أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وليد يوسف عطو - الشباب الفلسطيني :المقاومة وطقوس العبور














المزيد.....

الشباب الفلسطيني :المقاومة وطقوس العبور


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 19:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الشباب الفلسطيني :المقاومة وطقوس العبور

استعمل الفلسطينيون اقدم سلاح لمواجهة دولة اسرائيل المحتلة لاراضيهم وهي الحجارة .فالفلسطينيون في الدفاع وفي الهجوم

يشهرون السلاح وهو سلاح الحجارة , اقدم اشكال السلاح المعروفة عند البشر باعتبارها جزء من الطبيعة والبيئة .لقد نشات اجيال جديدة من الاطفال والشباب الفلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي وتحت عنف السلطة الاسرائيلية.ان العجز عن تطبيع الاحتلال يعني اللجؤ المتواصل الى العنف الجسدي .يدرك المرء بسرعة ان الضرب ممارسة مالوفة لدى المؤسسة العسكرية والامنية الاسرائيلية .

لقد اصبح الضرب جزءا من جهاز السيطرة الاسرائيلي منذ بداية الاحتلال لغرض تطويع الشعب الفلسطيني .ان الاحتكاك مع سلطة الاحتلال يؤدي الى ضرب الشباب الفلسطيني , لذا رفض الشباب الفلسطيني الدعوات المسائية لقيادة السيارات لان الجنود الاسرائيليين على حواجز الطرق يوقفونهم وينزلون الرجال عشوائيا لغرض ضربهم .وفي ازقة المخيمات يحرص الاطفال على البقاء قرب المنزل لان الجنود الاسرائيليين يقومون احيانا بملاحتقهم وضربهم واحتجازهم عدة ساعات .

قبل الانتفاضة الاولى لثورة الحجارة كانت عمليات الضرب تجري خلال التوقيف .وكان الضرب جزءا لايتجزا من الاستجواب والهدف منه تحطيم ارادة المعتقلين وانتزاع الاعترافات منهم بالقوة . وكان الضرب بالنسبة الى الاسرائيليين رسالة مشفرة الهدف منها توجيه رسالة عن عواقب المقاومة .

فالشاب الفلسطيني يرمز للمقاومة وللنضال ضد المحتل الاسرائيلي حيث يجب استئصال فكرة المقاومة ورموزها واسكات صوتها .يجب ارغام الفلسطينيين على الاذعان للمشروع الاستيطاني .فالعنف الاسرائيلي ينطلق من افتراض الذنب الجماعي والمسؤولية الجماعية للفلسطينيين .الجندي الاسرائيلي يلوح بالوسائل التكنولوجية الحديثة للعنف مثل القنابل المسيلة للدموع وخراطيم
المياه والطلقات المطاطية والهراوات .

ان الخطاب العسكري الاسرائيلي الى جانب الايديولوجية الاسرائيلية – الصهيونية حول حقوق المحتلين بالارض في اطار نظام قضائي يسكت على الانتهاكات الممنهجة لحقوق الانسان حيث اشاع اجواء ازدهرت فيها ممارسة العنف الجسدي .

ان تحدي الشباب الفلسطيني وتعرضهم للضرب يمنح المقاتل والشاب الفلسطيني شرفا .هذا التحدي يقوم على على عدم الخوف من احد ,حيث الرجال الحقيقيون قادرون على فرض الاحترام والطاعة على الاخرين . ان اعتقال الاطفال الفلسطينيون وتعرضهم للضرب وللسجن هي طقوس للعبور من الطفولة الى الرجولة .
من متابعة نشاطات المقاومة في المخيمات والقرى والاحياء في المدن الفلسطينية كان واضحا ان دور الرجال الاكبر سنا هو دور صغير , لذلك بات دور المقاومة من اختصاص الفئات العمرية دون سن الخامسة والعشرين . ان السجن الاسرائيلي يتحول الى اكاديمية لتخرج المناضلين والمقاتلين , حيث تزدهر داخل السجون الاسرائيلية عمليات الانتساب الى صفوف المنظمات السياسية .
يتشابه الشاب الفلسطيني مع الشاب العراقي الذي قاوم الاحتلال الامريكي للعراق بانهم لايملكون شيئا يخسرونه .لذلك يتحولون الى صفوف المقاومة الفلسطينية . ان الاطفال والشباب بصفتهم متلقين للعنف يكشفون عن مؤهلات رجولية ثورية .

