أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - سوريا 202 _ الفصل الأول والثاني مع الهوامش















المزيد.....



سوريا 202 _ الفصل الأول والثاني مع الهوامش


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5831 - 2018 / 3 / 30 - 12:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سوريا 2020 .... رواية مضادة
( الفصل الأول والثاني ، مع هوامش الفصلين )
الفصل الأول
1
مهارة تكوين قرارات متنوعة وغير متناقضة ، ...حلم بين الواقع والرغبات ؟!
عدا السلوكيات والأنشطة الحيوية التي يقوم بها الانسان باهتمام وشغف ، حياة الفرد (امرأة أو رجل) حركة متناوبة بين ، تكرار العادات وردود الأفعال العصابية وبين تشكيل قرارات وخطط عيش جديدة ،... وتتحدد درجة النجاح في العيش الإبداعي والمنسجم ب ... نوع جديد من المهارة هو القدرة على فعل الشيء ونقيضه بالتزامن وبنفس درجة الشهوة أو القرف .
وعودة السفسطة من الباب هذه المرة
أو بعبارة بلاغية عالية ، الجمع بين هنا وهناك بالتزامن .
....
تتنازع الفرد ( امرأة أو رجل ) رغبتان ، تتناقضان غالبا ، أو حاجتان وعادتان كلاهما ضرورية وملحة أيضا ، ويتعذر التخلي عن أحدها بشكل فعلي .
هما الفكرة المشتركة بين الاغتراب والعصاب _ المفهوم المحوري في الماركسية والتحليل النفسي على السواء _ هو التناقض نفسه.... بين اتجاه اليوم واتجاه الغد أو بين المصلحة الفردية المباشرة وبين المصلحة الفردية غير المباشرة أو بين الفرح والسعادة .
المشكلة بعبارة أوضح ، حاجة الفرد إلى الجمع بين الربح والحق معا بنفس اللحظة !
وهذه مشكلة إنسانية _ وجودية _ في هذا العصر وليست مشكلة سياسية أو اجتماعية أو ثقافية ودينية فقط .
....
بسبب طبيعة الفكرة _ الحاجة الإنسانية المشتركة بحسب تجربتي _ أجد نفسي مجبرا على محاورتها بطرق غير تقليدية ، وهي خلاصة الأبحاث السابقة كالاعتماد النفسي والسعادة وطبيعة الحب والحرية ...
قبل أن يحقق الفرد ( امرأة أو رجل ) النصر الذاتي ، سوف تحكم حياته ورغباته وأفعاله نزعة التعطش للشهرة والتميز ، بصرف النظر عن وضعه العائلي والاجتماعي والثقافي وغيرها ، ولن يفهم أو يتفهم سلوكه _ الدرامي إلى حد التناقض الصارخ _ أحد المقربين ، قبل أن يكون هو نفسه اختبر تلك المتاهة وخرج منها ...بدون أن يفقد عقله وحياته بالفعل .
....
النصر الذاتي ، انتقال الانسان من الاعتماد النفسي على العادات الانفعالية _ الادمانية بطبيعتها ، إلى العادات الشخصية الجديدة ، الشعورية والواعية والارادية .
بعبارة ثانية ، يمثل النصر الذاتي ، انتقال الفرد الإنساني من العيش تحت خط الحاجة ، إلى العيش فوق خط الحاجة بالفعل والفكر أولا .
تحت خط الحاجة لا يمكن أن تنشأ الأخلاق والقيم ، بل ردود الأفعال العصابية فقط .
كل شخص لم يحقق النصر الذاتي بالفعل هو _ أو هي _ غير جدير بالثقة .
وهذه فكرة سبينوزا بالأصل ، من خلال تمييزه بين الانسان الحر الذي يقوده عقله وضميره ، وبين الانسان العبد الذي تقوده أهوائه ورغباته المتناقضة بطبيعتها .
....
سوريا 2020 ....رواية مضادة
توقعي على النقيض الفعلي من رغبتي .
أول مرة ، أكون على نفس الموجة التي جمعت بوذا والمسيح _ ماركس وفرويد ، وما أريده يساوي بالضبط ما لا أريده .
أرغب أن أكون مخطئا .
وأرغب أن أكون محقا _ مثلك تماما .
....
أمي مشكلتي .
لا يعرف غيرك ، أن عليا وسوريا تسميتان لامرأة واحدة ، من لحم ودم .
لا يعرف غيرك ، أن ة / س ....
أم السوس الأولى ، هي نفسها أم السوس الأخيرة .
لا يعرف غيرك ....أن قبلتك الأولى زائفة .
غدا تصل إلى السعادة
غدا تعرف _ين كل شيء
....
الأعداد حبك الأول ، وأنت أيضا
لطالما سحرتك الأرقام
والمعادلات والكتب ،
أنت ....في ليل هذا العالم
شمعة واحدة
تشتعل من الجهتين ،
أو تنطفئ
مرة واحدة / وإلى الأبد
ة / س ....!؟
اما زلت تجيدين القراءة والاصغاء ....
....
....
2

