أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - آدم ووقت للردة















المزيد.....

آدم ووقت للردة


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1480 - 2006 / 3 / 5 - 11:41
المحور: الادب والفن
    


واكتشفنا داخلَ الصّمتِ جداراً مخمليَّا
كتبَ العاشقُ فيه بضعَ آياتٍ عن التفاحِ
إذ يقطفُه آدم من حلْمِ امرأةْ
لم يكن نقشاً خرافيّا ولكنَّ عبيراً
ملأ الأنفاسَ فانسابتْ ورودٌ تقرع الأجراسُ للعشاقِ...
لم نبصرْ سوى كفٍّ تدلَّت
من فروجِ النبعِ ترخي خاتم العرسِ
وتلقي ذهبَ الجنسِ على رابيةِ الأنثى,
ولم نقرأ ولكنا قُرِئنا
فاستجابَ القلبُ للخطوةِ...
يا آدم كَـوِّنَّا إذاً ثانيةً
فالكون منسيٌّ على ضفَّةِ حربٍ
تسرقُ الياقوت من أعناق قتلانا...
أما تسمعُ جمرَ الليلِ يدعو قمر الهجراتِ ؟
أم تلمسُ أشلاء جمعناها
وأوقدنا على ظلمتها قنديل ماءٍ طازجٍ ؟
آدمُ كَـوِّنَّا
وقد نسقط... حتى... لا قرارْ
سطوة العقم تمادتْ
وأبادت عرباتُ الثلجِ أزهاراً
وما خبأه الأطفالُ في ليلِ الجِرارْ
ملكُ الأحجارِ غطّانا بصبّارِ بياناتٍ
نرى جمجمةً فيها ولا نلمسُ فيها
بذرةً تنشىء أعضاء النهارْ
نحن فردوسُ ليالٍ مالَ نحو الظِّلِّ
لا ترمِ علينا – بعدُ – من موعظةِ الأسرارِ
ما يبقي على هذا الهشيمْ
وارمِ من غيمِ مزاميركَ
ما يكمل فينا عشبة الأسئلة الخضراءِ
قد نخلو من العشاق بعد الآن
قد ترتطم الأرضُ بأبواب الجحيمْ
جاعت الأرضُ
ذئابُ اللحمِ هذي الأرضُ
حوذيٌّ جبانٌ هذه الأرضُ
وقدَّاسٌ تناولْنا به خبزَ الغبارْ
لُمَّنا يا آدمُ الآن
غداً مجمرةُ الروح ستذروها الرياحُ الوالغةْ
في دمانا...
يا أبانا كم جنى والٍ على خرفانه
كم جنَّ أطفالٌ من الوالي
وباعوا زهرةَ العمرِ
وساروا خلف أشتات الدياناتِ
وأزياءِ الفراغْ
خذ يتامى القمح نحو البيدرِ الأولِ
خذ طفلي وعمِّده بنورِ الفطرةِ الأولى
وخذ قلبي وأنعشه بروحِ الأمم الأولى
خلعتُ الآن جلدَ الزمنِ اليابسِ
واستأنستُ بالحاضرِ إن يشعلْ
لهيبَ الشاعر الآتي
رميتُ القبَّعاتِ الزائفةْ
عن رؤوس الكلماتْ
وأنا عارٍ
ومن نارٍ إلى نارٍ سأهدي لغتي
لا غامضُ الأسرارِ فيها
لا غبارٌ في أوانيها,
أسمّي حكمتي
أعطي مزايا الله للمنجلِ في كفِّ القصيدةْ
أمزجُ العالمَ بالطِّينِ السَّماويِّ المصفَّى
وأنا أجلس فوق الماء, هل أُدْعى شهيدَ الماء
أم أدعى شهودهْ ؟
أنا يا آدم طفلٌ برعميُّ اللَّغو
لا أطوي يدي إلا على الأزرقِ يغويني فأسعى
في براري اللون مسفوحاً بأشواقي الجديدةْ
