أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 4














المزيد.....

علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 4


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5468 - 2017 / 3 / 22 - 16:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



الحاقا بالجزء الثالث والمنشور على الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=552038
دخول الطبقات الشعبية في الحياة السياسية يمثل احد السمات البارزة لعصرنا الحديث .ان نشر الافكار عن طريق الجماهير تستغرق زمنا طويلا ,حيث ان الجماهير غير ميالة للتامل والتفكير العقلاني , لكنها مؤهلة للانخراط بالسياسة اليومية وفي العمل.

ان الانقلابات التاريخية توضح لنا بان الانحلال النهائي يتم عن طريق الكثرة اللاواعية والعنيفة من الجماهير . فهي لا تستخدم قوتها الا في الهدم والتدمير . ان مؤسسي الاديان كانوا كلهم علماء نفس بدون وعي منهم بقدراتهم . وكانوا يعرفون قدرات الجماهير بشكل عفوي .

يقول غوستاف لوبون ان معرفة نفسية الجماهير تشكل المصدر الاساس لرجل الدولة .ان فرض ضريبة غير مباشرة على الجماهير يمكن ان تصبح مقبولة حتى لو كانت باهظة عندما يتم توزيعها يوميا على مواد الاستهلاك بمبالغ زهيدة . ولكن اذا تم ابدالها بضريبة تتناسب طرديا مع مداخيل الافراد وطلب من الجماهير ان تؤديها دفعة واحدة , فانها تستثير الاحتجاجات الكبرى

يقول العالم غوستاف لوبون ان الجماهير مقودة بشكل كلي تقريبا من العقل اللاواعي . فاعماله تقع تحت تاثير النخاع الشوكي اكثر مما تقع تحت تاثير المخ .وبما انها غير موجهة من قبل المخ فان الفرد ضمن القطيع يتصرف بشكل عنيف ويمارس التحريض .بينما الفرد المعزول يمكن ان يخضع لنفس المحرضات ولكن عقله يتدخل ويبين له مساويء الانصياع لافكار التمرد وبالتالي فلا ينصاع لها.

يقول لوبون ان الجمهور يمكن ان يكون جلادا ويمكنه بنفس السهولة ان يصبح ضحية .وهي احدى سمات الشخصية النفسية للفرد العراقي .ان الجماهير يمكنها الانتقال من النقيض الى النقيض بحسب المحرضات .وهي ظاهرة مارستها الجماهير في العراق في ظروف مختلفة من العهد الملكي الى العهد الجمهوري .

ان مزاج الجماهير المتغير والمتطرف كالجمهور العراقي يجعل من الصعب حكمه .ان مفهوم المستحيل لامعنى له بالنسبة للفرد المنخرط في الجمهور .فالانسان المعزول يعرف انه لايستطيع ان يسرق او يحرق قصرا . ولكنه عندما ينخرط في الكتلة البشرية يشعر بالقوة الفائقة الناتجة عن الكثرة.وعندما تسنح له الفرصة في الحرق والنهب والقتل فانه لايتردد في فعل ذلك .

لذا تلجا الاجهزة الامنية الى وضع الافراد المعارضين للسلطة في حبس انفرادي حتى لايتاثر بالنسق النفسي والفكري للجماعة التي ينتسب اليها .وبالتالي يمكنني الحديث عن نسق نفسي وفكري وثقافي للجماهير وليس عرق تاريخي كما تحدث عنه لوبون .

ان صناعة الاكاذيب والاساطير يتم تداولها وانتشارها بسرعة عن طريق العدوى والتداول .تتميز الجماهير بسرعة تصديقها لاية اشاعة او اسطورة . وهو تصديق ناتج عن تشويه وتضخيم للاحداث في مخيلة الكتلة البشرية النفسية .

ان الجماهير تخلط بين التشويه الذي يلحق بالحدث وبين الحدث نفسه .وفي عصر العولمة يكون للصورة والاعلان على الشاشة دورا حاسما في ايصال المعلومة والتاثير في الجمهور .يتم تضخيم الحدث عن طريق الاشاعة والذاكرة الانتقائية للدماغ .يقول لوبون انه قبل ان يظهر القديس جورج على جدران القدس ,كان قد ظهر فقط لاحد الحاضرين . وعن طريق التحريض والعدوى فان العجزة التي شاهدها هذا الشخص اصبحت مقبولة من قبل الجميع .

هذه الالية هي التي تثير الهلوسات السمعية البصرية عند الجماهير المؤمنة . يقول لوبون انه بمجرد ان يجتمع هؤلاء على هيئة جمهور فان الجاهل والعالم يصبحان عاجزين عن الملاحظة والنظر .يعمل الوهم على خلق الاساطير وصناعة الاحداث .