أربع مجموعات من القوى النفسية _ الاجتماعية تتحكم بحياة الإنسان .
1_ قوى لا إرادية ، مشتركة بين الأحياء .
2 _ 3.. قوى لا اوعية ، مشتركة بين الأفراد .
3 _ 2 ..قوى لا شعورية ، مشتركة أيضا .
4 _ قوى الوعي والشعور والإرادة ، تميز بين فرد وآخر بالقيمة الإنسانية أولا .
القوى الأربع ، المستقلة والمنفصلة أيضا ، لا يصل منها إلى المستوى الشعوري سوى اثنتين متعاكستين ...قوة الإرادة وعكسها السلوك غير الارادي .
وهذا نعرفه بسهولة ووضوح عبر سلوك الآخر _ين ، وبصعوبة بالغة يمكن إدراكه عبر التبصر والنقد الذاتي الصبور ، وطويل النفس بالضرورة .
....
الفرح والسعادة ....علاقة غير ثابتة
التمييز بين الفرح والسعادة ممكن دوما ، عبر 3 مستويات ... أولها الوقت ، الفرح لحظي وحاضر بينما السعادة ممتدة إلى الغد ، والأمس أحيانا . والفرق الثاني يتعلق بالموضوع نفسه ، السعادة إنجاز شخصي بالضرورة بينما الفرح قد يكون خبر أو حالة غير شخصية . والفارق الثالث والنوعي طبيعة الفرح متناوب ودوري ، قد يتحول خلال لحظة إلى نقيضه حزن ( أو ندم ) بينما السعادة بطبيعتها مستمرة وغير متقطعة .
التشبيه استعرته من الهندسة الكهربائية ، التيار المتناوب يحمل الفرح والحزن معا _ بالتزامن _ عبر كل نبضة ، بينما التيار المستمر ثابت ومستقر في شدته واتجاهه .
....
لو عاد الزمن ، ماذا كنت ستغير من حياتك بالفعل ؟!
سؤال متلازم معه ، هل تقتل فردا لإنقاذ عشرة وأكثر ...!؟
دخلنا المراهقة والشباب من الباب الأحمر .... والعنف الثوري
" انت ثوري اصنع ثورة "
" إذا لم أحترق أنا
وتحترق أنت
ونحترق نحن
من يضيء هذه الظلمات "
" لماذا يسكر الفقراء يا وطني
لماذا ينشج الفقراء إن سكروا
لماذا فيك يا وطني يباع ويسرق المطر "
وغيرها كثير .... افلت من الذاكرة ، ورما ضاع إلى الأبد
....
....
3
كان يسبقني دوما بخطوة .
هو في المرتبة الأولى وأنا في الثانية .
لا ينازعه أحد في الصف ، ولا ينازعني أحد أيضا على ترتيبي الثاني دوما ، بوجوده .
كنت أحسده بدون أن أعرف ذلك الشعور الغريب .
وكنت بدوري المحسود من بقية أفراد المجموعة والصف .
لو عاد الزمن ...
لو أن الزمن يستعاد
....
وضع نفسه مكاني
ومشى خلف الخطوة الأولى
دار حول نفسه ،
ولم يجد الأعداء...
لم يجد الأصدقاء أيضا ،
شاركت في عذابه كغيري
وكان الطواف رتيبا ، معادا

مرت الأيام الأولى ببطء
لكن الشهور ثم السنين ، مرت بسرعة

لو أن الزمن يستعاد
كنت سأكلمه
وأصغي إليه...
وكان سيفعل بجدية أكبر
لو وضع نفسه مكاني
وكنت أنا الرجل الذي يشبهه
....
كنت أقرأ رواية عبد الرحمن منيف " شرق المتوسط مرة ثانية ... الآن _ هنا "
كنت في حالة نشوة ، أو سكرة الفرح خلال القراءة
حدث ذلك في اللاذقية... 19 / 2 / 1992
مساء الأربعاء ، الكهرباء مقطوعة ، ودخول بعض الغرباء إلى بيتنا .
بحضور أخي ياسر ، المواطن الأمريكي الآن هو وعائلته
ميساء وسوزانا وسارة في لوس انجلوس .
....
ذلك اليوم سقطت أكثر من نجمة على الأرض
ذلك اليوم اغتصبت روحي وكرامتي الإنسانية أولا ...
بعدها أدركت سخف عبد الرحمن منيف ومحمود درويش وزيفهم الفظيع !
....
كيف ينتصر فرد اعزل في سجون صدام حسين أو معمر القذافي أو ستالين أو فيديل كاسترو ...
في عمر 33 سنة لم أكن قد طرحت على نفسي هذا السؤال !
أدركت الحقيقة في لحظة واحدة .
كان الله موجودا
وأنقذني
كما اظنه فعل مع كل فرد ، لمرة واحدة على الأقل
.....
خرج رجل تحت المطر
وخرج في أثره رجل آخر

أدرك الأول أنه صار هدفا للثاني
صار يتسلى بالمشاهدة
ويكثر في اختبار المنعطفات
زادت خبرة الثاني بالوصف
وزادت رغبة الأول بالمتابعة

في البداية كان يمكن إيقاف اللعبة الخطرة
أن يتوقف الآخر عن الادعاء بالمعرفة
وان يكف الأول عن دعواه المعاكسة
لم يحدث شيء من ذلك

المرأة التي استبعدت من البداية
بقيت في الفراغ الصامت
بعدما يعود الفائز من المعركة
تكون المرأة في الحكاية
والطريق الطويل المضجر
عليه ان يسلكه وحيدا هذه المرة
" نحن لا نتبادل الكلام "
....
....

