أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - الحياة الثقافية في العقل اللاواعي : الجواري والغلمان نموذجا














المزيد.....

الحياة الثقافية في العقل اللاواعي : الجواري والغلمان نموذجا


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5709 - 2017 / 11 / 25 - 15:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الجهر بالجواري لمن استطاع اليهن سبيلا

لقد استمتع خلفاء بني العباس بالجواري والغلمان فتم تاثيث الفضاء الداخلي والخارجي بالجواري والغلمان .وقد كانت الجارية نواة مجالس اللهو التي اقامها الخلفاء العباسيون والخاصة من الناس قبل تدعيم هذه المجالس بالغلمان .وقد تعددت اشكال المجالس وتدرجت من البساطة الى التعقيد ,لكنها اشتركت جميعها في مكوناتها الاساسية :زينة ,خمر ,طعام ,ازهار ,جواري وغلمان .

وقد احتلت الجارية العمود الفقري للمجلس واحتلت فيه ثلاث وظائف , فكانت هي الساقية.والضاربة او المرددة ,وكانت المحظية . كانت الساقية اكثر الجواري حضورا في المجلس باعتبارها جارية مكشوفة , حيث تمر بين الرجال وتوزع الشراب , فتغزلوا بها لانها ملك مشاع للجميع , ومزجوا بين مفعول عينيها ويديها وبين ماتقدمه .

لاعيش الا بكف ساقية – ذات دلال في طرفها مرض

كان في الراح حين تمزجها – نجوم در تهوي وتنخفض

يشرب الحاضرون من يد الساقيات وهم يشاهدون ماتقدمه العارضات .وعد هذا الصنف من الجواري من زينة المجلس وقدمت تلك الجواري عروضا غنائية وموسيقية فكان فيهن عازفة الناي وعازفة العود وغيرها من الالات .يعتبر الباس الجاريةمن اهم عناصر المجلس ,وقد زينت جميلة المغنية في احد العروض,رؤوس جواريها بشعور مسدلة كالعناقيد الى اعجازهن وتم الباسهن الملابس المصبوغة , ووضعت فوق الرؤوس التيجان .

تقوم المغنيات بالغناء من وراء ستار ,وللستارة اهمية كبرى بحسب الدكتورة وفاء الدريسي (الجواري والغلمان في الثقافة الاسلامية : مقاربة جندرية )فالستارة تقسم الفضاء الى قسمين ,الاول واسع ومكشوف مخصص للرجال ,والثاني ضيقة ومحجوبة رغم اتساعها ومخصصة للجواري .اي ان السادة قسموا المكان , فهم يرون ان هذا الصنف من النساء داخل في حريمهم ومن ثم في ممتلكاتهم , وحجبوهن ليستمتعوا بهن لايشاركهم فيهن شريك .

واعدوا بقية الجواري للعرض لا للامتلاك , فلم يحجبوهن . وهذا يبين ان الرجل يعامل الجواري باعتبارهن جندراي جسد ثقافي وليس جنس .وهذا يشبه قول العراقي حين يتحدث عن زوجته باعتبارها من املاكه ( تكرمون حرمتي ).

وهكذا يعامل الرجل الجواري باعتبارهن ( جندر ), اي انه يطوع الجواري في كل مرة بحسب السياق الثقافي الذي يريد ان يضعهن فيه .اما الغلمان فكانوا يرتدون ثيابا موردة شبيهة بملابس الجواري ,ويجلبون انتباه الحضور مثلما تتصرف الجواري ,لهذا اقبل الرجال عليهم في اوقات اللهو .تاثر العقل الجمعي اللاواعي العربي الاسلامي بمخزونه من الثقافة الجنسية والجندرية وبالحياة الثقافية الذكورية والابوية منذ صدر الاسلام الى يومنا هذا .

