|
راحة البال 2
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 5804 - 2018 / 3 / 3 - 08:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
(تكملة)
الانسان كائن اجتماعي ، ولا يمكنه أن يعيش بشكل منفصل عن المجتمع ، في قوقعة أو برج أو جزيرة ...دون أن يصاب بالجنون ، مع عقد النقص والدونية التي تدمر العقل والجسد . ... العلاقة بين فرد وآخر ( أيضا على المستوى المشترك ، الاجتماعي أو السياسي ) _ بصرف النظر عن الاختلافات والتباينات العديدة _ أحد نوعين : _ علاقة تنافس وصراع ، وهي الحالة الثانوية ، الخاصة والبديلة ، بعد الفشل في إيجاد تسوية أو مستوى وشكل من العلاقة يحقق الفائدة والرضا للطرفين _ الأطراف . _ علاقة ثقة وتعاون ، هي الحالة الطبيعية والعامة ، عندما تكون الظروف والبيئة ملائمة ، وتكون الشخصيات قد حققت شروط النمو والنضج المتكامل وتجاوزت النرجسية والصبيانية . هذه الفكرة خلاصة كتاب حياتنا المشتركة ، ل... تزيتفيان تودوروف ... غاب عن ذاكرتي اسم المترجم وله شكري واعتذاري وامتناني المتصل . تودوروف يلفت الانتباه إلى أن ، فلاسفة الجدل بالأخص هيجل ، كان اهتمامهم يتركز على اصل الانسان ، وكيفية نشوء المعايير والقيم والأخلاق وخصوصا عبر علاقة السيد والعبد . واهملوا أصل الفرد ، الذي يتكرر في تجربة مباشرة ، تقوم على الشراكة والحب والتعاون ، بينما الصراع هو الاستثناء أو الحالة الطارئة في العلاقات العاطفية والجنسية المتنوعة . بمعنى أن الصراع ينشأ كبديل وتعويض عن الفشل في إقامة تعاون وشراكة ، وليس الخيار الأول والأصيل الذي يتوافق مع المصالح الإنسانية المتبادلة ....المتكاملة والحقيقية . ... علاقة التنافس والصراع معروفة ، في مختلف الثقافات والعصور بالمتسلسلة الشهيرة : أنا وابن عمي على الغريب . أنا وأخي على ابن عمي . أنا وابني على أخي . أنا وزوجتي على ابني أو ابنتي . أنا وعشيقتي على زوجتي . أنا وضميري على عشيقتي . أنا وعقلي على ضميري . أنا وشهواتي ورغباتي المتناقضة _ مع الزمن _ على عقلي .... ... بعدها ، ذلك الانتحاري البائس واليائس ، يستحق الشفقة وهو بحاجة عاجلة للإنقاذ . ... مبدأ الخطوات الثلاثة ... _ من يتجنب السير في طريق ، ترى خطوتان منه بوضوح ، عصابي ويحتاج للمساعدة . _ من يندفع في طريق لا ترى منه سوى خطوة واحدة ، مدمن مقامرة ويحتاج للمساعدة . واحد قليل واثنان كثير ؟! كيف تحل المشكلة .... هي نفسها جدلية ديموقريطس وفرويد ... بالمعنى الانساني والواسع _ السلوك لمرة واحدة لا تتكرر ، لا أحد يسبح في ماء النهر مرتين . _ الاجبار على التكرار ، لا جديد تحت الشمس... والعود الأبدي . كيف تحل المشكلة الثنائية ، وخاصة في القضايا الجدلية ....؟! عبر الانتقال إلى المرحلة الجديدة والمجهولة ، أو النكوص والعودة إلى وضع سابق ، والحل الثاني في الوضع العام حل سيء بالتأكيد ، بسبب الوضع الإنساني _ التطوري بطبيعته . أكثر الأمثلة شيوعا على الحل بالنكوص الولدنة ، وبقية السلوكيات والعادات الصبيانية التي يعود إليها البالغون عادة ، من خلال ردود الأفعال العصابية ، أو موقف التصابي ورفض واقع مرور الزمن وتقدم الانسان في العمر ، وإنكار ذلك بتصلب وعناد طفولي . وعلى المستوى الاجتماعي والسياسي ، مثال القرن العشرين بحروبه وانقلاباته العديدة ، التي غطت على الإنجازات النوعية بمختلف المجالات ، وخصوصا وسائل التواصل الحديثة . والحل الأول يتمثل من خلال الحياة والعلاقات الجديدة ...الحل التطوري _ التكاملي . هو الحل الذي نعيش اليوم معه وبفضله ، جميعا . الحل التطوري _ التكاملي أو... لكانت الأمراض والأوبئة فتكت بالجنس البشري ، ودمرته بالكامل خلال مراحل تطوره ؟! لا أنكر الحماقة الإنسانية المشتركة ، التي كادت ان تمحو الحياة على الأرض أكثر من مرة ، والتهديد ما يزال قائما _ بل واعتقد أنه يتضاعف أيضا بزيادة الأسلحة الكمي والنوعي ، وربما الحماقة الإنسانية تدمر كل شيء ....!؟ ما يحدث في سوريا اليوم ، بمشاركة العالم بأكمله ، ليس أقل من كارثة كونية . .... الفرد _ امرأة أو رجل _ نصف إنسان .... برأيي وحسب تجربتي ، توجد ثلاث مستويات لمعيشة الفرد حياته الكاملة ، وهي بالترتيب من الأرقى والأجمل إلى المستويات الأدنى ... (الحلول) السيئة والقبيحة : 1_ علاقة الحب والتعاون وقوامها الثقة المتبادلة ،... التي نتوق إليها جميعا خلال علاقاتنا المتنوعة ، وعبر مختلف مراحل العمر أيضا ، العلاقة التي يربح فيها الطرفان والجميع... معادلتها الثابتة : 1 + 1 يساوي أكثر من 2 ولا تحتاج إلى شروحات نظرية وفكرية ، هي محور الآداب والفنون والشعر بالخصوص في مختلف الثقافات والعصور ، مع ندرة تحققها في الحياة الاجتماعية والواقعية . 2_ علاقة الاحترام _ توازن الحاجات والخوف والمعيار ، خاصيتها الأساسية أنها محددة العتبة والسقف بشكل اجتماعي ومسبق ، أو باتفاق الطرفين _ الأطراف . نموذجها العلاقات الرسمية والدبلوماسية خصوصا ، حيث للشكليات والأعراف والحدود الدور الرئيسي . معادلتها : 1 + 1 = أكثر من واحد وأقل من اثنين . 3_ علاقة التنافس والصراع ، معادلتها : 1 + 1 = أقل من واحد . الانفصال أفضل من استمرار العلاقة . فكرة وخبرة الانفصال ، ما تزال حديثة العهد في الثقافة والفكر العربيين . للأسف في بلادنا وثقافتنا المشتركة ، النمط الثالث هو النمط الاجتماعي السائد ، ونموذجه أو تبريره بالأصح التشبه بالطبيعة حيث تسود علاقة ( مفترس _ فريسة ) ، ويتم إغفال الطبيعة الإنسانية المختلفة / بل المفارقة لبقية الكائنات الحية ، والمقصود الوعي والعقل بصورة عامة ، حيث الوجود الإنساني يقوم على المسؤولية الفردية بالدرجة الأولى ، وهذا الموضوع ناقشته عبر نصوص عديدة سابقا ، وللتذكير باختصار ...