سوريا 2020 _ رواية مضادة
هوامش الفصل الأول

سوريا ولبنان الشقيقان الشقيان .... إلى متى !!
سوف تفشل مختلف الحكومات القادمة في سوريا ، إذا لم تستخدم الأقليات كوسيلة مزدوجة _ ومتوازنة _ في الدولة والسلطة معا ....حتى نهاية القرن في الحد الأدنى .
...
التفاصيل والحجج المنطقية وشبه العلمية ، الكافية ، مكتوبة عبر ...
" رواية مضادة _ سوريا 2020 " ، انشرها بشكل متسلسل على الحوار المتمدن .
والفقرتان أعلاه وأدناه ، خلاصة الفصل الأول .
....
الحب مستوى معرفي _ أخلاقي يتميز به الانسان عن بقية الأحياء .
كما يتميز به ومن خلاله كل فرد عن غيره من البشر ، وهو _ الحب يمثل القيمة الحقيقية للفرد ، كما يمثل المستوى الحضاري للمجتمع ( والحب الجنسي على وجه الخصوص ) .
الحب موقف وفعل وعي و وشعور وإرادة ، تعريف إريك فروم ، وهو يمثل مساهمته الحقيقية في الثقافة العالمية المعاصرة .
الرغبة مركبة وتحوي على طبقات عديدة ، ومستويات متداخلة بشكل دينامي _ تطوري ... وعي وشعور وإرادة ، وأخيرا القرار الفعلي الذي يتجسد عبر التفكير والسلوك والموقف .
الشهوة سطح الرغبة ، بينما المهارات الفردية المكتسبة قاعدتهما الحقيقية والمشتركة_ النفسية والاجتماعية والأخلاقية والثقافية المتكاملة عبر حياة الشخصية ، ومن خلالها .
الشهوة هوية ثانية للفرد _ وغالبا أولى ... للمرأة أو للرجل .
...
الشهوة والرغبة يتعاكسان في المراهقة والشباب .
تحقيق الانسجام بينهما يمثل الصحة العقلية _ النفسية _ الاجتماعية المتكاملة .
مرارة القبلة الأولى .... هل ينسى إنسان تلك التجربة !
أفضل تسميتها " أسطورة القبلة الأولى " ، ...
اليوم خلاصة الماضي كله . ويمكن لكل فرد اختبار الفكرة بسهولة ، دوما .
حاول _ ي تذكر الشهر الماضي ، بل الأسبوع ، ...بل يوم قبل أمس فقط !؟
كم تستطيع منح السنة الماضية بكاملها ، من الاهتمام الفعلي ( الوقت والجهد والتركيز ) ؟!
الإنسان والوجود معا ظاهرة زمنية .
...
الجنون والصحة العقلية _ معيار منطقي
الجنون نوعان واتجاهان ...
_ النوع الأول والتقليدي ، الفشل في إدراك الواقع الاجتماعي ، ويلازمه عادة الفشل في فهم الواقع الموضوعي والخارجي _ الإنساني والطبيعي معا .
_ النوع الثاني والكلاسيكي ( الاغتراب أو العصاب ) ، الفشل في إدراك العالم الداخلي للفرد نفسه ( امرأة أو رجل ) سوى بشكل جزئي ومحرف بالمبالغات أو الانكار .
بدورها الصحة العقلية مستويات وأطوار موضوعية أيضا
_ المستوى الأول والأساسي ، تحقيق النصر الذاتي عبر الانتقال بالفعل من الاعتماد النفسي على العادات الانفعالية ( الصبيانية ) ، مثل العادة السرية والتدخين.... إلى الاعتماد النفسي على العادات الشعورية والارادية أو الهوايات ، التفكير الحر مثلا ( التأمل ) .
_ المستوى الثاني والثانوي ، تحقيق التوازن الإنساني بين عالمي الداخل والخارج .... وهذا المستوى نعرفه جميعا بشكل نسبي ، عبر الآداب والفنون والانجاز الإنساني المتنوع .
أعتقد _ يمكن اعتبار درجة تحقيق المرء للسعادة أو راحة البال ، هي المعيار الموضوعي للصحة العقلية . وكما يعبر عنها التراث المشترك للتنوير الروحي بسؤال :
هل كان أحد ليختار الشقاء ؟!
....

السعادة أو الشقاء ....قرار الانسان _ الفرد ومصيره
....
الضجر أثر جانبي لموقف ثابت ولا شعوري غالبا " جهد أقل " أو تكلفة دنيا ، ويتلازم مع ذلك النمط من العيش الذي تكرس في القرن العشرين عبر الاعلام والدعاية و بتأثير هوليود على وجه الخصوص ، والدراما المصرية والسورية لاحقا في الثقافة العربية .
ويبدو أنه تحول إلى طبع اجتماعي _ نفسي ، عالمي ، وسائد في عصرنا .
السأم هو الضجر المزمن ، حيث يستيقظ الفرد وهو في حالة ضجر ولا يعرف ماذا يفعل ، أو ماذا يريد ، ويتجلى في الحاجة المزدوجة والمستمرة للشيء ونقيضه .
تلك الحاجة الجديدة (الغريبة) لدمج الحق والربح في كل موقف وحركة أو سلوك ، مع الحفاظ على الموقع الأول ودور القيادة بشكل دائم وثابت وغير تبادلي . ( مع أن العلم _ والعصر الصناعي معه _ في جوهره يقوم على التمييز ، بل الفصل بين الحق والربح ) .
والدراما تبرز في الحاجة المعاكسة ( والقهرية) للتهرب من المسؤولية الشخصية أولا ، وكشرط مسبق .
....
" لن ينقذنا سوى الله "
....

الرغبة بدلالة التوقع نقيض التوقع بدلالة الرغبة ...

