أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسين عبد المعبود - العاطل والخنزير والخل الوفي














المزيد.....

العاطل والخنزير والخل الوفي


حسين عبد المعبود

الحوار المتمدن-العدد: 5250 - 2016 / 8 / 10 - 19:13
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


العاطل والخنزير والخل الوفي
حكى لي بعض الأصدقاء حكاية أشبه ب ( حكايات كليلة ودمنة ) مفادها : أن عاطلا أصبح مسئولا عن أسرة كثيرة العدد جميعهم يسكنون في حجرة واحدة ، فدائما ما يشكو الفقر ، وقلة الشيء ، وضيق المكان ، فذهب إلى من يعتقد أنه صديقه وخله الوفي يشكو له حاله فأشار عليه أن يشتري عنزة بعد فترة تلد له عنزة أو عنزات ، فاستدان واشترى العنزة ، ولكن من أين الأموال التي ينفق منها على الأسرة والعنزة ؟ وكيف تسع الحجرة ؟ فزادت الحالة سوءا ، فذهب ثانية إلى خله الوفي يشكو له ذلك ، فأشار عليه أن يشتري جاموسة ، تلد له بعد فترة عجلا يبيعه وينفق ثمنه ، ويشرب اللبن أو يبيعه ، وبدلا من أن يتعلم من درس العنزة استدان ثانية واشترى جاموسة جلد ، فاصبح الأمر لا يطاق ، فأين الأموال التي ينفقها على الأسرة والعنزة والجاموسة ؟ وأين المكان الذي يسع كل ذلك ؟ وبدلا من أن يتعلم من أخطائه ، وبدلا من أن يحسن اختيار من يستشيره ذهب ثالثة إلى خله الوفي ويقول : إن أمره أصبح لا يطاق ، فالحالة أصبحت بؤسا وشقاء ، والحجرة مليئة بالروس والمخلفات ، فأشار إليه أن يشتري خنزيرا يأكل الروس والمخلفات ، فاستدان ثالثة واشترى الخنزير ، فتحولت حياته إلى جحيم ، والحجرة إلى زريبة ، فأسرع إلى خله الذي قال له : بيع الخنزير فباعه ، ولماسأله خله عن أحواله أجاب بأنها قد تحسنت كثيرا .
فأيقنت أن صديقي هذا يصف لي الحالة المصرية بدقة وذكاء وتقية ، ولكن الأمر المحير أن الحالة المصرية يعرفها الكثير وأقروا بها ، وأنه برغم كل ما حدث من مشروعات وهمية وفنكوشية بدءا من : إصبع الكفته ، ثم المؤتمر الاقتصادي والمليون ونصف وحدة سكنية والأربعة ملايين فدان والعاصمة الإدارية الجديدة ، وعجيبة الأعاجيب تفريعة قناة السويس ذات البروبجندة الإعلامية الصاخبة التي أسموها زورا وبهتانا ( قناة السويس الجديدة ) وملأوا الدنيا ضجيجا وأقنعوا العامة والبسطاء بأن هذه القناة سوف تجلب السعد لمصر والمصريين وساعدهم قي ذلك بعض النخب والمسئولين الذين تفوقوا على مسيلمة وزرقاء اليمامة في الكذب وقالوا أن دخل المشروع سوف يصل إلى مائة مليار دولار ، في حين أن رئيسهم ذاته اعترف أنها ليست ذات جدوى اقتصادية ولكن كانت لرفع الروح المعنوية ، رغم تصريحه السابق عقب افتتاح التفريعة : أن عائد القناة قد غطى التكلفة ، متناسيين عن جهل أو عمد أنها كانت السبب الرئيس في تدهور قيمة الجنية وارتفاع قيمة الدولار مما تسبب في اشتعال الأسعار ، وتدهور الأحوال الاقتصادية ، بعد كل ذلك تجد عبيد البيادة ممن باعوا ضمائرهم قبل أوطانهم يخرجون علينا بما أسموه مبادرة جمع أربعين مليون توقيع لتمديد فترة رئاسة السيسي إلى ثماني سنوات بدلا من أربعة وبدون انتخابات بحجة أن إنجازات هذا الرجل في سنتين تفوق ما تم انجازه في عشرين سنة ، ونحن نتشاءل جدلا لو لم يتم هذا الإنجاز أكنا نعاني هذا الفقر والغلاء والبطالة ؟ أكنا نعاني هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة ؟ يقولون أيضا أنه أعاد لمصر دورها الإقليمي ووضعها الدولي ، ونحن نتساءل عن أي دور إقليمي لمصر والمنطقة العربية كلها اضطرابات ومشاكل ولا دور لأحد باستثناء دويلة الإمارات العربية ذات الدور الأكبر في الانقلابات والاضطرابات ، ولا دور لمصر إلا التوقيع على اتفاق المبادئ الذي مكن أثيوبيا من بناء سد التهضة ، والتفريط في مياه النيل ، والاستغناء عن جزيرتي تيران وصنافير، والحفاظ على أمن إسرائيل .
ولا تتعجب فإذا تبين للمخابرات أن هذا المشروع من الممكن تسويقه عبرالعامة والبسطاء ، وكذابي الزفة من النخب والطماعين والمخدوعين ، سوف تتبنى مشروع الحملة تكرارا لحملة تمرد ، ويخرج علينا عاهرات وعواهر الإعلام والسوساوية ومن يعانون شبق الظهور الإعلامي ليشيدوا بعبقرية هذه الحملة ، وجدواها الاقتصادية ، قائلين أن الدولة تعاني أزمة اقتصادية حرجة ، وبدلا من انفاق المليارات على الانتخابات يجب ان نغير الدستور ونمدد للرئيس وهو ناجح ناجح ، ويجب توفير هذه المليارات ترشيدا للإنفاق واستغلال هذه المليارات في مشروعات أخرى تعود بالنفع على الوطن والمواطنين ، مستغلين العامة والبسطاء والانتهازيين ومن لا يتعلمون من الماضي ومن لا زال عندهم أمل في السلطة لتمرير المشروع .
فلا تصدقوهم ولا توقعوا على أي مكتوب يؤيد أو يدعوا للتمديد ، بل خالفوهم ووقعوا على عرائض ضد التمديد ، بينوا للناس كذبهم ونفاقهم واتهازيتهم ، وخذوا الدرس من الماضي ، ولكم في تمرد لعبرة .



#حسين_عبد_المعبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيران وصنافير ، وساسة وإعلاميون في مزبلة التاريخ
- أول الرقص حنجلة
- وسكنت كل أعضائه
- أنت مفلس ؟ تحيا مصر
- حكايات جحا والنظام المصري
- هل نحن المسلمين ضيوف على إخوتنا المسيحيين؟
- هل نحن المسلمين ضيوف على إخوتنا المسيحيين في مصر ؟
- السيسي يقدم أوراق اعتماده للغرب
- برلمان 2015 أسوأ برلمان في تاريخ مصر
- أين السوساوية الوطنجية وثوار العار ؟
- عسكر وأراجوزات و2014 بلا برلمان
- حدوتة فلسطين وال 100 ألف شهيد
- أه . أه . أه يا غزاااه
- السيسي يخذل مؤيديه
- السيسي والمزاج الشعبي
- لماذا لا يقال محمد إبراهيم وزير الداخلية ؟ !!!
- إل 30 مليون وقانون التظاهر
- يوسف وعبد الظاهر وأبو تريكة .. رجال من مصر
- الدستور .. دستور يا أسيادنا عسكر 2013
- امرأة الجاحظ وعبيد البيادة


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسين عبد المعبود - العاطل والخنزير والخل الوفي