أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - تهنئة الى اسرة الحوار المتمدن














المزيد.....

تهنئة الى اسرة الحوار المتمدن


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5743 - 2017 / 12 / 31 - 21:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تهنئة الى اسرة الحوار المتمدن

بمناسبة اعياد الميلاد وراس السنة الميلادية الجديدة
اتقدم الى اسرة الحوار المتمدن باطيب التهاني والتبريكات متمنيا ان تعيش شعوبنا السلام والاخاء والمحبة وتنتصر على العنف بالمحبة وان تتخلص من العنصرية واللامساواة من اجل القضاء على الاستغلال والفقر والتهميش وتحرير شعوبنا اجتماعيا وفكريا وسياسيا .والانتقال من السياسة النيوليبرالية الى الاشتراكية الانسانية .

لقد كان مذهب الاسكاتولوجي (الاخروي )لدى اليهود قويا, حيث تمت المزاوجة بين فكرة المسيح المنتظر وفكرة المخلص الزرادشتية والتي انتشرت بعد سقوط بابل سنة 539 .ولابراز مكانة المسيح في تصور اليهودالاسكاتولوجي كان على المسيح ان يكون ذا طابع خارق للعادة , فهو يولد من عذراء ( ويعطيكم السيد نفسه اية :ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل ( سفر اشعياء 7 – 14)وهو من نسل داود الملكي (مزمور 89 )وهو الابن ( انت ابني وانا اليوم ولدتك )مزمور( 28 – 2 -8) وهو ابن الانسان الملقب في سفر دانيال بقديم الايام .

هذه بعض الصفات الاساسية التي حملها مسيح اخر الازمنة في التصور اليهودي .وساعد على نموها وانتشارها التلاقح الحضاري اليهودي الفارسي من خلال فكرة المخلص الزرادشتية .لقد كان يسوع يرفض كل لقب يوحي بانه مسيح الله لان كلمة مسيح ذات مدلولات سياسية وفضل يسوع تسمية نفسه ابن الانسان (الحق الحق اقول لكم من الان ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الانسان )(يوحنا 1 -51 ).وعندما قال له بطرس (اانت المسيح ابن الله الحي ؟ )اوصى تلامذته الا يخبروا احدا بانه المسيح , ثم راح يحدثهم عن ابن الانسان وعن مهمته في هذا العالم وعن قدومه الثاني :

( فان ابن الانسان سوف ياتي في مجد ابيه مع ملائكته , وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله ) (متى 16 :13- 28) . وقد اعلن يسوع رفضه لقب (ابن داود)(كيف يقولون ان المسيح هو ابن داود , وداود نفسه يقول في كتاب المزامير (قال الرب لربي : اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك )؟.فاذا كان داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه ؟ )لوقا 20 :41 – 44
لقد رفض يسوع لقب المسيح وهو يشير الى المسيحانية السياسية واعلن نفسه ابن الانسان وهو لقب ينفتح على الانسانية جميعها وهو يحمل الخير والرحمة . لقد افتتح يسوع ملكوته استنادا الى سفر اشعياء النبي (لوقا 4 : 18 )( روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين وارسلني لاشفي منكسري القلوب ,لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمى بالبصر , وارسل المنسحقين في الحرية , واكرز بسنة الرب المقبولة ثم طوى السفر وسلمه للخادم وجلس ,وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة عليه , فابتدا يقول لهم:

(اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم ). وهكذا افتتح ملكوت الله دون ان يقدم نفسه ملكا على اليهود حيث كانت المسيحانية السياسية اليهودية ترى في الاطاحة بالرومان غايتها الاساسية . لكن يسوع راى في نفسه الشخص الممنوح من الله التبليغ برسالة الاخاء والمحبة .

لقد استطاع يسوع التمييز بين ملكوته الخاص وملكوت اله اسرائيل الدموي . فملكوت يسوع ملكوت روحاني ليس من هذا العالم .لقد انتهى عهد الشريعة اليهودية وابتدا عصر المحبة والرحمة . يقول يسوع ( اريد رحمة لاذبيحة ) ان هذا النص يحمل دلالات خطيرة تستهدف المس بمؤسسة الكهنوت اليهودية وتقويضها وابطال طقس القربان المقدس (تعالوا الي ياجميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم ) متى (11-28 ).

في ناموس المسيح القائم على المحبة انتصرت الاخلاق على الطقوس الشكلية .وهكذا اكمل يسوع مهمته التي جاء من اجلها انه ناموسس المحبة لكل البشرية وليس لليهود فقط حيث لايبقى للهيكل اليهودي من مسوغ .لقد اعلن يسوع ان مملكته ليست من هذا العالم , وهو ليس المسيح اليهودي بل ابن الانسان الذي افتتح ملكوت الخلاص والمحبة والغفران .

مقالات ذات صلة

مقالتنا (جذور الاحتفال بعيد ميلاد المسيح )والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=334523
المصدر

كتاب ( ولادة المسيح واشكالية التثاقف اليهودي المسيحي ) تاليف يوسف هريمة – ط 1 -2014 –الناشر – المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب وبيروت – لبنان – جميع الحقوق محفوظة الى مؤسسة مؤمنون بلا حدود- متوفر في مكتبة سطور – بغداد –شارع المتنبي .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبودية تجدد نفسها
- صناعة المواطن والاعلام في الظرف الراهن
- دولة الجواري :شجرة الدر نموذجا
- توظيف الغلمان للمتعة
- الهندسة الاجتماعية في صناعة الجواري
- الحياة الثقافية في العقل اللاواعي : الجواري والغلمان نموذجا
- الثقافة وعلاقتها بالهندسة الاجتماعية
- صناعة الانسان والمواطن عن طريق الهندسة الاجتماعية - ج 3
- اهمية الذاكرة في صناعة الهوية
- الغلام والجارية في معاجم اللغة
- القرابين البشرية والحيوانية
- اليهود من البداوة الى التحضر
- اشكالية الخير والشر عند الله
- صناعة الانسان والمواطن عن طريق الهندسة الاجتماعية - ج 2
- تغيير اليسار لاجل يسار قادر على التغيير
- صناعة الانسان والمواطن عن طريق الهندسة الاجتماعية
- صراع الهويات : الجواري والغلمان نموذجا
- مخاطر وسلبيات النانو بين الهاجس والحقيقة
- تكنولوجيا النانومن اجل خدمة الانسان
- اهمية الخبز في الميثولوجيا الرافدينية


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - تهنئة الى اسرة الحوار المتمدن