الحل العام _ المنطقي لمعضلة الجدل ، يتمثل بتغيير الاتجاه الشخصي أو القناعة والاقتناع معا ، عبر فهم وتفهم دور وأهمية البدء من التوقع _ إلى ... اتجاه الرغبات وليس العكس أبدا .
بعبارة ثانية ، ينبغي اكتساب مهارة التفكير النقدي أو التوقع على مستوى الأداء والمعايير لا التوقع على مستوى الرغبة أو الجهد والشعور .
جدلية الزوج _ ة ، العشيق _ ة مثال نمطي وعابر للزمن والثقافة ، كما أنه يمثل مشكلة الشخصية المحورية في الحياة .
يوجد اتجاهان _ متعاكسان _ يسلكهما الرجل ( الطفل _ العجوز ) خلال مراحل حياته :
_ البداية من الزوجة ، والعشيقة المؤجلة (هناك) ...قد تصير هي الزوجة نفسها .
_ البداية من العشيقة ، والزوجة المؤجلة (هناك)... قد تصير هي العشيقة نفسها .
بالطبع ، هي رحلة النضج العقلي _ العاطفي ، والبعض يفشل بتحقيقها خلال حياته .
وهي ليست مقتصرة على زواج لمرة واحدة ، أو عشق لمرة واحدة ، كما أنها لا تنفي إمكانية حدوث ذلك في حياة بعض الثنائيات المحظوظة بالفعل .
....
نجاح علاقة اجتماعية ، بين شخصيتين أو أكثر ، يشترط توفر عاملين مستقلين ... درجة من النضج الشخصي أيضا توافر المناخ الملائم ، وبعبارة ثانية ، المشكلات الاجتماعية نوعين ، مشكلات الشخصية ومشكلات الوضع وهي متداخلة بالعادة وليست منفصلة .
مشكلات الوضع يتعذر تحديدها بشكل نظري ، ومنفصل عن المجتمع الذي تحدث خلاله العلاقة الاجتماعية _ العاطفية . وهي بالعموم ظاهرة واضحة في أغلب الحالات .
تبقى مشكلة الشخصية ودرجة النضج والتحقق الشخصي ، وهي تمثل الشرط المحوري في نجاح ( أو فشل ) العلاقة الاجتماعية على اختلاف أشكالها _ والعاطفية خصوصا .
من الطفل _ إلى الفرد الإنساني ( امرأة أو رجل ) ، سيرورة نمو متكاملة جسديا وعقليا واجتماعيا وثقافيا وروحيا ، وعاطفيا . يتعذر ان تحدث بنعومة وسلاسة في الحياة الفعلية .
اتجاه الطفل _ة الشخصي ( المتكامل) يختلف إلى درجة التناقض ، عن اتجاه الفرد بعد البلوغ والرشد .
اتجاه الطفولة : التوقع على مستوى الرغبات والأحاسيس .
وهو الاتجاه الصحيح والسليم والعادل والجميل أيضا ....شهوة وشهية مفتوحتان .
اتجاه الكهولة : الرغبة على مستوى التوقعات والمعايير الموضوعية .
وهو الاتجاه المكتسب والجديد بالضرورة ، أو البقاء في الحالة الطفالية وعدم الرشد .
لا يعني ذلك التحجر والتعصب وبقية صيغ الانغلاق ، بل العكس في الحقيقة ، يعني فهم الواقع الموضوعي من خلال القوانين الطبيعية والنفسية والاجتماعية الصحيحة ( التجريبية) .
باختصار ، بالطريقة التي نتعامل بها مع السيارة والموبايل والأسنان والقلب وبقية امراض الجسد ( وهي تجسد قوانين العلم الصحيحة المشتركة ، العالمية والمحلية الحالية ) ، ينبغي ( يجب ) تعميم ذلك على بقية المجالات العاطفية أو الدينية أو السياسية وغيرها ، أو يكون الشخص في موقف الفصام بشكل فعلي !
والطريقة أو النهج ، تعني الاهتمام الفعلي بالموضوع والمشكلة ، وعمل أفضل الممكن للنجاح أو للعلاج في حالة وجود خلل أو مشكلة طارئة .
...
الفكرة _ الخبرة ، بسيطة نظريا وليست صعبة في التطبيق أيضا .
في المستوى الأول ( قبل النضج ) تكون التوقعات تابعة للرغبة وملحقة بها .
ويتعذر على الطفل _ة توقع الفشل مثلا ، سوى في حالات استثنائية سلبا أو إيجابا .
الأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة النفسية والاجتماعية ، من يتوقعون الفشل دوما .
وعلى النقيض الأطفال المتميزون جدا ، يستطيعون بالفعل ، التمييز بين التوقع على مستوى الرغبة ، وبين التوقع على مستوى الأداء ، كما يستطيعون تقدير دور المناخ والأحداث الخارجية ، في النتائج العملية ، والتي هي بالعموم خارج مجال الوعي والسيطرة .
...
تنمية الاهتمام بالعالم والنفس _ بشكل تبادلي _ السبيل الوحيد أمام الانسان ، للخروج من مستنقع الشقاء النرجسي بطبيعته .
...
الفصل الثاني _ أمي سوريا
1
موقف النبي والفيلسوف واحد .
النبي فيلسوف قديم ، والفيلسوف نبي حديث .
أما ، لماذا لا توجد رسولة ولا فيلسوفة ...؟!
( كل فيلسوف فرد أول )
كثير من الأسئلة الإنسانية المشتركة ، ما تزال بالمستوى المنطقي ودونه ، وما ارتقى منها إلى المستوى العلمي _ التجريبي معروف ، ودخل في مصنف الاختصاص الأكاديمي الجاف .
بعبارة ثانية ،