واثار العنف على اجسادهم تشير الى ذات رجولية مقاومة , وهو طقس للعبور نحو الرجولة . تتميز طقوس العبور بثلاث مراحل :
1- الانفصال 2- الهامشية 3 – الاجتماع
في المرحلة الاولى ينفصل الفرد عن الجماعة فهو يؤخذ من بيته وعائلته الى سيارة جيب ثم الى الاستجواب .المرحلة الثانية هي الهامشية وهي مرحلة محفوفة بالمخاطر ويتم فيها تمييع التراتبيات الاجتماعية للسن وللطبقة .يكون كثير من المعتقلين عراة في حالة من الهوان بلا رتبة او مكانة . انهم يعانون الالم والعذاب بصمت ..

ان السجن مرحلة انتقالية لتحقيق تراتبيات جديدة تقوم على القدرة على تحمل العنف الجسدي والنفسي ,والقدرة على القيادة في مجتمع السجن .اما الجزء الاخير وهو الاجتماع فيعني العودة الى الحياة الطبيعية .حيث يقوم الاقارب والاصدقاء والجيران بالزيارة على امتداد اسابيع من اجل ابداء الاحترام للمعتقل المطلق سراحه .وتتولى نساء البيت تحضير اطعمة خاصة محضرة من اللحوم الاغلى ثمنا لتقوية صحة السجين وللتعبير عن الاحترام والتقدير لصموده .

يتبع ..

المصدر :

المقال منقول باختصار شديد وبتصرف من مقال بعنوان (الجذر الذكري وطقوس المقاومة في الانتفاضة الفلسطينية الاولى :السياسات الثقافية للعنف ) – تاليف جولي بيتيت , من كتاب (الرجولة المتخيلة :الهوية الذكريةوالثقافة في الشرق الاوسط الحديث ) –اعداد :مي غصوب وايما سنكلير ويب .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احداث تم تزويرها من تاريخ العراق الحديث
- من طقوس العبور : طقس الحلاقة الاولى للاطفال اليهود
- المثلية الجنسية في الادب العربي
- ترميم جسد الميت بتقنية النانو
- الختان في الاسلام : رؤية سوسيو نفسية
- الاسكندر الاكبر المنقذ وعلاقاته المثلية
- تشابه فكرة المنقذ بين الديانات
- الفصام النفسي والسلوكي لبعض المثقفين
- انهيار المؤسسات بعد سقوط النظام الملكي - ج 3
- وحدة اليسار العراقي :جدل التوحيد
- جذور العنف في الاسلام
- العلمانية جدل المفهوم
- وحدة اليسار العراقي : خلاصة قراءة متجددة
- اللقاء التحاوري لليسار العراقي
- ولادة وقيامة المخلص في الديانات القديمة
- انهيار المؤسسات بعد سقوط النظام الملكي - ج 2
- التثليث في الديانات المختلفة
- انهيار المؤسسات بعد سقوط النظام الملكي - ج 1
- رجع الصدى : مجزرة قصر الرحاب - ج 2
- معاهدة بورتسماوث التي اسقطتها الصهيونية العالمية


المزيد.....




- -لا لإقامة المزيد من القواعد العسكرية-: نشطاء يساريون يتظاهر ...
- زعيم اليساريين في الاتحاد الأوروبي يدعو للتفاوض لإنهاء الحرب ...
- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وليد يوسف عطو - الشباب الفلسطيني :المقاومة وطقوس العبور