أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - شبهة العلاقة المثلية بين كلكامش وانكيدو













المزيد.....

شبهة العلاقة المثلية بين كلكامش وانكيدو


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5579 - 2017 / 7 / 12 - 20:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اتقدم بوافر الشكر والتقدير والعرفان الى الباحث الاستاذ ناجح المعموري ,رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق على اهدائه لي نسخة من كتابه (المسكوت عنه في ملحمة جلجامش)-ط1 – 2014 – اصدار – دار المدى –بغداد

ينطلق الباحث ناجح المعموري ,رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ,في تحليله لملحمة كلكامش من قراءة مغايرة في الصراع الذي دار بين الثقافةالقمرية (الانثوية )والثقافة الشمسية (الذكورية )والتي انتبه اليها الباحث في الانثروبولوجيا فراس السواح ,لان ثنائية الموت والحياة لم تكن موضوعا اساسيا لها ,بحسب ناجح المعموري .

واشار المعموري الى ان كلكامش كان مركزا حيويا في نص الملحمة , ويمثل انكيدو هامشا فيه ,على الرغم من انه قام بمهام عديدة وخطيرة .
يتعلم الانسان في الديانة القمرية( الانثوية )فنون الرقص .حيث يرتبط الرقص بالطقوس الدينية الاخصابية ,حيث الانسان في الرقص يتحرر جسده .فالرقص يرتبط بالخمر ويجب تناوله قبل انتظام حلقة الرقص حيث يتحرر جسد الانسان من الماديات ويغرق في الدفق الروحي .



ان الرقص اول طاقة حررت جسد الانسان من اثقاله ومنحته قدرته الخلاقة على الحركة ,وجعلت الجسد مركز التدفق الروحي .يتصف الرقص بالتفجر والتدفق واللامحدودية عندما يقترن مع الخمر .لقد صار الرقص طقسا دينيا في الديانة الزراعية , القمرية الاخصابية , عشتار نموذجا عليها .نلاحظ ذلك من ترافق الرقص مع طقوس السحر والذي يهدف الى ادامة الحياة وتطويرها.

وكانت تلك النشاطات ,كما قاال فراس السواح,برعاية الام الكبرى ,لان المراة هي الساحرة الاولى وبسحرها كانت تمارس سيطرتها على الرجل وتعزز مكانتها ضمن الجماعة .وكانت الخمرة جزء من ممارسة طقس يومي وخصوصا في الديانات القمرية لانها قرينة المراة بما تثيره في نفس المنتشي من حساسية عالية وسعي للاتصال والاندماج.والخمرة ترتبط ايضا بالمراة لانها نتاج الديانة الزراعية, سكر ومخدر وموسيقى .

تلك هي عادة الغيبوبة العشتارية التي تعبر بالمريد من جفاف الشمس الى نداوة القمر , كما قال فراس السواح . وصار انكيدو واحدا من البشر ,لكنه اكثرهم فطنة,لانه حاز بعض الصفات الالهية .

لغز انكيدو وشبهة العلاقة المثلية بين كلكامش وانكيدو

يقول الباحث الاستاذ ناجح المعموري ان انكيدو اقام اتصالا ادخاليا مع كاهنة الرغبات ( البغي )التي ارسلت اليه من اجل ترويضه .بعد هذا الاتصال لم ترد اشارة على اتصال او محاولة اتصال مع المراة خلال الفترة الطويلة التي قضاها انكيدو في مدينة اوروك .
لقد توقفت العلاقة الجنسية مع المراة ,بحسب ناجح المعموري ,وهذا يثير الكثير من التساؤلات حول مثلية انكيدو .لقد بقي انكيدو مرتبطا مع اصله الصحراوي , وظل مكبوتا في داخله .

لقد كان اتصال انكيدو مع البغي اتصالا متماثلا مع طريقة اتصال الحيوان مع نظيره .ووجد في المراة وسيطا انسانيا ,لتاكيد ثنائية العلاقة الايجابية لان ذكرى حياته البرية ظلت تلاحقه وظلت مهيمنة على سلوكه , وكان له فعل تاثيري واضح . وظل انكيدو في مواجهة متطلبات الحياة الجديدة التي ادخلته في صراعات قوية,اهمها التحدي المشترك لثوابت الفكر العراقي القديم .