سؤال المعرفة الذاتية _ اعرف نفسك _ ما يزال يشكل صدمة للفرد المعاصر ، وكأنه من أدب الخيال العلمي وكما يتوقع أن يكتب في القرن القادم ... و
ليس مجرد فكرة وخبرة فلسفية مضى على صياغتها الحالية عدة آلاف من السنين !!
الاستجابة الملائمة لسؤال المعرفة المحوري والمتوازن ، الذاتي والموضوعي بالتزامن تمثل تاريخ العلم الفعلي ، أكثر من حصره ضمن تاريخ الأخطاء المصححة _ العبارة التي تشي برغبة صريحة بقتل الأب .
في سوريا القرن العشرين _ وهذا القرن ربما ... السجين والسجان والسجن واحد : الخوف .
....
عندما ذهبت إلى المحكمة الشرعية ، لتسجيل زواجي أول مرة ، ظننت أن الزوار والمراجعين ومن يشغلون المكان ، جميعهم جاؤوا بهدف الزواج .
وعندما ذهبت إلى المحكمة الشرعية ، لتسجيل طلاقي لأول مرة ، ظننت أن كل من أصادفهم ومن يملؤون المكان ، جميعهم جاؤوا بهدف الطلاق .
كنت مخطئا في الحالتين .
....
بعمر 53 سنة 2013 ... عدت إلى بيت أمي ، وسوريا تمزقها الحروب الأهلية والعالمية .
كانت الرحلة الأكثر خوفا في حياتي .
لم اشعر سابقا أنني أخاف من عليا .
ومع ذلك كان الشعور الثابت ليس الخوف ، بل فقدان الشعور ب... الأنا ...والتشويش .
...أتذكر فقرة من كتاب " فن الاصغاء " ل إريك فروم ، يتحدث فيها عن الخوف من الأم .
صدمتني العبارة ، وتأكيده أن نسبة من يخافون من الأم في المستوى اللاشعوري يصل إلى تسعة من عشرة ! والبقية مصدر خوفهم الأب !؟
صدمتني عبارة ثانية ، اكثر قسوة ، من قريبي وصديق طفولتي أحمد وهو يشير ساخرا إلى ( بيت عليا القديم _ بيتنا ) ... أما تزال تخاف منها ؟
وهو يقصد امي بالطبع .
بعد اربع سنوات ، من السكن مع أمي ، لأول مرة اعرف شعور الخوف الأصيل .
الخوف بدون تحريف أو ألوان ،... الرغبة في الهرب فقط ...وأبعد ما يمكن .
_ إذا فعلت هذا الأمر سوف تقابل بالسخرية والعداء .
_ نفس الشيء إن فعلت نقيضه . ( أنت مطالب ومدان مهما فعلت ) .
" أنت شخص غير مرغوب به هنا " .
" أنت مصدر شقائي " .
ويتكرر معنى العبارتين في كل حركة أو نبرة صوت .
سلوك الشخصية العصابية النمطي : تغريك وتستدرجك بمختلف الوسائل التي بحوزتها ، للاقتراب والعودة إلى منزلها . وبعد أقل من خمس دقائق ، تبدأ التصرفات المعاكسة , والتي تختصرها كلمة واحدة : اخرج ...
وليت ذلك بتعبيرات صريحة ، ... بل مبطنة ومن خلال نبرة الصوت ولغة الجسد وفي تناقض فعلي مع الكلام .
بعبارة مختصرة تحب الغائب وتكره الحاضر بشكل ثابت ، ومتكرر .
الشخصيات غير المتوازنة على اختلاف عللها وانحرافها ، بينها صفة مشتركة : لا تحتمل الوحدة والبقاء بمفردها ، وبنفس الوقت لا تحب الشراكة مع أحد ...قلق وضجر مستمر .
" ما أجمل حيث لا أكون " أو " السعادة في بيت الجيران " أو " ما أجمل عدم وفاء زوجة الآخر " ....
أما لماذا ليس عدم وفاء زوج الأخرى أيضا ، ... ولو من أجل التوازن !!
هذه الرواية تمثل محاولتي الإجابة والاستجابة بأكبر قدر من الصدق ، مع شرط معاكس للأسف هو الشرط الفني .... وأخشى أنني سأخسر الاثنين / كما فعلت طوال نصف قرن !
....
ما هو الحب !!؟
الحب مستوى معرفي _ أخلاقي يتميز به الانسان عن بقية الأحياء .
ويتميز به ، ومن خلاله ، كل فرد عن غيره من البشر .
وهو يمثل القيمة الحقيقية للفرد ، والمستوى الحضاري للمجتمع .
وهذا التعريف تكملة وتفسير لمساهمة إيريك فروم في الثقافة العالمية المعاصرة ...
الحب موقف وفعل وعي وشعور وإرادة والتزام .
يمكن تحديد وقياس حالة الحب ، بدلالة الموضوع أو الزمن أو الشعور مثل بقية الظواهر الفردية المتوازنة والحاضرة في سلوك الانسان وتعبيراته المختلفة .
كالعادة أكتفي بالتقسيم الثلاثي _ الذي يجمع بين الجدل والموضوعية _ لحالة الحب ، أولها النرجسية أو العجز عن الحب ، ونقيضها الإرادة الحرة ذروة تحقق الحب _ وهي تمثل الثالث المرفوع بالفعل والقوة معا ، والمتوسط السلبي حيث ازدواج المشاعر والمعايير ... عام وسائد ، بدون استثناء في عالمنا المعاصر _ عالم الأنترنيت ووسائل التواصل المباشر .
....
تكرار العادات اليومية ينسيك الألم بالفعل ، ويشغلك عن الضجر والقلق ، لكنه ينسيك نفسك ومن أنت أولا .
....
الأفكار طاقة نفسية ، أولية ومشتركة .
التفريغ هو عملية اسقاطها المباشر ، والعكس هو الكبت أو إنكارها وحبسها في الأعماق .
