني

حوى أخوين آخٍ منهما إذ
ألحَّا في الغيابِ وغيَّباني

بنيتُ لوهمِ قبرِهما مزاراً
وما دريا بأنْ قد هدَّماني

أقمتُ على رثائهما سماءً
بها من تيهِ رملٍ ظلَّلاني

هما وجهان يحترقان نأياً
ويُقتَطَفان من شجر الدخانِ

وكان أبي يربّيني يتيماً
وكانا قبله قد يتَّـماني

على قبريهما مِـيلا قليلاً
لدى رأسيهما حجراً ضَعاني

أقبِّلُ فيهما أشلاءَ غيبٍ
تشظَّى فاحتواهُ توأمانِ

وكانا عاريين بلا زهورٍ
خذا عريي المؤبَّد والبساني

ضممتُ إلى رفاتهما رفاتي
وأشعلْنا الحنانَ من الحنانِ

هو القبرُ الممدَّدُ ملءَ كوني
فيا أخويَّ لطفاً اقبلاني

عصيتُ على الركوع لغير قبرٍ
عليه تطول دهراً ركعتانِ

أسبِّح باسم عائلةٍ خرابٍ
بأيِّ شهيدها ستكذِّبانِ ؟

ونحن القهر أمّته ترامت
فقامت من رؤانا أمَّـتانِ

وإنِّي شاعرٌ رفعَ المراثي
على كتفيه نعشاً للزمانِ

أطوفُ على المشانقِ وهي أدرى
بفجرٍ فيهِ عُلِّـقَ عاشقانِ

وما للموتِ ذاكرةٌ فإمَّا
نسيتكما فقوما ذكِّراني

وليس على بقائكما اعتمادي
ولكن من يهوِّن من هواني ؟
2
أبيتُ على فِراشٍ من جنونٍ
وأُغرقُ في دمي سفنَ الأغاني

وأحشو جوف جمجمتي نسوراً
تناهشُ جثَّة الحلمِ المُعاني

أكـوِّرُ في يدي جسدي المعرَّى
أراقبُ كيف يرقبني مكاني

أحدِّق في التَّأمل كيف يجثو
فقيراً وهون محتَـشَدُ المعاني

وأنبشُ قبريَ الروحيَّ حتَّى
يضجَّ قيامةً عليا كياني

طبولُ الصَّمتِ تقرع تحت جلدي
ويرقص داخلي كالأفعوانِ

يكادُ يشبُّ بالأشعارِ قلبي
ليلعق من حرائقها لساني

أيا متنبِّىءَ الآفاق روحي
يعاني فوق روحكَ ما يعاني

كواكبُ أمتي نُصبت خياماً
وألقيَ في المهاوي المشرقان

نخيل الأرض مكتنزٌ حديداً
ودجلةُ شُقَّ عنها دجلتان

وتنشطر البلاد فكل بيتٍ
تحاربُ تحت سقفه دولتان

وبغداد اليتيمة بطن حبلى
تبرَّأ من بنيها الوالدان

ليالي الشرق عرسٌ بربريٌّ
تزفُّ جنازةٌ في كلِّ آنِ

أحرِّك جثَّـةً هتكت فتصحو
وتأكلني, فتكبر جثتانِ

أيا متنبئاً أنبىء نشيدي
أيرقص في خراب المهرجان ِ ؟

وقيل: لكلِّ مفجوع بيانٌ
ووحدي كان فاجعتي بياني

خيولُ الشعر تهوي وهي خلفي
إذا افتُتِح الرهان على الرهانِ

لكلِّ شويعرٍ منهم فضاءٌ
وكم ضاق الفضاء على حصاني

ولدتُ من الصدى فانهار قلبي
وحتى الآن لم أبلغ مكاني

وكان الوقتُ أقصر من ذراعي
فرحت أعيشُ دهراً في ثوانِ

كبرتُ وليتني حُجِّرت طفلاً
أخبِّىء تحت أقمطتي بناني

أمدّ لأقطف الأقمارَ كفّي
فتسقط قرب رأسي نجمتان

أسافرُ في حريرِ الصَّدرِ جوعًا
وتعبقُ فوق مهدي حلمتانِ

وكان من الأوائلِ طينُ خلقي
فكيف نهايتي في كلِّّ ثان ؟

أيا متنبِّىءَ الآفاق خذني
فهذا ليس يا أبتي أواني



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر
- آدم ووقت للردة
- يوم من شعر، أبد من وجود
- ريش الطير قوتنا الأخيرة
- وجهة نظر في واقع اللغة العربية
- مكاشفات في أفق السهروردي
- البيان الإباحي
- إعلامولوجيا سورية
- قصتان قصيرتان
- فئران
- لوركا نموذج منسي للمقاومة : قراءة في مفهوم الروح المبدع
- غموض غير متعمد
- من عظام القصيدة أختار قلبي
- مرثية الأم الأولى
- في هجاء نفسي
- أفق للذاكرة المعتقلة
- على بابها الغارق في الياسمين
- مرثية لذاكرة القرن
- قراءة في كتاب البدايات
- بورتريه مثقف عضوي


المزيد.....




- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - حرائق تحت لسان المغني