لقد قامت داعش بعرض الفتيات للبيع في اسواق للنخاسة واللواتي تم اسرهن لغرض النكاح باعتبارهن مجرد بضاعة فقط .واصبح اغتصاب الفتيات الصغيرات من افعال الدواعش واضرابهم .وتحولت الاخت في العشيرة والعائلة الى جارية عليها خدمة الجميع , وقد يغتصبها الاب او الاخ او ابن العم فلا تستطيع الاحتجاج, وجل ماتقوم به هو الانتحار عن طريق حرق نفسها وملابسها وهو مايحدث اليوم في جنوب العراق .

الانتحار بحرق الجسد هو فضيحة للعائلة وللعشيرة وهو اشهار من المراة والفتاة لرفضها القمع الحاصل على جسدها وهو نوع من الاحتجاج والذي يمثل فضيحة امام المجتمع .كما انتشرت ظاهرة المثلية الجنسية بين الشباب واخذوا بتقليد النساء في الماكياج وفي بعض الملابس .

اليوم تعيد مجتمعاتنا عصر الجواري والغلمان والحريم عن طريق شاشات الحواسيب والهواتف الذكية لاثارة الغرائز وتحويل الانظار عن المشكلات البنيوية العميقة وافلاس الحكومات واهدار المال العام وفق سياسات العولمة من اجل تفكيك مجتمعاتنا .لذا تكثر في مجتمعاتنا المخدرات بين الشباب والفتيات واللواط والسحاق وانتشار الدعارة وحمامات المساج لغرض ممارسة الجنس . وهكذا اصبح المواطن بامكانه الجمع بين المتناقضات وضميره مستريح ولسان حاله يقول :
وهل انا الا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية ارشد .
الزوج في المجتمع العراقي اذا كان متزوجا من امراة ذات عمل مرموق وشهادة محترمة يفتخر بها من ناحية الجندر , اي الجسدالثقافي ,لكنه يحاول استصغارها وتبخيسها في المنزل والحط من قيمتها لانه ذكر وهي مجرد امراة , اي انثى من ناحية جنسية وليست جندر.



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة وعلاقتها بالهندسة الاجتماعية
- صناعة الانسان والمواطن عن طريق الهندسة الاجتماعية - ج 3
- اهمية الذاكرة في صناعة الهوية
- الغلام والجارية في معاجم اللغة
- القرابين البشرية والحيوانية
- اليهود من البداوة الى التحضر
- اشكالية الخير والشر عند الله
- صناعة الانسان والمواطن عن طريق الهندسة الاجتماعية - ج 2
- تغيير اليسار لاجل يسار قادر على التغيير
- صناعة الانسان والمواطن عن طريق الهندسة الاجتماعية
- صراع الهويات : الجواري والغلمان نموذجا
- مخاطر وسلبيات النانو بين الهاجس والحقيقة
- تكنولوجيا النانومن اجل خدمة الانسان
- اهمية الخبز في الميثولوجيا الرافدينية
- الانقلاب البريطاني على الملكية في العراق
- شبهة العلاقة المثلية بين كلكامش وانكيدو
- الشباب الفلسطيني :المقاومة وطقوس العبور
- احداث تم تزويرها من تاريخ العراق الحديث
- من طقوس العبور : طقس الحلاقة الاولى للاطفال اليهود
- المثلية الجنسية في الادب العربي


المزيد.....




- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...
- المبعوث الأمريكي ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإس ...
- -ما وراء الخبر- يناقش أهداف زيارة الرئيس الإيراني لباكستان
- والد الطفل عاطف أبو خاطر: أولادنا يموتون تجويعا أو تقتيلا عن ...
- مصادر إسرائيلية: أسبوع حاسم ستتخذ فيه قرارات تغير وجه الحرب ...
- رئيسها زار باكستان.. هل بدأت إيران ترتيب الميدان لحرب جديدة؟ ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - الحياة الثقافية في العقل اللاواعي : الجواري والغلمان نموذجا