واقع انفصال الثقافة عن الطبيعة حقيقي ، وكل محاولات العودة إلى الوراء أشكال نكوصية لاشعورية غالبا ، والحل المنطقي والذي ينسجم مع قوانين التطور الإنساني ... على المستويين الفردي والاجتماعي ، يكون من خلال العقل وعبره بالضرورة _ من خلال صفقات وتسويات متوازنة _ أو عودة إلى الصراع وما يمثله من الانحطاط في الأدوات والغايات معا ، بدون شك ( لا يوجد مثال تاريخي معاكس) . ... هامش وإضافة تحقيق مصلحة الفرد ( امرأة أو رجل ) ، هي المشكلة والحل بالتزامن ... كيف تتحدد المصلحة الفردية ، في العلاقات الخاصة أو المشتركة ؟! الحل الذي توصلت إليه من خلال أبحاث عديدة ( كلها منشورة على الحوار المتمدن ) ، يحقق شرط البساطة والسهولة كما أعتقد أو أرغب ، وخلاصته بتكثيف شديد... مصلحة الفرد نتيجة ومحصلة من ثلاثة مستويات على الأقل ، متباينة ومستقلة بشكل واضح : 1_ المصلحة المباشرة ، حيث تسيطر الرغبة والحاجات الضرورية والمشروعة أو الحاجات السلبية والمرضية كالحاجة إلى الخضوع أو للسيطرة ، وتتمثل المصلحة المباشرة باليوم الحالي مقابل الغد خلال 24 ساعة ، والماضي متضمن في اليوم واختياره شكل من الجنون . 2_ المصلحة المتوسطة ، مجالها التقريبي بين سنة واحدة وخمس سنوات . وهي كثيرا ما تكون على اختلاف وتضاد مع المصلحة المباشرة ، يصل إلى درجة التناقض التام أحيانا ، أو التوافق _ بحسب نوع الاعتماد النفسي أو الاتجاه الشخصي للفرد . الهوايات مثلا ، غالبا تساهم في تحقق التوافق والانسجام بين اتجاه المصلحة المباشرة مع المتوسطة أيضا ( الرياضة ، الموسيقا ، التركيز والتأمل ...) ، بينما تعمل العادات السلبية على العكس ، يوجد تناقض صريح بين تحقيق المصلحة المباشرة وبين تأجيلها أو الإقلاع عنها ( مثالها العادات الادمانية ..) . وفي رأيي ( غير المتواضع هنا ، نتيجة أبحاث عديدة ومتنوعة ) ، درجة التوافق أو التناقض بين اتجاه المصلحتين المباشرة والمتوسطة ، يمكن اعتبارها بمثابة المعيار الموضوعي للصحة العقلية والنفسية _ العاطفية والاجتماعية المتكاملة للفرد ، التي تتيح لها أو له النمو والنضج الاجتماعي _ الإنساني ،... بيسر وسرور أيضا . 2 _ المصلحة غير المباشرة والبعيدة ، ....مجالها مفتوح : من يؤثر في حياتك الشخصية _ اليوم _ أكثر ، ثلاثة من جدودك أم فرويد وأينشتاين ؟! ... المصلحة الحقيقية واحدة للإنسان والفرد ، هذه الخلاصة التي توصلت إليها _ واعتقد أنها ستلازمني مثل اسمي _ وموقفي نتيجة قناعة عقلية وعاطفية ومنطقية معا ، يعتمد على فكرة وخبرة التمييز بين ثقافة الوفرة والصحة ، وثقافة الحاجة والحرمان ... وخلاصتها : من يعطي 1 من عشرة ( من طاقته وإمكانياته ) خلال حياته الشخصية واليومية أو الاجتماعية والانسانية ،... سيكون مردوده أقل من ما قدمه _ت غالبا . ويستمر الفقد وقلة المردود ، مقارنة بالتكلفة والجهد حتى المنتصف . من يعطي _ تعطي نصف الاهتمام للنفس والعالم ، ...