أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - الختان في الاسلام : رؤية سوسيو نفسية













المزيد.....

الختان في الاسلام : رؤية سوسيو نفسية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 17:30
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الختان في الاسلام :رؤية سوسيونفسية

الختان هو طقس عبور من مرحلة الطفولة الى الذكورة والرجولة .وهو علامة مميزة للانتماء الى جماعة قبلية او دينية معينة.
كتب الباحث عبد الوهاب بوحديبة في مقاله المعنون :
(الجنس في الاسلام ), وهو متضمن في كتاب اعدته كلا من مي غصوب وايما سنكلير ويب بعنوان :
(الرجولة المتخيلة:الهوية الذكرية والثقافة في الشرق الاوسط الحديث )- ط1 -2002 –دار الساقي – بيروت .
لايمكن لاحد ان ينكر حتى الشركاء في زيجات مختلطة ويتجاهل طقس الختان في الاسلام .

ان تنام امراة مسلمة مع عشيقها قد يبدو امرا مقبولا في بعض الاحيان , لكن ان تنام امراة مسلمة مع رجل غير مختون , حتى ولو في علاقة شرعية ,فهي مسالة مروعة .
الختان راسخ الجذور في لاوعي الشعوب العربية الاسلامية رغم انه فعل وطقس غير ملزم في الفقه الاسلامي .انه عمل من اعمال السنة .كتاب الفتوى الهندية لايخصص له الا ثلث صفحة من مجموع ثلاثة الاف صفحة .

والغزالي تناول الختان في سبعة اسطر فقط من كتابه الضخم احياء علوم الدين , الذي يزيد على الفي صفحة .ويلزم العيني الكبير الصمت حول مسالة الختان .والقران لايتحدث عن الختان مطلقا .ويقر سيدي خليل , الفقيه المالكي الكبير , بان صلاة الجماعة يمكن ان يؤمها رجل غير مختون بصورة شرعية تماما.

الاسلام يميز بدقة بين الختان بمعناه الضيق ,اي قطع المقطع الدائري من القلفة وبين الخصاء الذي يسبب العقم بازالة خصية واحدة ,او كلتا الخصيتين .لقد رفضت المسيحية طقس الختان الجسدي واستبدلتها بالمعمودية , التغطيس في الماء ,الامازيغ لم يعرفوا الختان في افريقيا , والفينيقيون تخلوا عنه عندما استوطنوا افريقيا .ادخل الختان الفاتحون العرب المسلمون في القرنين السابع والثامن .

الختان طقس للفرح ولاقامة احتفالات عائلية صاخبة لاتنافسها الا احتفالات الاعراس .الختان اعلان لذكورية الطفل المتحول من خلال طقس الختان الى الرجولة والذكورة حيث يتم التمييز بين البنات والاولاد.ولدينا مقال قادم حول الموضوع.اما ختان الاناث فهو طقس يتم بصمت وبسرية تامة , وبدون اعلان واشهار .

وفي تونس والمغرب يجب ذبح ديك اسود او احمر كبير لحظة اجراء عملية الختان وفي لحظة اجراء عملية الختان تهشم الاباريق برميها بقوة على الارض .فالشيء المهم احداث ضوضاء وكثير من الجلبة كنوع من الاعلان عن الختان .اما الطفل المشوه في عضوه (قضيبه – ايره ) فلا حيلة له سوى الصراخ والبكاء من صدمة الجريمة التي حدثت بجسده الغض , والخوف من منظر الشفرة الحادة واللامعة , وصوت تهشم الاباريق , وهي بقايا ذكريات الطفل المقطوع القلفة , لدخوله كشخص حصل على الهوية الذكورية الاسلامية.وفي اليهودية يكون الختان رمزا للعهد بين الاله يهوه وشعبه العبراني .انه بديل عن التضحية بانسان .يقول مارسيل ماوس :
( الختان عندي وشم من حيث الاساس .انه علامة قبلية وحتى قومية ).الختان عنداليهود علامة على لحمة شعب اسرائيل , والذي ميز نفسه بالختان عن بقية المجموعات السكانية المجاورة .اما في المسيحية فتم تجريد الختان من معناه الجسدي الضيق .