لُمَّني قبل اندلاعِ التّيهِ من كوكبِ أطرافي الشريدةْ
أنا بالعشقِ بنيتُ الدَّرَجَ الموصلَ للبحر المسجَّى
بين كفَّيْ ربَّةِ الأسماء أجريتُ دمي بين يديها
لتعودَ اللهفة النشوى إلى برجِ الحمامْ
أنا أضواني اشتعالُ البرقِ في ليلٍ رمتهُ امرأةٌ
لمَّا ارتمينا في سديم الخلقِ...
ما أبقتْ فروض المعبدِ المنخورِ من قاماتنا العليا
سوى خفضِ الجناحينِ ومسخٍ من كلامْ
ويضيقُ الحقُّ في شرياننا
خذنا بعيداً عن هواء الانقسامْ
واقرأ الحبَّ علينا والسلامْ
*
واكتشفنا داخل الصمت جدارا
صَلَبَ العالمُ فيه روحه الأولَ
يا أنثايَ
من في لحظةِ الحربِ سينبي عن جموع الحبِّ قلبي
هل ربيعٌ صار ينبوعا فنسقي من عروق الروح ما جفَّ ؟
أمن فاتحة الأشياءِ أن نُقْذَفَ تحت العجلات الملكيةْ
أمَّةً ترضى بما يُرضي رضوخَ الأبجدياتِ الرَّضيَّةْ
تتخفَّى في حواشي بؤسِها عائلةٌ تكتبها الريحُ
بحبرِ العدمِ الطافحِ بالدمّ وأشلاءِ الضحايا
نحن من تيهٍ ولدنا وإلى تيهٍ دُفعنا
تلكَ يا أنثايَ أطوارُ النهاياتِ
احملي الطّفلَ إلى أعلى
لعلَّ الليلَ يرعاهُ
لعلّ الأبَ تمشي في خلاياه
بقايا رحمةٍ محتشدةْ
والداً أنشأَ من طينٍ فقيرٍ ولدهْ
*
كان آدمْ
عاكفاً في قبَّةٍ زخرفها البردُ
يؤاخي بين عينيه
ويستقرىء أحوال المرايا
آه يا حوَّاء ضلعي لم تزل تنقصُ
فلتكتملِ الأشياء من دونيَ
وليعوِ كذئبِ الثلجِ عالمْ
ليكن أطفالُ قلبي
ورقاً من كتبِ الغربةِ تهوي
وليفزْ من فازَ بالإثمِ
لتُخْتَمْ لعبةُ التفَّـاحِ
ولينكسرِ المفتاحُ
لا جنَّة بعد الآن
يا حوَّاء قولي
أنا وهمٌ أم حقيقةْ ؟
أنا من بدءِ الخليقةْ
لا تقولُ الريحُ تأويل فصولي
غير أنَّ القلبَ ميقاتٌ نقيّْ
وهو ميراثٌ حملتُ الآيةَ العظمى به
وابتدأ السحرُ
/ تكاثرْ أيها النسلُ أباهي بك يوم الحشرِ /
هل أحشرُ أطفاليَ في كيسٍ على ظهري
وأجري في ثقوب الأرض محنيّاً
تميدُ الأرض تحتي, يسقط الأطفال,
أعدو خلفهم...
قابيل أم هابيل هذا ؟
لم أعد أعرفُ
إذ غطّى الدمُ المقرفُ
سيماء القتيلْ...
هل تكاثرتُ لأُطوى بجناح الحربِ ؟
ليس القلبُ جنديّاً
وصوتُ الناي لم يُخلقْ فقط من أجلِ
تحويلِ المواشي كائناتٍ من عويلْ
أنا وعدٌ أخضرٌ
أنشأتُ من بوَّابةِ الكهف فضاءٌ للرحيلْ
وعلى آخر أدراج الجبلْ
صنعَ الكائنُ معراجاً لخيلٍ أدمنتْ بدءَ الصهيلْ
جسدي يخصب بالماء ذكورا وإناثا
يَعْمُرونَ الكونَ مفتوحاً على الفضَّةِ والحنطةِ
والمحراثُ يبني عالماً أزرقَ
والزرقةُ أسماء
ومن أسماءِ نسلي أنه حلمٌ تمادى أفقهُ
