أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - وليد يوسف عطو - وحدة اليسار العراقي :جدل التوحيد















المزيد.....

وحدة اليسار العراقي :جدل التوحيد


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5523 - 2017 / 5 / 17 - 17:19
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


وحدة اليسار العراقي :جدل التوحيد

ظهر مشروع اليسار العراقي وفق فكر احادي واقصائي .اليساريون في عقلهم اللاواعي يسيرون وفق ثقافة النسق والقطيع ,اي العقل الدائري الجماعي ,ويمكن تسميته بعقلية (القبيلة الشيوعية ).كل من هو داخل القبيلة هو وطني وتقدمي واشتراكي وشيوعي .والذين خارج القبيلة هم خونة واعداء وعملاء ورجعيين ...الخ .

ان ازمة اليسار العراقي تغلفت بغلاف (المقدس ). بذلك توقفت الاحزاب الشيوعية عن نقد ذاتها لانها لاتستطيع نقد المقدس الماركسي والحزبي ,مما ادى الى تراكم الاخطاء والكوارث .ولا زال الشيوعيون العراقيون يدافعون عن احداث الفوضى والعنف العشائرية والانقلابات العسكرية تحت مسمى ( الثورة ).

قامت المجتمعات العربية الاسلامية في مرحلة انكفائها التاريخي بتشكيل عقل دفاعي عن طريق تقديس رموزهم الدينية :القران , محمد, كتب الصحاح والحديث ,الصحابة اهل البيت , زوجات النبي .وتحول محمد الى حبيب الله والمخالف الى كافر :
عتل بعد ذلك زنيم ان كان ذا مال وبنين اذ تتلى عليه اياتنا قال اساطير الاولين سنسمه على الخرطوم ( سورة القلم ).

هكذا فعل اليسار العراقي ايضا .التغزل بالنظرية الماركسية اللينينية وتقديسها وتقديس قادة ورموز الاحزاب الشيوعية .وتحولت شخصية عبد الكريم قاسم الى شخصية اسطورية ,زعيم معصوم وصل الى السلطة بموافقة بريطانية امريكية .

وحدة اليسار العراقي في طور الصيرورة
جاء اللقاء التحاوري اليساري العراقي الاول ليقوم بجمع الاضداد في لقاء يساري تصالحي يحدث لاول مرة في تاريخ اليسار العراقي .وهو يمثل بداية تفكيك العقل الايديولوجي الدائري والانتقال نحو العقل الفردي الافقي الفاعل والمنتج وانتقال اليسار العراقي نحو مهام جديدة .

ان الصعوبة تكمن في اعتقادي في الجانب النفسي لدى قوى اليسار العراقي والذي عاشه الشيوعيون في ظل ايديولوجية واحدة وفي ظروف العمل السري .لذا كان ينتاب الشيوعيون الخوف والريبة والشك من الرفاق في الاحزاب الشقيقة بالاضافة الى تحوطاتهم من عناصر السلطة والتي تحاول اختراق تنظيمات اليسار العراقي .

ان كسر الحاجز النفسي يستلزم من اقدم الاحزاب الشيوعية في العراق وهو الحزب الشيوعي العراقي ان يقدم تنازلات لصالح الاطراف اليسارية الاخرى المشاركة في اللقاء التحاوري ,اكثر مما تقدمه الاطراف اليسارية الاخرى من تنازلات متقابلة .لذا على احزاب وتنظيمات اليسار العراقي تجاوز العقلية الايديولوجية والخلافات السياسية والتنظيمية والجلوس على مائدة مستديرة لمناقشة الموضوعات المشتركة وافاق المرحلة الحالية والمستقبلية , ومخاطر اعادة انتاج الديكتاتورية بصيغ مختلفة .وهذا يتطلب تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية والشخصية .

في هذه المناسبة احب التوكيد على اهمية ثقافة الاعتذار وزرع الثقة بين اطراف اليسار العراقي , وممارسة النقد الذاتي والمراجعات الفكرية .ووضع المسلمات النظرية تحت مطرقة النقد واتباع سياسة المرونة والتحاور وتقديم التنازلات المتقابلة لتحويل الحوار الى واقع معاش .