في مثال يضربه العالم غوستاف لوبون في كتابه ( سيكولوجية الجماهير)يكون للوهم دورا كبيرا في صناعة الاساطير وتشويه الوقائع .يقول لوبون حول حادث مقتل طفل والتعرف عليه من قبل طفل اخر وصولا الى صناعة الوهم حول الرواية :

(لنلاحظ اولا بان كل شهادات التعرف هذه قدمت من قبل النساء والاطفال .اي من قبل الكائنات الاكثر عرضة للتاثر والتاثير الذاتي .وهي تدل على هشاشة مثل هذه الشهادات امام العدالة ).وفق نفس التحليل النفسي يمكننا تفسير ظهورات العذراء مريم فوق ابراج وصلبان الكنائس . وكذلك شهادات النسوة من اتباع يسوع حول بعثه وقيامته من بين الاموات .وكذلك قصة مشاهدة الحلاج حيا بعد اعدامه ,ومشاهدة صورة الزعيم عبد الكريم قاسم على وجه القمر .

وقيام الاطفال الذين تمر بقربهم قوافل الابل بحركة عن طريق اصابعهم لتشير الى شربهم للحليب من اثراقدام الابل .وكما كتب الشاعر والناقد جمال جاسم امين انه( لاحليب في اثر الابل )ضحك عليه الاطفال لانه لم يصدق روايتهم . انها صناعة الاوهام بامتياز

يقول العالم لوبون ( ولكن مانعرفه عن نفسية الجماهير يثبت لنا مدى حجم اوهامهم واخطائهم ..واذا قلنا بان حادثة ما قد لوحظت في نفس الوقت من قبل الاف الشهود , فان ذلك يعني ان الحادثة الحقيقية هي بشكل عام مختلفة جدا عن الرواية المنقولة عنها .. ينتج من كل ماقلناه سابقا بانه ينبغي ان نعتبر كتب التاريخ بمثابة كتب الخيال الصرف .فهي عبارة عن حكايات وهمية عن وقائع لوحظت بشكل رديء ).

ان الجماهير باعتبارها كتلة نفسية مستعدة دائما للتمرد على السلطة الضعيفة ولا تنصاع الا للسلطة القوية .ان الكتلة النفسية للجماهير صاحبة غرائز ونزوات . يقول لوبون (فالجمهور الذي يمزق اربا .. اربا وببطء ضحية لاتستطيع الدفاع عن نفسها يبرهن على قسوة جبانة جدا ).

تم الموضوع ..



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 3
- علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 2
- علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 1
- المثقف الايديولوجي : فصام فكري ونفسي
- فيصل الثاني سيرة ملك لم تكتمل - ج 1
- محمد الرديني طائر النورس المهاجر
- صفحات مهملة من تاريخ العراق الحديث
- الانصاب والاصنام الحجرية
- الفكرة الدينية وعلاقتها بقوانين الكون
- على هامش مجزرة قصر الرحاب
- مفهوم الحضارة والثقافة والمدنية والدين
- من رموز العبادات القضيبية
- الدعاية الناصرية الهدامة
- العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية -ج4
- العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية - ج3
- العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية - ج 2
- العلاقة بين عبد الناصر والمخابرات الامريكية -ج1
- حديث عن الحاجة الى ثورة جنسية
- عبادة الرموز الجنسية
- البحث في نفسية صدام حسيين


المزيد.....




- سوريا.. عشرات القتلى جراء اشتباكات بين مقاتلين بدو ودروز في ...
- الإيطالي يانيك سينر يتوج بأول ألقابه في ويمبلدون بعد الفوز ع ...
- لماذا يلمح نتنياهو إلى انتكاسة محتملة بمفاوضات الدوحة؟
- مستشار لنتنياهو يواجه اتهامات بتسريب معلومات سرية عن غزة
- ترامب بين مطرقة بوتين وسندان نتنياهو.. حلم نوبل في زمن الحرب ...
- -أنا بخير-.. لطفي لبيب يتعرض لجلطة دماغية جديدة
- وفاة الرئيس النيجيري السابق محمد بخاري عن عمر يناهز 82 عامًا ...
- تايلاند تحتفل بـ-مو دينغ-: أصغر فرس نهر قزم يشعل الأجواء في ...
- هل تقبل -قسد- باندماج كامل في الجيش السوري أم تخاطر بمواجهة ...
- السبب وراء تفجّر المواجهات المسلحة بين الدروز والبدو في السو ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - علم النفس الاجتماعي وسيكولوجية الجماهير - ج 4