أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - وليد يوسف عطو - الازدواجية احدى مشكلات الهوية الانثوية














المزيد.....

الازدواجية احدى مشكلات الهوية الانثوية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5828 - 2018 / 3 / 27 - 17:32
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الازدواجية احدى مشكلات الهوية الانثوية

لقد اصبح بامكان المراة القروية في العراق والنساء الساكنات في المناطق الطرفية والشعبية في بغداد والمدن الكبرى وحولها , مشاهدة عالم الاستهلاك والبذخ عن طريق المولات والمطاعم الفخمة من خلال الاعلانات , عبر الفضائيات وشاشات الحواسيب والموبايلات .لقد اصبحت المراة تعيش ازدواجية في السلوك وفي النفس وفي الهوية .فالمراة تبقى مسؤولة الى درجة كبيرة عن الهوية الجماعية باعتبارها حارسة للتقاليد والموروثات .

تقول الباحثة الدكتورة خلود السباعي في كتابها (الجسد الانثوي وهوية الجندر)ان الازدواجية اصبحت احدى ابرز الاليات الموحدة بين النساء,حيث هنالك الكثير من النساءمتلهفات الى الحداثة والحضارة ومنجزاتهما , لكنها في نفس الوقت تبقى المراة متشبثة بالتقاليد المتوارثة الناتجة عن مخزون سيكولوجي وثقافي واجتماعي والذي يعيق في كثير من الاحيان تحررها وانفتاحها .

الازدواجية تدفع النساء الى الكذب والتبرير وهي ظاهرة سيكو اجتماعية تعكس حالة نفسية قلقة تدفع بالمراة الى ممارسة سلوكيات متناقضة تعبيرا عن قلق هويتها الانثوية .وقد وصف الباحث مصطفى عوض خميس في كتابه (دفاعا عن المراة )التناقضات والضغوط التي تواجهها المراة بالقول :
(لاشك ان مشاكل المراة العصرية تختلف باختلاف طبقتها الاجتماعية. وتزيد المشاكل والماسي كلما هبطت المراة في السلم الاجتماعي , الا ان هناك ماساة مشتركة تشترك فيها جميع النساء ,الا وهي ماساة الزواج والطلاق والازدواجية ).

ان معيشة الكثير من القرويات في اماكن طرفية قريبة من المدن الكبرى في العراق تجعلها تشعر بالفقر المدقع الذي تعاني منه ومن ثقافة المجتمع وتقاليده العشائرية وشعورها بالاضطهاد لعدم امتلاكها مؤهلات علمية مما جعل الكثير من هؤلاء النساء مدمنات على الثرثرة ومشاهدة المسلسلات التركية المدبلجة والتي تغذي فيهن احلامهن المستحيلة التحقيق كمرادف لعالم الف ليلة وليلة , حيث تحلم الفتيات بالثراء السريع والزوج الغني والسيارات الفارهة والملابس الفاخرة مع الحلي .

كما تزيد وسائل الاعلام النار اشتعالا من خلال الرغبة العارمة في الاستهلاك باعتباره مؤشر دال على حياة الرفاهية في شكلها الجذاب .تمثل هذه الظواهر بحسب الدكتورة خلود السباعي احد ابرز الاسباب المعززة لهوية الجندر لترسيخها في اعماق الفتاة , الرغبة في الاستهلاك والحصول على العيش الرغيد .

وهكذا تفكر المراة في تقديم نفسها وجسدها الى الرجل الذي يمكن ان يحقق هذه المطاليب .وهذا يدخلها في عبودية اساسها وسائل التجميل وملابس الموضة والعيش الرغيد ,حيث يتحول الزواج في كثير من الاحيان الى نوع من البغاء الشرعي الذي تبيع فيه المراة جسدها للرجل القادر على تلبية احتياجاتها . فاذا كانت نماذج الحداثة قد وصلت الى استقطاب النساء المثقفات وصاحبات الشهادات العليا ,نجد نسبة كبيرة منهن منشغلات بالجسد , مهووسات بتجميله والحفاظ على رونقه ,فماذا نقول عن المراة القروية والتي تعاني من الجهل والفقر والحرمان والامية؟