يقول الرسول بولس في رسالته الى مؤمني غلاطية ,الاصحاح السادس , والاعداد 12 -15 :
(جميع الذين يريدون ان يعملوا منظرا حسنا في الجسد هؤلاء يلزمونكم ان تختتنوا لئلا يضطهدوالاجل صليب المسيح فقط.لان الذين يختتنون هم لايحفظون الناموس ,بل يريدون ان تختتنوا انتم لكي يفخروا في جسدكم .واما من جهتي فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وانا للعالم .لانه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا ولا الغرلة ,بل الخليقة الجديدة ).

الختان في الاسلام ليس من اركان الاسلام .الطقوس المحيطة به طقوس فضفاضة ,غير دقيقة ,وعفوية .وهي لاتقترن بصلاة .يمكن ان يتم الختان في اي وقت من عمر سنة واحدة , الى اثنتي عشرة سنة .الفقه الاسلامي بالكاد يعتني به ,والقران لايحفل به .الختان في الاسلام علامة انتساب الى جماعة محددة هم اتباع محمد.والختان علامة ضم الانسان الى هذه الجماعة الدينية.وهذا يفسر اصرار المسلمين على تشبثهم بالختان .اليوم الذي يسبق يوم الختان يسمى في تونس على غرار ليلة الزفاف (الواطية )من ( الوطء ).وتقام الاحتفالات بوضع الحناء والاغتسال في الحمام وزيارة الحلاق .

ان الختان ليس الا تقليد لطقس الزواج .ان التضحية بالقلفة استباق للتضحية بغشاء البكارة . كانما الختان تحضير لفقدان البكارة .
هنالك اغنية تقليدية في تونس تنشد بمناسبة ختان الاطفال :

وليك مطهر وعقابك عروس
وحصانك يولول مابين الغروس
وليك وطهر وعقابك شباب
وحصانك يولول مابين العزاب
وبين ام المطهر وبين خالته
تجيب ترمي الدراهم على عمارته

وعمارته هي قضيب المختون .انه حصان دائم الصهيل , دائم الانتصاب .الصبي المختون يلاحظ سريعا الامتيازات التي يحصل عليها بفعل الختان , والتي تقوده الى الرجولة والذكورة والتشبه بابيه بدون لحية وشوارب,فقد جرت توعيته باهميةذلك (الشيء الصغير المتدلي).هنالك تقييم رمزي للقضيب وخوف مهووس من فقدانه , وهذا الامر سيستمر في مجتمع ذكوري ,سلطوي الى فترة طويلة جدا .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسكندر الاكبر المنقذ وعلاقاته المثلية
- تشابه فكرة المنقذ بين الديانات
- الفصام النفسي والسلوكي لبعض المثقفين
- انهيار المؤسسات بعد سقوط النظام الملكي - ج 3
- وحدة اليسار العراقي :جدل التوحيد
- جذور العنف في الاسلام
- العلمانية جدل المفهوم
- وحدة اليسار العراقي : خلاصة قراءة متجددة
- اللقاء التحاوري لليسار العراقي
- ولادة وقيامة المخلص في الديانات القديمة
- انهيار المؤسسات بعد سقوط النظام الملكي - ج 2
- التثليث في الديانات المختلفة
- انهيار المؤسسات بعد سقوط النظام الملكي - ج 1
- رجع الصدى : مجزرة قصر الرحاب - ج 2
- معاهدة بورتسماوث التي اسقطتها الصهيونية العالمية
- رجع الصدى : مجزرة قصر الرحاب - ج 1
- فيصل الثاني : سيرة ملك لم تكتمل - ج 2
- الدعاية النفسية في ظل العولمة
- علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 4
- علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 3


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - الختان في الاسلام : رؤية سوسيو نفسية