الحل الوحيد _ والمناسب _ عملية متكاملة لاستعادة الكمال النرجسي المفقود عبر المراهقة ، من خلال الوعي والتعلم التدريجي على تحمل المسؤولية الفردية .
التسامي والتصعيد ، الحل الإبداعي الكلاسيكي لمشكلة الوجود الإنساني .
الوعي ، الشعور ، الإرادة ...
تتفاعل بشكل تراتبي ، وبطريقة حلزونية _ تصاعدية .... بحيث يتكون مع النضج هرم اسطواني قاعدته الوعي وذروته الإرادة الحرة وبينهما الشعور الشخصي والفردي .
عبر تنمية قوة الإرادة يتسع الشعور ، وعبره يتضاعف الوعي ويتعمق .
لدينا أمثلة عديدة ،
مثال 1 ، التخدير الموضعي ، والعادات الادمانية ... يبرز الفارق بين الشعور والوعي .
مثال 2 ، خبرة تكوين المهارات الجديدة ...
من خلال المراحل الأربعة لتشكيل مهارة جديدة ، يحدث تجديد للشخصية بشكل تطوري _ تكاملي ويشمل مختلف جوانب الشخصية وأبعادها اللاواعية وغير الشعورية أيضا .
1_ لا مهارة في اللاوعي 2 _ لا مهارة في الوعي 3 _ مهارة في الوعي 4 _ مهارة في اللاوعي ...
الشعور حالة خاصة أو جانب محدود من الوعي والادراك ، ذلك يتضح وبشكل بارز خلال عمليات التخدير الموضعي وخصوصا في جراحة الأسنان .
بعبارة ثانية ، الوعي يبقى موجودا بينما يتلاشى الشعور بالألم ، والعكس غير ممكن .
بدورها الإرادة خالة خاصة ومن الدرجة الثانية ، فهي تمثل حالة خاصة من الشعور _ الذي هو حالة خاصة من الوعي ، ...ويتضح ذلك خلال تعاطي العادة الادمانية ، حيث يفقد المدمن الشعور الواعي ... ولا يمكن استعادته قبل التحرر من الإدمان .
بعبارة ثانية ، كل مدمن يشعر ويعتقد أنه وفق رغبته ومشيئته الحرة يكرر عادته .
وهو العرض الأساسي للإدمان ، ويزول بعد التحرر من العادة بالفعل .
خلال عملية تكوين مهارة جديدة ، مع اكتساب الفهم الزمني _ الممتد من معرفة المجهول ... إلى المعرفة التجريبية _ يتضح الوضع التسلسلي ، للوعي والشعور والإرادة والقرار .
( لأهمية الفكرة _ الخبرة ، أو الطبيعة التسلسلية للمهارة ، تستحق التأمل والتفكير بصبر )
....
اليوم مجمل الماضي ، وليس خلاصته فقط .
مأساة الإنسان ( المشتركة ) التناقض الحتمي بين اليوم والغد .
بين النكوص إلى الخلف ، إلى العائلة والقرابة وروابط الدم والأرض
أو
القفز إلى الأمام ، إلى المجهول والشراكة وروابط المصلحة والفهم المشترك
يتعذر التخلي التام عن أحد التوجهين ،
ويستحيل الجمع بينهما .
....
الذاكرة بمستوييها _ المؤقتة والدائمة _ أحد أشكال الوجود الإنساني .
وتمثل حقيقة الفرد ، لا أكثر ، ولا أقل من بقية العناصر العقلية كالتخيل والتفكير ... ، والفارق بين الذاكرة والتخيل في الاتجاه وليس في درجة القرب من الحقيقة والواقع .
لو سألني أحد اليوم : لماذا منعوك من السفر ، أو لماذا دخلت السجن قبل ذلك ؟
جوابي الصادق : لا أعرف .
لماذا خرجت من السجن بعد فترة قصيرة ؟
لا أعرف .
كم بقيت ؟
أكثر من شهر وأقل من شهرين ، لا أتذكر بدقة .
ماذا تعرف إذن !؟!
النسيان مقلوب الثأر وليس نقيضه ، ولا توجد علاقة مباشرة بين التسامح والنسيان .
الاستسلام أو النسيان القهري نوع من العنف ، وربما من أشد حالاته تطرفا .
يظن البعض أن التسامح يعني مكافأة الخطأ ( أو الجريمة ) ، أو تجاهله ، وهذا الأمر نقيض التسامح الحقيقي الذي يعزز ثقافة الحياة والحب لا ثقافة الموت والتحجر .
التوازن الفعلي بين المكافأة والمعاقبة ، من خلال معايير موضوعية ومتوازنة ، شرط لازم بالضرورة _ ولا يكفي لوحده _ لاكتساب مهارة التسامح ، التي لا تنفصل عن تحقيق التكامل الشخصي المتوازن والمرن .
....
انتقدت ( بشدة) اكثر من مرة كتابة عبد الرحمن منيف ومحمود درويش ...
الأول حول السجن السياسي ، من مسلخ بشري في الواقع إلى حلم مرغوب وصورة طوباوية !
وزميله حول المخيم الفلسطيني ، من مستنقع للنفايات الاجتماعية والثقافية وغيرها إلى حلم آخر للشباب الفلسطيني والعربي عموما _ خلال النصف الأخير للقرن العشرين !
لا يختلف عبد الرحمن منيف عن صدام حسين أكثر من اختلافي عن قصي عجيب .
ودرجات تشابه محمود درويش مع ياسر عرفات ، ليست أقل من درجة التشابه بين قصي عجيب وكاتب هذه الكلمات ، إن لم تكن أكثر .
احتجت لأكثر من 25 سنة لأفهم وجع محمود درويش وعبد الرحمن منيف ، وجنايتهما المزدوجة الثقافية _ الأخلاقية .
لم يسكن درويش في مخيم ليوم واحد .
ولم يدخل عبد الرحمن السجن (السياسي) ليوم واحد .
وأنا أعتذر إن كنت مخطئا بشأم احدهما ، بالمعنى الثقافي والسياسي بالطبع .
أيضا ، انا لا أنكر موهبة درويش الشعرية أو منيف الروائية ، لكنهما للأسف كانا جزئا من الصراخ العربي في القرن العشرين ، الذي قضى على العقل أو...يكاد . والاثنان ما يزالان واجهة الأدب السياسي العربي ، بعد الموت أيضا .
بالمعنى الإنساني : كل فرد هو ممثل الله على الأرض ورمز كرامة الانسان بالمطلق .
وهذا موقف يلازمني مثل اسمي ، ويتغيران معا أو يبقيان معا ما حييت .
....
لا اعتراف لا توقيع ، ثم بصقة في وجه المحقق !
تلك خلاصة الأدب _ السياسي العربي الزائف بالجملة ، خلال القرن العشرين .
وأضاف إليها _ درويش وسميح القاسم _ بصقة في وجه المحتل ، وهذه يمكن فعلها لأن السجن الاسرائيلي نزهة ، مقارنة بالتحقيق أو السجن الوطني ( العربي والإسلامي ) .
كيف تحل المشكلة اجتماعيا وفنيا وفكريا ؟
اجتماعيا وفكريا يزداد بؤس المخيم ، بالقياس إلى محيطه من جيل لآخر .
كما يتضاعف بؤس السجن العربي ( السياسي والجنائي معا ) من جيل لآخر .
أما فنيا ....
كما يحل _ كتبة النصوص ومخرجيها ( أو مخرجوها ) _ مشكلة الحب ، ... الحب في الثقافة العربي نوع من المرض النفسي ( ضرب وخناجر وغدر ، وبقية صنوف الخسة ... هي صفات المحبوب وافعاله المتكررة ) ، بدون أن يسأل أحد ، كيف يحب فرد ( امرأة أو رجل)... مسخا بتلك الصفات !!
عودة إلى الموضوع ، يصور الأدب ( خصوصا رواية شرق المتوسط ) السجن والسجان ودولة ( العراق أو سوريا او اليمن أو الجزائر ) ...مسوخ من ما قبل التاريخ ، ويرسم السجين على هيئة مسخ ( إيجابي ) ، وشخصية كرتونية خارج الزمن والمجتمع .
يبصق في وجه المحقق .
ويخرج من السجن مرفوع الرأس ، ينتظره المجد والحب .... ومع بقاء الوضع العام السياسي والاجتماعي على حاله .
كيف ؟!
لا أحد يعرف غير الكاتب ومن على شاكلته .
هذه هو السؤال الذي أظن ، انني توصلت إلى الجواب الحقيقي عليه _ بعد اكثر من ربع قرن من القراءة والحوار والجدال العنيف غالبا ...
الطريقة التي حل بها السيد عبد الله أوجلان مشكلة سجنه ، فعلها القيادي العربي المعارض ( ومن في حكمه ...سوري ، فلسطيني ، يمني ، خليجي ، مغاربي ) من خلال صفقة يقوم به مع المحقق _ ببساطة ووضوح ، وينجو بجلده وماء وجهه .
ما هي تفاصيل الصفقة وشروطها ، ذلك ما يتواطأ الجميع على التستر عليها .
اعتراضي على عبد الرحمن منيف ، أنه كان يتاجر بها ، مع زميله محمود درويش .
وأكرر ، الاختلاف فكري وسياسي وأدبي ، مع الاحترام لشخص الراحلين جميعا .
....
أمام السجين في العالم ، هذه معلومة لا مجرد رأي ، خيار واحد إما أو :
يعقد صفقة مع المحقق _ين ، أو يرفض عقد صفقة .
في السجون الوطنية ، اليسارية والقومية والإسلامية ، ذلك ترف لا يحلم به عاقل .
يواجه السجين طريق واحد : الاعتراف أو الموت تحت التعذيب .
....
ومن يفلت من الموت ، ويطول عمره ، يواجه خيارا آخر :
يوقع أو يبقى على قيد التحقيق .
....
من يوقع ، يواجه خيارا آخر :
يوقع ويبقى في السجن ، أو يوقع ويخرج .
وهذه علمها خارج نطاق السجان والسجين غالبا _ هناك ، القرارات من فوق .
....
من يوقع ويخرج ، يواجه خيارا آخر :
يتعامل مع الأجهزة المختصة ،
أو يرفض التعامل
....
من يرفض التعامل ....
هذا أنا ما عليه الآن :
العمر 58 سنة .
المؤهلات ... مهندس كهرباء ، اختصاص طاقة .
شاعر له ثلاث مجموعات 1 _ اشباه العزلة 1994 والفضل للأستاذ فيصل ملحم ، 2 _ نحن لا نتبادل الكلام 1998 _2002 والفضل للأستاذ لؤي حسين ، 3 _ بيتنا 2006 والفضل للأستاذة سوزان عليوان .
وبقيت مجموعة أولى مفقودة بعنوان " العقد والتوالي " والفضل سابق للأستاذ ياسر اسكيف وللأستاذ ثائر ديب ....فقدت في سراديب دار الريس سنة 1992 .
والأهم من بينها كما أشعر " سوريا الصغرى _ 2010 ...
جميعها مخطوطات تنتظر النشر في كتب ، ... إن بقي منها ما يستحق القراءة !؟
تعبت ، ... واشعر بالمرارة واليأس
لا يحق لي الشكوى .
لا يحق لي التفاخر .
أنا حسين عجيب .... ( المواطن الأمريكي بالقوة الناعمة ، والسوري بالقوة الغاشمة ...
سوف أتنافس على الجائزة الأولى فقط :
مع اينشتاين أو هوكينغ )
من يعيش يرى...
....
2 هوامش الفصل الثاني ...سوريا2020
الحق والواجب ....مشكلة الانسان وحلها وجهان لعملة واحدة