ان التغييرات في المجتمع العراقي نحو الانفتاح على التقنيات الالكترونية والتعليم الاهلي قد اوجد اشكالا جديدة من المعاناة النفسية للمراة , وهو ماادى الى تعميق ازمة الهوية لدى النساء بسبب التنازع بين الواقع وبين الطموح , بين الهوية القروية وبين هوية المدينة البعيدة المنال خصوصا ان مدن العراق الكبرى تحولت الى حاضنات لاعادة انتاج ثقافة الريف والعشيرة .

لذا من الضروري البدء بتعليم المراة حتى تستطيع الدفاع عن مصالحها وافكارها دون خوف او شعور بالذنب او بالخجل .اتفق مع راي الدكتورة خلود السباعي في التوكيد على الهوية الانثوية من خلال انتقاد ثقافة وسائل التجميل والتي بات يستخدمها الشباب اليوم في مدن العراق مع قصات الشعر الغريبة وكذلك عدم التاثر ببرامج الموضة وعمليات التجميل مبينة اهمية الجمال الداخلي للمراة الذي لايحتاج الى اكسسوارات ,حيث ان البحث عن اخر صيحات الموضة لن يصل بالمراة سوى الى عبودية جديدة .

لذا من الضروري الحفاظ على خصوصية مجتمعاتنا , لكي نعيد للمراة مكانتها باعتبارها انثى تتمتع بكل الاحترام عليها ان تفعل ذلك بعملها ودراستها وتكون زميلة للرجل وليست جارية له , وهي الخطوة الاولى نحو انشاء هوية انثوية تنظر الى المراة ككائن مستقل وليست ضلع ادم المعوج . في الختام تقول الدكتورة خلود السباعي :
ان لعلاقة المراة بجسدها انعكاسات عميقة على احساسها بهويتها ,وبالتالي فهي احد ابرز الاسباب المؤدية الى ماتعرفه هوية الجندر من اجحاف وظلم بحقها .فكثير من معالم اللامساواة الجندرية نتاج مواقف وسلوكات تتحمل مسؤوليتها المراة ,لذلك فانه يبقى من الاجحاف ربط كل اسباب اللامساواة الجندرية بالرجل . فلربما بحث الرجل عن المراة فلم يجد غير الانثى الفاتنة بجمالها المستعار,التي سعت بشكل مقصود الى ان تحرك فيه الغريزة , وتسكت صوت العقل .

وامام هذه العلاقة المعقدة للمراة بالجسد والهوية الجندرية تقول سيمون دي بوفوار (ان يكون الانسان امراة امر متناقض ومعقد وغامض , لايمكن ان يتحمله غير المراة ).

ختاما للمراة كل الحب !

مقالات ذات صلة :

مقالتنا (هوية الجندر والموضة ) والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=592945



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوية الجندر والموضة
- هوية الانثى من الناحية الثقافية
- البحث في الهوية الانثوية
- اسماء اطلقت على العرب المسلمين
- علاقة الشعوب المقهورة بالاسلام
- هوت التحرير في خدمة الانسان
- الانحياز الى لاهوت الرجاء
- تهنئة الى اسرة الحوار المتمدن
- العبودية تجدد نفسها
- صناعة المواطن والاعلام في الظرف الراهن
- دولة الجواري :شجرة الدر نموذجا
- توظيف الغلمان للمتعة
- الهندسة الاجتماعية في صناعة الجواري
- الحياة الثقافية في العقل اللاواعي : الجواري والغلمان نموذجا
- الثقافة وعلاقتها بالهندسة الاجتماعية
- صناعة الانسان والمواطن عن طريق الهندسة الاجتماعية - ج 3
- اهمية الذاكرة في صناعة الهوية
- الغلام والجارية في معاجم اللغة
- القرابين البشرية والحيوانية
- اليهود من البداوة الى التحضر


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - وليد يوسف عطو - الازدواجية احدى مشكلات الهوية الانثوية