مشكلة العقل الايديولوجي اليساري يكمن في تصور كل حزب يساري بانه الحزب المتسيد على الشارع اليساري وهذه عقلية اقصائية وليست عقلية تشاركية منتجة وفعالة .
اقول دوما للاصدقاء بان وحدة اليسار العراقي ليست عملية جمع بسيط للاعداد ,بل هي عمل نوعي لاعلاقة له بحجم الكتل اليسارية واعدادها.انني اراهن في جميع حواراتي على اهمية التواصل والحوار مع الطلبة والشبيبة في بغداد والمحافظات وتشجيع الناشطين والناشطات على المبادرة والابتكار في العمل والقيادة ومعرفة اسلوب تفكيرهم ومشكلاتهم والمناطق التي يعيشون فيها .

علينا نحن كبار السن بتزويدهم بخبرتنا فقط . ان الطلبة والشبيبة يملكون طاقات هائلة في العمل وفي المخيال.وهم يجيدون استخدام الحواسييب والهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي .انني وقد بلغت من العمر عتيا اجد ان الحوار مع امثالي من كبار السن لايفيد كثيرا , لان الانسان في تقدم العمر يفقد المرونة ويتغير نمط تفكيره ,وهم لايستطيعون التخلي عن ثوابتهم ومقدساتهم .اما الطلبة والشبيبة فهم في طور الصيرورة والتشكل والتبدل ,وذهنهم لازال طريا . وهم ادرى منا بمشكلاتهم .لذا علينا التحاور معهم بمنطق التشارك والصداقة والرفاقية وليس بمنطق الوصاية .

ان القبول بالحوار قد كسر حاجز الخوف والعزلة والانعزال والتردد , وهو انجاز بحد ذاته . لذا علينا فلترة عقولنا من الشوائب العقائدية ومن نظرية المؤامرة والاختراق والتواصل بين قوى اليسار العراقي المختلفة بعقل منفتح ومنتج والقبول بالتعددية الفكرية والتنظيمية للوصول الى قناعات مشتركة عن طريق الحوار وانثروبولوجيا اللغة .

هنالك اشكال متعددة من اشكال الاتحاد اليساري على شكل جبهة وطنية يسارية ,او تيار يساري , او تجمع يساري ,او حزب يساري بقيادة موحدة وبمنابرمتعددة وفق مقترح الرفيق رزكار عقراوي .هنالك احزاب مع العملية السياسية , واحزاب ضدالعملية السياسية .لكن كل الاطراف اليسارية لديها مشتركات اكثر من الخلافات والاختلافات الموجودة فيما بينها .علينا التفاوض والتحاور حول الاطر المناسبة للدفاع عن مكتسبات الكادحين . من اجل محاربة الفساد والفاسدين ,من اجل اقرار قوانين تصون كرامة المواطن وحريته . من اجل تغيير وتطوير العملية السياسية واقتناص اللحظة التاريخية المناسبة من قبل اليسار العراقي من اجل تغيير موازين القوى لصالحه والدخول في تحالفات جديدة لارساء العملية السياسية على اسس جديدة وتقعيدها خارج اطار المحاصصة الاثنية والطائفية .على احزاب اليسار العراقي تجاوز الخطاب الايديولوجي التقليدي وعدم الانجرار الى الصراعات الجانبية.وعدم الخلط بالمفاهيم بين الدولة المدنية والدولة العلمانية .

وعدم الدخول في مساومات سياسية مع احزاب دينية ,وهذا يتعارض مع مشروع وحدة اليسار العراقي .ان الاعداد الغفيرة من الطلبة والشبيبة شعروا بالاحباط من الوضع السياسي ومن تشتت اليسار العراقي وضغط القوى المسلحة فقاموا بالهجرة الى دول الغرب الامريكي والاوربي وهنالك اعلنوا الحادهم واخذوا يهاجمون الاسلام والقومية العربية والامة العربية والبحث عن هوية جديدة ودين جديد .انه اغتراب ومعاناة في ظل صراعات متعددة .