رحم الله امرئ عرف حده ووقف عنده كما تقول العبارة المأثورة ، هو الموقف العدمي ( المثالي ) ، أو تكافؤ الضدين ، الذي صاغه بوذا والمسيح . بعد المنتصف تحدث المعجزة !!! وأنا لا استطيع تفسير ذلك ، بشكل منطقي وعلمي ... من يعيش _ تعيش الحياة ، وفق مبدأ العطاء أو الاهتمام الفعلي ( منح الوقت والجهد والانتباه للأشخاص والأحداث ) ، ت _يتلقى أكثر مما يرغبان ! وهذه الفكرة _ الخبرة التي قدمها فيكتور فرانك للإنسان والحياة ، بشكل بسيط وواضح ، من خلال البحث عن المعنى _ الانسان يحتاج إلى المعنى . .... غبطة الوجود وراحة البال .... نجاح فن العيش بشكل فعلي ومتكامل . وبعبارة ثانية ، حالة ووضع النجاح في الإجابة على السؤال الثاني _ سؤال الرشد والمعنى : ماذا تريد الحياة مني ؟ مثالها الحالي ، المباشر والأقرب ، عملية سبر المعلومات بالطرق والمناهج الحديثة . بنفس الطريقة التي يحمل فيها اليوم الحالي ...الآن _ هنا ، حياة كل فرد حي ( المتكاملة ) في مختلف تفصيلاتها ، تنعكس خلاصة حياته عبر جملته العصبية وتعبيراته المختلفة والمتنوعة ، مع تلقيه وإدراكه للعالم من حوله . السؤال الذي صاغه معلمو التنوير الروحي منذ عدة آلاف من السنين : هل كان أحد ليختار الشقاء !!! (للبحث تكملة )
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
راحة البال .... مهارة وخبرة
-
الموقف النقدي _ فن التفكير (س_س)
-
الموقف النقدي _ فن التفكير (3_س)
-
الموقف النقدي _ فن التفكير (2_س)
-
الموقف النقدي _ فن التفكير (1_س)
-
الفكر العالمي الحديث بعد سبينوزا ( س_س)
-
الفكر العالمي بعد سبينوزا (2_س)
-
الفكر بعد سبينوزا ....(1_س)
-
الفكر العالمي الحديث بدا مع سبينوزا 5
-
الفكر العالمي الحديث بدا مع سبينوزا 4
-
الفكر العالمي الحديث بدا مع سبينوزا 3
-
الفكر العالمي الحديث بدا مع سبينوزا 2
-
الفكر العالمي الحديث بدا مع سبينوزا _ 1
-
تكملة الاعتماد النفسي
-
الاعتماد النفسي كمحدد لهوية الفرد
-
علاج ما بعد الصدمة !؟
-
تكملة تعديل السلوك المعرفي
-
تعديل السلوك المعرفي 2
-
تعديل السلوك المعرفي _ مقدمة
-
التحليل النفسي _ أمثلة تطبيقية...
المزيد.....
-
البرتغال تخطط لطرد نحو 18 ألف مهاجر غير شرعي من البلاد
-
-التحالف الدولي- يجري تدريبات ومناورات في محيط أكبر قواعده ب
...
-
استطلاع: ثلثا الألمان يعتبرون حزب -البديل من أجل ألمانيا- مت
...
-
الاحتلال يعتدي على فلسطينيات بأريحا والمستوطنون يصعّدون عدوا
...
-
قطر ترفض تصريحات -تحريضية- لمكتب نتنياهو حول دورها في الوساط
...
-
موقع عبري يكذّب رواية مكتب نتنياهو بخصوص إلغاء الزيارة إلى أ
...
-
فرقة -زيفربلات- الأوكرانية تغادر إلى سويسرا لتمثيل بلادها في
...
-
-كيماوي وتشوه أجنة-.. اتهام فلسطيني لإسرائيل بتكرار ممارسات
...
-
قطر ترد بقوة على نتنياهو بعد هجومه العنيف والمفاجىء على حكوم
...
-
موسكو تؤكد.. زيلينسكي إرهابي دولي
المزيد.....
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
المزيد.....
|