باللانهائيِّ الجميلْ
هل هي الصُّدفةُ أن يختزلَ الطاغوتُ
هذا الأفقَ العالي إلى خيطٍ نحيلْ ؟
أم هي الرغبة تمشي بحذاءٍ سلطويّْ ؟
تتهادى فوقنا خطوته
نعطيه من أمعائنا خيطانه
نربطه – إن ضاع – بالروح الشقيّْ
......
يا بنيّْ
يا سليل الماء والطين
ويا أسطورة التكوينِ
من منك سيحميني ؟
أفي الشرق تسميني غروبا
كبرت شجرة آثامي وآثامكَ
من أي الطهارات سأبدأ ؟
وإذا غيبة أشواقيَ طالت
فمتى أظهر مخموراً من الدفء ؟
سلالات اليتامى بين كفيَّ
وفي عينيَّ أبعادٌ من الغبطةِ ؟
آه يا بنيّْ
لم أكن طوطمك المرصود يوما
فبمن لاذَ المغني
عندما فاجأه صوتُ نعيقٍ بشريّْ ؟
أنا بحرٌ فانهبِ البحرَ ولا تحرث بهِ
عد بي سريعا من ظلام الغزوِ في هذا المتاهْ
واضحٌ هذا المتاه العلنيّْ
فإلى أيِّ المهاوي سوف يمضي نسلكَ الطاغي؟
وعن أيِّ إلهٍ سوف يروي سيرة الجوهرِ
هل كينونةُ الزهرِ تداعتْ في صليبِ الدمِ
هل والدةُ الأنهارِ باعت نهدها البحريَّ
في عيد الفضاء المطريّْ ؟
هي ذي أرضُ المراثي انشقَّتِ الأقمار فيها
وأرى جائحة الموتِ دنتْ
كارثةً كارثةً أعرفها
منذ انفصالي عن وصالِ الرَّبِّ
حتى قبلةٍ تُغسلُ بالزيتِ وبالفحمِ
وما يأتي أخيراً من رياح الغربِ
والأفعى هي الأفعى...
أكلنا ثمر الحكمةِ
والآن ثمارَ الهاويةْ
من نخيل الشرق, والأفعى هي الأفعى
وإني لستُ آدمْ
أنا نبعٌ من طواغيتَ
وبؤسٍ يتفاقمْ
فضعوني في جدارٍ أبديّْ
واسرقوا المرأة والحنطةَ والألواحَ, والعرسَ البهيّْ
يا بنيّْ
قلبَ السحرُ عليّْ.



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم من شعر، أبد من وجود
- ريش الطير قوتنا الأخيرة
- وجهة نظر في واقع اللغة العربية
- مكاشفات في أفق السهروردي
- البيان الإباحي
- إعلامولوجيا سورية
- قصتان قصيرتان
- فئران
- لوركا نموذج منسي للمقاومة : قراءة في مفهوم الروح المبدع
- غموض غير متعمد
- من عظام القصيدة أختار قلبي
- مرثية الأم الأولى
- في هجاء نفسي
- أفق للذاكرة المعتقلة
- على بابها الغارق في الياسمين
- مرثية لذاكرة القرن
- قراءة في كتاب البدايات
- بورتريه مثقف عضوي
- القصيدة
- نشيد للفرح الأخير


المزيد.....




- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري
- الزنداني.. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان
- الضحكة كلها على قناة واحدة.. استقبل الان قناة سبيس تون الجدي ...
- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - آدم ووقت للردة