قالَ البدوُ وقُلتُ ..

هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5825 - 2018 / 3 / 24 - 01:13
المحور: الادب والفن
    

قَالُوا عَنْ أَرَاجِيفِ البَدْوِ
هِيَ
الأَصْلُ والشَّرَفُ !

وَفَضَائِلُ بِهَا
حَتَّى العَدُوُّ المُعَانِـدُ
اليَوْمَ يَعْتَرِفُ !

آلِهَةٌ أَوْحَتْ وَعَلَى هَدْيِهَا
سَارَ الرُّسُلُ وَالسَّلَفُ !

وَكَتَبَتْ أَزَلًا
أَنْ لِلبَدْوِ
أُمَـمُ الأَرْضِ تَذِلُّ وَتَهْتِفُ !

زَعَمُوا أَنَّ الإله سِمْسَارٌ
أَرْضُ الغَيْرِ لَهُ الهَدَفُ !

وَزَادُوا
فِي جِلْفٍ وَضِيعٍ تَجَسَّدَ
وَعَنْهُ لَا يَخْتَلِفُ !

وَخَتَمَ الإِلَهُ غَيَّهُ بِأَشْرَفِ خَلْقِهِ
كَمَا زُورًا يَتَّصِفُ !

ثُمَّ اِنْصَرَفَ دُونَ أَثَرٍ
وَهْوَ الذِي عَنَّا
لَا يَنْصَرِفُ !

تُرَّهَاتٌ جَعَلَتْ مِنْ أَقْوَامٍ
أُصُولُهَا المَجْدُ وَالأُنُفُ !! ( 1 )

تَزْهَدُ فِي أَرْضِهَا
وَلِصَحْرَاءِ قَمْلِ البَدْوِ تَزْدَلِفُ !!

الغِلْظَةُ وَالكَذِبُ خُلُقُهَا
وَالخِسَّةُ وَالسَّفَهُ وَالصَّلَفُ !! ( 2 )

وَالغِلُّ وَالبُغْضُ شِيَمُهَا
وَالعَفَنُ والدَّرَنُ وَالقَرَفُ !!

شُعُوبٌ أَئِمَّتُهَا كُلُّ مَنْ بِـ
قَالَ السَّادَةُ البَدْوُ يَلْتَحِفُ !!

القِسُّ وَالشَّيْخُ وَالحَبْرُ
وَالعَسْكَرُ وَالمَلِكُ وَالخَرَفُ !!

قَالَ شَيْخُهُمْ نَحْنُ الخَلَاصُ
نَحْنُ لِخَيْرِ سَلَفٍ خَلَفُ !!

وَنَهَقَ قِسُّهُمْ
أَبْنَائِي
عَالَمٌ فَانٍ عَلَيْهِ لَا نَأْسَفُ !!

وَصَاحَ عَسْكَرُهُمْ وَمَلِكُهُمْ
القُصُورُ لَنَا وَلَكُمْ الكُنُفُ !!

فَبِئْسَ زَمَنٍ
وَسُحْقًا لِبَلَدٍ
ذُلَّ فِيهِ الشُّرَفَاء وَضَعُفُوا !!!

وَتُفًّا عَلَى عِلْمَانِيَّةٍ
تَنْعَتُ كُلَّ شَرِيفٍ بِأَنَّهُ مُتَطَرِّفُ !!!

العَيْنُ عَلَى وَطَنِي دَمًا تَدْمَعُ
وَالقَلْبُ حُمَمًا يَنْزِفُ !!!

وَالعَقْلُ يَصْرُخُ
أَيَا شَعْبِي
مَتَى لَكَ الحَقُّ سَيَنْكَشِفُ ؟!

تُقَدِّسُ سِيَاطَ جَلَّادِيكَ يَا وَطَنِي
وَعَلَى مَاضِيهمْ تَلْهَفُ !! ( 3 )

وَتُنْكِرُ مَاضِيكَ يَا شَعْبِي
وَأَبْنَاءَكَ الأَوْفِيَاءَ تَلْعَنُ وَتَقْذِفُ !!

مَتَى تَسْتَيْقِظُ يَا وَطَنِي
وَزَهْرَ الحَيَاةِ تَزْرَعُ وَتَقْطِفُ ؟!

وَمَتَى تَسْمَعُ وَتَفْهَمُ يَا شَعْبِي
فَيَزُوركَ العِزُّ وَالتَّرَفُ ؟!

لَنْ يُغْنِكَ يَا وَطَنِي شَعْبٌ
عَلَى تُرَّهَاتِ البَدْوِ يَعْتَكِفُ !!

وَلَنْ يُكْرِمَكَ يَا شَعْبِي وَطَنٌ
عَنْ صَحْرَاءِ البَدْوِ لَا يَنْحَرِفُ !!

آنَ أَوَانُ لَعْنِ السَّمَاءِ والصَّحْرَاءِ
وَمَنْ بِهمَا هَرَفُوا !! ( 4 )

ذَلِكَ الغَبِيُّ الذِي
لِشِفَاهِ الحُورِ وَالغِلْمَانِ يَرْتَشِفُ !!

وَذَلِكَ الذِّمِّيُّ الذِي
مِنْ بِحَارِ الذُّلِّ وَالِاسْتِلَابِ يَغْرِفُ !!

وَذَلِكَ "الكَرِيمُ" الذِي ( 5 )
بِمَجْدِ البَدْوِ لَا يَزَالُ يَهْذِي وَيَشْغَفُ !!

أَشْرَقَ الحَقُّ
وَأَبَاطِيلُ البَدْوِ اليَوْمَ
دُونَ شَفَقَةٍ تُنْسَفُ !!

كَذَا قَالَ البَدْوُ
وَكَذَا َقُلْتُ
فَهَلْ فِيكُمْ عَاقِلٌ يَا بَشَرُ يُنْصِفُ ؟!!

___________________________________________________________________________

( 1 ) أُنُف , جمع أَنُوف = عزيز النفس .
( 2 ) الصَّلَفُ = التَّكَبُّرُ وَالعَجْرَفَةُ .
( 3 ) لَهِفَ / يَلْهَفُ على ما فات : حزِن عليه وتحسَّر .
( 4 ) هَرَفَ : هَذَى وَخَلَطَ في كلامه .
( 5 ) .. والفاهم يفهم .

#هيام_محمود (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات