حسين عبد المعبود
الحوار المتمدن-العدد: 5832 - 2018 / 3 / 31 - 18:29
المحور:
المجتمع المدني
الرقص والشخصية المصرية
تتشكل شخصية الفرد والمجتمع بقدر ما يؤمن به من : قيم ، ومعتقدات ، وأفكار ، ومبادئ ، وعادات وتقاليد ، كل ذلك مصهورا يتحول إلى سلوك ، أي أن الشخصية عبارة عن : علاقة تفاعلية بين الفرد وبيئته .
وأخطر ما يهدد الشخصية المصرية هي تلك السياسات الخاطئة ، المدعومة من الغرب بقيادة السيدالأمريكي ، تهيئ مناخ فاسد يسمح بممارسات شاذة ، وسلوكيات غريبة مبررة بإعلام داعر ، تتسبب في تفريغ الشخصية المصرية من بعض مكوناتها بمكونات أخرى لتكون أكثر طواعية للهيمنة الإسرائيلية ، ولقبول الإملاءات الأمريكية فمثلا :
بدلا من رفض السياسات الإسرائيلية ، لابد من القبول بها والتعايش معها .
وبدلا من الاعتراض على هيمنة الغرب بقيادة السيد الأمريكي ، لابد من القبول بها والتعايش معها باعتبارها أمر واقع يحقق التحضر والاتجاه نحو المدنية .
بدلا من مقاومة ما تسعى إليه أمريكا لإعادة تشكيل المنطقة العربية ورسم خريطة جديدة للشرق الأوسط بدلا من خريطة سايكس بيكو ، لابد من التعامل معها باعتبارها أمر واقع يحقق المصلحة ، ويمنع الصراع ، ويهيئ المناخ ليعيش الجميع في سلام .
ولن يتحقق ذلك إلا بتغيير تركيبة الشخصية المصرية بإلقاء الضوء وتشجيع سلوكيات شاذة تؤدي لتحلل وتفسخ الشخصية بما يجعل الخضوع والخنوع سمة من سماتها وسط ضجيج إعلامي يبرر ذلك ويمدحه باعتباره واقعية وحكمة تؤدي بنا إلى بر الأمان .
كلنا شاهدنا مشاهد الرقص المأجور أمام مقار اللجان الاتتخابية ، دون داع أو مبرر ، وما علاقة الرقص بالانتخابات ؟ هل كان هناك شك في إجراء الانتخابات ؟ هل كان هناك من لا يعرف النتيجة منذ عام مضى ؟
نعرف أن يكون الرقص في مناسبات خاصة كعرس مثلا ، أو طهور ، أما أن يكون الرقص أمام اللجان وبمناسبة الانتخابات ، فهذا سلوك شاذ دخيل على الشخصية المصرية ، ولا تسمع لكهنة السلطان الذين يدعون أن ذلك تعبيرا عن الأمل الذي سوف يتحقق ، وأن الرقص سمة من سمات الشعب المصري ، وأن رقص المصريين طبيعة قديمة قدم الفراعنة ، وما هذا الرقص إلا سلوك شاذ دخيل تم تدبيره وتشجيعه كبداية لتفريغ بعض مكونات الشخصية كالرجولة ، والاقدام ، والغيرة ، والنخوة لنصبح كالغلمان ، والطواشي ، ( نصبح خصيان ) فنقبل بالخضوع والخنوع وقبول السياسات الفاشلة ، ونقبل بعلاقة حميمية مع الأخ الصهيوني ، ونقبل بإعادة ترسيم المنطقة بما يخدم مصالح السيد الأمريكي وربيبته إسرائيل .
#حسين_عبد_المعبود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