كلمة لابد منها :

ان الحل بايدينا..

لا ..لنظرية المؤامرة ..
علينا الاتحاد والعمل كفريق واحد .علينا الابتعاد عن لغة المقاهي
علينا الابداع في ابتكار مبادرات جديدة وتغيير نمطية الاحتجاجات الشعبية الاسبوعية, وتحويلها الى طابع اكثر جذرية , واكثر جماهيرية , واكثر مقبولية عند الشارع العراقي . وعدم تحويل الاحتجاجات الى ممارسات روتينية , وعدم انجرار بعض الاحزاب الشيوعية نحو التدين الشعبوي على طريقة الحزب الشيوعي السوداني !

على اليسار العراقي عدم الانجرار الى الاسلام الوسطي , او المعتدل , او مايسمى بالمسلمين الجدد !
كتب الباحث السوداني هشام آدم في كتابه ( المسلمون الجدد:في نقد الاسلام المعتدل )مايلي :
( وبامكاننا اخذ نموذج للغة الدينية المستخدمة في خطابات الاحزاب اليسارية , متخذين من الحزب الشيوعي السوداني مثالا على ذلك .فقد اصدر الاستاذ يوسف حسين ( الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني ), تصريحا اثر اعتداء جماعة مسلحة على دار الحزب .. وجاء في التصريح مايلي (الا رحم الله الخليفة الراشدي الاول سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه ,الذي كان يوجه جيوشه , وهي خارجة للقتال :اذا سمعتم صوت الاذان , او رايتم من يصلي , فامسكوا (.. ) ومنذ متى اصبح النضال من اجل المقاصد الكلية للدين الاسلامي الحنيف خروجا على الاسلام ؟).

يعقب هشام ادم (هذا الخطاب الديماغوجي , الذي يستنجد بالارث التاريخي الديني , لايصدر الا عن حزب ديني وانا اتساءل : ماذا يسمى الحزب الذي يسعى ,بل ويناضل من اجل تحقيق المقاصد العليا للاسلام ان لم يكن حزبا دينيا؟).وهكذا نرى انجرار اليسار نحو مواقع الاسلام السياسي لاهداف نفعية بحتة مضيعا الفرصة التاريخية للقيام بدور التنوير والتوعية .
علينا تقديم خطاب يساري سياسي وثقافي ومعرفي واضح لاعلاقة له بالاحلام وبالاوهام !
علينا ان نعيش وحدة اليسار العراقي بحب وبشغف وليس بعقلية العمل الوظيفي الروتيني .
قوتنا في اتحادنا !

مقالات ذات صلة :

مقالتنا ( العلمانية جدل المفهوم ) والمنشورة على الرابط التالي:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=558155

مقالتنا (وحدة اليسار العراقي : خلاصة قراءة متجددة )والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=557544



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور العنف في الاسلام
- العلمانية جدل المفهوم
- وحدة اليسار العراقي : خلاصة قراءة متجددة
- اللقاء التحاوري لليسار العراقي
- ولادة وقيامة المخلص في الديانات القديمة
- انهيار المؤسسات بعد سقوط النظام الملكي - ج 2
- التثليث في الديانات المختلفة
- انهيار المؤسسات بعد سقوط النظام الملكي - ج 1
- رجع الصدى : مجزرة قصر الرحاب - ج 2
- معاهدة بورتسماوث التي اسقطتها الصهيونية العالمية
- رجع الصدى : مجزرة قصر الرحاب - ج 1
- فيصل الثاني : سيرة ملك لم تكتمل - ج 2
- الدعاية النفسية في ظل العولمة
- علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 4
- علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 3
- علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 2
- علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 1
- المثقف الايديولوجي : فصام فكري ونفسي
- فيصل الثاني سيرة ملك لم تكتمل - ج 1
- محمد الرديني طائر النورس المهاجر


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - وليد يوسف عطو - وحدة اليسار العراقي :جدل التوحيد