" الضرورات تبيح المحظورات "
ما هي الضرورات أو المحظورات !!!
" لا توجد أخلاق تحت خط الحاجة " ...عبارة بنفس المعنى
تمثل الفهم المنطقي _ العقلاني والمتكامل للإنسان المعاصر .
" كل قراءة إساءة قراءة ، سوء فهم جديد "...جاك دريدا يرد التحية بأحسن منها
وتتكرر دورة التفسير الدائري من أرسطو ....إلى أخر شخصية تقرأ هذه الكلمات .
بدل وجها العملة الواحدة ، وجوه الكرة وهي تتدحرج بيننا ... اليوم دور سوريا .
السلطة ، القانون ، الحدود ، ...ثلاث كلمات لا يمكن فصلها ، كما يتعذر دمجها ثانية .
....
السلوك الإنساني ، مجرد آلية تنفيذ يقوم بها الفرد بحالة لاشعورية وبدون إرادة أو وعي ... دائما ، وليس غالبا فقط .
وهذه حقيقة علمية ( تجريبية ) وليست فكرة أو مجرد رأي شخصي وخاص .
أحدث التجارب العلمية على الدماغ أثبتت ذلك ، وبدرجة عالية من المصداقية . قشرة الدماغ مع التفكير ، وسيلة وأداة لتنفيذ اتجاه الجملة العصبية _ التي تتشكل بصورة متزامنة مع الطبع الاجتماعي _ أو قرارها الثابت والمسبق .
بعبارة ثانية ، الاتجاه الشخصي للفرد ثابت ، وهذا يمكن التأكد منه بشكل مباشر ومن خلال الملاحظات اليومية المتفحصة .
....
الواجب تكملة للحق وحالة ثانوية ، ليست أولية والعكس غير صحيح .
كل محاولات التسلط والاستعباد ، والتقييد الخارجي للإنسان ، هي من عائلة الجنون بالدرجة الأولى دوما وبدون استثناء . معها كل حالة يتوقف العقل فيها عن النشاط المتوازن .
بالملاحظة المباشرة يمكن التأكد ، أن النتيجة _ للفرد أو المجتمع _ على العكس تماما من الغاية الأخلاقية المشتركة بين الأديان والفلسفة على المدى المتوسط والقريب أيضا ( أيام ) .
الحق يمثل اليوم والوجود بالفعل ، بشكل مؤكد ويقيني .
الواجب يمثل الغد والوجود بالقوة فقط ، على سبيل الاحتمال .
....
أغلب الناس لا يدركون سوى الجانب السلبي للحق !؟
وبشكل آلي يتكرر الواجب السلبي ، عبر العنف والتسلط فقط ( الذاتي أو الاجتماعي ) .
الانسان مفهوم تطوري _ دينامي ، وهو موجود عبر الزمن ومن خلاله ، حيث الزمان والمكان وجهان لعملة واحدة : الزمان مضمون المكان والمكان شكل الزمان .
الفرد بطبيعته نصف إنسان ( امرأة أو رجل ) .
الوجود الفردي دينامي _ تطوري أيضا ، وهو السبب المنطقي لانشغال البال المستتمر .
خلال الطفولة والشباب ، يكون اتجاه الفرد المحوري ، الطبيعي والصحيح نحو الاثارة ، واللذة وكل ما هو جديد ومقلق أو مخيف .
اتجاه الطفولة يتلخص في السؤال الانساني الأول والأساسي...
1_ ماذا أريد من الحياة ؟؟
مع الشباب وتقدم العمر إلى الكهولة ، ينحني السؤال _ الاتجاه حول نفسه ويدور إلى النقيض ، حيث السؤال الإنساني الثانوي أو رد الفعل الاجتماعي _ الأخلاقي ...
2 _ ماذا تريد الحياة مني ؟!
خلال الربع الخير من حياة الفرد _ الذي يطول به العمر _ يتكشف السؤال الثالث _ سؤال الأخلاق والقيم والمعنى ( السؤال الوجود المشترك)...
3 _ ماذا أريد من حياتي الآن _ هنا !!
....
الحق والواجب ، أو العقل والضمير نسيج واحد ، مفرد .
مع ذلك ، الحق يسبق الواجب ، والعقل يسبق الضمير .
العقل العلمي والضمير المذنب هوية العصور الحديثة ، أو الفرد .
الفرد الإنساني مشروع واتجاه في الزمن ، إلى الغد _ عبره ومن خلاله .
أو الفشل والنكوص ، مع الانحسار والفناء في الماضي الميت .
....
اليوم والغد اتجاهان ، أو مستويان في الوعي والنمو التطوري _ المتكامل ، يتعذر دمجهما .
اليوم _ وكل يوم يختزن الماضي كله ويجسده ، والمثال الأقرب على ذلك الجملة العصبية في الجسد _ فهي ذاكرته ومصيره بالتزامن ، نفس الشيء اليوم والماضي .
الغد بعد آخر ، مستوى من الوجود جديد ونوعي ، مجهول بطبيعته .
( الماضي موجود في الغد ، والعكس غير صحيح ) .
هذه الفكرة محورية خلال هذه السلسلة ، واعتقد أنني عالجتها بشكل منطقي وموسع بأكثر من طريقة عبر نصوص سابقة عديدة ...
أو _ على الأقل ، هذا ما اسعى إليه بجد ، وصبر ، وإيمان عميق وراسخ .
بعدما ينجح الفرد ( امرأة أو رجل ) في تشكيل أمسه الشخصي والمباشر ( الجديد) ، يفهم بسهولة هذه الفكرة _ الخبرة ...كما كررت سابقا ، هي تشبه تجربة اكتساب مهارات جديدة ، مثل السباحة لأول مرة ، أو النجاح بقيادة الدراجة لأول مرة أو التكلم بلغة أجنبية بعفوية وسلاسة لأول مرة...هي خبرة تشمل جوانب الشخصية المتنوعة والمتناقضة منها أيضا _ وهذا سبب تعذر شرحها بالكلام وحده .
....
لا يمكن وصل اليوم مع الغد بشكل مسبق ، أو بدون اهتمام أو بجهد أدنى ، أو بدون حب وشغف وحرية إرادة .... وإيمان وهو الأهم .
ماذا يفعل الناس بهذه الحالة ؟
السلوك النمطي والشائع ، عبر القيام بالفصل بين اليوم والغد وبين اليوم والأمس أيضا ... بعدها يتعذر فهم أي حدث ، وأي شيء .
التعامل مع اليوم وكأنه منفصل عن الأمس أو الغد ، جنون ووهم .
لا يوجد تناقض منطقي ولا فكري .... الانسان موجود في اليوم ، والماضي كله في اليوم ولا يمكن أن ينفصل عنه ، واليوم موجود بالقوة في الغد ... مع الماضي بالطبع وإلا كيف كنت تكتب هذه الكلمات الآن وأنت تقرأها أو العكس !
....
القبلة الأولى _ سحر ومرارة القبلة الأولى !؟
لا تختلف كثيرا القبلة الأولى عن العادة الأولى ، الكأس الأولى
المشهد في المرة الأولى ، السيجارة الأولى .
في المرة الأولى تمتزج الاثارة والأمان خلال نسيج واحد ، مفرد .
الدهشة أقرب الكلمات إلى المرة الأولى .
....
لا يمكن أن تكون القبلة الأولى حقيقية
لا يمكن أن تكون المرة الأولى حقيقية
....
هنا داخل قلبك
مكان أبيض ، فضاء ، يملأه اسم واحد
هناك ، في كل مكان
فضاء فارغ
وله اسم واحد
القبلة الأولى
المرة الأولى
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الثاني ...سوريا 2020
- سوريا 2020 ....هوامش الفصل الأول
- رواية مضادة ... سوريا 2020
- المشكلة ليست هنا أو هناك....
- موقف اللاعنف _ هامش وملاحظات أخيرة
- موقف اللاعنف _ أمثلة تطبيقية
- موقف اللاعنف
- العنف _ طبيعته وحدوده
- راحة البال _ تكملة وخاتمة
- راحة البال 2
- راحة البال .... مهارة وخبرة
- الموقف النقدي _ فن التفكير (س_س)
- الموقف النقدي _ فن التفكير (3_س)
- الموقف النقدي _ فن التفكير (2_س)
- الموقف النقدي _ فن التفكير (1_س)
- الفكر العالمي الحديث بعد سبينوزا ( س_س)
- الفكر العالمي بعد سبينوزا (2_س)
- الفكر بعد سبينوزا ....(1_س)
- الفكر العالمي الحديث بدا مع سبينوزا 5
- الفكر العالمي الحديث بدا مع سبينوزا 4


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عجيب - سوريا 202 _ الفصل الأول والثاني مع الهوامش