يقول الباحث الاستاذ ناجح المعموري (من الاسباب الجوهرية التي منعت انكيدو من الزواج ,او اقامة علاقة اتصالية مع امراة ,هي ميوله اللوطية التي يرشح عنها النص مثلما يوميء المسكوت عنه في العلاقة الثنائية .
(فاخبرها ابن الصياد )هوذا (يا ) شمخت فاكشفي مفاتنك اليه
اكشفي جسمك العاري وليتمتع بمفاتنك
اجعليه يصعد على الظهر ويتمتع
فعندما يراك سوف يقترب منك
اطرحي الثياب ودعيه يستلقي عليك
اجعليه يمارس عمل المراة
وسوف تنكره دوابه التي ترعرت في بريته
وسيضغط صدره بقوة على ظهرك
فكشفت شمخت المحظية صدرها وكشفت جسدها العاري
وتملك الوحش مفاتنها
لم تخف عندما مارس معها الحب على الظهر
خلعت ملابسها واستلقى عليها
وجعلته يمارس عمل المراة
وضغط صدره بقوة على ظهرها
وبقي انكيدو مواصلا المحظية شمخت لستة ايام
وسبعة ليال وعندما شبع من لذتها توجه نحو
دوابه
يقول الاستاذ ناجح المعموري ان النص واضح ,ولكن من الممكن ان يتخذ التاويل مسلكا مغايرا يتمثل في ان انكيدو وقد خلق في البرية وعاش مع الحيوانات وراها كيف تتصل بانثى الحيوان ,فظلت الصورة الحسية كامنة في ذاكرته .لذا نصح ابن الصياد,شمخت ان تعطيه ظهرها .وهذه قراءة ممكنة ,والميول اللوطية ممكنة اكثر لان طريقة الاتصال والافعال التي يمارسها توحي بممارسة اللواط ( اجعليه يصعد على الظهر ويتمتع وسيضغط صدره بقوة على ظهرك)..وضغط صدره بقوة على ظهرها .يقول ناجح المعموري ان مايعزز تاويله بشذوذ انكيدو ,هو ابتعاده تماما عن العلاقة الثنائية مع المراة,ولعنته عليها بعد مرضه .لقد كانت كاهنة الرغبات ( البغي ) هي المسؤولة عن تربية انكيدو سلوكيا ومعرفيا ,وحققت نجاحا بذلك .وبما ان ممارسة الجنس جزء من تلك المعرفة والثقافة , كان يفترض بها ان تعلمه الطريقة التي التي كانت متبعة في الاتصال الثنائي والتي كانت معروفة وشائعة.لان اكثر اوضاع المضاجعة شيوعا كانت الوجه للوجه بحيث تكون المراة مستلقية على ظهرها.

مسك الختام :

لقد فات على الباحث القدير ناجح المعموري ان اتصال انكيدو مع البغي على طريقة الحيوانات حيث يقفز الذكر على ظهر الانثى ليمارس الجنس , يمثل المرحلة الحيوانية في حياة انكيدو . وان حياة انكيدو مع البغي هي طقس للعبور من الحالة الحيوانية الى الحالة الانسانية المدينية .لذا لاتاتي الملحمة على ذكر طريقة الاتصال الجنسي بين انكيدو والنساء بعد دخوله مدينة اوروك .لان انكيدو تحول الى انسان مديني يمارس الجنس مع النساء عن طريق استلقاء المراة على ظهرها وتلاقي الوجهين .

ان المثلية الجنسية لم تخطرعلى بال كاتب نص ملحمة كلكامش ونساخها وليس لها علاقة في البحث عن الخلود , او الصراع بين الثقافة القمرية والثقافة الشمسية .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب الفلسطيني :المقاومة وطقوس العبور
- احداث تم تزويرها من تاريخ العراق الحديث
- من طقوس العبور : طقس الحلاقة الاولى للاطفال اليهود
- المثلية الجنسية في الادب العربي
- ترميم جسد الميت بتقنية النانو
- الختان في الاسلام : رؤية سوسيو نفسية
- الاسكندر الاكبر المنقذ وعلاقاته المثلية
- تشابه فكرة المنقذ بين الديانات
- الفصام النفسي والسلوكي لبعض المثقفين
- انهيار المؤسسات بعد سقوط النظام الملكي - ج 3
- وحدة اليسار العراقي :جدل التوحيد
- جذور العنف في الاسلام
- العلمانية جدل المفهوم
- وحدة اليسار العراقي : خلاصة قراءة متجددة
- اللقاء التحاوري لليسار العراقي
- ولادة وقيامة المخلص في الديانات القديمة
- انهيار المؤسسات بعد سقوط النظام الملكي - ج 2
- التثليث في الديانات المختلفة
- انهيار المؤسسات بعد سقوط النظام الملكي - ج 1
- رجع الصدى : مجزرة قصر الرحاب - ج 2


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - شبهة العلاقة المثلية بين كلكامش وانكيدو